|
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيديولوجية، والسياسية...!!!.....3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 08:39
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلى:
ـ الرفيق الكبناني، المناضل الطليعي.
ـ كل طليعي، يحرص على أن تصير الاشتراكية العلمية، اشتراكية علمية، وليست شيئا آخر.
ـ كل من اقتنع بالاشتراكية العلمية، ووظف منهجها العلمي، في التعاطي مع الواقع، بعيدا عن كل ما لا علاقة له بالعلم، بمعناه الاشتراكي العلمي.
ـ كل من تعامل مع الدين، أي دين، على أنه شأن فردي، ولا يمكن أن يصير غير ذلك.
ـ كل من يحرص على أن يصير الدين الإسلامي، كمعتقد فردي، متحررا من الأدلجة.
ـ من أجل مجتمع بعقل علمي.
ـ من أجل دين بلا أدلجة.
ـ من أجل إنسان متحرر، وبعقل علمي، يمكنه من الاختيار الحر، والنزيه.
ـ من أجل مغرب متحرر، وديمقراطي، واشتراكي.
محمد الحنفي.
مفهوم العلمية:
بعد مناقشتنا لمفهوم الاشتراكية، التي لا تتحقق إلا بتحقق الملكية الجماعية، والاجتماعية، والمجتمعية، لوسائل الإنتاج، في ظل قيام نظام اشتراكي، تحكمه دولة اشتراكية، تقدمية، ديمقراطية، مدنية، علمانية، تحرص على تكريس احترام إنسانية الإنسان، نأتي إلى مناقشة مفهوم العلمية.
فالعلمية ،نسبة إلى العلم. والعلم، هو مجموع النتائج، التي يتم التوصل إليها، عن طريق توظيف قوانين معينة، في مجال معين، من المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والرياضية، والفزيائية، والطبيعية، وغيرها من المجالات، التي توظف فيها القوانين العلمية، لإنتاج المزيد من المعرفة العلمية، التي تصير في خدمة الإنسانية.
والمعرفة العلمية، تختلف عن المعرفة التاريخية، التي تعتمد الوثائق التاريخية المختلفة، وتفسيرها، واستنتاج ما يجب استنتاجه منها، والقيام بمقارنتها بأحداث تاريخية أخرى، مشابهة لها، وقعت في نفس الزمان، ونفس المكان، أو وقعت في نفس المكان، مع اختلاف الزمن، الذي وقعت فيه، أو اختلفت عنها زمانا، ومكانا.
كما أن المعرفة العلمية، تختلف عن المعرفة الأدبية، التي تهتم بدراسة النصوص الأدبية، وتصنيفها، وبيان إيجابياتها، وسلبياتها، وعلاقتها بأوجه الواقع الاجتماعي، وأثرها على المسار الاجتماعي، والفكري، والأدبي، وما مدى عمق الرؤى الأدبية لما يجري في الواقع، أو لما جرى فيه بالنسبة للنصوص الأدبية التاريخية، وما مدى التفاعل القائم بين النصوص الأدبية، وأوجه ذلك التفاع،ل وإلى أي حد يصير الواقع متفاعلا مع مختلف النصوص الأدبية، شكلا، ومضمونا، وهي المؤثرات الكبرى، التي تقف وراء صياغة نص أدبي معين، وما علاقة النصوص الأدبية بالمعرفة العلمية، والمعرفة الأدبية، والمعرفة النقدية، والمعرفة التاريخية، والمعرفة الفلسفية، والمعرفة القانونية، والمعرفة السياسية، والمعرفة الاقتصادية، والمعرفة الاجتماعية، والمعرفة الثقافية، وغيرها مما تهتم به المعرفة الأدبية، ما دام النص الأدبي يمكن له أن يحيل إلى بعض ذلك، أو كله.
وتختلف المعرفة العلمية، كذلك، عن المعرفة الفلسفية، كتاريخ، وكموضوعات، والتي تهتم أساسا بطرح السؤال الفلسفي، الذي يقتضي إعمال العقل الفلسفي، من أجل استنتاج الجواب، الذي قد يعتبر علميا، يترتب عنه سؤال فلسفي آخر. ذلك أن المعرفة الفلسفية، التي تهتم بدراسة الأفكار الفلسفية، وتطورها عبر العصور، ودورها في إنتاج المعرفة العلمية بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وبالطبيعة، وغيرها، لكونها وقفت وراء اكتشاف المزيد من القوانين العلمية، التي لعبت دورا كبيرا، في تطور الواقع، وفي تحوله إلى الأحسن.
