أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - غوايتي














المزيد.....

غوايتي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 20:03
المحور: حقوق الانسان
    


لكل إنسان هواية وإذا تغلغلت الهواية في داخل صاحبها, وإذا تمادت كثيرا وأدمن الإنسان عليها, وإذا تولع فيها تولع المولهين تصبح عبارة عن غواية واحترافٍ ,وأنا غوايتي الكتب والأوراق والكلمات المتقاطعة والمتحاربة...غوايتي أتخيلها كامرأة جميلة مدللة أعشقها وأموت فيها هياما,أراها في صحوي ومنامي لا أطيق أن أبتعد عنها ولا حتى لدقيقة واحدة,وإذا تخاصمنا نتصالح بسرعة وأغلب المرات أنا من يبدأها بالتحية وبالسلام,عيونها مثل عيون الزرافة ووجهها مثل حبة التفاح اللبنانية,وصدرها مثل الرمان الأردني,غوايتي مجنونة بي وأنا مجنون بها أكثر,غوايتي أو هوايتي هي الأمل الوحيد الذي أتعربش وأتمسك به في نومي وفي أحلامي,لا أستطيع أن أهرب منها فقد جربت ذلك كثيرا واختبأت عنها كثيرا ولكنها كانت تستدلُ على رائحتي من خلال حاسة الشم القوية عندها وأنا بالنسبة لي كلما اختبأت عني أستدل عليها من خلال حاسة الكتابة القوية عندي,غوايتي تحبني كثيرا ولكنها لا ترحمني أبدا,فهي تتعبني كثيرا وتنساني طويلا وتمرمر عيشتي,وغوايتي كلما ابتعدت عني كلما اقتربتُ منها وكلما ابتعدتُ عنها كلما اقتربت مني وهي لا تبعد عني إلا لحظة واحدة فبلحظة واحدة أكون بقلبها وبثانية واحدة يخرج أسمي على لسانها,وبين ليلة وضحاها أستبسل في حبها وبين عشية وضحاها تموت وتحيا من أجلي,غوايتي كغواية آدم في التفاح وكغواية الموسيقار بآلاته الموسيقية...غوايتي هي الكلمة الصادقة وتخرج الكلمةُ من رأسي كما تخرجُ المياه على شكل ينابيع من باطن الأرض,وكلما ذكروها أمامي تنساب العاطفة في أوردتي كما تنساب المياه مشكلة الأنهر والجداول الصغيرة,وغوايتي عبادة الجمال والفلسفة وعلم الاجتماع...غوايتي جعلتني مشطورا إلى نصفين...وغوايتي جعلتني مقسوما بين السماء وبين الأرض...وغوايتي تركتني أشلاء مقطعة على قارعة الطريق بين الشك وبين الوهم وبين الظنون,وفي ذات يوم من الأيام أخذتني غوايتي بعيدا وخلت نفسي سلطانا... وخلت نفسي ماردا.. وخلت نفسي قزما صغيرا...غوايتي قتلتني يا أصحاب الغوايات الجميلة وسلبت مني لُبي وعقلي وأبعدتني عن الناس حتى أصبحتُ في الآونة الأخيرة وحيدا أعيش وكأنني (روبنسون كروزو)في جزيرة شبه معزولة عن العالم....غوايتي أغرت الكثير من الناس بقتلي معنويا وبسلب كل حقوقي المعنوية والمادية,غوايتي دمرت حياتي...غوايتي شاركتني نهاري وليلي وأحلامي الصغيرة والكبيرة... وغوايتي أتعبتني فهل هنالك رجلٌ مثلي أتعبته غوايته كما أتعبتني؟... وهل هنالك رجلٌ مثلي قتله عشقه للفن وللثقافة؟وهل هنالك رجل مثلي ينام ويصحو وهو ما زال مثل الطفل الصغير ينام وبين أحضانه غوايته!!.. فالطفل الصغير ينامُ وبين أحضانه لعبته الجميلة,وأنا رجلٌ غيورٌ على غوايته مثل الطفل الغيور على لعبته فلا أحتمل أن أرى أحدا يلعب بلعبتي الجميلة ولا أستطيع أن أُعطي غوايتي لغيري كي يفسدها أو لكي يعبث بها أو لكي يتسلى بها..أنا رجلٌ أنامُ وأصحو على غوايتي وأنا رجل طوال النهار لا تفارقني غوايتي أحملها معي أينما ذهبت,أخبئها عن عيون الأطفال الكبار الذين يبلغون من العمر ما أبلغه أنا اليوم,فكلنا أمام الغواية أطفال ما زلنا نحاول أن نترك عادة الإدمان على الهوايات التي كانت صغيرة وكبرت إلى أن أصبحت معضلة كبيرة.

هذه لعبتي..هذه هوايتي..هذه غوايتي,لا أريد أن يعبث فيها أحد ولا أطيق أن ينظر إليها أحد,ولا أريد من أحد أن يعشقها كعشقي الجنوني لها ولا أطيق أن يبتسم في وجهها أحد وكذلك لا أحب أن تنظر إلى غيري من الناس ولا أريد منها أن تُزرع في قلوب الناس كما هي في قلبي.. وأريدها شوكة مزروعة في حلوق الأعداء والمندسين,غوايتي أرجو منكم جميعا بأن لا يلمسها أحد غيري أو يلمس يدها أو يضع يده على كتفها..فهنا ممنوعٌ الوقوف والتوقف..وهنا ممنوع اللمس أو الاقتراب منها أو التصوير إلى جانبها,وهنالك ممنوعٌ المرور وممنوعٌ التجاوز عنها...غوايتي المجنونة مثلي لا أطيق بأن يغازلها أحد غيري أو يُجن بها أحدٌ غيري,



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحديث النبوي مرفوض نحويا
- اكتشاف النجوم
- لآدم زوجة واحدة
- الاسلام والمسلمون
- باسم الله اقبل تحية حسن الصباح
- لمن تستمع فيرز في ساعات الصباح؟
- كل شيء نافع وضار
- الخالق والمخلوق
- ليلتي وحلم حياتي
- البدانة هي العدو الدائم
- عيد ميلاد بتول الأول
- نحن أغبياء جدا
- الولد الشقي
- حديث نبوي شغل اهتمامي
- رغيف الخبز
- فلسطين عربية
- اعمل خيرا شراً تلقى
- الفساد والاستبداد طريقة حكم
- أول 60-70-سنة من حياة الانسان
- بقرة اليهود وكثرة الجدل


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - غوايتي