|
الخبراء يتساءلون : اللجنة التأسيسية للدستور.. نعمة أم نقمة على مصر؟!
حسن الشامي
الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 18:00
المحور:
المجتمع المدني
احتفلت الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية بمناسبة بمرور خمس سنوات على التأسيس بمقر الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية والمؤسسات بالقاهرة تحت رعاية الإدارة العامة للجمعيات الثقافية بوزارة الثقافة.. وقد تضمن برنامج الاحتفالية مائدة مستديرة حول "اشكاليات اللجنة التأسيسية للدستور".. حضرها عدد كبير من رؤساء الجمعيات الأهلية وقيادات العمل الإجتماعي.
ففي كلمته قال الكاتب الصحفى محمد ثروت، أن تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور يعد بمثابة "استهزاء" بعقول المصريين، الذين سبق وأن صاغوا أعظم دساتير العالم، وهو دستور 1923، وكذلك أسسوا أول مجلس نيابى فى العالم العربى عام 1866 (مجلس شورى النواب).
وأوضح أنه لا يليق بمصر التى صدَّرت الدساتير للعالم، أن يشكل دستورها فى تلك المرحلة الفارقة بلجنة لا تمثل كل طوائف الشعب المصرى، مندِّداً بأن جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين هم المسيطرون على اللجنة، وتساءل ما الذى يجعل لاعب كرة قدم يصبح عضواً فى لجنة الدستور ما هى خبرته ؟!
وأشار ثروت إلى أن كل المشاركين باللجنة التأسيسية للدستور لم يقدموا مشروعات هامة لنهضة البلد فى ظل الأزمات التى نعيشها حالياً، كما أنهم لا يمثلون الشعب المصرى بكافة طوائفه، مضيفاً أنهم أغلبية برلمانية تريد السيطرة على كل مقدرات الوطن حتى على رئاسة الجمهورية.
وأضاف أن هناك أغلبية تخدع الشعب المصرى باسم الدين حتى أصبح المصريون أقلية أمامهم، مشيراً إلى أنهم يقومون بتسييس المنظمات الأهلية حتى يتم فرض الرقابة عليها ولا تستطيع القيام بدورها وبالتالى تقييد الحريات.
وشدد على أنه إذا كانت هناك أغلبية تريد السيطرة على مصر، فإن هناك مجتمعا مدنيا واعيا وقويا يمكنه التحرك ضدهم.
وعدد الكاتب محمد ثروت تجارب دول العالم فى تأسيس الدستور، حيث أشاد بالتجربة التركية التى استطاعت عمل نهضة شاملة فى كل المجالات وارتفع معدل دخل الفرد فيها، وكذلك تجربة "لى كوان" مؤسس نهضة سنغافورة الذى حول البلد لأعظم بلد لأنه رفع شعار "العنصر البشرى أولاً"، وتجربة آسيا بشكل عام التى عززت ورفعت قدر المواطن فيها.. مؤكداً أن مصر هى من صدَّرت الدساتير للعالم من خلال فقهائها الدستوريين والقانونيين، مثل الدكتور يحيى الجمل الذى صاغ دستور الكويت، وسليمان باشا حافظ الذي شارك في صياغة معظم دساتير العالم العربي وغيرهما من الخبراء الدستوريين.
ومن ناحيته أعرب المهندس حسن الشامى، رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية عن تفاؤله بالصراع السياسى الدائر فى مصرالآن، والذى سوف يفرز دستورا جديدا يحقق طموحات كل المصريين..
وأضاف أن التيارات المدنية والليبرالية ضيعت فرصا عديدة خلال العام الماضي من عمر الثورة.. وكانت دائما تراهن على المواقف الخطأ بينما كانت التيارات الدينية " سواء الأخوان المسلمون أو السلفيون" يجيدون التفاوض وآليات الضغط والتراجع عندما تتطلب المواقف السياسية ذلك.
ودعا الشامي إلى تشكيل "جبهة دستور لكل المصريين" من أجل اسقاط اللجنة التأسيسية للدستور التي شكلها مجلسا الشعب والشورى أخيرا وسيطرت عليها التيارات الدينية الإسلامية بتنويعاتها المختلفة مطالباً بالتوافق على معايير موضوعية لصياغة دستور يحقق مطالب الثورة الأساسية في الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية…
وأوضح الشامي أن مصر تمر بلحظات عصيبة تتهدد فيها ثورة 25 يناير المجيدة مخاطر جسيمة ومحدقة من كل جانب وتتكالب عليها قوى متآمرة تحاول إجهاضها وإهدار دماء شهدائها ومصابيها واغتصاب السلطة على ذات النحو الذي عانينا منه طوال 60 عاما متصلة.
