أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الله الرافضي - على هامش حوار عبد الله العروي : عندما يصبح تبرير الواقع وجهة نظر !















المزيد.....

على هامش حوار عبد الله العروي : عندما يصبح تبرير الواقع وجهة نظر !


عبد الله الرافضي

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 04:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




في كل مرة يطالعنا فيها عبد الله العروي بتصريح هنا او هناك كلما احدث ضجة بين المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي، تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض ،لكن في وطن تندر فيه اطلالة المثقفين يظل كل خروج لهم يدخل في منطق كل ما هو نادر مرغوب ، حتى ولو كان لا يمتلك وسائل التحليل الموضوعية في واقع يتسم بالتعقيد . هذا هو شان حوار عبد الله العروي الأخير الذي انتظر وكان متوقعا بعد ان هدأت الاوضاع نسبيا فالرجل قليل الكلام ولا يمكن وصفه بالمثقف بالمفهوم الجرامشي الذي لطالما روج له بنفسه ، لكن تبرير العروي لهذا التقوقع يلخصه في كتابه عوائق التحديث على الشكل التالي «...فحينما يؤخذ علي اني لا اتدخل ولا اعطي حكما سريع على الاحداث وإنما انتظر سنوات اما لأصرح او لأنشر ، فالدافع لذلك هو انني لا اود ان اشوش على المسئولين في أي مستوى كان . لأنني اعتبر المسؤولية، مهما تكن ظروفها ونتائجها صعبة جدا . وبما انني لا اشارك في تلك المسؤولية ، فلا بد لي من نوع من الاقتصاد في الحكم على اشياء لا املك الوسائل لوزنها .وهذا بالطبع في جميع المجالات » هدا هو السبب الذي يبرر به العروي قلة كلامه . لكن في تصريحه الأخير في مجلة الزمان والذي اعيد نشره في جريدة المساء يحكم فيه العروي عن الحكومة الحالية ويتحدث عن ملكية ضامنة لاستقرار وعن ذهاب كلام 20 فبراير مع الريح. ألا يشوش على المسئولين ؟ ألا يشوش على ادهاننا ؟ هل يملك الوسائل لتحليل هذا الواقع؟
بداية في اعتقادي ان مواقف العروي في الحوار كانت سريعة وملتبسة وهو ما يمكن اعتباره مجرد تشويش يخفي اكثر مما يفصح ، فرأيه ان السلطة الملكية لها دور ضامن للاستقرار ، خصوصا انها تسمح بتفريق الديني عن السياسي . ويستطرد القول حول سؤال الملكية البرلمانية بان الملكية الدستورية بالفعل ، دورها هو حماية الحداثة ضد القوى التقليدية والمحافظة . على الملك ان يهتم بالاسئلة الدينية ، لتفادي استئثار شخص اخر بها . ويقول ان الملك هو المؤهل الوحيد لحل المسائل الدينية . عند هدا الحد اتسائل ان كان العروي يعيش بيننا؟ إن كان يتابع ما يجري في الواقع ؟ أين هي الحداثة التي يتحدث عنها لكي يضمنها الملك ؟ هل فجأة اصبح المغرب حداثيا ؟ فكما يعرف هو نفسه ونظر له فالحداثة صيرورة تاريخية قوامها الديمقراطية الحقيقية والفردانية والنزعة العلمية والعلمانية والحرية وارتباط السلطة بالمحاسبة والذي توصلت اليه الدول الغربية عبر خمسة قرون من الانتاج والصراع ، فجاة أصبح المغرب حداثيا ! اليس هدا ضحكا على الدقون ؟ يقول ان الملكية حامية الحداثة ضد القوى التقليدية والمحافظة ، بالله عليكم من يشجع التقليدية والمحافظة اليست السلطة والدولة في المغرب راعية التقليدية والمحافظة ونشر ثقافة الميوعة والرجعية تحت دريعة المحافظة على الاصالة وفي نفس الوقت المعاصرة وتشجع الزوايا والمواسم ؟ أليست الدولة المسئولة عن التهميش والفقر ونهب الثروات مما يشجع التطرف وثقافة المحافظة ؟ ثم لقد لاحظنا استغلال الدولة للمساجد للدعوة للتصويت بنعم للدستور في خرق سافر لكل ابجديات الديمقراطية وفصل المجال الديني عن السياسي ، فعن أي تفريق بين الديني والسياسي يتحدث العروي ؟ وعن اي استقرار مادامت الدولة تنهج سياسة القمع والاغتيال عوض الاستماع والاستجابة لمطالب تنادي بأبسط مقومات الكرامة . اين هي حرية الراي والتعبير ؟ . فالملك يحتكر الديني ويستغله لوحده ولمصالح الطبقة المسيطرة ويمنع الاخرين من استغلاله ،حلال عليهم حرام علينا ، نفس المنطق الذي يتحدث به العروي روج له النظام المصري المخلوع فبسم الاستقرار ومقاومة التقلدية والمحافظة قمع المصريين لاكثر من ثلاثين سنة ، بينما في الحقيقة كان يهتم بمصالحه الخاصة . خلاصة القول في هده النقطة ان العروي يبرر الوضع القائم ويقتصد في الكلام في واقع اضن انه لا يمتلك الوسائل لتحليله .
النقطة الثانية التي اود مناقشتها هي رأيه حول الدستور وحركة 20 فبراير وموقف التاريخ منهما ، فقد قال العروي في معرض كلامه ان شباب الحركة ليسوا هم من كتب الدستور الجديد (الدستور المعدل في رأيينا ) الذي سيكون الوثيقة الوحيدة التي سيتدارسها المؤرخون القادمون . ويقول ان الحشد تكلم وكلامه ذهب في مهب ريح التاريخ . يمكن الاتفاق مع العروي هنا إذا كان كتاب التاريخ هم مؤرخو السلطان وخدام الاعتاب الشريفة ، أما إذا كان كلام المؤرخ الرصين فانه سيعرف ان الدستور المعدل الممنوح ليس هو الوثيقة الوحيدة ، وانما الوثيقة الوحيدة حي وثيقة الحشد الذي تكلمت عليه ، وسيعلم ان الوثيقة الدستورية انشاء ركيك لطفل كسول كتب انشائه وهو يخشى زجر الاستاد ، فالدستور الممنوح بشاهدة المحللين الموضوعيين كما يقول المصريون مجرد "خلطبيطة بيضة " كتب على عجل للالتفاف على مطالب الشعب ، ثم من ادراك ان الحشد تكلم ولم يثرك وثائق للتاريخ والمؤرخين ؟ ولمعلوماتك اقول ان الشباب او الحشد يضم خيرة ابناء الوطن من طلبة وصحفيين منهم من يعتبر نفسه تلميذا لكم استفاد من تحليلاتكم السابقة ، أما الوثائق فانها موجودة ومناقشة الشباب طيلة سنة من النقاش تضم ما يجعل المؤرخ يغد الطرف عن وثيقة الدستور الممنوح ، ولربما كان شباب الحركة يضم مؤرخي المستقبل والدين لن يسمحوا بتزوير التاريخ ، وستذهب وثيقة الدستور كما يقول شعار الحشد " الدساتير الممنوحة فالمزابل مليوحا " .
اخيرا اعتقد ان العروي في تصريحاته هذه لم يخرج على مثقفي البلاط والاساتدة الجامعيين الذين يبررون واقع القهر والقمع والاستبداد تحت مسميات لا يمكن ان تقنعهم هم شخصيا فما بالك بالآخرين ، وهنا تبرز ازمة المثقفين الحقيقية . طبعا هدا النقد الموجه للعروي لا ينقص من تحليلاته السابقة التي ما تزال تحتفظ براهنيتها . لكن في اعتقادي اظن انه لا يعلم ما يجري جيدا على ارض الواقع او انه لا يملك وسائل تحليل الواقع فيلتجأ الى تبريره وفي كل الحالات يعبر عن ازمته الخاصة وأزمة المثقفين .
كلمة اخيرة وهي ان الشباب هم من ازالوا من وثيقة الدستور ان الملك "مقدس " فعن أي حداثة تتكلم ونحن كنا نحكم البارحة والحاكم مقدس !



#عبد_الله_الرافضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الله الرافضي - على هامش حوار عبد الله العروي : عندما يصبح تبرير الواقع وجهة نظر !