الاضطرابات النفسية – الجسمية التي يعاني منها المسنون

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 16:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الاضطرابات النفسية – الجسمية التي يعاني منها المسنون

الاضطرابات النفسية هي مجموعة من العلامات التي يعاني منها كبار السن والتي يكون المظهر الرئيسي فيها وجود اعراض عضوية تعطي انطباعا بوجود مرض عضوي مع انه لا هناك دليل او اثبات يمكن اكتشافه بوجود هذا المرض . وهذه الاعراض لايفتعلها المسن وليس له سيطرة على حصولها او زوالها ومن اشكال هذه الاضطرابات هي :
1.اضطرابات الصورة الذهنية لشكل الجسم :
ان الظاهرة الرئيسية لهذا الاضطراب هي انشغال المسن الزائد بعيب متخيل في مظهره بالرغم من ان مظهره طبيعي . واغلب الشكاوي تدور حول وجود التجاعيد في الوجه ، وكثرة الشعر ، ووجود البقع على الجلد ، وشكل الانف ، وتورم الوجه وحدوث الشكوى من شكل اليدين او القدمين او الثديين واي جزء اخر في الجسم ...الخ . ويكون اعتقاد المسن فيه جازفا" لايمكن اقناعه بأي وسيلة بأنه غير صحيح وعندها يسمى توهما" Delusion أو يسمى أضطراب التوهم – النوع الجسميDelusional disorder –Somatic subtype
وترافق هذه الاعراض كثرة مراجعة المسن المريض لأطباء الجلد والتجميل بهدف تصحيح العيب المتخيل. وكذلك يكثر وجود حالة الاكتئاب والشخصية الوسواسية كما يكثر تجنب الشخص المسن لكثير من المواقف الاجتماعية والوظيفية بسبب قلقه على رد الفعل لهذا العيب في شكله.
وتختلف شدة الحالة بين ان يعتقد الشخص انه غير جذاب او انه مثير للقرف والاشمئزاز. ومن الحالات مايعتقد صاحبها ان جسمه يصدر رائحة كريهة ولايوجد سبيل الى اقناعه بغير ذلك ولهذا يكثر من استعمال العطور والادوية المضادة للعرق .
2.الاضطراب التحويلي او العصاب الهستيري :
ان اكثر اعراض التحويل هو مايقلد المسن الامراض العصبية مثل الشلل وفقدان الصوت وعدم التوافق الحركي وعسر الحركة والعمى وفقدان الشم وفقدان الحس ، وهي اعراض تثبت من خلال الفحص بعدم وجود اساس عضوي لها من ناحية ، كما توجد دلائل على وجود اسباب نفسية او صراع نفسي له علاقة بهذه الامراض . وهناك نوعان من الاليات لحدوث هذه الاعراض :
ا. الالية الاولى : تنشا عند حصول الشخص المسن على مكسب اولي وذلك بابقاء صراع داخلي او حاجة ما خارج نطاق الوعي. فمثلا اذا حصل موقف مثير للغضب الشديد ولكن الشخص المسن لايستطيع التعبير عن الغضب سواء بالكلام او باستعمال يده للضرب، فاننا يمكن ان نرى انه يصاب بفقدان الصوت او الشلل في ذراعه. ومثال اخر لنفرض ان شيئا رهيبا" او مزعجا" جدا" حصل امامه ولايستطيع البوح به، فقد يكون العرض التحويلي هو العمى. وفائدة هذه الاعراض هي خروج الشعور المؤلم او الصراع النفسي من دائرة الوعي وتحوله الى عرض جسمي .
ب. الالية الثانية : فهي ما يحصل عليه المسن المريض من مكاسب ثانوية والتي تتمثل في تجنب الموقف او النشاط المزعج وجلب دعم المحيطين به والذي لايمكن الحصول عليه بغير ذلك .
3.عصاب المراق :
الظاهرة الاساسية في هذه الحالة هي الانشغال الزائد من قبل المسن بالخوف من وجود مرض خطير او الاعتقاد بوجوده فعلا بناءا" على تفسير المصاب لأعراض وعلامات جسمية يتخذها كدليل على وجود ذلك المرض العضوي ، والفحص الطبي الدقيق لايؤيد فكرة وجود المرض الذي يعتقده المصاب بالرغم من ان المسن المريض قد يقتنع لفترة ما انه يبالغ في مخاوفه ، أو ان المرض غير موجود لكنه سرعان مايزول اثر التطمين ، ويعود الانشغال والبحث عن طبيب اخر او فحص اخر والانشغال عادة يدور حول دقات القلب او الصداع او انتفاخ البطن او السعال او التعرق ...الخ .
ونجد المسن يتكلم بصورة مفصلة عن قصته المرضية ويميل الى اخذ وقت طويل عند الطبيب . كما ان بعض المسنين يميلون الى مراجعة اكثر من طبيب واحيانا تشوب علاقاتهم مع الاطباء بالاحباط او الغضب من قبل الطرفين او يمكن ان تسوء العلاقة بالطبيب . ويلاحظ أحيانا" معاناة المسن من الاكتئاب او القلق العام او ان شخصيته من النوع الوسواسي .
4.اضطرابات التجسيد :
تتميز اعراض هذه الاضطرابات من شكوى المسن من اعراض جسدية متعددة ومتكررة على مدى سنوات عدة . وعادة ماتكون الحالة قد درست واجريت لها فحوص متعددة ولم يستدل على وجود اي مرض عضوي يمكن ان يفسرها .
ويشكو المسن عادة بطريقة درامايتكية او طريقة مبالغ فيها وغامضة وقد يراجع عدة اطباء في وقت واحد ، ويشكو المسن المريض من الدوخة ، والصداع ، والالام الظهر ، والبطن ، والضعف العام ، والبرود الجنسي . كما يرافق هذه الاعراض عادة حالة من القلق والاكتئاب والشخصية الهستيرية .
اساليب العلاج :
لكل حالة من حالات الاضطراب التي عرضت لها الاساليب العلاجية الملائمة للتخفيف من حدتها ولكن يمكن ان نذكر اكثر الاساليب العلاجية المستخدمة لمعالجة الاضطرابات النفسية – الجسدية عند كبار السن هي :
1.العلاج النفسي الجماعي : الذي يمكن ان يوفر للمسن المريض الدعم الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي الذي يحتاج له .
2.اجراء الفحوصات الطبية الدقيقة : ويمكن استخدام اسلوب الايحاء من قبل الطبيب كأن يقال للمسن المريض بأنه لايوجد مرض خطير والحالة سوف تتحسن وتزول ، او انها في الواقع بدأت في التحسن .
3.العلاج الدوائي : اذ يمكن ان تستخدم الادوية اذا كانت الحالات ناشئة عن مرض نفسي آخر كالقلق أو الاكتئاب وليس عن حالات نفسية عابرة أو ناجمة عن موقف معين يزول بزوال المؤثر .
4.أتاحة الفرصة للمسن المريض بالتعبير الكلامي عن مشاكله يغني عن التعبير عنها بالاعراض الجسمية وبالتالي زوالها في اغلب الاحيان .

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات