|
من هو كازانوفا؟ (حياتي هو موضوعي وموضوعي هو حياتي)
فريد يحي
الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 18:23
المحور:
سيرة ذاتية
"المذكرات الشخصية الأكثر شهرة،والتي تكشف الاساءة لفهمه الفكري "
3700 صفحة لمخطوطة في حالة رائعة، ذات نوعية عالية من الورق، ازدانت بكتابة بنوعية أيضا ممتازة من الحبر، تجعل من هذه المخطوطة وكأنها قد كتبت بالأمس...أي أمس
هذه المخطوطة ، هي النسخة الأصلية من مذكرات "كازانوفا "المثيرة،والتي دفع فيها مبلغ "9.6" مليون دولار، "محققة رقم قياسي" من قبل الحكومة الفرنسية لأجل الحصول عليها، وقد كانت مخبأة عند القطاع الخاص منذ وفاة كاتبها، العام 1798.انها الان تقبع داخل صندوقين يغلب عليهما اللون الاسود ،تحت الاعمدة الرخامية ،للقاعة الارستقراطية ،بجانب تماثيل الرخام لعظماء الأدب الفرنسي، روسو، موليير وفولتير،في جناح فرنسا ،بالمكتبة الوطنية بباريس،وقد ظهر على الورق ،علامة مائية لقلبان ملامسان...لا أحد يعرف ما اذا كانا ،قد اختيرا عمدا،ام انهما شكلا حادثا سعيدا عند "كازانوفا".
النوم السعيد لهذه المخطوطة،يعمل على جعل صاحبها مبجل بشكل كبير،فهو عندما توفى،لم يكن مدركا بأن هذه المذكرات سيتم نشرها،وعندما ظهر هذا المؤلف أخيرا في العام 1821 ،كان في صيغة رقابة مشددة، فوجب سحبه من المنبر،ليوضع ضمن الكتب الممنوعة ، حسب مؤشر الفاتيكان .حاليا على ما يبدو أصبح كازانوفا أخيرا ،ينال الاحترام،الفرنسي في المقام الاول،فاللغة التي كتب بها المخطوط،هي الفرنسية،رغم ان "كازانوافا" ولد في فينيسيا،إلا انه عاش معظم حياته في باريس، وأحب الروح الفرنسية والأدب الفرنسي ،كما ان اللغة الفرنسية كانت لغة المثقفين في القرن 18 ،وتداولها كم كبير من القراء،وذلك على أوسع نطاق ممكن"، أي نعم هناك"الروح الايطالية " ،أو بما يسمى "ايطاليانيزيم"في أسلوبه، ولكن لا أحد بإمكانه أن ينكر،بأن أسلوبه في استخدام اللغة الفرنسية ،كان لا يخلو من الروعة والثورية على مستوى المنطق الاكاديمي .
هذا التكريم بمثابة جائزة للرجل الذي كثيرا ما رفضت مغامراته الجنسية،والمصنفة ضمن خانة التافهة، كما ان المذكرات ،هي فرصة لإعادة تقييم واحدة من الشخصيات الرائعة في أوروبا ،والتي ربما اسي فهمها. "فكازانوفا "،ان اختلف معه العديد،إلا ان الجميع يتذكرونه "كعاشق كبير"، قدم حياته فقط للحب ،والجنس لم يكن إلا جزء من حياته ،والذي أصر على اظهاره ،بسبب ان هذا الجانب يعطي نافدة على الطبيعة البشرية. "
يعتقد كثيرا من الناس... تقريبا أن "كازانوفا" كان شخصية وهمية. وانه كان أسطورة ،فمن الصعب أن يأخذ رجل على محمل الجد ،وقد صور على أنه رجل مستهتر،إلا ان المخفي على العديد،ان "جياكومو جيرولامو كازانوفا "1725-1798، في الواقع كان شخصية فكرية ،قام بترجمة إلياذة هوميروس إلى لهجة البندقية، وكتب رواية من الخيال العلمي، بالإضافة الي مجموعة من الاطروحات الرياضية . كما انه كان واحدا من أكبر المسافرين ،الذين عرفهم التاريخ ،فقد كان يتنقل عبر أوروبا من مدريد إلى موسكو. والان نجد امامنا مذاكرته الشخصية،والمسماة بسذاجة "قصة حياتي" ، والتي من خلالها عرفنا بأن "كازانوفا"،في شيخوخته ،كان مفلسا ،وقد عمل كأمين مكتبة ،لكل شيء،في قلعة "دوكس"على جبال "بوهيميا"بما يعرف اليوم جمهورية التشيك.
