أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - انشغلنا بالنقاب واللحى














المزيد.....

انشغلنا بالنقاب واللحى


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 00:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تم فك الارتباط بين الإسلام والسلوك، وتم اختصار الدين إلى العبادات فقط، وتم اختصار العبادات إلى أداء الشعائر والانشغال بها دون غيرها انشغالا أجوف غير فاعل لا يحض على فضيلة حقيقية، أو يؤدى إلى انضباط السلوك. فنرى المسلم يحرص على أداء الصلاة فى موعدها، وهذا حسن، غير أنه يغش فى تجارته ويطفف فى الميزان. تراه يصوم ويستنكر إفطار المفطرين ، وهذا حسن، ولكنه يرتشي، بل يهرب بأموال البنوك بالمليارات إلى خارج البلاد. تراه يحج البيت كل سنة، ولكنه يستولي على أراضى الدولة بوضع اليد... سلوكيات تبعد كثيرا عن جوهر الفضائل التى يحضنا عليها إسلامنا. ولما كانت غاية الأديان هي ضبط سلوكيات الناس، لذا فإن وقوع هذه السلوكيات خارج دائرة الأخلاق ومخالفتها للمعايير والضوابط يبطل تأثير الدين ويعطل مهمته. ونظرة واحدة إلى سلوكيات أمة الإسلام المنكوبة تكشف بيسر بُعد الشقة بين الإسلام الحنيف وواقعنا المزري. وانحصرت اهتماماتنا الدينية والحياتية فى بعض قضايا لا تمثل جوهر الدين. ووقع خارج دائرة هذه الاهتمامات العدل والمساواة، والشورى ، وسيادة القانون ، والقضاء على الفقر والجهل والمرض، والتعليم والبحث العلمي . وانشغل وعاظنا بالنقاب واللحى فى زمن تتكالب علينا فيه الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها . وفى زمن الانسحاق والانكفاء والهزيمة، عمد المستضعفون إلى التفسير الغيبي للأحداث والقول بأن النصر لا يأتى إلا بالدعاء وحسن التدين. وذلك محض تبسيط مخل وضرب من الدروشة الجديدة، فأعداؤنا ليسوا بمسلمين، ومع ذلك هزمونا ويواصلون هزيمتنا. ولو كان الدعاء وحده هو طريق النصر وأداته، أفعدم المسلمون رجلا صالحا واحدا يدعو لهم بالنصر إبان هزائمهم التي دامت مدة قرون؟ ولو صح ذلك ما كان الله تعالى ليقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، ولو كان الأمر بحسن التعبد وحده دون الأخذ بالأسباب، لكان أولى بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يكتفي بالدعاء وهو المستجاب الدعوة . ولكنه لم يفعل، بل أخذ بأسباب القوة ولجأ في الحرب إلى الحيلة والخديعة واستخدم السلاح، وأحكم الخطط ، وبث العيون، ثم بعد ذلك دعا الله بعد أن كان قد استفرغ جهده واصطنع الوسائل. وما يقوله وعاظ السلاطين هراء وقلبا للحقائق وصرفا للعقول عن اكتشاف أن تردى الأحوال ليس قضاءً من الله وقدرا مقدوراً، وإنما سببه هو التقاعس عن الأخذ بأسباب القوة، وليس بسبب تقصيرنا في أداء العبادات، وبذا تنسحب أسباب الفشل والهزائم إلى دائرة تقصير الناس في التعبد، أي ليس بسبب الحاكم الذي قصر في الإعداد للحرب وتجييش الجيوش، ولا بسبب غباوة وقلة دراية قادة الجيوش ، أو لنقص موارد الأمة التي نهبها أولو الأمر والمماليك، إنما المسألة تم اختصارها في قلة عدد من يصلون الفجر. وكان أحدهم قد قال إنه لا صلاح إلا إذا امتلأت مساجدنا بالمصلين صلاة الفجر كما تمتلئ بهم في صلاة الجمعة . وهذه نظرة قاصرة لا يقول بها سوى الدراويش الذين يمضون يومهم فى عد حبات مسابحهم ويمضون ليلتهم يزعقون بتراتيلهم في حلقات الذكر، وقد غفلوا أن الأرض تثمر الزرع لمن يحرثها ويسقيها لا من يصلى عليها فقط. فللقوة آلياتها من أخذ بها أصبح قويا عزيزا، ومن أغفلها وتاه عنها بات ضعيفاً مهيناً ولا شأن للدين بهذا. فالهند دولة قوية مرهوبة الجانب يعمل أعداؤها لها ألف حساب مع أن شعبها من الهندوس والوثنيين، والصين واليابان دولتان متقدمتان وهما على غير الإسلام. لقد أمرنا ديننا الحنيف أن نأخذ بأسباب القوة، ولكننا لم نسمع أو نفعل . هم يصنعون "مدنية" ،وليست حضارة . ولكننا بأسباب العلم والقوة وتحت مظلة إسلامنا الحنيف، يمكن أن نصنع "الحضارة" ، فالحضارة تقوم أيضا على البعد القيمى والأخلاقي، وهم بلا دين يصنعون "مدنية" وأسلحة وقوة ، ولكن بلا قيم أخلاقية تردعهم، مثلا، عن التخلص من فائض القمح في البحر بينما يموت الملايين جوعا في إفريقيا وغيرها. وليس لديهم الأخلاق التى تمنعهم من سحق الأطفال والنساء والشيوخ في بلاد خلق الله التي يطمعون في بترولها وثرواتها، ولم تردعهم "أخلاقهم" عن إبادة الهنود الحمر وشعب استراليا الأصليين، أو تحُول دون خطف واسترقاق ملايين الأفارقة، أو نهب ماس أفريقيا وبهارات الهند..



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون
- أعلاج السرطان بأقراص الأسبرين؟
- استخدام البنادق في الحرب حرام ,لأن أسلافنا المسلمين كانوا يح ...
- كلب السيدة الأولى له جارية تخدمه
- يدين الشرقيون جميعابالعبودية لمن يحكمهم ,فهو الحر الوحيد
- تراثنا : تراث العبيد
- الله لن يحاسب الحاكم الظالم
- زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه
- هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد
- إجلال العقل هو معيار تقدم الأمم
- أم الامبراطور نيرون : ادفعوا سيوفكم في رحمي !
- المعارضة السياسية مخالفة دينية-أو شَعرة معاوية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - انشغلنا بالنقاب واللحى