ديانا أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 20:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• عمر سليمان : لا أقبل أن اكون مرشح المجلس العسكرى
• لم نر دولة حكمها التيار الدينى ونجحت .. ومصر ستعانى من العزلة لو فاز الإخوان بالرئاسة!
• صحف كثيرة هاجمتنى إلى حد الإبتزاز .. لكننى رفضت أن أرد عليها
• أولادى كانوا يرفضون ترشحى ثم عادوا وطالبونى بالترشح لمواجهة التيارات المتأسلمة ولإحداث التوازن بين السلطات
• الهجوم الشرس من شخصيات مثقفة ومسلمة ومتنافسة علّى يعنى أنهم يخشوننى
• لقاءاتى مع المشير لا علاقة لها بالترشح .. وكانت من أجل المواقف الخاصة بمساعدة مصر
• أنا مش درويش .. لكن تجميع 49 ألف توكيل فى 24 ساعة معجزة وتسهيل ربانى
بهدوئه المعتاد .. وصوته المميز .. وأعصابه القوية .. بدأ عمر سليمان رواية القصة من أولها :
قال : "منذ خرجت من السلطة قررت بينى وبين نفسى أننى أديت ما علّى حربا وسلما لمدة 56 عاما .. وان ما قدمته لمصر يجعلنى مكتفيا وسعيدا بما انجزته .. ولدى قناعة مؤكدة انه حان وقت الراحة ,
فى ذلك الوقت تحدثت مع كل الناس الذين قابلتهم وقلت اننى سوف أركن الى الراحة .. ومنذ توليت منصب نائب الرئيس أصبحت شخصية عامة يمكن ان تتعرض للهجوم .. لم أعد مديرا للمخابرات العامة الذى يتمتع بحصانة المنصب .. وبدأت الصحف تدعى على باتهامات ربما تصل الى حد الإبتزاز .. وأنا قلت لصحفى كبير فى حوار تليفونى جرى بيننا " أتمنى أن ينسانى الناس .. عايزهم ينسونى .. لأن ما تبقى من العمر ليس طويلا .. ومن حقى أن أرتاح .. ولا أفكر فى الترشح للرئاسة على الإطلاق".
كان عمر سليمان يقصدنى .. وقد جرى هذا الحوار بعد أيام قليلة من اختفائه عن الحياة العامة.
سألته : كيف كانت علاقتك بالمجلس العسكرى بعد أن تركت السلطة وذهبت إلى بيتك ؟
قال : " كانت علاقتى بالمجلس العسكرى علاقة زمالة وأخوة .. وقدمت إليهم ما لدى من خبرة وإمكانيات فى الإتصالات الخاصة بمساعدة مصر للخروج من بعض الأزمات التى تعرضت لها .. فعلت ذلك تطوعا .. وليس تكليفا .. لم يكلفنى المجلس العسكرى بأى مهمة على الإطلاق .. لكن كل ما استطعت القيام به حدث تطوعا .. والمجلس العسكرى يعلم تماما بنيتى فى عدم الترشح وبنيتى فى عدم الظهور إعلاميا مهما كانت الأسباب"
قلت : الناس لم تسمعك من قبل .. وحسب المثل الشهير .. تكلم حتى أراك .. لماذا لم تخرج وترد على المهاجمين عليك وانت بالقطع قادر على ذلك ؟
قال " باعتبارى كنت مديرا للمخابرات العامة 20 عاما فإننى تأثرت بهذه المدرسة فى الغموض والكتمان و وبالتالى قررت ألا أظهر فى أية وسيلة إعلامية للرد على تجاوزات البعض واتهاماته .. وحدث ذلك خلال نحو عام ونصف العام تقريبا".
قلت : متى بدأ البعض يطالبك بالترشح للرئاسة ؟
قال : " بعد خروجى من الساحة السياسية كانت هناك مطالبات بأن يتولى المسئولية شخص صاحب خبرة كى يواجه الآثار السلبية التى حدثت مثل الركود الذى أصاب المجتمع .. فى ذلك الوقت بدأت الضغوط على من أجل الترشح او الظهور إعلاميا .. ولكننى كنت على موقفى وعلى مبدئى .. واعلنت ذلك فى مجالات كثيرة ليست رسمية .. ولكن من خلال ما يسمى بحملة مؤيدى عمر سليمان أو على صفحاتهم الإلكترونية ... اننى غير راغب فى الترشح ولكن هم كانوا ينفون ما أقول لأنهم كانوا متمسكين بترشحى ولديهم أمل كبير فى أن أستجيب".