كون أن تبقى المخطوطة على قيد الحياة ،فهذا الامر يصنف من ضمن المعجزات. فقد تركها كازانوفا ،وهو على فراش الموت ،لابن أخيه، فقاموا أحفاده ببيعها في وقت لاحق إلى ناشر ألماني يدعى "فريدريك ارنولد"،صاحب دار "بروك هاوس" بمدينة "لايبزيغ". حافظت الأسرة "بروك هاوس" منذ ما يقرب من 140 عاما، على هذه النسخة الاصلية ،تحت عيون كل من القفل والمفتاح.
هرب المخطوط من نواتج تدمير الحرب العالمية الثانية ،فقد تعرضت مكاتب "بروك هاوس"، لضربة مباشرة بواسطة قنبلة من قنابل الحلفاء في العام 1943، ولكن أحد أفراد الأسرة أدار دواسة دراجتة الهوائية عبر لايبزيغ،في اتجاه أحد البنوك ،واضعا المخطوطة في قبو أمن . عندما أحتل الجيش الاميركي المدينة في العام 1945، عثر على المخطوطة في حالها، لتنقل بواسطة الشاحنات الأمريكية إلى "فيسبادن" ليجتمع شملها مع أصحابها الألمان. وتنشر الطبعة الاولى فقط، والتي كانت غير خاضعة للرقابة ،باللغة الفرنسية ، في العام 1960 ،بينما نشرت الطبعة الانجليزية في العام 1966، لتتناسب تماما مع مصلحة "كازانوفا" أثناء نمو ثورة العنف الجنسي، في ذلك الوقت.
النص جذاب على كثير من المستويات،ويشكل نقطة رائعة للدخول إلى دراسة للقرن 18. فمن خلال النص ،نجد البندقية، ونجد الكتابة باللغتين الإيطالية والفرنسية، كما اننا نتعرف على المناطق الناطقة بالألمانية بوهيميا. كما انها تتيح الوصول إلى الشعور بالثقافة الاوروبية واسعة النطاق. فالمذكرات تعج بالعديد من الشخصيات الرائعة والحوادث،أكثرمن 120 قصة حب شهيرة مع الفلاحات، الكونتيسات والراهبات ...هذه القصص تستغرق ما يقرب من ثلث الكتاب، كما أن المذكرات تتضمن الهروب، المبارزات، الاحتيال، رحلات الحنطور، الاعتقالات ،وعقد الاجتماعات مع المقامرين، والعائلة المالكة والنصابين. حتى يومنا هذا ، هناك بعض الحلقات ،التي لا تزال لديها القدرة على رفع الحواجب، خصوصا من خلال السعي وراء الفتيات الصغيرات جدا، بفاصلة تربط سفاح القربى. ولكن "كازانوفا" تحصل على الغفران، ولا سيما في أوساط الفرنسيين، الذين يشيرون إلى أنه تم التغاضي اليوم، عن المواقف التي أدانته في القرن 18. " فالحكم الأخلاقي عندهم يسجل غيابه،فهم حتى ان لم يوافقوه،فلا يملكوا أن يدينوا سلوكه،كما انهم يشعرون ،بأن الحقد على سمعته ،فعل غير مستحق،واذا كان تصرف مع المرأة بشكل سيء في أحد الاحيان،الا أنه في أحيانا أخرى،أظهر نظرة حقيقية تجاهها ،فقد "حاول العثور على أزواج لعشيقات فريقه السابق، حتى يؤمن لهن الدخل والحماية.ولكن... هذا الامر لا يمنع من انه كان مغرورا وعنيدا، و الجنس لم يكن من ضمن اهتمامه البحت. فهو على سبيل المثال ،قال انه لا يتمتع بالجري وراء البغايا الإنجليزيات ، وذلك لعدم وجود لغة مشتركة بينهم، ولا يستطيع التحدث معهن! "ومهما اختلفت الاراء ... يبقى "كازانوفا " رجل من وقته. "وينظر الي عمله باعتباره عمل أدبي،وبأنه على الأرجح أكبر سيرة ذاتية مكتوبة في أي وقت مضى. من خلال نطاقها وحجمها ونوعية النثر فيها... "انها جديدة اليوم مثلما ظهرت للمرة الأولى. "
اذا تتبعنا قصة الحياة الواقعية "لكازانوفا" ،فأننا سنجد فيها الكثير من "لم"،فهو لم يتورط بقدر كبير في المشاحنات، و تجنب التشابكات بقلق شديد،كما انه لم يسبق له الزواج، ولم يسكن في مسكن دائم ،ولم يكن لديه أطفال مقرين قانونا. ولكن كل هذا لم يدخله زاوية النسيان، فلا تزال هناك بقايا رائعة من وجوده المادي في موقعين مميزين، البندقية...حيث ولد،وحيث كانت حياته ، وقلعة "دوكس"،والتي يطلق عليها الان أسم "دتشكوف"،والموجودة في الريف التشيكي النائي حيث توفي.
ريالتو، عنوان لبعضا من عناوين" كازانوفا "المعروفة ،حيث دفن في مكان ما بــ "لينوايس " ،أحد متاهات البندقية المحيرة. فالبندقية من المدن القليلة في أوروبا خلال القرن 18 ،والتي بقيت سليمة بدنيا ، في الوقت الذي كانت فيه هذه المدينة،تشكل مفترق طرق من الشرق والغرب. في عدم وجود المركبات الآلية ،سمح للخيال كي يجنح بحرية... خصوصا في المساء، عندما يخف جموع السواح، ليسود صوت واحد،و وحيد ،صادر عن مياه تلتف على طول شبح القنوات، ولكن هذا لا يعني أنه بامكان المرء أن يتبع دائما الماضي. ففي الواقع، واحدة من مفارقات هذه المدينة الرومانسية هو أن سكانها بالكاد يحتفلون بابنها ، كما لو كانت تخجل من طرقه الشريرة. (فالإيطاليون لهم موقف غامض تجاه كازانوفا"، فمعظمهم لا يعرفون سوى صورة كاريكاتورية عنه ، والتي لا تشكل موضوعا للفخر.
النصب التذكاري الوحيد له ،هو لوحة حجرية على الحائط في "لينوي" "كالي ميلبيارو" في حي "سان صامويل"، وقد كتب عليها "هنا ولد كازانوفا في العام 1725 لوالدين امتهنا التمثيل ، على الرغم من أن منزل الولادة مجهول، والذي وربما كان في أحد أنحاء هذه الزاوية. في هذا الحي درس كازانوفا، لغرض الحصول على مهنة في الكنيسة ،وهو في السابعة عشر من عمره،وفي هذا المكان أيضا فقد العذرية مع أختان له، في سن المراهقة "ننيتا ،ومارتا "، فلقد وجد نفسه وحيدا مع الاثنتان،في مغامرة ليلية ،ولمرة واحدة، يتقاسمان زجاجتين من النبيذ ووليمة من اللحم المدخن، والخبز وجبن البارميزان، وألعاب المراهقين الأبرياء، لتتصاعد في هذه الليلة الطويلة "مناوشات متنوعة مثلت الرومانسية مقارنة بأي وقت مضى." ليستمر ،ولسنوات بالبدء في تكريس حياته كلها للنساء.،فهو قد كتب في مذكراته "لقد ولدت من أجل الجنس الآخر ولإزالة الألغام، ولطالما كنت أحب دائما ،هذا الجنس الاخر وفعلت كل ما بوسعي لجعل نفسي محبوبا لهن"، بسرد حكايته الرومانسية مترافقة مع وصفات رائعة من الطعام والعطور والفن والموضة، "هذا الامر أضاف سرورا إلى حواسي ،مشكلا عامل رئيسي في حياتي ".
لإلقاء نظرة عن حانات البندقية ، نجد أن "كازانوفا "كتب عن زيارة في شبابه لإحدى هذه الحانات المخبأة في أحد الأزقة ،و التي بالكاد كانت تتسع لاثنين من الاكتاف المتلاصقة،حيث تناول كبار السن من الرجال رشفات النبيذ في ساعات الصباح ، خلال أيام الاحاد ،برفقة سمك القد المجفف في براميل المرفقعات، والحبار والزيتون.كذلك نجد على صفحة أخرى من الكتاب،رواية لزيارة سرية خلال احتفالات الكرنفال في العام 1746. ،عندما قام هو وأصدقاؤه بخداع امرأة جميلة شابة ،بالكذب عليها وجرها الي التفكير في أن زوجها كان في خطر، وأن السبيل الوحيد لإنقاذه،يكمن في النوم معهم،أيضا يحكي مرافقته لسيدة شابة،ودخوله صحبتها الي منزلها من الخلف،حيث تناول معها العشاء كل ليلة،لينغمس بعدها في اشباع الرغبات ،عبر فصول لتفاصيل مثيرة من الجنس .هذه التصرفات المشينة،سردها لنا بكل صراحة وصدق ممكن "، محاولة منه لتوضيح مثالا على استعداده لإظهار نفسه، في بعض الأحيان، في أسوأ الامكان.
