|
الفلسطينيون ..اللجوء مستمر !
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 19:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللجوء بات " متلازمة" الشعب الفلسطيني المشرد عن أرضه منذ قيام " اللقيطة " اسرائيل في شهر أيار من عام 1948، بدعم مباشر من ألمانيا الهتلرية وبريطانيا ،التي تعد البلد الأوروبي الثاني الذي يعلن عن رغبته بالتخلص من يهود ،وتهجيرهم الى فلسطين التي قرروا أنها الوطن القومي لليهود . لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هتلر صاحب أول وعد لليهود بجعل فلسطين وطنا قوميا لهم ،الا أن الأضواء سلطت على وعد بلفور البريطاني، وتجاهلوا وعد هتلر الألماني ،ويبدو أن الحركة الصهيونية تعمدت اخفاء وعد هتلر حتى تتاجر بهتلريته ،وتخفي الاتفاق القائم معه، ويقضي بالسماح بتهجير الشباب اليهود من ألمانيا والبقاء على العجزة والمسنين ،وهذا هو سر التركيز على ما يسمونه" الهولوكوست".! اتخذ اللجوء الفلسطيني العديد من الصور والأشكال منها اللجوء الداخلي ويتعلق بالفلسطينيين الذين لم يتم تهجيرهم من فلسطين ،وخاصة أهالي بلدتي اقرت وبرعم الذين حكمت لهم محكمة اسرائيلية بعودتهم الى منازلهم، لكن مؤسسة الاحتلال ترفض تنفيذ هذا القرار حتى يومنا هذا. ويندرج ذلك أيضا على من تصادر بيوتهم وأراضيهم في المحتل من فلسطين عام 1948 والقدس وضحايا جدار الضم والسلب والنهب. كان الهدف من استمرار هذه الحالة عند الفلسطينيين ليس مخفيا بالنسبة للمجتمع الدولي ،فقد تم تأسيس وكالة دولة تابعة للأمم المتحدة وهي وكالة الغوث "الأونروا" لكنها منفصلة عن الهيئة الدولية في ميزانيتها التي تقوم على " الشحدة" وأنيط بها "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين". ولذلك كان اسمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.ولم تتطرق ولايتها الى العمل على عودة اللاجئين الفلسطينيين رغم وجود قرار دولي يدعو لعودة الفلسطينيين ورقمه194. وان دل هذه على شيء فانما يدل على عدم اتزان في الموقف الدولي الذي أسس وكالة موازية وبتمويل من الأمم المتحدة، لاعادة اللاجئين في كل انحاء العالم التي تتعرض لهزات داخلية وهي المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين التي أنيط بها رعاية اللاجئين وتوفير الظروف المناسبة لعودتهم الى بلدانهم التي هجروا منها لسبب أو لآخر. اللاجئون الفسطينيون في الشتات وتحديدا في دول الجوار الفلسطيني والعراق ،لم يشهدوا استقرارا منذ تهجيرهم القسري عام 1948 ،وقد تفافمت أزماتهم بسبب التغيير الحاصل في دول لجوئهم ،ولعل من الانصاف لهم القول أنهم كانوا بين المطرقة والسندان ،فالأنظمة الحاكمة تريد ولاءهم لها ،في حين أن المعارضات العربية كانت ترى فيهم أداة تغيير انظمتها ،وهذا ما سبب الكثير من المشاكل لهم. ولعل التحول الأكثر خطورة بالنسبة لأوضاع هؤلاء اللاجئين هو المزاجية التي كان يتمتع بها بعض الحكام العرب، وفي مقدمتهم العقيد القذافي في ليبيا الذي طرد الفلسطينيين في بلده الى الحدود، بعد توقيع اتفاقية اوسلو سيئة الذكر ،وقال آنذاك انه اصبح لهم دولة خاصة بهم وعليهم الرحيل من ليبيا.! وقد رفضت مصر ادخالهم فاضطروا للمبيت أياما وليال في الصحرا ء يتعايشون مع الأفاعي والعقارب وجو الصحراء القاسي بدون مأوى. ناهيك عما حصل للفلسطينيين في الكويت بعد دخول الجيش العراقي اليها حيث اضطروا للهجرة القسرية وترك أعمالهم ووظائفهم ،وتبين لا حقا أن امريكا كانت تخطط للتخلص من 400 ألف فلسطيني في الخليج وتحديدا في الكويت لأنهم يعيقون تنفيذ أجندتها.! كما أن اللاجئين في العراق قد تعرضوا لمحنة أصعب عند احتلال العراق اذ اعتبرهم الحكم الأمريكي الجديد في بغداد من بقايا فلول نظام الرئيس صدام حسين، فقتلوا منهم من قتلوا واعتقلوا من اعتقلوا ما اضطر البقية الى الهرب ،طلبا للنجاة لكنهم وجدوا األفاعي والعقارب على الحدود، لأن أحدا لم يسمح بدخولهم ،علما أن اللاجئين العراقيين تدفقوا بمئات الآلاف على الأردن وسوريا ومصر ولبنان . ورغم الموت المتواصل في صفوفهم فان النخوة العربية لم تتحرك علما بأن هناك من تواطأ وتآمر على تهجير الشعب الفلسطيني والقبول بالمستوطنين اليهود الاحلال محلهم ،بينما قبلت دول اوروبية وغير اوروبية باستقبال بعض منهم مثل نيوزيلاندة والبرازيل وتشيلي . ها نحن هذه الأيام نشهد نفس الطبعة من فيلم اللاجئين الفلسطينيين في العراق، ولكن في سوريا التي تشهد حالة عدم استقرار غير مسبوقة ،انعكست على وضع اللاجئين الفلسطينيين هناك ،وبدأ بعضهم بالهرب الى الأردن ليستقبله البعض بالاتهامات بأنه انما جاء ليتخذ من الأردن وطنا بديلا.؟! اللجوء الفلسطيني في لبنان قصته مختلفة تماما ،فالحكومة اللبناية ابان عهد الرئيس كميل شمعون عملت على تجنيس اللاجئين المسيحيين والأثرياء من الفلسطينيين في حين حرمت الفقراء وأبقت عليهم في المخيمات وحكمت عليهم بالموت جوعا وعطشا ولا تزال المخيمات الفلسطينية حتى يومنا هذا محكومة بقانون الحرمان . ويروى أن شمعون وعندما احضروا له قائمة المجنسين من اللاجئين الفلسطينيين المسيحيين والأثرياء ليوقع عليها قال مقولته المشهورة:كل هودي غوارنة ؟نسبة الى الغور ،فرد عليه القائمون على التجنيس :لأ يا بيك هودي موارنة.! بيقى السؤال قائما وهو لماذا اصرار الجميع على عدم عودة الشعب الفلسطيني الى أرضه؟سؤال ليس بريئا. " ليس كل ما يعرف يقال ،ولكن الحقيقة تطل برأسها"
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيلتمان...ماكين..ليفي.. وليبرمان .. أيقونات حريتنا ...وا حسر
...
-
حال العرب لا يسر..لماذا؟
-
هزيمة اسرائيل بالتراكم
-
غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
-
فيروز ..ألف معذرة
-
الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
-
اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
-
التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|