سألته : فى ذلك الوقت ماذا كنت تفعل ؟
قال: " هذه المدة قضيتها بين المنزل وبعض منازل الأصدقاء القريبين من سكنى .. ولم أظهر فى اى مجتمع إلا ما اضطررت إليه , مثل أفراح أقاربى وأنسابى .. وفى حفل أخير وجدت كل من فيه يتوسم فى القدرة على العودة مرة أخرى للساحة السياسية والمنافسة,
كنت دائما أقول ان عهدنا قد ولّى ويجب على الشباب الذى قام بالثورة ان يشكل عهدا جديدا .. وان جيلنا الذى قدم الكثير لهذا الوطن يجب أن يركن إلى الراحة .. وأن يقود الشباب مسيرة التغيير والنهضة التى نتطلع اليها جميعا ,
لم أقل لشخص واحد اننى لدى الرغبة فى الترشح إلى أن حدث إجتماع بيننى وبين مؤيدى حملة عمر سليمان .. لأشكرهم على كل ما قدموه لى والرد على بعض الإتهامات الإعلامية التى لم أتدخل انا شخصيا فى الرد عليها .. وانما فعل ذلك مؤيدو الحملة ,
قلت لهم أننى بصفة نهائية أرجوكم أن تعلنوا اننى لن أترشح .. وكنت صادقا فيما قلت .. ولكنى تفهمت أنهم لن يعلنوا هذا الكلام فى أى مكان , فاضطررت أن اكتب بيانا وأرسله إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط حتى اؤكد أننى غير راغب فى الترشح .. ولا توجد لدى نية فى ذلك بجانب معوقات تفوق قدرتى . كما أننى لا لى حملة ولا عندى حزب ولا مؤيدين لهذه الحملة .. ولا عندى امكانيات مادية مثل التى نراها مع بعض المرشحين الآخرين .. فكان لابد من أن اعتذر"
قلت : لكن .. الأمر لم يقف عند البيان ؟
قال : " هذا صحيح , فبمجرد نشر البيان وكان بعد ظهر الأربعاء , جائنى العديد من الإتصالات تقول لى أنت مكلف ولست مخيراً ,, الشعب يريد أن تترشح ونحن وراءك .. وتجمعات جماهيرية كبيرة جاءت الى بيتى فى مساء نفس اليوم .. ثم فى اليوم التالى الخميس .. كان من بينهم اعداد كبيرة من الشباب أيضا .. طالبونى بالتراجع عن قرارى .. وأنا أخشى التجمعات التى قد يندس فيها بعض المشاغبين واتهم بأننى سبب فى الإخلال بالأمن .. فكان على أن أتفهم هذه التظاهرات .. وهذا التجمع الجماهيرى مع ثبات موقفى بعدم الترشح".
قلت : هذا إصرار لافت للنظر ؟
قال: " يوم الجمعة أسقط فى يدى أن الأعداد التى توجهت الى ميدان العباسية أعداد كبيرة جدا من كل طبقات الشعب .. وليس كما يدعون من رجال أعمال وأقباط فقط .. كل طبقات الشعب نادت بضرورة التراجع عن عدم الترشح,
مساء الجمعة فكرت فى إصدار بيان آخر أطالب المتظاهرين بالعودة الى الهدوء من جديد .. وفى هذا البيان أشرت إلى أننى مستعد للعودة فى قرارى إذا ما استطعتك أن تجمعوا توكيلات تناسب القانون , وأنا أعلم أنهم لا يمكن خلال 24 ساعة ان يجمعوا 30 ألف توكيل .. ولا أى معجزة من المعجزات تستطيع أن تعملها .. ولكن هذا الشعب عندما يريد يفعل ,
جاء 49 ألف توكيل .. ربما أكثر من هذا , فقد ضاعت توكيلات كثيرة بسبب اننى لم يكن عندى مقر لتجميع التوكيلات , عشرات الألوف من التوكيلا اختفت قبل ان تصل الينا من المحافظات , واستطيع القول اننى لم استخدم سيارة واحدة من سياراتى الخاصة للحصول على التوكيلات أو نقلها , لكنها وصلت كلها خلال أقل من يوم , وحدثت المعجزة التى لم أكن أتوقع حدوثها,