في سن ال 21 تغيرت حياة كازانوفا كلية ،عندما قام بأنقاذ عضوا في مجلس شيوخ البندقية الأثرياء ،فلقد تعرض هذا الشيخ لنوبة قلبية.عندما وضعته الاقدار في طريق "كازانوفا" ليمد له يد المساعدة،وأمام هذا الامتنان،لم يجد النبيل "دون ماتيو براغادين" بد إلا بالاعتماد العملي على كاريزما الشباب الموجودة عند "كازانوفا" ،فيمطره بالأموال ، مما يتيح له أن يعيش وكأنه "البلاي بوي" الأرستقراطي ، المقامر،صاحب الملابس الجميلة، والمنغمس في شؤون المجتمع الراقي. فتكن له فرصة ،حتى يسجل اوصاف وصور لعض الباقين على قيد الحياة في زمنه،مؤكدا أن رئيس الوزراء في بلاده، كان من سكان "شمال أفريقيا"،طوله أكثر من ستة أقدام، ببشرة داكنة ، وأنف بارز. فلقد كانت" عملة بلدي الاولى،هي احترام الذات الجامحة"،...كما قال.
يذكر كازانوفا في مذكراته عن شبابه "، بأن هناك قلة من النساء قاومت رغبته،فقد كانت واحدة من صولاته المشهورة، إغرائه لراهبة ساحرة الجمال،مفعمة بالحيوية، نبيلة المولد ، عرفت فقط باسم "م" (المؤرخون حددوا بأنها على الأرجح" مارينا موروسيني")التي قادته بواسطة جندول من ديرها في جزيرة مورانو إلى شقة فاخرة سرية ،لتجد نفسها قبلة كبيرة للمتعة ،" كازانوفا يتذكر السبب،فيقول( "لأنني أظهرت لها أشياء كثيرة تعتبر وهم ... فلقدعلمتها أن أدنى قيد يفسد أعظم المتع.")...،أخرى على نفس المنوال "كا كا"،شواهد التاريخ يقولون ما هي الا "كاترينا كابريتا".
أحد أكبر المشجعين المتحمسين "لكازانوفا"، والذي يدعي أنه قد أشترى منزل كازانوفا في مدينة البندقية ،هومصمم الأزياء "بيار كاردان". الذي أنتج الكوميديا الموسيقية على أساس حياة كازانوفا ، وخلق جائزة سنوية ادبية للكتاب، وجائزة أوروبية.يقول هذا المصمم ،ان "كازانوفا كان كاتبا كبيرا، ومسافرا كبيرا... وهو متمرد كبير،ذو اثارة كبيرة"، مضيفا "لقد أعجبني دائما،بسبب امتلاكه لروحا تخريبية."
في ليلة من ليالي يوليو الساخنة العام 1755، بعد عيد ميلاده الثلاثين، قامت الشرطة باقتحام غرفة نومه،بعد تتبع من جواسيس محاكم التفتيش ، وتقديمه للمحاكمة ،باعتباره ، محتال، ماسوني ، منجم ، ومجدفا، ليحكم عليه لمدة 15 شهرا، ويدخل السجن ،حيث تعرف هناك على العلاقة الأكثر واقعية في حياته،من خلال العالم الغامض في البندقية.حيث تمكن بعدها من الهرب ،لتستمر قصة هذا الهروب 18 عاما. عندما بدأ مسيرته في عالم المغامرة والسفر بشكل جدي. لغيطي ما يقرب من 40000 كيلومتر في حياته، معظمها كانت على الحنطور ،في ظل قسوة الطرق ،خلال القرن 18 ،مكتشفا في نهاية المطاف،أن في ذاته مشروع "اختراع رجل" ،بعد أن نمى ثروته من نظام اليانصيب الوطني في باريس، أهدرها بعد ذلك ،عبر التردد على دور القمار في لندن، والصالونات الأدبية في جنيف، وبيوت الدعارة في روما. أدار مبارزة في بولندا (كلا الرجلان اصيبا)، والتقى فريدريك الكبير في بروسيا، وفولتير في سويسرا، وكاترين العظيمة في سان بطرسبرغ.
