أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - البيكتروس : حركة معطلين كفاحية وجذرية بالأرجنتين















المزيد.....

البيكتروس : حركة معطلين كفاحية وجذرية بالأرجنتين


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 12:03
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لم يؤد اتساع البطالة عام 1996 الى تطور منظمات خاصة بالعاطلين وحسب، بل ايضا الى ظهور اساليب نضال جديدة. وكانت هذه الاخيرة حلا لصعوبة لم تتخطاها منظمات العاطلين في بلدان اخرى، حيث لم تحقق غير محاولات خجولة لاسباب خاصة في كل حالة ومتيسر تفسيرها. لقد اضحى أمرا مألوفا ملاحظة ان العاطلين ليسوا، بشكل عام، موضوع اهتمام سوى عندما يبلغ حجمهم مستوى مقلقا للسلطات العمومية، بسبب تهديده للتوازن الصعب بين التمويل الضامن للسلم الاجتماعي وهذا السلم نفسه، وللعاملين الذين قد يغير خوفهم من البطالة سلوكاتهم سواء في علاقات الشغل أو الاختيارات السياسية. خلال سنوات عديدة، لجأ البيكتروس، العاطلون المنظمون على قاعدة محلية اساسا، من أجل انتزاع ما يعتبرونه حقوقهم، الى حواجز على الطرقات تشل العملية الاقتصادية مؤقتا.

انهم على هذا النحو يعودون إلى تكتيك معروف عالميا(يمارس حتى في أوربا كتكتيك نضال، جزئيا أو على نطاق كبير، حتى في روسيا)، لكن تاركين "النشيطين" وما يدعى "الطبقات الوسطى" غير منشغلين إلا قليلا بوضعهم.

لكن نضالاتهم، وان تعرضت لقمع عنيف، كانت تظل معزولة، محلية وليس لها مفعول جذب لشرائح السكان الاخرى، عمال او غيرهم، المتضررة مع ذلك من تصاعد المصاعب، مما كان يسمح بقدر اكبر للقمع ولنوع من النبذ من جانب السلطة. لكن الامور كانت مع ذلك تتغير، بالضبط بسبب تزايد المصاعب: فمع ارتفاع عدد المعطلين، وتعرض الشرائح الاجتماعية غير المعنية من قبل لثقل الازمة، اصبحت ممارسة القمع أصعب، سواء بفعل انخراط عدد اكبر من الاشخاص في تلك الاعمال، او بسبب نوع من المساندة غير المباشرة من حيث لم يكن يصدر من قبل غير لامبالاة وحتى عداء. كان ذلك التكيتيك خاصا بمجموعة اجتماعية ليس لديها أي وسيلة اخرى للضغط على السلطة السياسية، لانها مقطوعة كليا عن امكانية اللجوء الى الاضراب. عمليا لم يكن معطلو الارجنتين يحصلون على تعويض عن البطالة، وكان عليهم ان يتنظموا من اجل ضمان بقائهم على قيد الحياة، كامتداد لا شك فيه لمسعاهم الفردي. اضحى هذا الاخير اصعب بكثير مع تنامي البطالة مما دفع جمعيات المعطلين الى مزيد من التجذر. في مرحلة اولى كانت الحواجز على الطرقات، بغض النظر اوعدمه عن ايام الاضراب والمظاهرات المتواترة المنظمة من طرف النقابات، ترمي اساسا الى الضغط على الحكومة للحصول اولا على التغذية (في شطل طرود)، وعلاجات طبية، واحيانا الشغل. يبدو انه يجب، في مرحلة اولى من نشاط المعطلين، فصل هذه الحواجز على الطرقات عن اوضاع ايضا متواترة في الاقاليم الفقيرة النائيةفي شمال غرب الارجنتين، المتضررة قبل غيرها بالازمة الاقتصادية. اصبح مستحيلا الحفاظ هناك على نظام زبونية ضاعف فرص العمل المحلية المحدثة لامتصاص فقر مستمر. اصبحت التمردات المحلية والهجمات على البنايات الرسمية متكررة هناك. ولا يمكن استبعاد ان تكون تلك التمردات قد قدمت نموذجا وساهمت في تغيير ميزان قوى في الاقاليم الحضرية لما خلق اتساع البطالة والفقر الناتج عنها اوضاعا شبيهة. وهكذا نشات بين منظمات المعطلين تنسيقات اقليمية ثم وطنية.

