أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - ضرب بالنعال














المزيد.....


ضرب بالنعال


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيرة الاستبداد واحدة لا تتبدل , فكما كان يُحظر على المصريين أيام الحكم المملوكي امتلاك السلاح أو ركوب الخيل , فركبوا الحمير ولم يكن سلاحهم غير العصي والنبابيت بقصد تجريدهم من أي قوة يقاتلون بها ظالميهم , كذلك أفتي فقهاء السلطان بأن الاقتتال حرام بكل أنواعه , غير ما يكون مع السلطان في غزواته الاستعمارية إذ أوهموا الناس أن ذلك هو الجهاد المقدس والمقتول فيه شهيد والفار منه من أهل السعير, ونسبوا حديثا إلى النبي مفاده: " إذا تقاتل المسلمان فالقاتل والمقتول في النار, فسأل سائل : ذلك أمر القاتل فما ذنب المقتول , قيل إنه كان ينوي قتل صاحبه! وهذا تحريم مطلق للاقتتال بدون ذكر أي تفاصيل عن أسبابه - مع أن القتال دفاعا عن المال والنفس والعرض مشروع , بل وصريعه شهيد في الجنة . وغاية الحديث تخذيل الناس عن أي قتال وخصوصا الخروج على السلطان الظالم . والحديث المنسوب إلى النبي واضح البطلان إذ يتعارض مباشرة مع الآية :" وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " .
فليس من المستغرب أن تقتتل طائفتان من المؤمنين- ولا تزايلهما صفة الإيمان "المؤمنين" - وأوجب الله الإصلاح بينهما , بل وقتال الباغية منهما . وانظر, فالله يأمر المؤمن بقتال المؤمن انتصارا للحق والعدل , ولم يقل الله أن القاتل والمقتول في النار, بل الفقيه العميل هو من يقول ذلك , ولم يَخفَ عليه أنه في مأزق من وضوح الآية , فسارع باختلاق تفسير هزيل فضحه أكثر مما ستره , قال الفقيه في سبب نزول الآية :" إن النبي ركب حماره وانطلق إلى عبد الله بن أُبي - كبير منافقي يثرب - الذي قال للنبي : إليك عني فقد آذاني نتن حمارك , فانتصر للنبي أنصاري وواحد من قوم ابن أُبي , فكان بينهما ضرب بالنعال والجريد , فنزلت فيهما الآية: " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا " , وكأن السماء تكترث لرجلين تضاربا بالنعال فينزل جبريل بالوحي إلى النبي بهذا الأمر الجلل !
والقتال الذي تقصده الآية ليس مجرد ضرب بالنعال فالضرب بها لا يقتل ولا يوصف التضارب بها بأنه قتال , ولم يكن بين طائفتين مؤمنتين , فقد كان ابن أُبي ونصيره منافقيْن . وهذه الآية الكريمة تدين كل من اتخذ مواقف حيادية في صراعات المؤمنين كمواقع الجمل وصفين مثلا, فقد دأب فقيه السلطان يمجد ويثني على من اتخذوا جانب الحياد في هذه الحروب .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون
- أعلاج السرطان بأقراص الأسبرين؟
- استخدام البنادق في الحرب حرام ,لأن أسلافنا المسلمين كانوا يح ...
- كلب السيدة الأولى له جارية تخدمه
- يدين الشرقيون جميعابالعبودية لمن يحكمهم ,فهو الحر الوحيد
- تراثنا : تراث العبيد
- الله لن يحاسب الحاكم الظالم
- زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه
- هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد
- إجلال العقل هو معيار تقدم الأمم
- أم الامبراطور نيرون : ادفعوا سيوفكم في رحمي !
- المعارضة السياسية مخالفة دينية-أو شَعرة معاوية
- المستبدون كظباء مكة صيدهن حرام


المزيد.....




- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - ضرب بالنعال