|
9 نيسان ..مرور اخر
وميض خليل القصاب
الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 18:20
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اليوم تمر ذ كرى سقوط بغداد ...9 نيسان أنتهت حياة عرفتها بسلبياتها قبل أيجابياتها لمده 27 عام ...كثيرين يرونها يوم فرح وكثيرين يرونها يوم حزن ...لكنني أراها يوم تغير ...فيومها .. بدأء انهيار الطبقه العراقية المتوسطه التي تحب الفن والموسيقى وتشكلها العقليات المتدينه والمحافظة والمنفتحه والعلمانيه..ألطبقه التي تعرضت خلال الأعوام العشر الماضية الي عملية خطف .قتل .أعتقال .وتهجير.... أمس شكى لي صديق كان ضحية لعدة عمليات تغير وضغط مما تعرضت له الطبقة الوسطى أنه سيترك عمله ..السبب تسريحة شعره قبل يومين ألتقيت بشخص حكى لي أن لدية أُنين من أٌقاربه الميسورين الحال ممن لاعلاقه لهم بالسياسة والدين ...القريبان قد أختفيا من خمس أعوام ...وقد تبادلت الفرق والملل والنحل من مليشيات وجيوش عمليات خطفهم ...حتى تفرقت سبل البحث عنهم الى خريطه عشوائيه يديرها رجل كبير في السن ينتظر خبر خروج شخص من سجن أو عودته من غيبه ليحمل له صور المفقودين على أمل ...أي نوع من الأمل
أنا كنت ضحيه لتغير وصول البعث للسلطه ودفعت 27 عام من عمري وقدمت عدد من أفراد عائلتي ثمن للتغير ...مابين معدوم سياسي و سجين ومنفي وأسير حرب لاتعرف أي حكومه سابقة أو حالية أعادته أو أرضه وكأنه كان يحارب حرب خيالية اليوم أنا أستحي أن أقول أنني سجنت وعذبت لأنني تعرضت لأهانه وتنكيل بلا مبرر من نفس التغير الذي خلقه القوى الكبرى تحت مبرر أعاده حقوقي لا أفهم حقيقة من حصل على حقوقه المنهوبه قبل يوم 9 نيسان لأن جميع رفاق التوقيف في مبنى المخابرات القديم والشعبة الحزبية يقسمون لي أنهم يعيشون نفس أزمتي في الخجل من أن نحكي عن الماضي و نفس ظروف القهر مابعد التغير
هل هناك شيء في حامضنا النووي يجعلنا عرضه للتهجير والقتل والخطف ؟
لم قررت القوى المتحكمه بحياتنا أن تخلق تغير 7 نيسان فيأتي حاكم يغير قدرنا وتزيله في 9 نيسان ليتغير قدرنا للأسوء
سيعدد اليوم الكثيرين المكاسب ...سأقول لهم الفقراء لم يحصلوا على شيء والطبقة الوسطى اقتلعوها ووضعوا طبقة دخيلة تؤسس لمجتمع خالي من الحريات ....وحتى حرية الكلام يوجد قانون سيجتثها ...ألمال مفقود والحدود مفتوحه والأمه مقسمه الى شيع وقبائل ... أمس عدد أحدهم مكاسب أسرائيل من السقوط العراقي ..أجل أسرائيل وتركيا وأيران والصين وأمريكا والكويت والأمارات والأردن ...وغيرهم أستفاد من السقوط سياسيا وعسكريا وأقتصاديا بقتح أكبر سوق عشوائي في العالم لاتوجد مكاسب وحتى الحفنه القليلة التي انتزعناها من أمريكا خسرناها بعد ربيع بغداد المقتضب في 25 شباط 2011 البلد لم يعد بلد ...العرب فيه أنقسموا لمؤيدي أيران والسعوديه ...والأكراد حتى المتمسكين منهم بعراقيتهم ولم يعودوا للأقليم تعرضوا الشهر الحالي لتهديد من ميليشيات جديده بالتهجير والقتل المسيحين والصابئه المندائيين والأيزيدين أغلبهيتهم العظمى مهجرين ...ومن في الداخل يريدون الهجره لهم ولأولادهم الفساد مستشري ..