كما يمكن ان تكون اساليب النضال تغيرت بفعل تنوع اصل المعطلين: كانت نسبة مزايدة منهم عمال صناعة متضررين من الدخول الكثيف للرساميل والمنتجات الاجنبية، نتيجة سياسة التبادل الحر التي نهجتها الحكومات العسكرية كما التي تلتها، بعد فترة الانفراج الوجيزة الناتجة عن تدفق الرساميل الاجنبية مستفيدة من البيع الرخيص للصناعات المؤممة والقطاع العام. هكذا أمكن للحركة ان توسع تركيبها على قاعدة محلية نشيطة، ليس فقط بهؤلاء العمال الصناعيين، بل ايضا مع الأسر( لاسيما النساء المتاثرات ربما بدور أمهات ساحة ماي في اصرارهن على مطلب العدالة) و بالشباب الذين لم يسبق له ان حصل على شغل ( بينما لا تعمل الصناعة سوى بنسبة 40% من قدرتها، كانت اغلبية متوسط 20% من المعطلين المعترف بهم عمال صناعة مسرحين حديثا).

واتخذت الممارسات" اللاقانونية" بعدا كبيرا مع تكاثر ممارسات الاسترجاع الفردية من قبيل "سرقة" الكهرباء. وإن كان مصدر هذه الحركات، في الاصل، ضواحي البؤس بالمدن، احياء الصفيح، فان الانفصال الطبقي التدريجي ثم المتسارع بفعل التحولات الاجتماعية أدى الى انضمام شرائح اخرى عبر ظاهرة مزدوجة: اجتماعية حيث ياتي منفصلون طبقيا للاستقرار في تلك الاحياء الفقيرة، وجغرافية عبر افقار أحياء عمالية وحتى من الطبقات الوسطى التقليدية. وكان هذا الوضع يؤدي الى تغير الموقف منء البيكتروس، المعتبرين سابقا كـ"هامشيين خطيرين"، لكن الذين يتزايد قبولهم وكذا قبول تحركاتهم الجذرية. سنرى انه خلال انتفاضة ديسمبر 2001 سيكون هذا الوضع على نحو ما مفجرا لحركة سيبرز فيها البيكتروس طليعة قائدة ومتبوعة وليس معزولة كما من قبل.

ولدت حركة البيكتروس في اقليم Jujuy في اقصى شمال غرب الارجنتين. كانت المرحلة البيرونية قد خلقت فيه ازدهارا نسبيا من 1946 الى 1955 مع تطور زراعة صناعية (التبغ والسكر) واقامة صناعة صلب في المناجم المحلية (AcerosZapla )، وكان اغلب تلك الصناعات منشآت مؤممة. وفي سنوات 1980 ادت الخصخصة وانخفاض التعريفات الجمركية، باسم التبادل الحر، الى تدمير تلك الصناعات. وبيعت Aceros Zapla لتروست أمريكي قلص عدد العاملين من 5000 الى 700 لاجل التكرس لصناعة جد متخصصة. استشرت البطالة في اقليم من 600 الف ساكن وتفاقمت في المرحلة الاخيرة مرتفعة من 35% عام 1991 الى 55 % عام 1999 . واستنفذت المنظمات المحلية للدفاع عن المعطلين الطرق القانونية والسلمية لمحاولة وقف هذا الوضع والحصول على اعانات. عندها ، وبعد ان اعيتهم الحيلة، خطرت عليهم يوم 7 ماي 1997 فكرة سد القنطرة المتحكمة بالمواصلات مع بوليفيا القريبة. وأصبحوا قدوة وبشكل عفوي في اربعة ايام امتدت حركتهم الى الاقليم برمته. وارسلت الحكومة الجنود يوم 20 ماي لإعادة استتباب النظام: نتج عن ذلك قتيلان ومئات الجرحى. وخلقت الحكومة 500 12 فرصة عمل وحصل العاطلون على مساعدات. لقد أُعطي المثال وامتدت الحركة شيئا فشيئا الى كل المناطق التي تشهد تراجعا مريعا للصناعة لا سيما في قرطبة وروزاريو ونوكين وبيونس ايرس، و خلقت منظمات مستقلة انتهى بها الأمر الى التنسيق، وهكذا ولدت حركة البيكتروس مع تركيبها الطبقي غير الملتبس وجذريتها. وكانوا يتحددون بغياب أي تراتبية. فكل القرارات صادرة عن التجمعات العامة وكل شيء يقرر بشكل مشترك. ويبدو ان مناطق اخرى تنسب الى نفسها ميلاد الحركة البيكتروس مثل سنطرال كو وهي موقع بترولي في الجنوب، كانت عمليات الخصخصة قد ادت به الى وضع تحتم فيه سد الطريق الرئيسية المؤدية الى جنوب البلد. يمكن في الواقع اعتبار ان الحركة ولدت بمختلف نقاط البلد انطلاقا من نفس الاسباب وفي اوضاع متماثلة. وتشهد سنة 2000 على الاهمية التي اكتستها هذه الحركة: توسع الحواجز على الطرقات التي اضحت جماهيرية. كان حاجز LaMatanza في اقليم بيونس ايرس (2 مليون ساكن في هذه المقاطعة التي كانت صناعية) او حاجز اخر في La Plata قد جمعا عدة الاف من البيكتروس، ولم يرفع الحاجزين سوى بعد 10 ايام. في البداية كانت المطالب مباشرة و ملموسة جدا: اطلاق سراح المناضلين المعتقلين، سحب قوات البوليس، توزيع الاغذية، خلق فرص عمل، تعويض عن البطالة، اصلاح الطرق، تحمل تكاليف الصحة،الخ. وتبلورت استراتيجية علىالنحو التالي: بعد اختيار نقطة اقامة الحاجز من طرف البيكتروس المحليين تتم اتصالات في المنطقة المحيطة وتعقد تجمعات عامة في اماكن الحاجز, وُتؤمن خيام ومطاعم المداومة، واذا تدخل البوليس يتضاعف عدد المحتلين للطريق بتعبئة فورية. واحيانا تتطور الامور الى ابعد من ذلك. ففي مدينة Oeneral Mosconi في اقليم Salta، شمال غرب البلد، اقام البيكتروس 300 مشروع لاقتصاد مواز ما زال بعضها مشتغلا حاليا. لكن تسارع النزول الاقتصادي الى الجحيم وتعاظم المصاعب يؤديان الى اتساع للحركة في اتجاهين. احدهما هيكلي: في سبتمبر شارك في تجمع عام لمنطقة بيونس ايرس 2000 مندوب، وفي 3 دسمبر 2000 دعا بيكتروس Tartagal الى تجمعات محلية ثم الى تجمع وطني مؤقت. ومن جهة اخرى تتغير الاهداف: لم تعد المطالب توجه الى سلطة لم تعد تريد منح أي شيء بل يقوم المعطلون باخذ ما يحتاجون، يقومون بـ"الاسترجاع": لا تحجز الشاحنات في حواجز الطرقات بل توزع حمولتها، وكذلك شأن المستودعات، والاسواق الكبيرة ويؤدي الغضب الى مهاجمة البنايات العمومية. ويوم 17 يونيو 2000 تعرضت هيجانات شعبية بمدينة Oeneral Mosconi الى قمع عنيف، سقط بسببه قتيلان واكثر من 40 جريح. مما ادى الى حركة احتجاج في كافة الارجنتين مع اكثر من 300 حاجز على الطرق. انه على نحو ما تمرين عام لما سينفجر على نطاق اكبر في دسمبر 2001. لكن حتى ذلك الحين، لم تتجاوز التحركات النضالية، حتى في عنفها، اطار حركة مطلبية بالتفاوض مع السلطات.