وكنت قد أعددت بيانا آخر قلت فيه اننى كنت على استعداد للرجوع فى قرار عدم الترشح , ولكن للأسف الشديد الوقت داهمنى ولم نستطع الحصول على التوكيلات المطلوبة , وكان هذا البيان سوف يذاع يوم الأحد بعد غلق باب الترشح رسميا .. كنت اريد ان اقول لمن توسموا فى القدرة اننى لم اخذلهم ولم أهرب من المعركة وانا جندى عندما اؤمر اطع,
واعتبرت ان حدوث هذه المعجزة هو تكليف شعبى وتسهيل ربانى .. انا مش درويش .. ولكن ما حدث معجزة بالفعل"
قلت : ولكنك ذهبت الى مقر اللجنة وسحبت اوراق ترشحك قبل ان تكتمل التوكيلات؟
قال: " لقد ذهبت لكى أثبت جديتى ولكن كان فى باطنى ان الذهاب مسألة شكلية وليست موضوعية , فى هذا اليوم قلت لمن ساندونى غننا لن نستطيع جمع العدد المطلوب من التوكيلات , فقالوا ان هناك 4 أحزاب مستعدة فورا ان يقدموك مرشحا عنها وهذه الترشيحات لا تحتاج الى توكيلات , فصممت على عدم ترشحى الا بتوكيلات شعبية .. لن اترشح عن حزب من هذه الأحزاب مع احترامى لها,
بدأت الناس تشكك فى إننى مازلت على قرارى بعدم الترشح وان الوصول الى اعداد التوكيلات المطلوبة معجزة لن تحدث و بدأ اليأس يدب فى النفوس فى ان عمر سليمان لن يترشح , وفى هذه اللحظة شعرت بتناقض حاد .. فى يقينى اننى لا اريد ان اعود الى الساحة .. وفى يقينى ايضا اننى لا أريد ان اظهر كمحارب يهرب من معركة مطالب بها .. وفى يقينى كذلك ان من يطالبونى بالترشح هم فى أزمة ويعبرون عن معظم مواطنى هذا الشعب .. بل ان الدولة نفسها فى ازمة .. خاصة عندما قررت جماعة الإخوان ترشيح أحد قياداتها للرئاسة بعد أن أكدت انها لن ترشح احدا ,
بدأ المواطن يشعر ان الإخوان قد غيروا من مبدأ المشاركة الى مبدأ المغالبة , هذا التغيير بث فى نفوس المجتمع المصرى الذعر .. وسوف تصبغ مصر إذا ما نجح مرشح الإخوان فى الإنتخابات الرئاسية بصبغة الدولة الدينية ,
إن كل مؤسسات الدولة سيسيطر عليها الإخوان , وبالتالى سوف تكون مصر فى موقف مشابه لمواقف الدول التى تحكمها تيارات متأسلمة,
ولم نر دولة متأسلمة يحكمها تيار دينى قد نجحت .. وهو ما فرض ذعرا على نفوس المصريين , كبيرهم وصغيرهم , ورغم يقينى الذى ذكرته بعدم العودة للساحة السياسية , لكننى , كمواطن شعرت بالخوف والفزع على مستقبل أولادى واحفادى .. ووجدت أولادى الذين كانوا يرفضون رفضا تاما فكرة الترشح , يطالبوننى بضرورة الترشح حتى يحدث التوازن فى السلطات ,, ويكون هناك شخص ما يمكن التحدث معه بعيدا عن التيارات المتأسلمة .. وهو ما تستفيد منه مصر , اما اذا بقيت مصر تحت حكم هذه التيارات , فإنها سوف تعانى العزلة .. وشعبها سوف يعانى من عدم قدرته على التواصل مع الآخرين".
قلت : يبدو انك كنت فى صراع نفسى شديد ؟
قال : " نعم كنت فى صراع نفسى حاد , ماذا اذا حدثت المعجزة ونجحوا فى الوصول الى العدد المطلوب من التوكيلات .. ما الذى يمكن ان أقوله وفى الوقت نفسه لم اكن لأنسحب ومصر قد وصلت الى حالة تغيم فيها الرؤية المستقبلية .. ويتأثر هذا الوطن العظيم .. فى النهاية شعرت بأننى لن أفكر فى عذر آخر لو حدثت المعجزة ,, ووجدت نفسى مدفوعا بقوة أحمل أوراقى وأذهب الى اللجنة فى آخر 30 دقيقة .. بانتهاء هذه المرحلة وجدت ان هناك قطاعات كثيرة سعيدة بما حدث".