الخدمات سيئه والماء شحيح لاتوجد زراعه ولاصناعه ولاتجاره سوى مشاريع خاصه ولاتدفع ضريبه والفرد أما موظف أو كاسب ..والنفط مصدر الدخل ...ونحن دولة عسكر ومليشيات يديرها أمراء حرب مقابل قوى شبه حكوميه شمولية في الوسط والشمال ربما هناك مكاسب لأعرفها ...مثل القمة العربية التي انتهى ربيعها بعد أسبوع بسلسة شتائم بين العراق وضيوفه ومع قرب مستقبل مظلم لأقٌوى دولتين في الجوار ...لا أرى مستقبل خالي من نزاعات أبطالها رجال دين وسياسة النظرية الوحيدة التي خرجنا بها كشعب أن الديمقراطية لم تعمل لدينا وأن الحكم الشمولي هو الأفضل ...الافراد يكرهون تعدد القنوات ...مقتنعون بالتخلي عن جزء من الجريات مقابل الأمن ..ويرتضون قمع وتهميش الأخر بوزر أخرين ..ويتماشون مع تطبيق الشرع طالما لايكون ماس بهم بشكل مباشر الفن والثقافه في الحضيض والمبدعين خارج الوطن ...وصفت أعلامية كبيرة بعض النماذج الجديده بالغجر ..فهاجموها هجوم الضباع في العراق حقيقة لو شاهدت معرض الصور للاعلاميين الجدد في مواقعهم ممن هاجمتهم وكنت عراقي حقيقي لقلت أنها لم تتجنى على أحد وصف وزير التربية الوضع في عهد صدام بأن الفتق كبير وقطعه القماش التي ترتقه صغيره ووقتها عوقب بشده...اليوم الفتق عملاق ولانملك حتى قماشه لرتقه..نريد أن نفعل شيء غير الكلام ولكن لانعرف ..كل شيء حباله تنتهي في جيبوب وايدي لو صافحتها فلن تضمن عودة اصابعك كاملة لك لا تعرف ماتفعل...لا البقاء في أرضك نفع ولا الهروب ...السلبية تحيط بكل شيء عندما يقولون يوم 9 نيسان ارى أمامي صورتي وأنا اقف في بلكونة شقتي وأراقب طفل صغير يدفع عجلة شاحنه سرقها من السوق المركزي ..لم يفتح السوق المركزي بعدها أبوابه أبدا وتحول لقاعده للجيش أرى الدخان يتصاعد من الدوائر الحكومية وبنايه الأمن المركزي تحترق وهم ينهبون أوراقها والسجناء يتخبطون في الشوارع أرى أخر جندي محترم يرمي ملابسه لتفقد بعدها البدلة هيبتها أرى أخر يوم كنت أرى هويتي فيه أنني عراقي وخانه الدين مسلم أرى أخر يوم للمجتمع العلماني المتعدد والمتسامح بعيدا عن التطرف
وصفت صديقه لي يوم 9 نيسان بأنه كيوم أحد في تاريخ الأسلام
أجل أنه كذلك ...وبعد 9 أعوام نحن ننتظر أن تهبط علينا السكينة والمطر لنغفوا من كابوسه
#وميض_خليل_القصاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ميثاق اخلاقي للاعلام المواطن
-
تعقيب على مقال المثليّة الجنسيّة و قصة لوط الخرافية
-
في الأيمو ..تبادل الزوجات ومن حرق بغداد ؟
-
عصر محاكم تفتيش الموضه... قصه عراقيه واقعيه 10
-
النساء بين أنصاف وتهميش
-
لمحه في صراعتنا الحالية ..
-
المثقف محارب مابعد الربيع العربي
-
منظمه اغبياء بلا حدود
-
أسامه النجيفي ..جيل سياسي جديد
-
أشياء أفعلها قبل أن تنتهي الدنيا
-
الفضاء الألكتروني مساحه حره للعراقين يصارعها التطرف
-
ضباط ,تجار ومقاولون كبار
-
قصة عراقيه واقعيه -9 الوحده الوطنيه في اطفاء الفن
-
الربيع في محنه
-
عراق الأعلام الكبيره
-
التعليم شبة العالي ..قصه عراقية واقعيه 8
-
إكرهني … لطفاً!
-
كيف نمهد لعمليه التغير في العراق ؟
-
ربيع العراق يكيل بمكيالين للمظاهرات
-
الموت والظلم وكاتم الصوت
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|