ومع ذلك تسلل منهجيا الى سياسة البيكتروس عنصر جديد: يتواجه في حواجز الطرق وجها لوجه المعطلون المصممون والبوليس الذي تستعمله السلطة للاحتواء(التطويق) اكثر مما للقمع( مع ذلك سقط اكثر من 6 قتلى في الفترة الاخيرة في المشاجرات مع البوليس على حواجز الطرق). تكتسي الطريقة المستعملة كل خصائص تحرك نضالي عمالي، ويتمثل التكتيك البديهي في شل الاقتصاد بسد وسائل النقل، واساسا تداول البضائع. ويتوقف رفع حواجز الطرق على المفاوضات حول المطالب الانية، التي تكاد دوما تكون مساعدات إنجاد نقدية او عينية. ليس هذا بالجديد ولا ينطوي على ما هو " ثوري". لكن الجديد، وما يمثل على نحو ما ذلك التحدي الذي سينفجر لاحقا للطبقة السياسية ولكل تمثيل، هو رفض كل تفويض، أي ارسال بعض العناصر ( حذر من الناطقين الرسميين السياسيين و/أو النقابيين الذي نجحوا في التسلل الى الحركة). انها طراز من الديمقراطية المباشرة: يجب على ممثلي السلطة ان ياتوا الى عين المكان ليناقشوا مع مجموع المشاركين، ويجب بلوغ اتفاق لرفع الحاجز (لا نعلم ان كان واجبا المصادقة على هذا الاتفاق بالاجماع او بالاغلبية)

