طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 08:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشيطان وابن الله في مسرحية !!زعيم الشياطين.. رد على.. مقالة سامي لبيب
الكاتب ...
أنا : إذن ما هو تفسيرك لظهور هذا القول ؟! .
-الشيطان : أرى أن المشكلة جاءت من فكرة توحيد الآلهة فى إله واحد , ففى الميثولوجيا القديمة كان هناك إله للخير وآخر للشر فى حالة إستقلالية وصراع وعندما تم توحيد الآلهة فى إله واحد جاء الله كإله للخير والشر معا بالضرورة , ولكن التناقض هنا قد حل فكيف يكون الضدين معا , وكيف يستقيم الله الخَير مع الإله الشرير , كما هناك رغبة إنسانية دفينة أن ينتصر الخير وترفع راياته وينسحق الشر , إذن فليتجسد الله فى الصورة الخيرة لذا تفتق ذهنية مُبدع الأسطورة على إستحضار الشيطان ككومبارس فى المسرحية
تعليق......
طبعا فاشل كعادتك في تفسير وجهات النظر الدينية ... فكرة المقالة مأخوذة من مقالات الكاتبة القديرة نوال السعداوي .. عند اليسوعية لا يوجد اله حامل للشر لان جميع المعاصي التي هي شر من وجهة نظر الإسلام تحولت على يد يسوع إلى خير .. لذلك هم يعتقدون إن الخير من يسوع والشر من الله .. ولكون الكاتب يسوعي مشرك بالله ... قال.. برزت فكرة الإله الواحد نتيجة اتحاد اله الشر مع اله الخير في اله واحد الله ... الم تسال عقلك لو كان فعلا هناك الهين فاعلين كيف يستطع الناس العيش تحت صراع الإلهة .. كيف يوافق مؤمنون اله الشر على تتحول إلههم إلى شيطان في عقائد الآخرين ... ... نظرة الكاتب الفلسفية لمفهوم الشيطان كانت خاطئة لان المسيحية تؤمن بالشيطان .. وحتى اعتقادها الشركي يتناقض مع طرح الكاتب فالمسيحية تؤمن بالشيطان خير لأنه مصدر التشريع الديني.. وتكفر بالله لان يسوع حذرهم... قائلا ... احترزوا من الأنبياء الكذب يأتوا بثياب حملان خاطفه ..
******************************************
الكاتب ...
-الشيطان : نعم أنا إعتزلت عن أداء دور تمثيلى فى مسرحية وهمية هزلية يطلق عليها الشر وقبل أن أتطرق لها سأتناول ما قيل عن توبتى .
إحتمال التوبة كإحتمال وارد , وأى قول يزعم أن توبتى مستحيلة يوقع الفكرة كلها فى التناقض .. فتوبتى واردة كونى إمتلك الإرادة الحرة بدليل أننى اعلنت تمردى وعصيانى كما هو معروف لديكم لذا يمكن أن أراجع نفسى وأعلن بكامل إرادتى أننى قررت العزوف عن ممارسة الشر والإيعاز به , وسيكون الله قابلاً توبتى بالضرورة لأن قبوله التوبة يعنى انه يمتلك المغفرة بلا حدود وعدم قبوله يعنى أن صفة الرحمة والمغفرة لديه محدودة أو معطلة أو لها أسقف محددة لا يستطيع تجاوزها وهذا سينال من ألوهيته لذا سيقبل الله التوبة متى قدمتها له , ولكن هذا الأمر سيوقعه فى إشكالية عظمى فسينطلق السؤال حينها عن من ينتج الشر أو قل أن القفاز سيُخلع وتنكشف الأيادى ومن يضع البرنامج .
تعليق.....
لا ادري من أي قصه أو واقعة اقتبس الكاتب مفهوم الشر ومن أي دور استنبطه .... أولا.. الشيطان لا علاقة له بالشر ... وإذا قلنا الشر من الشيطان هذا يعني جعلنا له قوه فاعله على الأرض لها القدرة على صناعته رغم أنوف الذين يصنعون الخير .. يقول الكاتب ما معناها لو تاب الشيطان عن تمرده من سيقوم بدور الشر على الأرض لهذا لم يقبل الله توبته لإقناع الفكر على أن هناك مسبب له... تساؤلات غير منطقية نابعة عن عدم إدراك الكاتب بالنصوص الدينية .. في الرواية ألقرانيه لم يطلب الشيطان التوبة.. بل قال ربي انظرني إلى يوم يبعثون .. فالتمرد والإصرار عليه كان من اختيار إبليس ... كما لم يضرب لنا الكاتب مثلا على الشر الذي يقوم به الشيطان ..فأفكاره لا تعكس إلا خرافاته التي يعتقد بها كما يعتقد الكثير من المتدينين .... قال الله ولنبلونكم بالخير والشر فتنه واليه ترجعون ... فالشر والخير من متغيرات الزمن والأحوال
*******************************************
الكاتب....
* أنا : هناك شئ يُحيرنى .. فالذى أعرفه أن كل الأقدار والمشيئة فى يد الله وكل حادث نمر به هو معلوم ومدون لدى الله فى مدونته أى ما تفعله فى حث البشر على ممارسة الشر هو فى المعرفة الإلهية وطالما المعرفة الإلهية سَابقة ومُدركة ومُطلقة لا يشوبها الخطأ فمعنى هذا أنك مُجبر أن توسوس للبشر والإنسان بالضرورة مُجبر ان يستجيب لك لأنه فى حال ان الله دَون فى مفكرته اننى سأسرق فهذا يعنى أنك مكلف بالإيعاز , وأنا مُجبر على الإستجابة وإلا أفسدنا العلم الإلهى .. فما رأيك؟!
- الشيطان : يبدو يا عزيزى أنك تلمست التناقض ومسكت أول خيط سيقودك للمعرفة وإدراك ماهية الشر , ولكن الأمور لا تتم هكذا فأنا إكتشفت بعدم وجود كل حدود المعادلة التى ذكرتها فالشر له مفهوم ومعادلة أخرى . !!
تعليق.......
.. يقول الكاتب لما كانت الأقدار بعلم لله ومشيئته ومدونه عنده في معرفته الإلهية ومثبته في علمه قبل حدوثها .. لماذا يحاسبنا الله على الوسوسة مثلا فالسرقة أنا مجبر على ارتكابها لأني واقع تحت تأثير وسوسة الشيطان ومستعدا للاستجابة له... .. الم تسال عقلك ما هو دور النصوص الدينية التي تقف أمام دواعي الشيطان.. كالسرقة والقتل والزنا ..فالذي لا يؤمن بالله واليوم الأخر لا يسال عن حلال أو حرام ... سؤال.. من يقوم بالسرقة إلانسان أم الشيطان .. أكيد الإنسان إذن الإنسان هو الشيطان .. هكذا نفهم النصوص ..
****************************************************
الكاتب ....
* أقاطعه : ولكنى أعلم أنك رفضت أمر الله بالسجود لآدم وتكبرت على أساس أنك أرقى من آدم فأنت من نار وهو من تراب .
- يستطرد الشيطان :هذه مسرحية و"تلكيكة " كما تطلقون على المبررات الواهية الإلتفافية فى لهجتكم العامية المصرية , فلماذا لا يمكن أن تفهم الأمور على أنها إخلاص لله وإستنكار للسجود لكائن غيره أما كونى من نار والإنسان من تراب فهذا يعنى أننى من فصيل غير فصيل البشر فما العيب فى رفضى السجود له ثم لماذا لا تعتبرها إختبار لله لىّ بمدى إخلاصى لعبوديته ؟!!
تعليق......
يقول الكاتب ...طرد الشيطان مسرحية تلكيكة .. يقصد مفتعله للوصل إلى نتيجة مخطط لها من قبل وفق مبررات واهية ..ولماذا لا يفهم من مخالفة إبليس لربه إخلاص له وما اعتراض إبليس على ادم إلا انه ذا أفضليه في الخلق عليه ... خلقني من نار وخلقته من طين.... الم تسال عقلك أين تكمن الطاعة في مخالفة... فما طرحه الكاتب من أفكار مستنبط من العقيدة اليسوعية الضالة في إخراج الشياطين والأرواح النجسة فالمعاصي ترتكب باسم المسيح بعد أن ألغى المؤلف دواعي الشيطان الفاسدة وحسر شره في أمراض جسديه كالمفلوج والمصروع والأخرس والأعمى فلا شيطان عند المسيحية ...
********************************
الكاتب....
ما يثبت أن القصة "تلكيكة" أو أن "المخرج عاوز كده" أن الله إستقبل رد الملائكة المتسم بالندية والإستنكار عندما أعلن رغبته فى خلق الإنسان " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "
فما رأيك فى ردهم على الله ألا يتسم بالعتاب والتطاول والإدانة فهل يليق تدخلهم هذا وتلك الندية والإستنكار وما قولك فى رد فعل الله الذى اكتفى بقوله " أنه يعلم ما لا تعلمون " .. أليس له أن يثور ويلعنهم .. ألا يمكن المقارنة بموقفى أيضا , فلما الكيل بمكيالين أم يمكن القول أن سيناريو المسرحية يُراد هكذا , أو بالأحرى إيجاد مفهوم للشر يبتعد عن فكرة الله .
تعليق...
.. قال الكاتب عندما أراد الله خلق الإنسان قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .. وطبعا هذا خطاء فادح لان حديث الخلافة جاء بعد تمرد إبليس هذا يعني لا علاقة لإبليس بحديث الخلافة.. جاء حديث إبليس مع الله عند خلق ادم .. وإذ قال ربك للملائكة أني خالق بشر من طين ... رفض السجود لأدم كان رفض اختياري من قبل إبليس .. بل كان مُصَّرا على الرفض ... لذا اختار عذاب الآخرة بقوله ربي انظرني إلى يوم يبعثون .. لا ادري كيف استطاع الكاتب صياغة فكرة المقالة من معلومات غير دقيقه ...
*****************************************
الكاتب.....
*الشيطان مستطرداً : الأسطورة نفسها تحمل فى أحشائها كل الخلل ومن يدقق فيها سيجدها تنال من فكرة الألوهية .!
ماذا تتوقع من ملاك تحدى الله وأعلن عصيانه فى محضره أليس من المنطقى أن يسحقه ويبدده من الوجود قلا يجعل له قائمة ليكون أول المعاينين لجهنم ... أليس منطقياً أن يعاقبنى بقسوة وإنتقام وبجحيم فورى أكثر من عقاب الإنسان العاصى الغير معاين والغير مدرك للحضرة الإلهية ليكون نصيبه العذاب الأبدى .. بينما أنا المُعاين لحضوره ومجلسه والشاهد على مملكته وعظمته أتحداه وجها لوجه فيتركنى طليقا ً !!.. ألم يكن من الأهمية والضرورة عقابى للحفاظ على هيبته أولاً , وحتى لا تكون بدايات لفتنة كبرى تسمح لأى ملاك أن يتمرد عليه
تعليق...
يقول الكاتب طرد الشيطان خلل كبير نال من مكانة الله .. منطقيا وعقليا لابد من معاقبته بعد إعلان المعصية أمام لله على أن تكون عقوبته اشد من الإنسان لأنه ارتكب المخالفة أمامه .. بينما الإنسان لم يرتكب المخالفة مع الله وجها لوجه ...أليس من المفروض معاقبتي قبل وقوع فتنه كبرى ربما يتمرد ملاك غيري على الله .. من تمرد على الله من الجن والإنس تمرد على نفسه مجرد وقت لبلوغ يوم القيامة ..
******************************************
الكاتب....
ما أثار ريبتى فى الإله أننى إكتشفت شيئاً غريباً فهو يعلن سخطه وغضبه وإنتقامه من الإنسان بينما أنا المُسبب وصاحب التوكيل الوحيد بالشر من خلال وسوستى ومؤامراتى الخفية والرديئة على هذا الإنسان البائس .. فلا تجده يلتفت لفعلى بل يصب جام غضبه على هذا البائس .. فقصة الطوفان مثلاً والتى جعلته يغرق الأرض وما عليها هو إنتقام جنونى منه لدرجة أنه أفسد الأرض ولا أعلم هل يفتقد فى مملكته للصواريخ الذكية مثل التى بحوذة أمريكا ؟!!.. عالعموم هو أفنى البشر المساكين الذين هم ضحايا وسوستى ليحظوا على عقاب لانهائى فى جحيمه بينما أنا حر طليق أمارس مسلسل طويل من المكائد .
تعليق.....
اكتشف الكاتب شيء جديد .. لم يتوصل إليه صاحب لب.. إلا وهو كيف ينتقم الله من الإنسان وانأ سبب الشر ... يقصد الشيطان من خلال وسوستي ومؤامراتي الخفية ... ولماذا لا يلتفت لمعاقبتي .. ففي الوقت الذي يصفني بالشرير يذهب إلى شر مثله إغراق الأرض والانتقام من البشرية .. التسويف كان سببا في هلاك قوم نوح .. الم يحذرهم الله من الغرق على لسان نوح ... الم يصنع الفلك أمام أعينهم ...سؤال يطرح نفسه لو كان للغرق إبعاد شريرة لماذا نحى الله الذين امنوا وترك الذين ظلموا وشياطينهم في طغيانهم يعمهون .. من الإبعاد السياسية اليسوعية لهذا القول تحسين صورة الشيطان اليسوعي .. كلنا يعلم أن يسوع ألغا دواعي الشيطان لتحرير المعصية من تدخله وإدخالها ضمن نصوص دينيه أشارة إلى ممارستها تحت مبدأ الخطيئة ... فاليسوعية لا تؤمن بوجد الشيطان لان جميع دواعيه لازمت الآيات اليسوعية الشيطانية في الإنجيل ..... قال الإنجيل... كثيرون يخرجون الشياطين باسمك.. قال يسوع .. كل من هو معنا ليس ضدنا .. العقائد الشركية لا تؤمن بوجد الشيطان لأنها تمارس المعصية تحت اسم الشريك أو الشيطان نفسه ....كابن الله
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