|
اكاذيب شرعية
محمد نبيل صابر
الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 02:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى اثناء الدعاية للانتخابات البرلمانية الاخيرة فى مصر وفى ظل حالة الاستقطاب التى سادت ولا تزال تسود المجتمع المصرى انطلقت سيارات وميكروفونات احزاب تيار الاسلام السياسى فى الشوارع والازقة تبشرنا بعهد السياسة الشرعية التى ستبدأ فوق ربوع الوطن بمجرد السيطرة على البرلمان من اجل الحكم بالشريعة وتحكيم شرع الله حتى اكثر تلك التيارات براجماتية واقلها انتماء لليمين المتشدد - ظاهريا على الاقل- وهى جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسى الحرية والعدالة لم تتوان عن استخدام نفس المصطلحات وخصوصا فى معاقل التيار المتشدد المتمثل فى حزب النور وحلفائه من الجماعات المتطرفة السابقة -الاسكندرية والصعيد وكفر الشيخ- ورغم ان كل تلك الادبيات لم تضع تعريفا مفهوما لكلمة السياسة الشرعية او كيفية استدعاء العلاقات والاساليب السياسية الداخلية والخارجية من عصر صدر الاسلام الى عالمنا الحالى الاكثر تعقيدا والاشد ارتباكا والاسرع تغييرا وحتى رغم الاختلاف فى تعريف مفهوم الحكم بالشريعة وتوقيته بين تلك الفصائل نفسها الا انه حان الوقت لمراجعة سياسة تلك الاحزاب فعلا ومدى ارتباطها بالشرعية والشريعة وهل هم صادقون فعلا فيما قالوا ام ان تلك المطاطية فى المفهوم والتعريف مقصودة ليتلاعبوا ويتلونوا بالسياسة وكما تقتضى فعلا اساليب السياسة فى عالمنا الحالى
1- اكذوبة وحدة الهدف ووحدة الطريق ووحدة الاسلوب :- بدات اولى تلك الاكاذيب الشرعية فى الانتخابات نفسها وقبل حتى ان تجف تلك الدعاية وبغض النظر عن تصدر التيار الاسلاموى بجناحيه "الاخوان والسلفيين" قائمة الانتهاكات الانتخابية الا اننا لا نميل الى التضخيم من تلك الانتخابات فقد كانت امرا متوقعا وهى لا تحمل مخالفات شرعية معينة ليمكن القول ان تلك المخالفات كانت ضد مبدأ السياسة الشرعية بشكل واضح ولكن المخالفات الجسيمة التى نتحدث عنها والتى تحمل مخالفات شرعية فتتمثل فى نشر الشائعات والاكاذيب حول المنافسين كما حدث مع دكتور عمرو الشوبكى الذى نشر منافسه الاخوانى عمرو دراج وحدث مع مصطفى النجار -الاخوانى السابق- ومنافسه "الشيخ" محمد يسرى الذى دخل اللحنة التأسيسية وكافة مرشحى التيار المدنى الاقوياء حيث تخصص التيار الدينى فى ترويج شائعة اما انهم مسيحين او هم مرشحى الكنيسة التى تمدهم بالمال وبالطبع هذا لا يمت للسياسة الشرعية بصلة ورغم كافة فيديوهات الاخاء والوحدة بين الاخوان والسلفيين والحديث عن وحدة الهدف والطريق والاسلوب فان جولة الاعادة فى المرحلة الاولى والمرحلة الثانية بالذات شهدوا تبادل القصف "الشرعى" بين الاخوان والسلفيين وممارسة كافة الالاعيب الانتخابية القذرة من التحالف مع مرشحين من خارج التيار مقابل اقتسام مقاعد الدائرة على سبيل المثال ما حدث فى دائرة الرمل التى انتمى اليها والتى شاهدت فيها بعينى - وهذه شهادة امام الله- مندوبى حزب النور وهم ينادون بالدعاية لانتخاب طارق طلعت مصطفى الفلول الكبير على مقعد الفئات ضد المستشار الخضرى مع مرشحهم على مقعد العمال ولا يفتنا هنا ان نشير الى فتاوى ياسر برهامى التى اشار فيها مرة بابطال الصوت فى حالة عدم وجود مرشح سلفى http://www.salafvoice.com/article.php?a=5889 او بعدم التصويت لقائمة التحالف الديمقراطى التابعة الاخوان لانضمام بعض افراد من احزاب غير اسلامية http://www.salafvoice.com/article.php?a=5874 وعدم الانسحاب او التصويت لمرشح الاخوان وان كان افضل واحسن من مرشح النور http://www.salafvoice.com/article.php?a=5850 وهكذا تنكشف رويدا رويدا الاكاذيب الشرعية