في العام 1774، وعن عمر يناهز ال 49 عاما، تحصل كازانوفا في نهاية المطاف على عفو من محاكم التفتيش، وعاد إلى بلده الحبيب البندقية، ولكن معاتبا على نحو متزايد، مما جعله يهجو ويسيء الي شخصيات قوية ،فيضطر إلى الفرار من المدينة مرة أخرى بعد تسع سنوات،ليشكل هذا المنفى الثاني والأخير قصة مؤثرة من الانخفاض، الشيخوخة وبالضجر ونقص في الاموال... مفلسا تقريبا في سن الــ 60 ، يجد نفسه مضطرا لقبول منصب أمين مكتبة . في دتشكوف،عاش هناك " وحيدا جدا،" في غرف القلعة غير المدفأة، ملفوفا في معطفه، غريبا في الأطوار، كان يتحدث الايطالية، ولم يتحدث الألمانية، لذلك لم يتمكن من التواصل مع الناس. ورجل كل العالم ...هذا، لم تشكل له "دتشكوف" الا مكانا صغيرا جدا بالنسبة له، هاربا الي مدينة الحمامات"براغ" ،متى أستطاع الي ذلك سبيلا ، حيث تمكن من حضور الأوبرا لموتسارت، ولورنزو دا بونتي،ولكن حيث يحل المتمرد،فأنه يخلق الكثير من الاعداء،وهذا تماما ما انطبق على "دتشكوف" فكانت النتيجة "حياته البائسة".
الشيخوخة، ادخلته في مرحلة كبيرة من الاكتئاب ،لدرجة التفكير في الانتحار. ليقترح عليه طبيبه ،في العام 1789، بأن يكتب مذكراته لدرء الكآبة، فألقى "كازانوفا " في هذه المهمة، التي ساعدت على علاجه. فقد قال لصديقه "يوهان فرديناند اوبيز"، في رسالة وجهها له العام 1791، انه يكتب لمدة 13 ساعة في اليوم، ضاحكا طوال الوقت: "فتذكر الملذات يسرني! و يضحكني لأنني اخترع شيئا "...كما يقول.
المخطوطة في الواقع تنتهي في منتصف المغامرة ، وفي منتصف الجملة، حيث كان كازانوفا في عمر الــ49 ،لماذا؟ ، يبدو انه خطط لانهاء روايته قبل أن يتحول الي الــ 50، عندما قال ،انه يشعربالتوقف عن الاستمتاع بالحياة، كان كازانوفا قد تلقى أنباء في العام 1797،مفادها ان "نابليون"،قد اسر بلده المحبوب "البندقية"،فيقرر التخطيط لرحلة العودة،واشعال لهيب حب السفرمجددا،الا ان القدر،كان هناك....ليس بعيدا..ينتظر،عندما سقط مريضا من عدوى في الكلى.
حياة كازانوفا انتهت في العام 1798، ولم ينتهي الغمز واللمز ،"لقد عاش كفيلسوف ومات كمسيحي" فالقلعة كانت "مكان الصوفية لشخص حساس" ربما وجود مذكراته منشورة على الانترنت، حيث يمكن الوصول إليها من مومباي إلى ملبورن، تعتبر نصبا تذكاريا أفضل له. فلقد جعلت منه ،هذه المذكرات أكثر عالمية من أي وقت مضى.
#فريد_يحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وردة الرغبة
-
رؤية محايدة -للعنف ضد المرأة-
-
وجهان لعملة واحدة
-
في انتظار أن تشرق الشمس في الأمم المتحدة
-
أشفق على صنم يتكسر بمعول الكرامة
-
وصفة سحرية لسرقة ثورة عربية
-
شعور بالثقة
-
أجندة الاسلامويون
-
الشباب يدفعون بالليبرالية الي حافة الهاوية
-
الدين والتمرد...والفوضوية
-
الهدية...حجر الكهرمان
-
الاختفاء الغريب لخنفساء كروسنر...خرافة علمية
-
نحن وهي...حبيبتي
-
المثلية...وراثة أم اكتساب
-
الجنس والشهوة
-
حكمة...قبل الموت
-
الرحيل إلي حبيبتي... الحرية
-
هل ستتحول التشافيزية الي ظاهرة؟...بعد موت شافيز
-
لعبة الديمقراطية...والتأرجح بين الصعود والسقوط
-
رسالة ...للعزيز محمد بوعزيزي
المزيد.....
-
العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
-
-إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح
...
-
في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في
...
-
أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
-
ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
-
نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي
...
-
ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
-
الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع
...
-
رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ
...
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|