وهذا الاختلاف القائم بين المعرفة العلمية، ومختلف المعارف التي ذكرنا، والتي لم نذكر، نظرا لكثرتها، مبعثه أن المعرفة العلمية، تقوم على وجود قوانين علمية متطورة، يمكن تطبيقها لإنتاج المعارف العلمية المختلفة، أما المعارف الأخرى، فتقوم على أساس مناهج البحث، والعمل على إنتاج معرفة تاريخية، أو أدبية، أو فلسفية، أو غيرها. وهذه المناهج تختلف من دارس، إلى دارس آخر، ومن مؤسسة للبحث، إلى مؤسسة أخرى للبحث، وهكذا...، بينما نجد أن المعرفة العلمية، لا تعتمد إلا على القوانين العلمية المكتشفة حتى الآن، والتي تتطور باستمرار، بفعل التطور الذي تعرفه مختلف العلوم.
أما مفهوم العلمية، الذي نقصده هنا، فهو مجموع القوانين العلمية، التي تم التوصل إليها، انطلاقا مما تم التوصل إليه في العلوم الطبيعية، والعلوم الفزيائية، وغيرها من العلوم، بالإضافة إلى توظيف المنطلقات المادية، التي تساعدنا على فهم الواقع الاجتماعي، فهما علميا، من أجل اكتشاف مجموع القوانين، التي تم تصنيفها، في إطار ما صار يسمى بالمادية الجدلية، والمادية التاريخية.
فالمادية الجدلية، هي مجموع القوانين، التي يمكن أن نقف عليها، في أي كتاب يحمل هذا الاسم، والتي تسعى إلى دراسة الواقع، دراسة علمية، من أجل اكتشاف القوانين المتحكمة فيه، والعمل على تغييره، تغييرا جذريا، ليصير في خدمة الإنسان المقهور، بدل أن يبقى في خدمة الطبقات الممارسة للاستغلال، من أجل أن يتغير النظام القائم، من نظام رأسمالي، أو رأسمالي تبعي، إلى نظام اشتراكي، تصير فيه ملكية وسائل الإنتاج بيد الإنسان.
وبالنسبة للمادية التاريخية، فإننا نقول، ببساطة، بأنها التطبيق العملي لقوانين المادية الجدلية على التاريخ، من أجل معرفة القوانين التي تحكمت في مساره، وفي تحولاته الكبرى، من أجل تحديد مراحله الكبرى، والمحطات التاريخية الكبرى، التي تفصل بين مرحلة، وأخرى، والوقوف على طبيعة التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية، في كل مرحلة، من أجل معرفة ما يجب عمله، من أجل الانتقال بتلك التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية، إلى تشكيلة اقتصادية ـ اجتماعية أرقى، وصولا إلى تحقيق التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية الاشتراكية، بعد أن عرفت البشرية، في تاريخها الطويل، تمرحل مجموعة من التشكيلات: المشاعية، والعبودية، والإقطاعية، والرأسمالية، التي لا زالت تنهب الخيرات المادية، والمعنوية، للمجتمعات البشرية، ولا زالت تكبد البشرية المزيد من الكوارث، ومن أجل معرفة الوسائل التي يجب اعتمادها، للانتقال بالتشكيلة القائمة، إلى تشكيلة أرقى، حتى يتم تفعيل الصراع الطبقي في مستواه الديمقراطي، وفي مستواه التناحري.
وتطبيق قوانين المادية الجدلية، على التاريخ العام للبشرية، في إطار ما صار يعرف بالمادية التاريخية، لا ينفي إمكانية تطبيق تلك القوانين على بلد معين، في إفريقيا، أو آسيا، من أجل الوقوف على خصوصية التطور الذي عرفه هذا البلد، أو ذاك، من أجل معرفة القوانين الطبيعية، والاجتماعية، والتاريخية، التي حكمت ذلك التطور، المحكوم بخصوصية معينة، من أجل العمل على معرفة الوسائل، التي يجب اعتمادها، للقيام بعملية التغيير الشامل، في أفق تحقيق الاشتراكية.
ولذلك، فالعلمية بالنسبة إلينا، تعني إعمال القوانين العلمية، لمعرفة الواقع، كما تعني إعمال قوانين الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، من أجل معرفة القوانين المتحكمة في واقع معين، يعتبر مستهدفا بالتغيير، في أفق تحقيق الاشتراكية، كهدف أسمى، يخلص البشرية من كل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي.
وما سوى القوانين العلمية، لا يمكن أن ننتج المعرفة العلمية بالواقع العام، وبالواقع الخاص، بقدر ما يؤدي ذلك إلى إعادة إنتاج نفس التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية القائمة، وقد تكون إعادة الإنتاج مشوهة.
والعلمية، وبهذا المفهوم الذي بسطناه، لا يمكن أن تكون إلا في صالح البشرية، وفي صالح كادحيها بالخصوص؛ لأن أي تطور يعرفه المجتمع الرأسمالي، لا يمكن أن يكون إلا في اتجاه تحقيق الاشتراكية، التي لا تخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على خلاف إعادة إنتاج نفس التشكيلة القائمة، التي لا تخدم إلا مصالح الطبقة الحاكمة، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، والرأسمالية التابعة، والرأسمالية العالمية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....7
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....6
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....5
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....4
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....3
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....2
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....1
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|