هل تحظى الترويكا بثقة الشعب التونسي من جديد؟

ياسين بن شيخة

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 12:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

بات من الضروري تحديد و ضبط موعد الانتخابات العامة القادمة في تونس بعد مرور أكثر من 3 أشهر على الانتخابات الماضية و تسلم الترويكا مقاليد الحكم. موعد من شأنه أن يدخل بعض الانفراج السياسي و يخفف من حدة الاحتقان في الشارع التونسي عموما.

فمنذ انتخابات المجلس التأسيسي و تنصيب الحكومة الجديدة لم تشهد المرحلة الحالية أية بوادر انفراج لا سياسيا و لا اقتصاديا مما ساهم في تفاقم الأوضاع الاجتماعية. و مما لا شك فيه أن هذا التلكؤ و التباطؤ في الإعلان عن الاستحقاقات الانتخابية القادمة لن يلقي بظلاله على الساحة السياسية فقط و إنما ستعم تداعياته على كافة المجالات الحيوية في تونس بصفة عامة.

فالترويكا اليوم و بعد أكثر من مائة يوم في الحكم ظلت في أخذ و رد و تجاذب بين مختلف مكوناتها من رئاسة للمجلس التأسيسي و رئاسة للحكومة و رئاسة للجمهورية. فشهدنا تضاربا بين التصريحات و ي الإجراءات و اختلافا في سياسات كل طرف منها. و ظل عمل السلطة منحصرا في الإدلاء بالتصريحات و التصريحات المضادة و اتهام المعارضة بتعطيل عجلة الاقتصاد و ذهبت بهم حتى الى اتهام بعض الأطراف بالإعداد لمؤامرة لإسقاط الحكومة، تاركة بذلك و متناسية مشاغل و هموم الشباب الذي ضحى بحياته من أجل أن يعتلي هؤلاء العرش.

انتخابات تعول عليها الأحزاب السياسية، التي بدأت في لم شتاتها و توحيد قواها لا سيما بعد الهزيمة التي منيت بها في التجربة الأخيرة، من أجل محاولة لقلب المعادلة و خلق توازن جديد خلافا لما أفرزته انتخابات 23 أكتوبر. انتخابات لعلها تكون الباب الرئيسي لتحقيق انفراج سياسي.

المسألة إذن مطروحة و بقوة أمام المجلس التأسيسي لضبط موعد انتهاء كتابة الدستور خاصة بعد الاتفاق الشبه كامل على الإبقاء على الفصل الأول من دستور 1959 مما سيسهل أكثر عملية الاسراع بكتابته في تجنبه لمناقشات و حوارات لمسائل لم تكن ضمن شعارات الانتفاضة و لم ترفع ابان الحراك الجماهيري.

الكرة اليوم في ملعب الأطراف الفاعلة الثلاث في السلطة للخروج من عنق الزجاجة و بعث أمل جديد في نفوس المواطنين الذي ينتظرون ذلك الانفراج السياسي أولا من خلال الانتهاء في أقرب وقت من كتابة الدستور و ثانيا من خلال تحديد تاريخ استدعائهم لنيل ثقتهم من جديد إن أبقوا على ذرة منها.

#ياسين_بن_شيخة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات