أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الجهاد ضد كوفي عنان














المزيد.....

الجهاد ضد كوفي عنان


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 19:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الاتفاق الدولي على خطة عنان والجهود التي تبذل لنشر المراقبين الدوليين قد تكون اشارات اكثر من كافية لتبيان الكمية المؤلمة من الوقت الذي تتقطر ثوانيه بدماء الشعب السوري الجريح والذي سفح في محراب التعندات الخليجية تجاه الحل السياسي,ومدى الانخراط الرسمي العربي مع النظام في دفع العشرات من الضحايا كقرابين في طقوس باذخة الضجيج من الشعارات الطائفية الاقصائية الرامية لتأمين حكم السلالات المتهالكة على حساب آمال وتطلعات الشعوب الحرة في الحرية والعدالة والمساواة..
فكل المآلات السياسية والامنية التي تتشكل في افق الازمة السورية تشير الى مدى الضرر الذي سببته محاولات خلجنة –او أخونة-مسارات حركة الاتجاهات الشعبية ونتائجها المكلفة والباهظة بحسابات بيدر الشعب السوري النبيل التي تكبدها دما وامنا ومقدرات زاد من فداحتها الفقاعية اللجوج التي ابدتها بعض الاطراف الداعية لأسلمة المشهد السياسي العربي ورغبتها في التموضع تحت اضواء الاعلام النافخ في قربة القيادة المفترضة لمنظومة العمل العربي وتشبثها في التمسك بخياراتها المؤلمة في حصر النزاع ضمن الآليات الطائفية والفئوية الاقرب الى قلب وذهنية الحكم العائلي المتطير من التوجهات الشعبية والنضال من اجل تحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية التعددية..
كما ان الاستثمار الاعلامي المتعجل اللاهث لهذه القيادة الافتراضية وتقديمها كأنها تسليم لكامل
مفاتيح الازمة بيد المنظومة الخليجية واعتراف دولي باحزاب الاسلام السياسي كممثل شرعي وحيد للربيع العربي قد يكون السبب في ذلك الاسراف في تقديم النتائج على المعطيات حد توزيع المهام –والاتهامات-على جميع الاطراف حسب تطابق او اختلاف المنظور الخليجي لحلحلة -او قد يكون تأزيم-الموقف الامني والسياسي على الارض..
ان التبشير الاعلامي المكثف تجاه فشل مهمة عنان وعدها مجرد وسيلة سياسية لحمل روسيا والصين للتخلي عن الفيتو والقبول بقرار اممي يتيح استخدام القوة لتغيير النظام يدل على ان الطريق ما زال طويلا امام السوريين للتخلص من تبعات العرقلة الخليجية لاي جهد قد يؤدي الى ازاحة النظام لصالح القوى الشعبية الحرة المناهضة للديكتاتورية والاستبداد واستمرار المسلسل الطويل من اللقطات التي تظهر الجثث المقطعة الاوصال على الارصفة المهجورة مع اجترار الاناشيد الجهادية والعبارات المستلة من ادبيات الجدب المقفر..
ان تجاهل القبول الواسع للمبادرة من قبل المجتمع الدولي وتأييدها من قبل القمة العربية واستنادها على البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن يشير الى ان انخراط بعض الاطراف في جهود حل الازمة لم يكن الا لاستخدام يوميات المدن الاليمة والجراح النازفة لشوارع وازقة الشام المستباح كخزين هائل من الصور والمواد الاعلامية التي تخدم توجهات دفع المنطقة تجاه المزيد من الاستقطاب الطائفي والفئوي..
كما ان النظر بكل هذه الخفة لجهود السيد كوفي عنان في حمل جميع الاطراف على القبول بالمبادرة واستمرار التغريد بتسليح اطراف –معينة- من المعارضة والدعوة لارسال قوات لا نعلم من اين سيأتي بها الشيخ حمد قد يثير تساؤلات حقيقية عن مدى ارتباط هذه الدعوات بجهود مناهضة حرية الشعوب العربية وحقها الطبيعي في العدالة والكرامة والمساواة والتي كانت دول المنظومة الخليجية-وبالاخص الدول الداعية لاستمرار القتال في سوريا-رأس النفيضة والقوى المتصدية لطليعة الثورات المضادة لربيع الشباب العربي المغدور..
