أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد الرنتيسي - حراك الهوية الاردنية














المزيد.....

حراك الهوية الاردنية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 22:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لايختلف الحراك الاردني ، عن بعض حراكات المنطقة ، بهدوئه النسبي , واقتصار مطالبه على الاصلاح ، وتجنبه المطالبة بالتغيير ، فهناك اوجه شبه ، بينه وبين بقية الحراكات ، في بلدان تحكمها نظم ملكية ، لكنه يكاد ينفرد بحرص بعض منظريه على ربط الاصلاح بهوية الدولة .
الحديث عن قانون انتخابات جديد ، يضمن عدالة التمثيل السكاني ، في مجلس النواب ، يستحضر في العادة مخاوف بعض مكونات المجتمع الاردني من التوطين والوطن البديل ، وقلق مكونات اخرى على مواطنتهم ، التي باتت عرضة للتشكيك.
غالبا ما يقود ذلك الى سجالات ، حول هوية الدولة الاردنية ، المهددة بفعل الاصلاح ، المتمثل جزء منه ، في ادخال تغييرات ، على نسب تمثيل اصول ومنابت ممثلي الشعب في مجلس النواب ، الا ان طرفي السجال ، لم يستطيعا بعد ، تحديد معالم واضحة للهوية ، التي يتحدثان عنها.
ففي معظم الاحيان يتعاملان مع هذه الهوية باعتبارها جامدة دون مراعاة للتحولات التي طرأت عليها خلال العقود الماضية .
يغيب عن طرفي السجال مثلا ان هوية الاردن السياسية قبل وصول الملك المؤسس عبدالله الاول واعلان الامارة لم تكن ذات الهوية بعد الاعلان .
فقد كان من شأن مشروع الملك المؤسس المتعلق بسوريا ان يغير شكل المنطقة لو لم يصطدم بصراعات المحاور الكونية وانعكاساتها في ذلك الحين ، قوة دفع ذلك المشروع انعكست على الهوية السياسية للمملكة مع بداية تاسيسها ، حيث طغى البعد العروبي على القطري ، مما اضاف جديدا لارث الاردنيين السياسي القائم على الانفتاح ، ووحدة الضفتين الشرقية والغربية لنهر الاردن كانت في حينها شكلا جديدا من اشكال تحولات الهوية السياسية للكيان الاردني ، وانفتاحها على المحيط.
الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية ، لم يدخل متغيرات تذكر ، على هوية الاردن السياسية ، فقد هاجر سكان الضفة المحتلة من المملكة ، الى الضفة غير المحتلة وحملوا معهم صفة النزوح ، وبقيت المتغيرات التي اعقبت قرار فك الارتباط بين الضفتين سطحية ، ولم تصل الى الحد الذي يمكن وصفه بالتحولات على هوية الاردن السياسية .
التركيبة الديموغرافية ، التي تساهم في تحديد شكل هوية الاردن السياسية ، لم تخل ايضا من متغيرات ، بينها موجات الهجرة الناجمة عن حروب وصراعات بدء من القوقاز ، ومرورا ببادية الشام وانتهاء بالعراق .
قلق الهوية ، وجد مفردات اخرى ، في السجالات الدائرة حول التمثيل السكاني ، في برلمان اردن ما بعد الاصلاح ، مع استعارة مصطلح " المحاصصة " من الازمة السياسية العراقية ، والصاقه بحراك الشارع .
جاءت الاستعارة نتيجة لاخر تجليات استعصاء تسوية القضية الفلسطينية، وتجديد هذا الاستعصاء ، لمخاوف التوطين والوطن البديل ، التي تطفو على السطح ، سواء ظهرت بوادر انكفاء او تقدم في عملية السلام , فهناك ما يشبه القناعة ، بان الاردن سيدفع ثمن المرحلة المقبلة, من تفكيك القضية الفلسطينية .
المقصود بـ " محاصصة " الحراك اذن ، الاردنيين من اصول فلسطينية ، المتهمين بالانكفاء عن الفعاليات الاحتجاجية ، التي يشارك فيها اردنيون ، من اصول ومنابت اخرى ، لكن المصطلح الذي جاء بعد عام من الجدل البيزنطي ، والحوارات السفسطائية ، يسقط في اول محاولة لاستخدامه اداة توصيف ، رغم استسهال اطلاق الاوصاف في المراحل الغائمة ، ومن بينها مرحلة التسونامي العربي .
عزوف الاردني من اصول فلسطينية عن الحراك ، تهمة يتم استحضارها ، لاثبات وجهة نظر ما ، اكثر مما هي حقيقة يتم البناء عليها ، فهو موجود في قوى المعارضة ، باطيافها الاسلامية والقومية واليسارية ، واتهام الاردنيين من اصول فلسطينية بالقصور اوجد مناخات لمنطق مشابه بينهم لا يقل في تطرفه وحدته عن المنطق الاتهامي الذي انحصرت زاوية رؤيته في التوطين والوطن البديل ، فقد ظهرت بعض الاصوات ، المنادية للمشاركة في الاحتجاجات ، تحت يافطة المطالبة بالوصول الى دولة القانون ، التي تتيح للاردنيين من اصول فلسطينية ، الحصول على "الحقوق المنقوصة" .
استسهال التقاط لحظات معينة من تاريخ الاردن ، ومحاولة اسقاطها على الراهن والمستقبل ، دون اية اعتبارات ، لتفاعلات الديموغرافيا ، والتطورات الاقليمية ، التي كان لها دورها البارز ، في تحولات هوية الدولة ، وضع اطراف سجال الحراك والهوية في حالة اقرب الى الصدام.
لكن سقوط مبررات القلق ، على الهوية السياسية للمملكة ، لا يسقط في المقابل ، مشروعية طرح ازمة الهوية ، والاحتقانات الفئوية ، التي تتجلى بوضوح ، في اعمال الشغب ، التي تلي هتافات جمهور كرة القدم ، والمشاجرات التي تحدث في الجامعات ، بين الحين والاخر ، دون اسباب مقنعة .
ويمكن اعادة مثل هذه الازمات ، الى ارتداد المجتمعات لتكويناتها الاولية ، لدى تراجع دور الدولة ، وظهور تحديات كبرى ، على الصعد الاقتصادية والمعيشية والسياسية ، وغياب حياة حزبية حقيقية ، وانكفاء السعي الى تحقيق انجازات في حسم القضايا المفصلية.



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران والاخوان المسلمين .... سقوط فرضية التقارب
- العراق القضية
- أولويات اليسار تتصدر الأجندة الأردنية
- مدرسة الولي الفقيه
- محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي
- يفعلها المالكي ....
- استشعار اردني للخطر الاسرائيلي
- لعبة المفروض والمرفوض
- المالكي وخطابه المترنح
- اسفار الرضوخ والمغامرة
- توحش الملالي
- ظلال الولي الفقيه
- العراق وهويته السياسية
- الربيع العربي والجموح الايراني
- جلادون وضحايا
- تجريف اعلامي ام اختطاف راي عام ؟
- وقت الملالي الضائع وزمن الثورات المدنية
- العراق على سكة التغيير
- رياح ميدان التحرير وعمائم ملالي ايران
- تهديد الياسري والتطويع الذهني


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد الرنتيسي - حراك الهوية الاردنية