قلت : ولكن هناك قطاعات أخرى قد انزعجت ؟
ال: " أكثر من انزعاج هذه القطاعات أنها بدأت تتصرف تصرفات أعتبرها هيستيرية مع ألفاظ تجريح لشخصى كنت لا اتوقع ان تصدر من شخصيات مثقفة ومسلمة ومتنافسة,
هذا الهجوم الشرس فى كل مكان دفعنى للتفكير والتساؤل : هل يخشوننى ؟ .. هل هم يريدون اغتيالا للشخصية ؟ .. أم يريدون أن يءثروا فى هذا الشعب الذى أبدى ارتياحا لترشحى؟ .. وما تعجبت له موقف البرلمان الذى يؤرخ له بأنه برلمان الثورة الذى أتى بانتخابات حرة ونزيهة وهى الخطوة الأولى فى الديمقراطية فى مصر ,
أن يخرج بعض النواب ويتحدثوا عن إقصاء عمر سليمان بقانون .. وأنا لم أفهم حتى هذه اللحظة هل تفصل القانون للإقصاء ؟ .. وهل تفصل بالإضافة ؟".
****
عمر سليمان يطلق قذائف من العيار الثقيل مع بدء تدشين حملته الانتخابية: الإخوان خطفوا الثورة ومارسوا العمل المسلح بحرق الأقسام والمرافق .. وسأكشف العديد من الحقائق والأسرار أمام الشعب قريبا
الأهرام - 13 أبريل 2012
كتب ـ محمد غانم:
كشف عمر سليمان نائب الرئيس السابق ورئيس جهاز المخابرات السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية, عن تفاصيل خطيرة أمس فيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين مؤكدا أنهم خطفوا الثورة من الشباب .
ومارسوا العمل المسلح في حرق أقسام الشرطة والعديد من المرافق الحيوية في البلاد ، وقال إنهم جهزوا قانون العزل السياسي علي مقاس عمر سليمان بعد أن قرر الترشح لينزع العمامة عن رأس مصر.
وتحدث سليمان عن محاولة اغتياله التي دبرها له مجهولون لا يعرفهم بدقة في30 يناير.2011
وحول عدم ممارسته لصلاحيات منصبه كنائب فور تخلي مبارك عن الحكم قال سليمان: الإخوان خطفوا الثورة من الشباب وكان لديهم غل وحقد شديدين وأرادوا الانتقام فقط وحرق البلد, كما رأينا فهم مدربون ومسلحون علي أعلي مستوي ونجحوا بالفعل في حرق أقسام الشرطة والعديد من المرافق الحيوية, وبالتالي وجدنا البلد هتولع فقرر مبارك نقل السلطة للجيش عامود الخيمة الوحيد في البلد المتبقي بعد سقوط الشرطة والنظام, ومبارك إذا أراد دستوريا أن يضع البلد بعد تخليه عن الحكم في مشكلة ومأزق كبير لفعلها باسناد السلطة لرئيس مجلس الشعب ليعلن خلو المنصب وبدء إجراءات انتخاب رئيس جديد بنفس الدستور ويختاره المجلس الذي يرفضه الناس, ولكن كانت ثورة الشعب ستكون عارمة لأنه لا يقبل من الأساس رئيس مجلس الشعب, ويريد حل المجلس, فكيف يسند لرئيسه إدارة شئون البلاد, فلم يكن اختيار المجلس العسكري من فراغ بل في إطار ثوري للحفاظ علي البلاد.
وأطلق سليمان أمس هذه التصريحات أثناء تدشينه لحملته, حيث دخل سليمان يحيط به كعادته اللواء جمال حسين أحد أبرز قادة الحملة الانتخابية واللواء سعد العباسي المرشح الأول كمتحدث رسمي للحملة.
وفي أول ظهور له عقب الضجة الكبري التي أثيرت فور ترشحه تحدث قائلا: لم أتصور علي الإطلاق حالة القلق الشديدة لدي الناس والشعور الداخلي بالاضطراب واليأس, فلقد وضعت شرطا بالغ الصعوبة لترشحي وهوجمع30 ألف توكيل من المواطنين في أقل من11 ساعه وكان الأمر أشبه بالمستحيل وانتظرت وأنا اضع في بطني بطيخة صيفي وقلت لن يستطيعوا جمع كل هذه التوكيلات ولن أترشح, ولكن شباب حملات تأييدي ومطالبتي بالترشح فعلتها ووقعت في الحفرة, وفوجئت بشعب مصر يقدم لي أكثر من60 ألف توكيل في ساعات وهنا كان قراري بالترشح نهائيا وحاسما, وأعلم ان هناك الكثيرين ممن يخشون إفشاء هذه الاسرار ولهذا يقاومون ترشحي بعنف وقريبا سأكشف العديد من الحقائق والأسرار أمام الشعب.
وأضاف كل ما أتمناه ان تمر هذه المرحلة علي خير دون عنف وان تحكمها فقط ارادة الناخبين وان يتولي البلاد الاصلح لرعايتها, فالمجتمع المصري لم يكن يوما منشقا علي نفسه كما يحدث الآن, فلقد كان منظما ومغلقا ويتم مناقشة كل الامور بدقة وهدوء للوصول الي الأصلح.
وقال سليمان هناك أسباب رئيسية وراء ترشحي للرئاسة فطوال عمري لم اتخاذل في أي عمل وظيفي كلفت به, وتعرضت بسبب ذلك لاشياء لا يتصورها عقل وكاد بعضها أن يودي بحياتي, فهل بعد هذا العمر الطويل من العمل في خدمة مصر أتخلي عنها وخاصة ان الناس يطالبونني بإنقاذ ما تبقي من مصر كدولة, ولا أخفي ان بداخلي كان هناك شعور قوي بانه كفاك يا عمر لقد بذلت الكثير من أجل الحفاظ علي استقرار هذا الوطن والحفاظ علي امنه ويجب اعطاء الفرصة للشباب لكي يحكموا ويغيروا ما دفعهم الي القيام بثورتهم المجيدة واختفيت بسبب هذا الشعور لأكثر من عام وشهر تقريبا وكنت فقط اتعرض للشتائم وحملات التشنيع والاتهامات الظالمة وتحملت بصبر شديد, وللاسف منذ قيام الثورة التي خطفها الإخوان من شباب مصر لم اجد اي ديمقراطية تحققت بل وجدت عمليات إقصاء وانتقام وتشويه وكذب وتشويش, بخلاف معاناة المصريين من انفلات امني لم تشهده البلاد من قبل وسيستمر طالما لم تعد هيبة الدولة ونظامها, فحتي الان لا يوجد سوي مجلس عسكري يدير متحملا ما لا يطيقه بشر وبرلمان غريب الشكل والمواطنون حائرون.
وأضاف عمر سليمان موجها حديثه لشباب حملات دعمه: عندما أذهب للنوم يوميا اقول متحسرا يا خسارتك يا مصر ولكن الامل مازال بداخلي, فلم اعرف اليأس يوما وكنت علي يقين شديد بأن ظهوري علي الساحة السياسية من جديد سيثير جدلا واسعا وحاولت تجنب ذلك وكنت اقول مش نازل الانتخابات وانتم تتحدوني قائلين لأ هتنزل وبالفعل شعرت ان هناك مطلبا شعبيا لترشحي وخاصة بعد نقض الاخوان لتعهداتهم كعادتهم وترشيحهم لمرشحين دفعة واحدة لانتخابات الرئاسة, مع التأكيد أنهم يريدون الاستيلاء علي السلطة من قمتها بمعني رئيس اخوان وحكومة اخوان وبرلمان اخوان وبالتالي يمكنهم اختراق كل مؤسسات الدولة لنصبح دولة دينية.
وأضاف ناديت كثيرا الا تحتوي مؤسسات الدولة علي صبغة دينية وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين وان يتم بصفة دائمة السيطرة عليهم, حتي تستمر علاقتنا المنفتحة علي العالم وإلا ستصنف مصر مثل باكستان وأفغانستان التي يحكمها النظام الديني وتهرب منها دول العالم وتحجم علاقاتها معها وكأنها شخص مصاب بفيروس قاتل اومسافري هذه الدول الي مختلف دول العالم يعاملون في المطارات بعنف وكإرهابيين.
واستطرد سليمان قائلا: لست تواقا علي الاطلاق لمنصب الرئيس فهو ليس مغنما وكل من يعرفني يعلم جيدا انني شديد الزهد في السلطة وفكرت من قبل في الاستقالة من منصب رئيس المخابرات ولكن لم يكن الامر بيدي وتمت نصيحتي بإلغاء هذه الفكرة من رأسي تماما فلم يسبق لاحد ان استقال بإرادته في ظل النظام السابق مضيفا, ولكن إذا اراد الله ان اتولي منصب الرئيس فسأكون خادما لمصر وشعبها لاعيد الي الدولة هيبتها وانزع العمامة من فوق رأس مصر والتي يحاول البعض وضعها بالقوة.
