فيفا صندي
الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 08:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
عكس كل التوقعات، جاء لقاء رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران مع ممثلي التنسيقيات الخمس الموقعة لمحضر 20 يوليوز مخيبا للآمال ومحبطا للأطر العليا المعطلة التي انتظرت سنة كاملة لتنفيذ المرسوم الوزاري الاستثنائي القاضي بإدماجهم المباشر في الوظيفة العمومية.
فالرجل يجهل الف باء سياسة في تهدئة غضب الاطر التي زادها ببرود سياسي عقيم بما قد يوقع البلد في لهيب مظاهرات واحتجاجات قد تحرق في طريقها الاخضر واليابس وخصوصا في ظل ايمان الاطر الموقعة للمحضر بحقها المشروع في الادماج المباشر.
ففي الوقت الذي وقعت فيه الحكومة السابقة برئاسة عباس الفاسي محضرا قانونيا يلزم الحكومة الحالية بتنفيذه، وبعد مجموعة من تصريحات وزراء الحكومة الحالية تصب جميعها في التزام الحكومة بالمحضر الموقع، ها هو السيد الوزير الاول يطل اليوم على الاطر العليا بخطاب مغاير ان لم نقل مناقض لكل ما سبق من تصريحات اعضاء حكومته، منكرا حق هذه الاطر في الادماج المباشر ومتناسيا ان المحضر الموقع مع الحكومة السابقة هو محضر مؤسسات والتزام دولة قبل ان يكون محضر موقع باسم حكومة.
ومن هنا نتساءل، هل كان لقاء السيد الوزير الاول بالأطر العليا المعطلة هو مجرد جس نبض (متمثل في التماطل في تنفيذ التزام ومحضر كامل الصفة القانونية؟)، ام انه تعبير عن عدم نضج سياسي لظروف اللحظة الراهنة الداخلية والخارجية والتي تعصف بمستقبل الحكومات الاسلامية في البلاد العربية؟..
الشباب الان في انتظار فرصته المشروعة في منصب شغل، وهو يشكل كتلة غضب قابلة للانفجار ان لم يجد ما يسعى إليه (التوظيف)، ولن يهدأ الا حين يحقق حقه المشروع في العمل الذي اكده الدستور ورعاه المرسوم الوزاري ونفذت جزءا منه الحكومة السابقة وتعهدت باستكماله في محاضر رسمية موقعة من طرف مؤسسات وليس اشخاص.
اما استفزاز الاطر العليا الموقعة للمحضر مرة من خلال تضارب التصريحات، ومرة ثانية من خلال التشكيك في الزامية المحضر للحكومة الحالية او السعي لإيجاد مخرج، عدا تطبيقه كما جاء في بنوده، من خلال طلب رئيس الحكومة عرض المحضر على الامانة العامة للحكومة وربما هذا لصنع ثغرة له قد تعفيه من تطبيقه. وهذه سوء نية قد افصح عنها لقاء بنكيران اليوم مع الأطر العليا المعطلة.
ولن يحل هذا التماطل مشكل البطالة في شيء بقدر ما انه سوف يدخل البلاد مرة اخرى في ازمة اجتماعية باتت تأخذ منحى سياسيا اكثر مما يجب. فاذا كان بنكيران يعتمد على وصوله لمنصب رئاسة الحكومة على الاغلبية التي انتخبته، فلا يغتر بهذه الاغلبية التي لاتزال تنتظر الوعود البراقة التي لم يتحقق منها شيء على ارض الواقع بعد.
فرفقا يامن تدعون ولاة الامور بشباب الامة.
#فيفا_صندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