أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد النظيف - الراهن الليبي في عيون مراكز الضغط الأمريكية:الفوضى و الاسلمة















المزيد.....

الراهن الليبي في عيون مراكز الضغط الأمريكية:الفوضى و الاسلمة


أحمد النظيف

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 20:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ترسم مراكز البحث الأمريكية في الأيام الأخيرة من خلال ما تصدره من منشورات و دراسات خريطة طريق لإدارة الرئيس أوباما للسيطرة على مخرجات العملية الثورية في شمال إفريقيا، وفي ليبيا بصورة خاصة، وذلك بالاستفادة من الدروس الأمريكية الفاشلة في العراق وأفغانستان. وتنبع أهمية تلك المنشورات التقرير من كون هذه المراكز قريب جدًّا من دوائر صنع القرار الأمريكية، وكذلك من الاستخبارات الأمريكية وعلى اتصال ومعرفة بأهم التقارير الاستخباراتية التي تصدر داخل الولايات المتحدة، وقد ساهمت لعقود طويلة في تشكيل السياسات الأمريكية الشرق الأوسط. وفي هذا التقارير يؤكد الباحثون على استخدام الولايات المتحدة الأسلوب غير المباشر في السيطرة على مخرجات الثورة الليبية، بعد أن كان التدخل الأمريكي المباشر في العراق وأفغانستان من أهم أسباب فشل الولايات المتحدة في هذين الحربين، وإهدار أموال إعادة الإعمار الأمريكية وعدم استفادتهم منها بتشكيل البلدين طبقًا للرؤية الأمريكية، فالعراق سقطت في يد إيران، في حين سقطت أفغانستان مرة ثانية في يد طالبان.

المرحلة الانتقالية المتخبطة
منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي، لم يستطع كل من "المجلس الوطني الانتقالي" برئاسة مصطفى عبد الجليل والحكومة المؤقتة بقيادة رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب بسط سلطتهما بصورة متساوية في جميع أنحاء ليبيا. ونتيجة لذلك تدهورت الأوضاع الأمنية وانخفضت ثقة الجمهور في عملية التحول. وفي الوقت الراهن لا يتم الشعور بوجود الحكومة المؤقتة إلا في أوقات الأزمات عندما تتدخل لوقف القتال الداخلي بين المسلحين وانتهاكات حقوق الإنسان والاحتجاجات ضد القيادة الوطنية ومحاولات المسلحين فرض سيطرتهم على المدن الموالية للقذافي. وقد تم إرسال مسؤولين كبار للتوسط في مثل هذه الأزمات، بدءاً من عبد الجليل والكيب واستمراراً بوزير الدفاع أسامة الجويلي و انتهاءاً بالشخصية الدينية الرائدة في البلاد الشيخ الصادق الغرياني. وأدت التقارير المحرجة عن وقوع أعمال تعذيب على نطاق واسع - في مراكز احتجاز يديرها مسلحون (والتي تضم ما يقدر بـ 8500 شخص تقريباً) - إلى قيام الحكومة بنقل سبعة من بين ثلاثة وخمسين من هذه السجون إلى وزارة العدل وتحديد مواعيد مستهدفة لنقل السجون الأخرى. إن هذا النهج الرجعي تجاه طريقة الحكم غير فعال ويحوّل الانتباه عن المهمة الأكبر وهي إعداد البلاد للانتخابات و وصف مدير الطوارئ في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بيتر بوكارت، "المجلس الوطني الانتقالي" بأنه يعمل في "دولة هي في شلل نسبي". وقد أدى ذلك إلى خلق مشاكل على عدة جبهات:

- اندماج بطيء للمسلحين : لدى الحكومة المؤقتة خطط لدمج 75000 مقاتل من أصل ما يقدر بـ 120000، والذي هناك حاجة لتسريحهم، ولكن حتى الآن لم يسجل في هذه البرامج سوى حوالي 15000 مقاتل. ويبدو أن العديد من المتمردين عازمون على الانتظار لمعرفة نتائج العملية السياسية قبل نزع سلاحهم. بيد، يصبح الاندماج أكثر صعوبة كلما طال عمل الميليشيات بصورة مستقلة وقيام أعضاؤها بتطوير ثقافات محلية سياسية واقتصادية خاصة بهم. وعلاوة على ذلك، قد تلجأ الميليشيات إلى الأنشطة غير المشروعة لدفع رواتب مقاتليها. وقد ألقي القبض مؤخراً على مسلحين من لواءين على الأقل في سرت بسبب قيامهم بأعمال اختطاف وسرقة سيارات.
- احتجاجات شعبية: أثار الفشل في إدارة التوقعات ما بعد الفترة الانتقالية جنباً إلى جنب مع اتخاذ قرارات على المستوى الوطني بصورة مبهمة، إلى قيام احتجاجات ضد الحكومة الانتقالية في إطار "حركة تصحيح المسار". فالمتظاهرون غاضبون لعدم دفع رواتبهم وانعدام الفرص الاقتصادية وظروف العمل السيئة وانعدام القانون في صفوف المتمردين وتوجيه دعوات لصالح أو ضد قيام دولة دينية، ووجود مسؤولين من نظام القذافي في الحكومة. وقد تحولت تجمعاتهم في بعض الأحيان إلى تصرفات عنيفة، مع آثار مزعزعة للاستقرار: ففي 16 مارس، على سبيل المثال، تم اطلاق النار علي المظاهرة السلمية المطالبة بالفدرالية من قبل مجهولين ، ، في حين اقتحمت مجموعة من الغوغاء مقر "المجلس الوطني الانتقالي" في بنغازي في 21 جانفي، وفجرت البوابات الأمامية باستعمالها قنابل يدوية وحاصرت عبد الجليل لعدة ساعات.

- موارد مالية ضعيفة. على الرغم من الاستئناف السريع وغير المتوقع لإنتاج النفط والإفراج عن أكثر من 100 مليار دولار من الأرصدة السائلة، أعلنت الحكومة المؤقتة في نشرة لها عن قيام عجز مالي في ميزانية عام 2012 قدره 10 مليارات دولار، ووجود مخاطر انعدام السيولة في البنك المركزي. إن إحدى التفسيرات لهذه المفارقة هي أن السلطات الانتقالية قد طلبت عدم استلام جميع الموارد المالية في دفعة واحدة بسبب عدم اليقين القائم حول الرقابة والإدارة والفساد. وهذه النقطة هي أكثر أهمية في ضوء التقديرات الأخيرة بأن 10- 15 في المائة فقط من الذين عولجوا في الخارج كجزء من برنامج يبلغ قدره 800 مليون دولار والمخصص لجرحى الحرب كانوا مؤهلين فعلاً (على سبيل المثال، إن العديد من المسؤولين في السلطات المحلية قد استغلوا هذا البرنامج نيابة عن أصدقائهم وأفراد عوائلهم وحصلوا على علاجات تافهة وأُتيح لهم السفر بحرية، وحصلوا كذلك على فوائد غير مناسبة أخرى). إن الـ 100 مليار دولار التي أُفرج وأُعلن عنها في 16 فيفري ينبغي أن تساعد ميزانية ليبيا - إذا تمت إداراتها على النحو الصحيح.