ان التلقف الاحتفالي لعبارة "حق الرد المناسب "التي وردت في ثنايا موافقة دمشق على المبادرة والبدء بالترويج لعدم سيطرة المعارضة على مقاتليها قد يشي برغبة بعض الاطراف في تقويض جهود السيد كوفي عنان عن طريق افتعال حوادث امنية متفرقة تدفع الى خلط اوراق المهمة والتدخل في اولوياتها وتقدم المزيد من الغطاء والشرعية الاخلاقية لتغول الحكم على ارواح وكرامة السوريين وحقهم في الحياة الحرة الكريمة,ان لم نسمع قريبا بنداءات الجهاد ضد"الكافر"كوفي عنان وفريقه من المراقبين..
ان مبادرة عنان هي الخطة الوحيدة المطروحة حاليا التي من الممكن ان تشكل وسيلة ضغط رئيسية لدفع نظام الرئيس بشار الأسد لوقف سفك الدماء وتوفر لقوى الشعب الحية فرصة التعبير عن الاحتجاجات الشعبية في ظل رقابة المجتمع الدولي مما سيدفع الى اطلاق عملية سياسية ستؤدي حتما الى ازاحة النظام الديكتاتوري المستبد واحلال نظام حكم اكثر عدلا وتمثيلا وتحصلا على الشرعية التي تتيح له السير في البلاد في طريق التنمية والازدهار..واكثر ما يمكن ان تقدمه الجامعة العربية لها هو في دعم الجهود الدولية والاصطفاف مع حق الشعب السوري في الامن والاستقرار وحريته في تحديد خياراته السياسية المنبثقة عن قيمه ومشتركاته ومتبنياته الوطنية..
ان اول الصواب هو في كف بعض الاطراف عن التكلم باسم الاسلام والمجموعة العربية والملايين المكدسة ما بين خليج ومحيط, والاقرار بان تفويضها العربي قد انتهى بانعقاد القمة العربية الاخيرة وان سعيها مشكور ولكنها يجب ان تعود الان الى "حجمها"والى شريطها الساحلي الضيق وان تعي ان حدودها لا علاقة لها بمناطق تغطية الاقمار الصناعية ولا بالمساحات التي بدأت تشغلها قوى الاسلام السياسي المرتبطة بها,وان عدة مؤتمرات صحفية غير كافية لكي تطلق المنظومة الدولية لحاها وتنادي بالجهاد وتتحول الى ترس في عجلة المشروع القطري في ايصال الاخوان المسلمين لحكم الشام..وهؤلاء الاخوان بالذات–رغم تخمتهم بالكرم الخليجي- لن يمر عليهم الكثير من الوقت قبل ان يبدأوا بممارسة هوايتهم المفضلة في الانقلاب على الحلفاء استجابة للذة السلطة تحت اضراسها وكمقارنة منطقية بين حجمهم الوطني وارتباطهم بانظمة من رمل غاز وشاشات عملاقة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الحرية المفتوح
- وثيقة ابو سفيان
- تساؤلات على هامش القمة
- هدم الكنائس..وما الجديد؟؟
- بلاغة القرضاوي لا تكفي
- حلبجة الشهيدة
- مقاربة متأخرة لاعلام دولة فاعل..
- الرئيس اوباما يقلب الطاولة..
- حاكم جائر طيب..حاكم جائر شرير
- الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة
- النووي الخليجي
- الانتخابات بين الوعود والمصداقية
- دعك من العراق يا سميرة رجب
- تصريحات الظواهري..طوق نجاة لنظام الاسد
- ما للقوم و-نيتشه-يا كاشغري
- أسلمة الربيع العربي والديمقراطية
- المبادرة العربية..وقت تقاس ثوانيه بالدم
- احداث بور سعيد..امر دبر بليل
- عودة مباركة
- الدم السوري ..بين الاخوان والسلفية


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان
- دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان عن لبنان وتدعو الى توق ...
- دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان على لبنان وتدعو لوقفه ...
- مستوطنون يهود على حدود مصر يزعمون سماع أصوات تحت الأرض


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الجهاد ضد كوفي عنان