وطالب الشامي بتطبيق مبدا التمثيل للجميع من القاعدة للقمة فى الجمعية التأسيسية للدستور لان هناك جماعات غير موجودة كالاقباط والنوبة فى الجمعية التاسيسية التى خلت تمام من اهالى النوبة ولابد من فرص عادلة للشعب بكل طوائفه.. واختتم مضيفا أن هذا الموقف استدعى تنادي كافة القوى والأحزاب الوطنية والتجمعات الشبابية والهيئات الثقافية والفنية والنسائية والنقابات المهنية والعمالية والفلاحية والرموز الدينية المستنيرة.
وقال عز الدين فرغل، رئيس الاتحاد الإقليمى للجمعيات بالقاهرة، أنه من الضرورى أن يتم التوافق على معايير موضوعية لصياغة الدستور الجديد لمصر بما يحقق مطالب الثورة فى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وأوضح أننا نحتاج مزيدا من الحريات. لأن القهر والاستبداد لا يمكن أن يؤدى للتنمية أوالنهضة.
ومن ناحيته أوضح حمدى البصير، مدير تحرير صحيفة العالم اليوم، أن مصر تعيش فى مأزق ليس بسبب الخلاف حول رئيس الجمهورية، ولكنه بسبب تشكيل لجنة الدستور التى تشهد انقساماً شديداً ولا تمثل فئات المجتمع، مضيفا أن اللجنة بتشكيلها الحالي ستفرزا دستوراً منقوصاً لا يعبر عن المصريين، مطالباً بضرورة الحوار المجتمعى لصياغة دستور مصرى جديد.
واختتمت الاحتفالية بتكريم عدد من قيادات العمل الأهلي بينهم عز الدين فرغل رئيس الإتحاد الإقليمي للجمعيات بالقاهرة، وعدد من قيادات الإتحاد منهم ماجد أحمد الأمين العام، وفارس عبد الجواد أمين الصندوق، وعطية عبد القادر مقرر لجنة الإعلام، وعادل دياب وحمدي الجعفري عضوا مجلس الإدارة.. ومن قيادات العمل النسائي تم تكريم هدى البدري رئيسة جمعية السيدة سكينة بالقاهرة، وهيام عبد العزيز رئيسة جمعية عشاق مصر، وهدى عوض رئيسة جمعية النشاط النسائي، وعبلة عبد السلام البرعي أمينة الصندوق بالجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية.. وأعقب ذلك حفل فني أحيته فرقة الموسيقى العربية والفنانة جميلة جميل.
حسن الشامي رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية [email protected]
#حسن_الشامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤتمر استقلال القضاء بين الحماية الدستورية وقانون السلطة الق
...
-
وفاة البابا شنودة خسارة كبيرة للمصريين
-
إطلاق شبكة المساءلة الاجتماعية فى العالم العربى
-
مؤتمر -الربيع العربي والأزمة السودانية- بالقاهرة
-
منظمات المجتمع المدني : لن نرضخ لبيادة العسكر أو لعباءة الإخ
...
-
مؤتمر - رؤية لدستور مصري يحمى ويفعل الحقوق والحريات -
-
نداء الألف للتضامن مع شركاء الوطن
-
مؤتمر -الربيع العربي ومستقبل التحولات الراهنة-
-
أثر ربيع الثورات العربية على القضية الفلسطينية
-
المجتمع المدنى والتحول الديمقراطى العربى
-
رؤية حول -استراتيجية تحديث مصر-
-
دور المرأة المصرية والعمل في المجال العام
-
أستعادة الأموال المصرية المهربة من الخارج
-
قراءة في مشكلة الأقليات في مصر.. النوبة نموذجا
-
مناقشات وتوصيات مهمة لمؤتمر الفلاحين
-
مؤتمر -النقابات الفلاحية .. طريقنا لمستقبل أفضل-
-
نهائي مسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية
-
أوضاع المواطنة بعد ربيع الثورات العربية
-
تعزيز المواطنة في ظل ربيع الثورات العربية
-
دور الشباب في الثورة واصلاح جهاز الشرطة المصرية
المزيد.....
-
إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال
...
-
مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|