2-اكذوبة الاسلام لا يعرف الدولة الدينية وهذا ما اؤمن به انا شخصيا واعلم ان الاسلام لا يعرف الدولة الدينية وهو ما ذكرته فى مقال سابق لى بعنوان "الاسلام والدولة المدنية" ولكن انقلب على ايدى هؤلاء المتمسحون بالاسلام الى اكذوبة شرعية ظل هؤلاء يرددون ليل ونهار ان الدولة الدينية هى دولة التى يحكمها الكرادلة باسم الدين والتى كانت سببا فى ابتعاد الاوروبين فى العصور الوسطى وان الاسلام لم يشهد ولم يعرف مثل تلك الدولة وبرغم ان اوروبا فى تلك الفترة كان يحكمها ملوك وامراء ولكن كان رجال الدين والكرادلة يوجهونهم ويشورون عليهم باسم الدين وتلك هى الصورة الصحيحة الاقرب الى دولة الملالى فى ايران ومنذ استفتاء مارس الشهير ثم الانتخابات ثم الدخول فى مرحلة الاعداد للدستور وانتخابات الرئاسة وما قبلها وما بعدها وتنهال علينا الفتاوى الحاكمة لكل تحرك وتوجه وكلمة فمن فتاوى برهامى السالفة الذكر...الى فتوى نعم التى تدخل الجنة ...الى فتوى النقيب فى التعامل مع المعارضين ....الى فتاوى دعم ابو اسماعيل التى اتت من خارج البلاد ومن اناس غير مصريين اساسا يتدخلوا فى شان مصرى خالص ...الى فتاوى التعامل فى البرلمان وبحر فتاوى فى كافة شئؤن الدولة وكافة شئؤن الحياة...وهيئة الدعوة السلفية التى تحكم كل حركات وتصرفات حزب النور والمرشد العام الذى يحكم حزب الحرية والعدالة بينما الاعضاء والهيئات الادارية الخاصة باتلك الاحزاب تبدو كخيال المأتة بلا اى فائدة بل هم يأمروا فيطيعوا ولن اتطرف لأصل الى التشبيه المماثل لهم فى القرأن بالله عليكم اى فرق بين ما نرى وبين الدولة الدينية فى اوروبا فى العصور الوسطى بل وصل الامر حتى فى امر هام كالانتخابات الرئاسية ان نرى قرار حزب الحرية والعدالة يتأرجح بين ليلة وضحاها على هوى المرشد بين تأييد الشاطر ثم الدفع بالمرشد ويقوم الشاطر بوعد ما يسمى هيئة الاصلاح ان يكون لجنة من اهل الحل والعقد للمساعدة فى تطبيق الشريعة فورا وطز فى البرلمان ومصر والكل كليلة ويعاود ياسر برهامى الظهور بفتوى وليس مجرد راى فى مقال "الشباب لازم يعلم أن اختيار مرشح لدعمه فى الرئاسة ليست مسألتهم إنما هى مسئولية أهل العلم" «نريد رئيسا تَربى على الشورى وعدم الاستبداد، وتعود على الرجوع لأهل العلم والخبرة وعنده ثقافة ترك رأيه لرأي غيره.«
وردًا على سؤال: «ماذا لو فاز بالرئاسة غير من بويع له؟»، قال «برهامي» :«من بايع رجلاً من غير مشورة المسلمين، فلا بيعة له، ولا عبرة ببيعة أفراد من العامة أو طلاب العلم المبتدئين، الذين تدفعهم مجرد العاطفة». اى انه لو فاز مثلا خالد على او حمدين صباحى بالانتخابات لجاز لهم الخروج عنه لانه لا بيعة له هذا ما يقولون وما يفكرون وما ينتوون
3- اكذوبة تمثيل الاسلام كان اداء الاعضاء المنتمون لتلك التيارات فى مجلس الشعب هزليا ومثيرا للسخرية والضحك الذى يشبه البكاء فمن نائب الترامادول الى نائب اللغة الانجليزية -الذى لم يستطع اكمال كلية الشريعة ولا يزال يقدم برامج دينية- الى المتحدث الرسمى للحزب السلفى الذى يلتزم بعلاقات جيدة مع اسرائيل الى عزة الجرف حتى اصبح لقب نادر بكار هو المعتذر الرسمى لحزب النور على مواقع التواصل الاجتماعى ثم تألق كلا من حسن البرنس من الاخوان والبلكيمى من الجناح السلفى فمن محاولة اغتيال الاول التى اتضح انها حادثة مرور عادية هو المخطئ فيها وهو الذى سعى للصلح مع سائق النقل والبلكيمى نائب التجميل وحادثته الشهيرة ورغم فصل البلكيمى الا انه لم يتم التحقيق فى تصريحات بكار نفسه او الاعتذار عنها وتأكيد احمد خليل المتحدث باسم الهيئة البرلمانية ان البلكيمى كان معهم مما يثير التساؤل حول هل فعلا هم يمثلوا الاسلام او يختصوا فقط بالاسلام وغيرهم لا يمت للاسلام بالصلة الاسلام يا سادة اخلاق ومعاملات فالرسول عليه الصلاة والسلام بعث ليتمم مكارم الاخلاق ...ورغم ان معظم هذه الحالات يتم الدفاع عنها انها حالات فردية وهذا صحيح الا ان هذا يتشابه مع معارضى هذا التيار الذين يقولون ان الدين ثابت وفهم البشر وتعاملهم معه متغير ومختلف ولا يجوز قصره على فهم واحد