وقال سليمان ردا علي سؤال لـالاهرام حول قانون العزل السياسي لرموز النظام السابق الذي يجري تجهيزه في مجلس الشعب: هذا القانون يجري تجهيزه علي مقاس عمر سليمان فقط مع تأكيد أن هذا القانون يسيء لمصر وللبرلمان أمام العالم ويتنافي مع الحقوق السياسية لكل مواطن.
وأكد سليمان إذا ما وجدت صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور الجديد لا تمكنه في حالة فوزه بالانتخابات من القيام بعمله فإنه سيستقيل علي الفور قائلا لن أصبح طرطور ولن أقبل سوي أن أكون جادا وفاعلا ولن اخضع لمحاولات الترهيب والتهديد.
وقال إنه علم مسبقا أنهم سيصدرون القانون وسيدعمون موقفهم بإضرابات واحتجاجات للترهيب والضغط علي المجلس العسكري والايحاء له ان البلد هتولع بسبب ترشح عمر سليمان ولا أعرف ماذا سيفعل المجلس العسكري أمام هذه المهاترات؟ ولكني مطمئن وكلي ثقة اننا سنكمل المشوار وان مثل هذا القانون سيهد البلد, وخاصة مع سيطرة الإخوان علي كل شيء في البلد.
وردا علي سؤال لـالأهرام حول حقيقة تعرضه للاغتيال فور تعيينه نائبا للرئيس السابق مبارك, قال سليمان: كانت محاولة اغتيال منظمة ونجوت منها بإعجوبة وتم اختيار موعدها بدقة يوم30 يناير2011, وحاول الارهابيون تنفيذها في مصر الجديدة بميدان الخليفة المأمون واستغل المجرمون الإنفلات الأمني واقالة الحكومة وعدم تواجد الشرطة وعدم استكمال انتشار قوات الجيش ورأيت الموت بعيني, وكنت اتمني الشهادة بدلا من حارسي الذي قتل برصاصات الغدر التي مزقت جسده, ويومها رويت للرئيس السابق مبارك ما حدث فأمر رئيس الحرس الجمهوري بكشف المجرمين فلم يجد أي خيوط تساعده في الكشف عن أية تفاصيل, وحتي الآن لست متأكدا من أسباب محاولة اغتيالي الفاشلة وعندي كم كبير من الاستنتاجات التي تكشف لمن كانت المصلحة في اغتيالي ولكني كرجل مخابرات في المقام الأول لا أتحدث الا إذا كان بين يدي حقائق واضحة بنسبة100%.
وقال سليمان: بذلنا في جهاز المخابرات المصرية جهودا كبيرة للحفاظ علي أمن مصر واستقرارها, وليس لمصلحة نظام أو شخص أو حزب كما يتاجر البعض حاليا.
وكشف سليمان انه تقدم للرئيس السابق مبارك بتوضيح شامل في نهاية عام2010 عن حالة الاحتقان التي يعيشها الشعب المصري بسبب الخوف من توريث الحكم لجمال مبارك وانتخابات2010 التي لم يرض عنها أحد ونصحته بضرورة التحرك الرئاسي فورا لإحتواء غضب الشارع المصري واحتقانه المتزايد, وفي28 يناير2011 نصحته بحل مجلس الشعب فورا وخاصة مع وجود نحو400 طعن في صحته وقلت له الشعب المصري ينتظر منك الكثير, وبالفعل درس الأمر بدقة, ولكن فضل إقالة الحكومة بدلا من حل البرلمان وشاءت إرادة الله ان تقوم الثورة.
وقال, ردا علي سؤال حول حقيقة تمزيق قرار تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية في عام2007, لم يكن قرارا ولم يمزق أحد شيئا, الأمر كان مجرد فكرة طرحها الرئيس السابق مبارك قائلا: أنا عايز عمر سليمان يبقي النائب بتاعي, ويومها رفض الجميع بالطبع وبإصرار خاصة أنهم كانوا يزينون له توريث جمال مبارك للرئاسة, خاصة أن جمال مبارك كان طموحه السياسي يصل إلي هذا الحد, وكان تعييني نائبا يعني وأد حلم التوريث, ومن يومها لم يتحدث معي الرئيس مبارك في هذا الأمر إلا بعد نشوب الثورة, وقام بتعييني علي الفور في محاولة لاحتواء غضب الشارع الذي كان يرحب بتعييني نائبا للرئيس.
#ديانا_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