|
الدكتور صالح حسن عيسى العكيلي مؤرخا
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 13:33
المحور:
سيرة ذاتية
الدكتور صالح حسن عيسى العكيلي مؤرخا ا.د.إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل التقيته في الندوة العلمية التي عقدتها جمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين في بغداد بعنوان : أميركا وعقدة التاريخ " للمدة بين 16-17 كانون الثاني –يناير 2001 وأثنيت على بحثه الذي قدمه في الندوة والموسوم : " المرتزقة في حرب الاستقلال الأميركية " .وقلت له أنني المح مؤرخا رصينا وجادا واعدا وأتذكر بأنه –فرح كثيرا – لما قلته وأعرب عن مشاعره تجاهي وقال بأنه يتابع ما اكتبه وشكرته على ذلك ولازلت احتفظ بنسخة من بحثه ذاك وقد كنت اعرف بأنه قد كتب رسالته للماجستير وقدمها إلى مجلس كلية التربية –جامعة بغداد سنة 1995 بعنوان : " القضية الايرلندية 1868-1921 " كما اكمل دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه ، وانه كان يعمل مدرسا في قسم التاريخ بكلية التربية –الجامعة المستنصرية .كما شغل منصب معاون عميد كلية التربية للشؤون الادارية والتمست منه ان يسلم لي على بعض زملائي معه وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور لطفي جعفر فرج والأستاذ الدكتور محمد طاهر البكاء والأستاذ الدكتور علاء جاسم الحربي . كما كنت اعرف بأنه –رحمه الله - ينتمي إلى آل شوكة من عشيرة العكيل المعروفة . وعدت إلى الموصل ، ولم التق به بعدها لكني سمعت بخبر إصابته ومن ثم وفاته عصر يوم 9 تشرين الأول –أكتوبر سنة 2008 في منطقة الحبيبية بمدينة الصدر ببغداد وحزنت كثيرا لاعتقادي أن المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة خسرت مؤرخا شابا كما خسرت من قبله الذي أصابه ما أصاب الدكتور العكيلي واقصد زميله الأستاذ الدكتور علاء جاسم البياتي صاحب المؤلفات القيمة في تاريخ العراق المعاصر والمؤرخ الثبت . كان الدكتور العكيلي –شأنه شأن زملائه من أساتذة التاريخ الحديث العراقيين – مهتما بالوثائق لذلك عندما أصبح نائبا في مجلس النواب في سنة 2005 وعضوا في لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في المجلس دعا في 25 ايلول –سبتمبر 2007 الى الاهتمام بدار الكتب والوثائق ، وتحدث عن التجاوزات التي حصلت على ممتلكات دار الكتب والوثائق وموظفيها بعد الاحتلال الأميركي وإسقاط النظام السابق في 9نيسان-ابريل سنة 2003 .وقال أن ما جرى يعد تهديدا للأرشيف الوطني العراقي واقترح ايداع موجودات الدار من الكتب والمخطوطات النفيسة في البنك المركزي العراقي لحين تحديد مكان أكثر أمنا لها وتحويل الدار إلى هيئة مستقلة وربطها بمجلس النواب وعد موجودات الدار ثروة وطنية ووجه الدكتور العكيلي مذكرة بهذا الخصوص إلى رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس النواب قال فيها : "من المؤكد ان الأرشيف العراقي الذي كتب له ان ينجو بفضل الله والمخلصين بحاجة الى ان نصونه بكل ما أوتينا من قوة ، فذاكرة العراق الوثائقية في خطر لذا نرجو مفاتحة البنك المركزي ودار الكتب والوثائق للتحرك السريع وتضمين الدستور نصا مفاده ان الوثائق العراقية ثروة وطنية وهو أغلى من كل الأموال المودعة في البنك المركزي التي توفرت لها الحماية الكافية .ودعا إلى أن تكون دار الكتب والوثائق هيئة مستقلة . كان عضوا في اتحاد البرلمانيين العراقيين وهدفه توحيد الكفاءات البرلمانية لدعم مسيرة التحول نحو الديمقراطية . كما كان رئيسا لكتلة مستقلون البرلمانية .وكان له دور مهم في تشكيل اتحاد البرلمانيين ، وعقد مؤتمره الأول في 5 تموز-يوليو سنة 2008 . لقد اظهر رغبة شديدة في العودة إلى التدريس في الجامعة حال انتهاء الدورة الانتخابية ،وصرح بذلك لأصدقائه .وبعد وفاته أقامت الدكتورة مها الدوري النائبة في مجلس النواب في 4 تموز 2009 مهرجانا شعريا على قاعة نادي الفارس العربي إحياء لذكرى الدكتور صالح العكيلي حضره جمع غفير من أصدقائه ومحبيه . كما ابنته الهيئة السياسية العليا لمكتب السيد الشهيد الصدر. نشرت دار الوراق بعمان الأردن كتابه الموسوم : " فرنسا بين ثورتين 1789-1830 : والذي –حسبما قال الدكتور علي الجابري في عرضه له –يتناول علاقة فرنسا بأوروبا خلال التاريخ المذكور.