أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن محمد طوالبة - ليبرتي وكر للافاعي والجرذان














المزيد.....


ليبرتي وكر للافاعي والجرذان


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 22:25
المحور: حقوق الانسان
    


يظل السؤال قائما لماذا اصرت الحكومة العراقية على ترحيل الاشرفيين من مخيمهم الى مخيم ( ليبرتي ) ؟ . لماذا هذا النقل القسري ما دامت الحكومة عازمة على اجلاء الاشرفيين من العراق ؟ . وهل صحيح ان الدافع لهذا النقل هو ارجاع الارض التي اقيم عليها مخيم اشرف الى اصحابها ؟ ام ان اوامر ملالي طهران يجب ان تنفذها حكومة المالكي ؟ .
لقد سكن الاشرفيون في مخيم شمال شرق بغداد في محافظة ديالى منذ حوالي ثلاثين سنة , وعمروا المباني السكنية والبنى التحتية , مثل المسجد والمستشفى والمقبرة وملعب كرة القدم وساحة الاحتفالات الدينية والرياضية , اضافة الى مولدات الكهرباء وتحلية الماء وشبكة الاتصالات , وكل هذه البنى تم اقامتها على حساب الاشرفيين . وقد تكيفوا في هذا الموقع الذي شهد الولادات , وشهد الوفيات , وشهد الافراح والاتراح , وصار لكل واحد منهم ذكرياته الخاصة . وهؤلاء السكان هم من العناصر العقائدية الملتزمة مع منظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام الملالي في ايران . لان هذا النظام يحكم ايران منذ اكثر من ثلاثين سنة بالحديد والسحل والاعدام لكل من يعارض نهج " ولاية الفقيه " , النهج الذي لا يقبل اية معارضة له , ومن يعارضه يلقى الاعدام او السجن لسنوات غير معلومة . الاشرفيون استبدلوا نضالهم ضد نظام الملالي , من الجهاد المسلح الى الجهاد السلمي , داخل ايران و في دول العالم , وصار للمجاهدين انصار واعوان ينتصرون لمنهج السلم والتغيير السلمي , الذي تدعمه الانظمة الديمقراطية في العالم .
لقد املت الصلة الوثيقة بين الحكومة العراقية التي يتفرد بها " حزب الدعوة " الذي يرأسه نوري المالكي , وبين نظام الملالي في ايران , ان تنفذ حكومة المالكي خطة النقل القسري للاشرفيين من مخيمهم الى مخيم ليبرتي , الذي لا يحمل من معنى الحرية الا الاسم . وبالاساس كان موقعا للقوات الامريكية الغازية للعراق , وهو معسكر كبير بجوار مطار بغداد الدولي , وكما هو الحال في المعسكرات فان السكن فيها عبارة عن ( كرفانات ) من الخشب , يتسع الواحد منها الى ثلاثة او اربعة جنود . ومن اجل تفويت الفرصة على الملالي واعوانهم في بغداد استجاب الاشرفيون الى عملية النقل الى ليبرتي على دفعات , وفق اتفاقية وقعتها الحكومة العراقية مع الامم المتحدة , تقضي بان يتم نقل ممتلكات الاشرفيين الى المخيم الجديد , وان يكون للشرطة العراقية تواجدا عند مدخل المخيم . ولكن المسؤلين عن عملية النقل خالفوا كل بنود الاتفاق , فلم يسمحوا للاشرفيين بنقل امتعتهم من سيارات واجهزة حاسوب , ووصل المنع الى اشرطة الكاسيت وكتب الشعر واللغة العربية . كما خالفت الحكومة العراقية امر التواجد العسكري , حيث اقامت العديد من مراكز الامن داخل المخيم , بحيث يمكن للجنود من مراقبة كل حركات السكان , حتى عندما يدخلون الى الحمامات . الامر الاكثر خرقا لكل الاعراف الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين هو اقتطاع مساحة كبيرة من المخيم الذي يبلغ مساحته حوالي 40 دونما , وحصر الاشرفيين في مساحة ضيقة جدا , بحيث صار المخيم سجنا ضيقا يعيق حركة المعتقلين .
المخيم المهجور بعد انسحاب القوات الامريكية المهزومة صار ارضا خربة غير صالح للسكن البشري اذا لم يتم اصلاحه , وبالذات المجاري ومكب النفايات وصنابير المياه , وهذه البيئة القذرة صارت مرتعا للافاعي والجرذان والعقارب التي تشكل خطرا على حياة السكان وخاصة الاطفال , وقد وزعت على وسائل الاعلام المرئية صورة الافعى الضخمة التي ترتع في بركسات المخيم , والله اعلم كم لديها من الابناء سوف ترعب السكان وتقلق راحتهم . الامر المحير ان المسؤولين العراقين عن المخيم لا يسمحون للسكان بجلب السيارات لنقل النفايات , وجلب الماء الصالح للشرب , وشراء الادوية لمكافحة الافات والافاعي والجرذان والعقارب .
ان الاوضاع البائسة التي فرضت على الاشرفيين قسرا في المخيم الجديد , تلزم الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي التحرك لثني الحكومة العراقية عن الاخلال بالاتفاق المبرم معها , وتأمين حياة تليق بالبشر والكرامة الانسانية , ريثما يتم نقلهم الى بلدان اخرى .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظروف الاقليمية والدولية التي احاطت بمعركة الكرامة
- ( اتفاقية وادي عربه ) أن الاوان لالغائها
- ممنوع ادخال الشعر والموسيقى الى ( ليبرتي )
- ما السر وراء نشاط الجامعة العربية ؟
- الادارة الامريكية مسؤولة عن حماية الاشرفيين
- بوتين بين فرحة الفوز وغضب المعارضة
- الظروف المحيطة بتعريب الجيش الاردني
- مخططات اسرائيلية لتهويد القدس
- هل تلتهب الحرب الباردة مع الازمة السورية ؟
- مصطلحات سادت مع الربيع العربي
- هل سيتكرر السيناريو الليبي في سوريا ؟
- فضائيات الشعوذة وفضائيات الفتنة السياسية
- الانتفاضات العربية وفكرة المؤامرة
- لنتذكر يوم 2 تشرين الثاني وخداع بريطانيا
- دعاة النظام السوري ومدرسة القذافي
- اعلام انتفاضات الجماهير والاعلام الرسمي.
- نتائج الانتخابات التونسية والخوف المقابل
- متلازمة الوطنية والقومية
- اردوغان واكراد تركيا
- رأي في أسئلة الحوار المتمدن حول قضايا معاصرة


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن محمد طوالبة - ليبرتي وكر للافاعي والجرذان