الوضع الليبي في أدبيات مراكز الضغط الأمريكي
في دراسة نشرها الشهر الماضي لخص الباحث في مركز معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أندرو إينجل منهج تعامل الإدارة الأمريكية المنشود مع الوضع الليبي الراهن و المستقبلي بضرورة أن تتخذ واشنطن نهج ذي شقين للتقليل من فرص الصراع :
الأول، نهج ينطلق من القاعدة إلى القمة - أي الجمع بين متمردين ومجالس محلية ومجالس عسكرية من جهة مع منظمات المجتمع المدني المتزايدة من جهة أخرى - والذي يمكن أن يساعد على ضمان قيام أولئك الذين لديهم القدرة الأكبر على تحديد نتائج عملية الانتقال بفعل ذلك بصورة إيجابية. إن منظمات مراقبة الانتخابات التي أنشئت حديثاً ووسائل الإعلام المبتدئة في ليبيا، والتي ليس لديها خبرة بعد أربعة عقود من حكم القذافي، هي في حاجة ماسة إلى التوجيه المهني.
ثانياً، نهج ينطلق من القمة إلى القاعدة - نهج تنازلي - يركز على الحكومة المؤقتة والذي يمكن أن يساعد على تحسين الشفافية في صنع القرار والأمور المالية والمساءلة. وباستطاعة مهارة الحكومة في التوسط في الاشتباكات أن تمنح شرعية أكبر إذا ما طبقت على نطاق أوسع، مثل المصالحة الوطنية، إلا أن السلطات المركزية تفتقر إلى القدرات المؤسسية والمعرفة للإشراف على مثل هذا المسعى الكبير. وبلا شك سوف تبقى هذه هي الحالة بغض النظر عن هوية القادة الذين يصلون إلى الحكم في المستقبل.
و يواصل أندرو إينجل توصياته الموجهة إلى البيت الأبيض قائلا : ينبغي أن يوجه جزء من المساعدات الاقتصادية لدول "الربيع العربي" - والتي أعلن عنها الرئيس أوباما للتو والبالغة 800 مليون دولار - نحو مشاريع من هذا القبيل وفقاً للنهج التصاعدي والنهج التنازلي. إن العمل الذي قام به حتى الآن "مكتب المبادرات الانتقالية" في "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" هو بداية عظيمة ولكن ينبغي توسيعه - ففي الوقت الراهن، تقتصر جهوده في ليبيا على تخصيص ميزانية قدرها 5 ملايين دولار. يجب على إدارة أوباما أن تذكّر الحكومة الليبية المؤقتة أيضاً أن المنظمات الأمريكية كانت تنتظر من أجل الحصول على تأشيراتها الليبية في حين تعاني البلاد من المهنيين المهرة النادرين في شؤون التنمية. إن نهج واشنطن الحالي هو الانتظار حتى تُطلب منها المساعدة. ومع ذلك، فإن بلدان أخرى تسعى إلى فرض نفوذها في ليبيا لم تكن خجولة إلى هذا الحد. فالوقت يمر بسرعة مع اقتراب موعد الانتخابات.



#أحمد_النظيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية تضبط عقارب ساعتها على توقيت الكيان الصهيوني
- عائض القرني إن لم تستح فأسرق ما شئت
- الشبكات الاجتماعية في ليبيا انتهى الحراك و بدأت الفوضى :نحو ...
- على هامش الاختراق الأمريكي للانتفاضات العربية - الاردوغانية ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد لطفي زيتون ... لا تنهى عن فعل و تأتي ...
- على هامش الاختراق الامريكي للانتفضات العربية :رسالة من المرز ...
- على هامش الاختراق الاسلاموي للانتفضات العربية :الوهابية في ا ...
- قادة ليبيا الجدد :التعذيب على قدم و ساق
- دوائر النهب الامبريالي تتبنى الاسلام الامريكي الليبرالي بديل ...
- الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، الصقور لا يهمها أين تموت
- بيبليوغرافيا الثورة التونسية
- شكرا قطر - في السخرية السياسية السوداء
- إسلاميو تونس في أدبيات مراكز الضغط الأمريكية
- العفو الدولية في تقريرها السنوي : السعودية من أسوأ سجلات انت ...
- اليسار الإسلامي في تونس * مقاربة توثيقية *
- كرونولوجيا العنف الديني في تونس من 1981 إلى 2010
- تونس :السلفية و أخواتها من تراث الحنابلة الى افكار الجهاد مر ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد النظيف - الراهن الليبي في عيون مراكز الضغط الأمريكية:الفوضى و الاسلمة