ألشَرخُ ألأوسَخ

محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 20:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلهم يعرفون الشرق الأوسط فقط ( ألشرخ ألأوسخ ) , تركوا كل الكرة الأرضية , وكل الدنيا , وكل الأكوان , وركّزوا وأنزلوا كل تعليماتهم ونصائحهم ودعاتهم وحروبهم في الشرخ الأوسخ , كأنما الجهات الأخرى ليست بحاجة لهذه التعليمات والنصائح اليومية , بل إن الذين يعيشون في هذا الشرخ الأوسخ , هم فقط أطفال ومراهقين , وهم فقط بحاجة للرعاية السماوية , وهم فقط الذين يحتاجون الى هذا الكرم السخي من الدعاة الجهلة ومن الرعاة , كأنما نحن قطيع من الماشية دون العقل ونحتاج دوما الى صراخ وتكبير من هم أفضل منا نحن الخرفان .
يريدوننا أن نبقى خرفاناً , عقولنا مسلوبة , أطفال , مراهقين , بحاجةٍ دوما الى صيدلية سمائهم , بحاجة دوماّ لدوائهم , يعلّموننا دوما وينصحوننا , عدم الكذب , عدم السرقة , والخمر حرام , والجمعة عطلتنا , والأثنين عيد الحلاقين , وأن السبت والأحد هي عطل الكفّار , يجب علينا نحن الخرفان أن يكون لنا أعداء دائميين , بما إننا خرفان فمن الطبيعي يجب أن يكون هناك ذئاب يفترسوننا لأن أفكارنا العظيمة لاتعيش ولا تدوم دون أعداء وهميين , دون شيطان يلازمنا ويعلّمنا ويرشدنا دوماً الى الرذيلة , دون ذئاب تأكلنا وتفترسنا, نحن خرفان ويجب أن نبقى خرفان من أجل رعاتنا العظماء الذين يكسبون المال والجاه والسلطة , فبدوننا هم لاوجود لهم , هم إحتلّوا الشرخ الأوسخ , ولايستطيعون تمرير مخططاتهم وتعليماتهم في الإتجهات والمناطق الأُخرى والأكوان الأُخرى.
آلاف السنين ولازلنا بحاجة الى نصائح من المرشدين والدعاة والوكلاء الغير الرسميين من السماء كي بحافظوا علينا من الذئاب, ألا يكفي ؟ الى متى نبقى أطفالاّ ومراهقين بنظر هؤلاء القساوسة والرعاة , والدعاة , ألا يكفي؟
إلى متى ننتظر الفتوى من هؤلاء والنصائح كيف نأكل؟ كيف ننام؟ كيف ندخل المرحاض؟ إلى متى ننتظر أوامرهم كي نحب فلذات أكبادنا ؟ إلى متى نبقى متفرقين ؟ إلى متى نبقى جهلة , أليس لدينا عقل؟ أليس الإله الذي منحنا هذا العقل , منحنا أيضا حق إستخدامه؟
إنه ألشرخ الأوسخ ألذي تجَمَّعَت فيه كل القاذورات , إجتمع فيه كل الفاشلين الذين يتغذون على المعلبات الجاهزة , الذين يُمَجِّدون الأجداد والتاريخ , وهم عالة على المجتمع الأنساني , وكل همّهم الإستماع الى تعليمات نكاح الفرج والشرج ومابينهما ,
إنه الشرخ الأوسخ الذي يتقاتل عليه الفرقاء دوماّ , إنه ألشرق ألأوسط الذي أحتلته الذئاب .
إنه ألشرخ الاوسخ , مقبرة علماء ( العلميين والنبغاء ) المسلمين , كل العلماء يفشلون هنا , وعندما يفشل علماؤنا يتمسكون حد الهوس والجنون بتعليمات دعاة الشرخ الأوسخ ويصبح الخلفاء والوهم عناوين بحوثهم مع الأسف, إنهم مرضى ويتهربون من واجاباتهم العلمية والأساسية وسيحاسبهم الأجيال القادمة.
تركوا كل الدنيا , تركوا كل الأكوان تستمتع بالحرية والطبيعة والعقل , وأبقوا وسيطروا على هذا الشرخ , وهذا الشرج الوسخ للدنيا , يطَبِّقون تعليماتهم عليه ,حقاّ , إنها أرضا خصبة للخرافات ولإدامة الجهل , فاليابان مُحَرَّمة عليهم وعلى سمائهم وتعليماتها .لأن اليابانيين ليسوا خرفاناً مثلنا , ولايستطيع أي جيران أن يكسبهم لأفكاره ولحزبه وآرائه , هم أحرارٌ في عقولهم , ليس كما نحن نحتاج الى حظيرة , ونحتاج الى سياج متين , ونحتاج الى دعاة الجيران وكتبهم المُكَدّسة لكي يحموننا ويوعدوننا بالفحشاء بعد الموت إكراما ورشوة لنا لسهولة عبوديتنا.
لماذا اليابانيون لايلتهون كما نلتهي نحن بالشكليات والواجبات التي لاتنفع , اليابانيون يخترعون ويُبدعون وينقذون ذوي العاهات من عَوَقِهِم , مشغولون بأختراعاتهم , كي نستفاد نحن منها في تسهيل حياتنا ونحن نحاول ان ننقذ صحراء جيراننا وأن نهدي لهم عيون مائنا وإخضرارنا, وأن نقول لهم إن صحرائكم القاحلة أحسن وأجمل من طبيعتنا الخضراء ومن شلالاتنا ومن جبالنا ومن دبكاتتنا ومن رقصاتنا , نحن نكره مفكرينا ونُقَدِّسُ مفكريهم , ننسى مأساتنا ونفضل رذيلتهم , نحن الكرد نعبدُ ما يعبدُ جيراننا, نحن نقول لهم في اليوم خمس مرات , أنتم أفضل منّا وأخيَرُ منّا.
هل من أحد أن يوفِّر الجنس والشراب لنا في بيته ؟ فكيف للرّبِ الذي نَعبدُ أن يُوَفِرَها لنا ؟ أنا لا أقبل بها , لأنني أقوم بواجباتي ولاأتوقّع أي مكافئة لا قبل الموت ولا بعده , إنها مكافئة غير أخلاقية تُهدى لنا كالأطفال كي نكون خلوقين وعاقلين ولكي ننفذ التعليمات, إنها غير معقولة وتشجع الفساد والرشوة , أرجو أن يعفيني الإله من هذه المهمّة وأن يحرقني ملايين المرات في جهنم , إحتراما له وإحتراما للعقول
أنه ألشرخ ألأوسخ , إنه السبب الرئيسي لإضطرابات العالم , إنّهُ مَرتَعٌ للفاشلين , للفاسدين , للطغاة , للمتوكلين , للحالمين, وللخرفان , لكي تستمتع الذئاب بنا دوما ........ تَصَوّر الكرة الأرضية إنساناً , فإن شرق أوسَطَهُ , هو شَرخُ أوسَخَ ذلك الإنسان ......

#محمد_صادق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات