أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الخالق والمخلوق















المزيد.....

الخالق والمخلوق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعترف اعترافا ضمنياً أنني وحدي لا أستطيع أن أواجه هذا الكون وهذه الحياة المفترسة فأنا بحاجة لأن أتقرب من الخالق وبحاجة لمساعدته لأنني وحدي قد ألحقت الضرر بنفسي وبأهل بيتي وأنا مسئول أمام الخالق وأمام نفسي عن ضياعي وعن ضياع الآخرين الذين تحملوا وزر أعمالي وأفعالي,أنا إنسان ضعيف لا أستطيع أن أمشي وحدي ولا أستطيع أن أأكل وأن أشرب وحدي,كانت أمي وأنا طفل صغير تطعمني بيديها وأنا حتى اليوم بحاجة ليد أمي وليد الخالق,ضَعِفَ الطالبُ والمطلوب.

من يوم ترك الإنسان علاقته مع خالقه واتجه إلى تعميق شكل علاقة أخرى مع الإنسان كبديلٍ عن العلاقة مع الله ظن بذلك نفسه بأنه سيحقق العدالة المطلقة لنفسه وللآخرين ولكن للأسف أضاع هذا الإنسان حقوقه المدنية وأحواله الشخصية,وترك الإنسان العلاقة الروحية مع المؤسسات الدينية القديمة واتجه إلى مؤسسات المجتمع المدنية وبدل أن يُخلص من كل قلبه لتلك المؤسسات بدأ هذا الإنسان بخيانة تلك المؤسسات كما يقوم بعض المتدينين من الناس بخيانة مؤسساتهم الدينية مثل المساجد والكنائس والهياكل الدينية والحُسينيات الشيعية,لقد أضاع الإنسان المعابد الدينية ومن ثم أضاع المؤسسات المدنية الحقوقية وأضاع هذا الإنسان نفسه مرة أخرى كما يقولون في الأمثال العامية(لا طال عنب الشام أو عنب بيروت) أو كما يقال..,ومعظم أولئك اعتقدوا أنه لا يوجد لا حساب ولا عذاب ولا توجد حياة أخرى يحيا بها الإنسان بعد مماته,وبالتالي كانت النتائج سلبية على حقوق الإنسان وبالتالي نحن مطالبون في هذا الوقت بالذات لنتصالح مع الخالق طالبين منه مسامحتنا على قدر ما فرطنا في حقوق الناس الموكلون بها.

فأيهما يجب أن نهتم به أكثر؟,الخالق أم المخلوق؟وأيهما يجب علينا أن نعيد الصداقة معه الخالق أم المخلوق؟نحن باعتقادي يجب أن نرجع إلى الخالق لأننا لوحدنا لا نستطيع أن نحمل هذا الحمل على أكتافنا فهو حمل ثقيل لا يستطيع أن يحمله عنا إلا الخالق الذي خلقنا,إننا نحن ونحن بالغون سن الرشد أصبحنا مثل الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون الذهاب لوحدهم إلى الأسواق إلا إذا استعانوا بالآباء وبالإخوان وبالأصدقاء أو بأولياء الأمور بشكلٍ عام ,فنحن كبشر لوحدنا ضعاف ولا نستطيع أن ننفرد لوحدنا كما تنفرد بعض الحيوانات التي تصطاد بشكل فردي,نحن بحاجة إلى الله وبحاجة إلى الرب وبحاجة إلى يهوى وإلى الخالق مهما كان اسمه على اختلاف مسمياته عند مختلف الشعوب,ونحن بحاجة إلى دليل لكي لا نضل عن الطريق ونحن بحاجة ماسة لمن يرشدنا فلوحدنا,وأيهما يجب أن نوليه اهتمامنا ونعطيه كثيرا من وقتنا أكثر الخالق أم المخلوق؟ لقد اهتممنا بأنفسنا كثيرا وفي نزواتنا وبالتالي ظلمنا أنفسنا وظلمنا غيرنا والفقراء تزداد أعدادهم والمشردون تزداد أعدادهم والجرائم تنتشر بكل أشكالها وألوانها ويجب علينا أن نتوقف عن إراقة الدماء وإراقة حقوق الناس المدنية,فالذين يقتلون غيرهم من البشر لديهم علاقة مشوهة مع الله والذين يرفضون مساعدة غيرهم من الناس لديهم أيضا علاقة مشوهة مع الله فيظن الأغلبية منهم بأن الله يعذب بعض الناس ويفقرهم على مزاجه الشخصي ولا يدرون بأن عليهم أن يتحملوا جزءً من تلك النفقات.

و كل الناس تهتم بالحديث عن المخلوق ولا تهتم بالحديث عن الخالق الذي خلقنا,في كل الأديان اليهودية والمسيحية والإسلامية,إننا نهتم بأنفسنا زيادة عن اللزوم اعتقادا منّا بأننا على الطريق الصحيح غير أن نتائج الأبحاث العلمية تقول غير ذلك فنحن بدل أن نتقدم للأمام نتراجع إلى الخلف,وهنالك كثيرٌ من البشر الذين يحتاجون للعودة إلى الخالق لأنهم بدون الخالق لا يستطيعون تدبير شئون أنفسهم ولا يحسنون عمل الخير إلا إذا كان وراءهم خالقٌ يدفعهم بقوة إلى مساعدة الآخرين,وهنالك مصيبة أعظم من كل تلك المصائب وهي أن الذين لديهم علاقة حميمة مع الله هم أيضا لا يعملون أعمال الخير وهم مؤمنون بالحساب فهذا وكيف وهم ضعاف الإيمان!ماذا نرتجي منهم أن يقدموه لأبناء جنسهم؟,والذي علاقته مع أخيه الإنسان ضعيفة وسيئة فكيف ننتظر من هذا الإنسان أن يرفق بالحيوان إذا كان أصلا غير مرفق بأخيه الإنسان,فهؤلاء مع إيمانهم القوي بالله أو مع ادعائهم بأن علاقتهم مع الخالق قوية نجد علاقتهم مع الناس ومع الأعمال الخيرية ضعيفة جدا فهذا هو شأنهم وهم مؤمنون ودعونا نتخيل مقدار السعادة التي سيعطونها للناس وهم ضعاف الإيمان, فهؤلاء الأولى بهم أن يطوروا ويعمقوا علاقتهم مع الله فنهتم نحن وهم بطبيعة ملابسنا وبطبيعة ما نأكله وما نشربه ولا نهتم بالخالق أبداً,هذا الخالق يجب أن نعطيه وقتاً أكثر مما نعطيه لأنفسنا,حتى في المناسبات التي يموتُ فيها أقربائنا نجلس في بيوت العزاء ونتحدث فيها عن أنفسنا وعن علاقتنا بغيرناونهتم بالمصالح المادية مثل المال والأعمال ولا نهتم ولا نتحدث عن الخالق وعن طبيعة الحياة الروحية التي تجعلنا في علاقة متينة مع الرب أو الله أو يهوى,يجب أن نعطي لله من وقتنا بعضا من أوقاتنا الثمينة لتتعمق صلتنا في الخالق مهما كان اسمه ومهما اختلفت أدياننا فالأديان كلها مهما كان اسمها هي في الأصل تتحدث عن مخلوق واحد هو الإنسان وعن خالق واحد هو الله, ولو تعمقنا قليلا في شكل العلاقة الروحية بين الخالق والمخلوق لارتحنا على الأقل من صخب الدنيا ووجع الرأس الذي تسببه لنا مشاكلنا مع أنفسنا سواء أكانت تلك المشاكل مادية أم على شكل أزمات نفسية,وأن نتفكر فيما يريده منا الخالق وهو خدمة الإنسان.

مما يؤلمني أن كثيرا من الناس انتقلوا إلى الحياة المادية وأهملوا طبيعة الحياة الروحية وتركوا الحديث عن الخالق واهتموا بالحديث عن المخلوق دون أن يعطي لهذا المخلوق حقه رغم أنهم يتحدثون عن المخلوق كثيرا ولكن بدون أي جدوى على الإطلاق,حتى الملاحدة والعلمانيين كنا سنظن بأنهم إذا أهملوا الحديث عن الخالق واهتموا بالحديث عن المخلوق سيعطوننا كثيرا من الخير,ولكن للأسف فقد ضاع الإنسان وضاعت أعمال الخير حين انتقلت الإنسان بعلاقته مع الله من الحياة الروحية إلى الحياة المادية,وبالتالي بدل أن تتقدم حقوق الإنسان تراجعت للوراء كثيرا بسبب إهمالنا للدين سواء أكان هذا الدين إسلاميا أم مسيحيا أم يهوديا,وللأسف الشديد ضاعت حقوق الإنسان حين أهمل الإنسان علاقته مع الله أي حين أهمل علاقته مع الخالق واتجه بتصويب أنظاره إلى المخلوق وحقوقه المدنية وبدل أن نتقدم في مجال حقوق الإنسان تراجعت حقوق الإنسان إلى الوراء بسبب معتقدات جديدة تعتقد أنه لا يوجد لهذا الكون أي خالقٍ له وبالتالي أهمل الإنسان اهتمامه بأخيه الإنسان لدرجة عدم الإحساس بجوع الآخرين وحرمانهم من أبسط وسائل الرفاهية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلتي وحلم حياتي
- البدانة هي العدو الدائم
- عيد ميلاد بتول الأول
- نحن أغبياء جدا
- الولد الشقي
- حديث نبوي شغل اهتمامي
- رغيف الخبز
- فلسطين عربية
- اعمل خيرا شراً تلقى
- الفساد والاستبداد طريقة حكم
- أول 60-70-سنة من حياة الانسان
- بقرة اليهود وكثرة الجدل
- يا رضا الله ورضا الوالدين
- مقال (لمن لديه جواب)
- هذا الزمن ليس زمني
- الرزق على الله2
- المشاريع المشبوهة1
- الله أفضل من الجميع
- على هامش الزواج والطلاق
- التوبة إلى الله2


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الخالق والمخلوق