4-اكذوبة ابو اسماعيل وهى الاكذوبة التى تتحدث عن نفسها لن اخوض فى غمار اخطاءه الرهيبة ولكن سنتحدث هنا عن اكاذيبه الشرعية ...فالرجل الذى يتحدث عن مصر جديدة بعد الثورة هو نفس الرجل الذى يخالف القانون حتى فى ركن سيارته صف ثالث وثانى ...الرجل الذى يتباهى بدعم كل الاطياف له وهو كذب بواح يخرج فى موكب فى حماية انصار التيار السلفى من مؤيديه ويتسبب فى تعطيل رهيب للمرور ثم يعلن انه لم يكن يعلم بوجود هذا الحشد رغم ان هذا كلام لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق...الرجل الذى يتكلم بثقة كموسوعة وهو بحر من المعلومات الخاطئة ثم يخرج ليقول اصل انا كان قصدى كذا ورغم ان تلك المعلومات الخاطئة لا تحتمل سوى خيار من اثنين اما انه لا يجيد اختيار مستشاريه ويتصرف بصورة فردية بحتة وديكتاتورية واما انه يعتمد على من سلموا عقولهم لذقنه ليفعل بها ما يشاء ويلعب على جهل الشعب بما يقول وليقل ما يقول فمن سيراجع وراءه الاكذوبة التى تمثلت فى هجوم دائم على اسرائيل وامريكا وهو له ام وشقيقة وشقيق وابناءهم يحملون تلك الجنسية ..حتى تطبيق الشريعة التى تجعل اتباعه يصفقون له بايديهم وارجلهم مهما فعل يقول فى برنامجه نصا "هذا لا يعني أن تكون الشريعة في ذيل الأولويات، ولكن تعني الالتزام بجدول مرحلي يراعي طاقات القبول لدى الناس حتى لا ننفرهم من عقيدتهم ونحن في طريقنا للأخذ بيدهم نحوها." وهو مفهوم طويل ومثير للجدل قال عنه فى احدى لقاءاته " الامر ببساطة انه الناس قد تتقبل الشريعة بعد عام او اثنيين او عشرة ربما فى ولايتى وربما لا كل ما علينا فعله هو تقريبهم من الدين" ولكنه لا يستطيع ان يقول هذا وهو جالس مع السلفيين او يركز عليه فى حواره معهم الاكذوبة التى تمثلت فى ترك اتباعه يهددون من اجل كسر القانون الذين وافقوا عليه هم انفسهم فى التعديلات الدستورية ثم يتكلم عن محاسبة الرئيس حال توليه ويبقى موضوع جنسية والدته رحمها الله وهو يتحدى الجميع ان يخرجوا دليلا قانونيا على تجنس والدته ولكنه كيف لا يدرك ان السؤال يسير فى اتجاهين لماذا لا يخرج هو شخصيا اى دليل على عدم تجنس والدته؟..كيف لم يظهر الان وبعد مرور 48 ساعة على رسالة وائل غنيم له اى دليل من تلك الادلة؟ كيف وقد اكدت وزارة الخارجية السعودية ان والدته قد اعتمرت عام 2007 كمواطنة امريكية؟..فهل تحاربه ايضا السعودية؟...هو دائما يقول هو واتباعه البينه على من ادعى...والان نقول واين اليمين على من انكر ؟
الجهل والكذب لا دين لهما الحمد لله الذى جعل لنا عقولا نستعين بها فى حوائج دنيانا...الحمد لله الذى جعل الاسلام حجة علينا ولم يجعلنا حجة على الاسلام
#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا ايمانى
-
ماتخافشى
-
الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى 2
-
الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى 1
-
الربيع العربى والعمل الدؤوب سبيل نجاح الحركات اليسارية والتح
...
-
احنا اسفين يا مريناب
-
يوميات من مصرستان
-
الاشد حبا لله
-
التلمود الاسلامى
-
بلد الجنون
-
مايا
-
نظرات فى النموذج التركى
-
فى العلاقة بين العلمانية والدين
-
شبهات وردود
-
تخاريف
-
عندما يبدأ سبتمبر فى مايو
-
الدولة المدنية والاسلام
-
لمصر ...وليحيى الجمل
-
تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية
...
-
تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|