فهو يشير إلى أن ثورة تموز 1789 تعد منعطفا تاريخيا مهما في حياة فرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام، لما أحدثته من تغيير جوهري في طبيعة السلوك والفكر السياسيين في بلاد الثورة والبلدان المحيطة بها، إذ سرعان ما استخدمت شعوب أوروبا الطريقة الفرنسية لإحداث التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلدانها. وفي الكتاب ثمة إجابة عن أسئلة تطرح نفسها في ذهن القارئ للتاريخ الأوروبي عن تلك الحقبة الزمنية التي عدت مرحلة انتقالية إلى العصور الحديثة، وكان أبرزها رسم خريطة دول أوروبا حتى عام 1789 وتأطير واقع التعليم والميول الفكرية والعملية فيها، وتأثرها بتداعيات الحروب الأوروبية ـ الأوروبية وفي الكتاب متابعة للاسباب التي كانت وراء اندلاع الثورة الفرنسية في 14 تموز سنة 1789 بدءاً بالأسباب السياسية وما اقترن بها من أسباب إدارية ومرورا بالأسباب الاجتماعية ثم الاقتصادية وانتهاء بدور المفكرين الفرنسيين في بث بذور الثورة والترويج للأفكار الانعتاقية من قيود الملكيات المطلقة، حيث كانت باريس وقت ذاك مركزا للإشعاع الفكري الذي أدى إلى صياغة الأفكار التي أمنت بها الجموع وأدت إلى سقوط الباستيل. ووقف الكتاب عند مقدمات وأحداث الثورة الفرنسية بين عامي 1789-1792 بدءاً بالأزمة المالية التي عصفت بالحكومة الفرنسية والبلاد بشكل عام، وانعقاد جلسات مجلس طبقات الأمة، وتشكيل الجمعية الوطنية وإسقاط الثوار حصن الباستيل، مرورا بأعمال الجمعية الوطنية التأسيسية، وانعقاد جلسات الجمعية التشريعية واندلاع الحرب مع أوروبا وبدء عهد الإرهاب وظهور المؤتمر الوطني وتواصل العمليات الحربية الفرنسية وانتهاء بالحديث بإيجاز غير مخل عن الحكومة الجديدة. كما تطرق الكتاب إلى بدايات قيام الإمبراطورية النابليونية وتطورات الإحداث فيها ومدى تأثر نابليون بالأفكار الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) التي جاءت عبر كتاب (الأمير) وتعرض الى تحالفاته مع أوروبا وصمت بريطانيا عليها في إطار سعيها إلى التوسع نحو أوروبا، ثم حدد الكتاب أسباب انهيار الإمبراطورية النابليونية مع اندحار القوات الفرنسية الغازية لروسيا، والمعاهدات التي وقعت في باريس لإنهاء الحروب النابليونية . اشرف الدكتور العكيلي على رسائل وأطروحات مهمة منها على سبيل المثال الأطروحة الموسومة : " ولاية الموصل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر :دراسة في أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والتي قدمها السيد شعبان مزيري سنة 2006 إلى مجلس كلية التربية بالجامعة المستنصرية .كان الدكتور العكيلي –بحق –أمينا على مصالح العراقيين وكما يقول الأستاذ صائب أمين في مقال له بهذا المعنى إن الدكتور العكيلي كثيرا ما وجه رسائل الى مجلس النواب يؤكد فيها أهمية الحفاظ على مصالح العراق الوطنية وحقوق شعبه إزاء المحتلين الأميركيين ومن ذلك رسالته التي وجهها في 21 آذار 2008 وقال فيها إن مجلس النواب ليس بالضرورة يمثل كل العراقيين وان من حق العراق مقاضاة محتليه وان ليس كل مكونات الشعب العراقي ممثلة في العملية السياسية الجارية في العراق وكان يطالب بأجراء استفتاء شعبي على كل اتفاق ومعاهدة تعقد بين العراق والولايات المتحدة الأميركية .رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدكتور محمد مظفر الادهمي مؤرخا واعلاميا
-
الدكتور رعد احمد أمين الطائي مؤرخا ورياضيا
-
الدكتور عامر عبد الله ألجميلي مؤرخا وخطاطا
-
الدكتور حامد محمد طه السويداني مؤرخا وخطاطا
-
الدكتور سهيل زكار ..مؤرخ الحروب الصليبية الأول
-
درس النهضة الأوربية وموقف المؤرخين العراقيين والعرب منه
-
الدكتور ياسر عبد الجواد المشهداني مؤرخا
-
يوسف كركوش الحلي 1906-1990 وكتابه تاريخ الحلة
-
الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ..وصفحة من تاريخ الصراع السي
...
-
الدكتور محمد يوسف إبراهيم القريشي ..مؤرخا
-
سعاد خيري ..في ذكرى ميلادها ال83 عاما
-
الدكتور سلمان هادي آل طعمة مؤرخا
-
القوى اليسارية والتقدمية وحركات التغيير العربية
-
المرأة العراقية ودورها في بناء العراق المعاصر1921-2003
-
مثري العاني..الكاتب والمسرحي والإنسان
-
المواطنة والدولة المدنية والحريات وحق تقرير المصير
-
تاريخ الحركة العمالية في العراق
-
الدكتور طلعت الشيباني مفكرا اقتصاديا وقانونيا وأول وزير للتخ
...
-
الدكتور أحمد سعيد حديد وتطور المدرسة الجغرافية العراقية المع
...
-
الدكتورة نزيهة الدليمي وريادة الحركة النسائية في العراق
المزيد.....
-
-لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة
...
-
الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
-
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا
...
-
رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|