أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالحكيم - العلمانيه ضروره حضاريه 2














المزيد.....

العلمانيه ضروره حضاريه 2


محمد عبدالحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 02:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشاعيه البدائيه هي المرحله الاولى من مراحل تطور المجتمع ، وقد استمرت لعشرات الالاف من السنين ، كان قوام هذه المرحله الصيد و القنص ، لم تُعرف خلالها الملكيه الخاصه ، وإنما كان كل شئ على المشاع ، كل شئ ملك للجميع ، من اراد ان يأكل فليذهب إلى الغابه و يقطف ثمراً ، و الثمر ليس ملكاً لأحد ، أو يصطاد حيواناً و الحيوانات ليست ملكاً لأحد. لقد كانت هذه المرحله ، فيما يرى جان جاك روسو ، بمثابه العصر الذهبي الذي عاشه الإنسان على الأرض ، وقد استمر هذا الحال حتى بدأ الصراع يدب بين القبائل البدائيه على مصادر الحياه الرئيسيه ، متمثله في أبار المياه ، و الغابات بما تحتويه من ثروات ، و أرض صالحه للزراعه ، ومن ثم كانت الحاجه للملكيه الخاصه وترتب عليها وجود قوه تحمي هذه الملكيه الخاصه فظهرت الدوله وتعرف الدوله بأنها هي الجهه الوحيده التي لها الحق الحصري في استخدام القوه.
وكان الدين في المشاعيه البدائيه ثانويا او ربما غير موجود ، ومع ظهور الدوله اصبح للدين دورا مهما في حياة البشر ، لأن الدين و الدوله و جهان لعمله واحده. فالدين مجموعه افكار تصاغ على هيئه أوامر ينفذها الافرد وكذلك الدوله.
الوسط الذي نعيش فيه هو جمله الظروف الماديه و الاقتصاديه و الحضاريه ، والانسان هو الكائن الذي يتجاوز الوسط ، ولكي يتجاوزه يجب ان يكون لديه مشروع ، و المشروع هو رفض للوسط ، والرفض هنا لا يعني التدمير وإنما يفيد معنى التغير، و التغير فعل ، و الفعل قيمته فيما يحدثه من تغير ، والتغير ينصب على الانتاج ، لأن الانتاج هو الطريق لأشباع الحاجه عند الانسان .
مع بدايه ظهور الدوله كان الحاكم هو الاله ولحاجه الانسان للتغير حسب مقتضيات العصر دخلنا في الاديان ذات الالهه المتعدده حتى وصلنا إلى ديانات التوحيد. بمعنى انه لنتيجه الترابط ما بين الدوله و الدين كان تغير الدين أمر حتمي لكي تتطور الدوله وكان من سلبيات هذا التغير هو ان النسخ الاحدث اكثر تعقيدا من النسخ الاقدم من الاديان وترتب عليه ان التغير في الدين اصبح اصعب ، بالتالي التطور الذي تحتاجه الدوله اصبح هو الاخر صعب نتيجه الترابط ما بين الدوله و الدين.
فيحدث جمود في الدوله وهذا يؤدي إلى رده حضاريه والدخول في البداوه ، لأن العالم متغير وحركه الكون لا تتوقف وعلينا مواكبه هذه الحركه.
فلو تابعنا ظهور المسيحيه سنجد انه قبل الاسلام المسيحيه كانت سائده وبعد ظهور الاسلام تراجعت المسيحيه واصبح الاسلام هو السائد وله الغلبه ، فقامت المسيحيه بعمليه تطوير لها من الداخل فتراجع الاسلام وسادت المسيحيه وعندما توقفت عمليه التطور ، دخلنا في العصور الوسطى حتى قامت المسيحيه بعمليه تطور عظيمه على يد مارتن لوثر في القرن الساس عشر .
كما ذكرت سابقا نتيجه التطور في الاديان اصبح مع مرور الزمن صعوبه استمراره لان التحديث المتكرر يفقد النص قدسيته ، ولحاجه الدوله التحديث المستمر فإن البشر امام معضله تتمثل في الأتي:
الدوله امورها نسبيه أي متغيره باستمرار
الدين مطلق لا يتغير
الحل لمواكبه حركه العالم ان نبحث عن دين جديد يواكب العصر الذي نعيش فيه او نقوم بتغيرات جوهريه داخل الدين نفسه وهذا الحل شبه مستحيل
إذاً العلمانيه هي الحل السحري
فالعلمانيه تحمي الدين من التلاشي لأنها ستحافظ على قدسيته و في نفس الوقت ستحل إشكاليه تطبيق نص متعارض مع العصر الذي نعيش فيه ، لأن العلمانيه تفصل ما بين الامور النسبيه للدوله و المجتمع التي تتميز بتغيرها المستمر وأي شئ مطلق "بما فيه الدين" لأنه ثابت لا يتغير. لكنها لا تلغي الدين ، فقط تضع حد فاصل ما بين النسبي و المطلق ، على سبيل المثال ملكه بريطانيا هي راعيه الكنيسه وعشرات الدول تضع الصليب على اعلامها .. هل هذه الدول ليست علمانيه ؟!
وبما اننا نتكلم في الالفيه الثالثه ونسعى لمواكبه العصر الذي نعيش فيها فعلينا ان نتأكد بأن العلمانيه ضروره حضاريه وإلا البديل ان نستمر في العصور الوسطى"البداوه" كما نحن الأن .
في المقاله القادمه سأوضح بالتفصيل الحضارات القديمه وارتباط الدين بالدوله خصوصا في الاسلام و المسيحيه.





#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه ضروره حضاريه 1
- الإسلام لا خير فيه
- الملحد والحنين إلى الدين
- إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
- ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
- يوم زي العسل
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 2 -حركه علمانيون نموذجا-
- نظره للوضع الراهن في مصر والسيناريوهات المتوقعه
- ماذا لو كان هناك احتمال ثالث ؟
- التعريص في مصر !!
- الله خطر على البيئه
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها !!
- السياحه والشريعه الاسلاميه في مصر
- ديني اه ودينك لأ
- علماني نص كم !!
- لماذا نرفض تحويل مصر الى دوله اسلاميه ؟؟
- عشوائيه ربنا !!
- كراهيه المصريين


المزيد.....




- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالحكيم - العلمانيه ضروره حضاريه 2