هكذا قبل التجمعات التي ستظهر في احياء الطبقات الوسطى بعد 19 دسمبر 2001 ، كانت ممارسة التجمعات المحلية وتوحيدها على صعيد وطني قائمة وكذا محاولات الاحتواء. وتظهر خصائص اخرى حسب الاوضاع الناتجة عن النضال من اجل السكن ومن اجل الارض. يبدو ان "المحليين" نظموا استرجاع الاراضي ( من اجل البناء او من اجل الزراعة، لا ندري) واقاموا مساكن مرتجلة وقاموا بـ"استرجاع" وتوزيع الكهرباء وماء الشرب. وبنوا قنوات الصرف الصحي أي سيرورة تنظيم ذاتي كاملة من اجل البقاء على قيد الحياة. وكما هو شأن شبكات المقايضة التي تتعرض في توسعها الى محاولات دمج لجعلها توابع لتسيير الخصاص في نظام حافظ على كل قدراته على الاستغلال و الإضرار، اصبح البيكتروس، المخيفين اولا بأصلهم الاجتماعي، مرعبين اكثر بفعل هيكلتهم وتوسعهم وتجذرهم. وليست الادارات الاقليمية، بل النقابات والاحزاب السياسية، لاسيما البيرونية، هي من يحاول الاضطلاع بذلك الادماج ( والمجموعات اليساروية ايضا لكن وزنها ضعيف جدا). ويبدو انه لم يكن لتلك المحاولات مفعول التأطير والحرف المأمول، رغم انه غير مستبعد، حسب شهادات مختلفة، ان تكون جماعات بريونية مختلفة سياسية و/أو نقابية حاولت التلاعب بنضال البيكتروس في المظاهرات التي ادت الى سقوط متوال لرؤساء البلد. ما يبدو مؤكدا في كل محاولات الاحتواء هذه هو وجود قاعدة نشيطة، ستدفع بحافز من ضرورات البقاء على قيد الحياة وتعمل نحو حلول جذرية اكثر ستتدفق يومي 19 و20 ديسمبر 2001 . انعقد في سبتمبر 2001 لقاءان وطنيان وانشات لجنة تنسيق لعمل المعطلين في المدن والاقاليم. هنا ايضا يصعب الجزم بصدد دور الاحزاب والنقابات في محاولة الهيكلة هذه لحركة ظلت فعلا حتى تلك اللحظة مشذرة ومحلية، والتي يمكن لتنظيمها على نطاق اخر ان يعزز الفعالية مع تشجيع مسافة بين القاعدة النشيطة وتدخل مختلف محاولات التلاعب بالحركة. على هذا النحو يميز البعض 3 اتجاهات تحاول استثمار هذه الحركة لصالحها: نقابة مركزية العمال الارجنتينيين (CTA) التي تتحارب مع الجبهة الوطنية ضد الفقر (Frenapo ) والتيار الطبقي الكفاحي CCC حيث يوجد تاثير PCR(ml) وهي منظمة ماوية تدعو الى الوحدة الشعبية، أي نوع من الجبهة متعددة الطبقات، وتنسيق Anibal Veron وهو تجمع لحركات مختلفة يبدي مواقف جذرية اكثر. ثمة من اشار الى ان العامل المنظم للمعطلين بالارجنتين كان وما يزال هو المجاعة. وذلك ما سيحدد، دون خطة مسبقة، الموجة المتدفقة في ديسمبر. ونبرز في مكان أخر من هذا الكراس كيف تجذرت الحركة اكثر مع اتساع الازمة واستحالة ايجاد حل فوري لابسط الحاجات، سواء بالاساليب المعهودة او بعجز السلطات عن تقديم أي شيء في المفاوضات. وسيجرى تعميم "الاسترجاع" والتزود من الركام ، حيثما يوجد ما هو ضروري، منطلقا من الاقاليم الاكثر تضررا بالبؤس وصولا الى المراكز الحضرية ونحو العاصمة بيونس ايرس. وحوالي 3 ديسمبر ستفلت الحركة، التي بدأت كرقابة على الاسترجاع، من ايدي المبادرين اليها. وسيصبح البكتروس، بفعل توسع منفلت لممارسة لا قانوينة لكن متعذر قمعها- السرقة لاجل البقاء على قيد الحياة- والتي يمكن قياس مضاعفاتها الايديولوجية، ليس فقط مبادرين بل ايضا طليعة حركة جماهيرية. وسيعبر هذا الواقع عن نفسه في المظاهرات التي بلغت مستوى اقتحام بنايات السلطة السياسية، وحتى القطيعة مع الطبقة السياسية، وحتى مع كل أعوان نظام وّلد بؤسهم. وسيترتب عن ذلك تحالف فعلي بين المعطلين وباقي العمال ومع مختلف العناصر المسماة عادة " الطبقة الوسطى" ذات المعالم غير المحددة لكنها متضررة بالاجراءات الاقتصادية الاخيرة بعد انزلاق بطيء، على مر السنين، نحو البلترة والتهشيش. سنطور ما يبدو انه اختزال شكلي لهذا التحالف الفعلي في تجمعات الاحياء وتوحيدها، والتي سنجد فيها(دون قدرة على تدقيق عدد ونوع المشاركين ولا اصل المبادرين بسبب نقص المعلومات) اعضاء مختلف الشرائح الاجتماعية. لا شك انه سبق للبيكتروس ان ابدوا تضامنا مع عمال المنشآت المضربة، كما فعلوا مثلا مع مصنع خزف في نوكين Neuquén حيث كان تدخلهم حاسما، كما ساندوا بثقل لا يستهان به ايام اضراب قررتها النقابات. تتمثل احدى دلائل اهمية هذه الحركة في ثقل الضريبة المؤداة بعد مظاهرات 19 و20 ديسمبر: كان الهدف الجلي لايقاع اكثر من 35 قتيل ومئات الجرحى و2000 معتقل هو اضعاف الحركة باستهداف عناصرها الاكثر جذرية أي اجمالا البيكتروس. ان التهديدات التي يطلقها الرؤساء مرارا في فترات حكمهم الوجيزة وكذا الرئيس الاخير ليست بلا ترو. بل شهدنا حتى تنظيم تنسيقات بين تجمعات الاحياء لفرق نظام في المظاهرات دون القدرة على تدقيق ما ان كان ذلك اجراء احتياطيا حكيما لتفادي حمام دم وعد به الرئيس دوهالدي او تأطيرا للبقاء في حدود شرعية مطعون فيها من جهة اخرى. جلي ان القمع الشرس غير جذريا مجال عمل الحركة وطبيعتها.(...) لكن يبدو ان هذا القمع الشديد منح نضالات البيكتروس توجيها مغايرا، ربما مؤقتا، لتدخلهم، ان لم يكن وقفا له. ومن جهة اخرى، ورغم ان تعتيما اعلاميا يلغي كل ما قد يبقى من تلك التحركات غير القانونية لـ20 ديسمبر والاسابيع السابقة، يبدو شبه أكيد انه لم يتوقف مع ذلك. لكن من جهة يقوم عنصر المفاجأة بدور اقل بقدر ما تتخذ الاهداف احتياطاتها ضد هجمات محتملة. يشهد على ذلك عراك بالسوق المركزي ببيونس ايريس يوم 14 يناير حيث اصطدم البيكتروس الذين جاؤوا للمطالبة بـ"تسليم بضائع" بفرق حراسة مهيأة جيدا حسب البعض وبعمال السوق حسب آخرين. ويوم 15 ينايرفي Jujuy تطورت حركة من جديد ليس تحت لواء البيكتروس بل "حركة صراع طبقي". وفي ضاحية بيونس ايرس، في مارس، وقعت حافلة تحمل ماشية في حادثة سير: قام سكان الحي بذبح الماشية و"استرجاع" ما استطاعوا من لحوم. وبما أن الوضع يبدو، بعد جمود في انتظار "الحلول"، متسارعا فجأة مع سقوط اقتصادي جديد، فمن الصعب توقع ما سيأتي، حتى لو أمكن قيام مظاهرات جذرية جديدة، مع توجهات متباينة تأخذ بالحسبان تجربة الشهور الاخيرة. وقد حلل تعليق على الوضع بالارجنتين 3 امكانات لتطور هذا الوضع:

الانتفاضة البسيطة لقاعدة معرضة للتجويع في بلد طافح بالثروات الغذائية. - بروز نوع من القيادة في شكل غير دقيق من مناهضة الراسمالية وهجوم ضد النظام السياسي
بروز منظورات ثورية . وجلي جدا أن هكذا ترسيمة تصرف النظر عن التلاعبات السياسية التي تظل دوما واردة، لكن بوجه خاص عن القمع على صعيد وطني و /أو دولي ، الذي سيحاول بكل الوسائل منع الحركات الحالية من تهديد النظام الرأسمالي .


ترجمة جريدة المناضل-ة
www.al-mounadhil-a.info :الموقع الالكتروني
--------------------------------------------------------------------------------

Ce texte a été transmis par le groupe TGV Nantes (Train Gratuits Vite). On peut joindre ce groupe à l’adrese suivante : TGV, C/O Belami17, 17 Rue Paul Bellamy, 44000 Nantes

نونبر 2004
المناضل-ة عدد: 2



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء العالم الثالث في ظل العولمة ، نتائج متناقضة


المزيد.....




- 4th World Working Youth Congress
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر ...
- بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
- النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...
- واشنطن توسع عقوباتها ضد البنوك الروسية و العاملين في القطاع ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - البيكتروس : حركة معطلين كفاحية وجذرية بالأرجنتين