|
مكافئة نهاية خدمة فرق الموت بالمغرب: بالكريمات و الامتيازات
ياسير بلهيبة
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 17:41
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
قرأت لكم كتابا :
شهادة الاميتيازات على لسان احمد البخاري
بمجرد نشر لائحة 4000 مستفيد طفا على السطح ملف قتلة الشهيد بنبركة ..إن سياق نشر اللائحة ، وما رافقه من زخم في ردود الفعل ، يقتضي استثمار ماهيته السياسية في إفادة جيل جديد سمع عن الجلادين ولم يقرأ عنهم أو لهم ... خصوصا بعد ان شرع في التصالح مع ذات الاحتجاج و رفض الأمر الواقع ، ان حقه علينا وعلى غيرنا في ان يعرف تاريخ الهبات و التهنئات و الترقيات التي كانت تؤسس لمجتمع المخزن ، طيلة عقود من التدبير الدموي لملفات الحريات ، حق تاريخي وأي متساهل في عدم تسليط الضوء متى وكيفما أمكن ، يكون شريكا في الاستفادة من هاته الهبات و الامتيازات من باب غض النظر عن الحقائق ...سنحاول في هذه القراءة على غير العادة، أن نسبح بأعين احد الجلادين و المشاركين في رصد مرحلة دقيقة ، بغض النظر عن خلفيات الكتابة و الوثيقة و الشهادة... إنها نظارة " احمد البخاري " في شهادته المكتوبة في كتاب :" الأجهزة السرية في المغرب : الاختطافات و الاغتيالات " ترجمة حسن اللحية ، التي ترصد تاريخ التطور الداخلي لمجتمع السلطة و الجريمة و النفوذ ...لنعد إلى التاريخ الحافل بجرائم من وكوفئوا ...ودائما بلسان المخزن وشهادة احد أهم المساهمين -1- في تأسيس جهاز الاستخبارات بعد الاستقلال الممنوح: في شهادة البخاري عن فرقة الموت التي كوفئت بالكرمات: بعد مرور 35 سنة، على اغتيال شهيد حركة التحرر الوطني وأنصار الثورة العالمية " المهدي بنبركة " هاهو احمد البخاري يجلس إلى جانب رئيسه السابق في الاستخبارات محمد العشعاشي ومحمد المسناوي و عبد القادر الصاكا ، ليتذكر ويستعرض بعض التطورات وحقائق الماضي ، وبعدها بحين يقرر احمد البخاري أن يكتب مذكراته وشهادته الصادمة ، لتحرر ويحرر جهازا من الطابوهات ولينير بعضا من الحقائق التي تفيد توثيق وتجميع الشهادات أكثر من التاريخ لجهاز ، وهو نفس القرار الذي كان سيقوم به سنة 1971 حينما كان ضيفا في باريس ، لكن الشروط العامة منعته فاجل الفكرة إلى تنضج ؟؟" قررت البوح الآن لأن الظروف اختلفت عن السابق كثيرا . "فالمغرب حاليا على وشك المصالحة مع تاريخه الحديث ، لقد شجعتني رياح الحرية على كتابة اعترافاتي – مذكراتي .".الخ-2- ، وهي نفس العلمية التي شجعت اليوم عبد العزيز الرباح، وزير النقل والتجهيز،في نشر غسيل تجربة مضت ، في انتظار نشر غسيل اغتيال عمر بنجلون و موناصير و اختفاء المانوزي ... و التأكد من المكافآت التي استفاد منها قتلتهم هم الآخرين .أيا كانت سيناريوهات وتكهنات إزهاق روح تجربة سوداء بقفازات بيضاء ، فإن معرفتنا لبعض الحقائق هو حق من حقوق هذا الشعب البريء. تأسيس جهاز القمع و التجسس و الاختفاء القسري : S.E.D.C.E إنها حروف تختصر اسم مصلحة التوثيق الخارجي ومحاربة التجسس الفرنسي في قلب الأمن الوطني المغربي،مطلع الستينات ، يمارس فيها التعذيب و الاغتصاب والابتزاز ، مصلحة كلفت بتفكيك و القضاء على جيش التحرير الوطني الذي دافع عن الاستقلال الكامل و الحقيقي للمغرب ، باشر الغزاوي تصفية المقاوم عباس المسعدي (احد قادة شمال الريف )وهو في طريقه للقاء بنبركة سنة 1956 : المسؤولون عن مباشرة العملية فرنسيون، يحررون تقارير نافدة موجهة مباشرة إلى رجل الأعمال "محمد الغزاوي " رئيس المخابرات السرية المغربية والأمن الوطني الذي لا يخضع لوزير الداخلية لكنه تحت السلطة المباشرة للقصر " لا يقيم فرقا بين جيوبه الخاصة وخزينة الدولة " -3 في شهر يوليوز 1960 عينه الملك محمد الخامس مديرا عاما للمكتب الشريف للفوسفاط ، ووضع على رأس الأمن الوطني الكولونيل محمد اوفقير ، الذي وضع على عاتقه القضاء على انتفاضات الريف و إعادة هيكلة الجهاز ، انتقلت العملية من مباشرة الفرنسيين إلى تولية خبراء أمريكيين من C.I.A، ويتعلق الأمر بالكولونيل سكوت وستيف مارتان اللذان وضعا خطة لتأهيل جهاز الاستخبارات المغربي ،حيث قسموا أنشطة المخابرات إلى 6 أقسام : - القسم 1 : مكافحة قلب النظام يترأسه العشعاشي ذي الأصول البورجوازية الصغيرة المحلية يعتحت إمرته 230 رجل امن. - القسم2 : مصلحة مكافحة التجسس يشغلها 10 رجل أمن و يرأسها الكوميسير علي بن تاهلا الذي فضل التقاعد المبكر غداة فضيحة الكوميسير ثابت سنة 1993. - القسم 3: خاص بالعمليات التقنية يتألف من 30 رجل يرأسهم الكوميسير عبد الحميد جسوس في سنة 1966 سيغادر العمل ليحل محله التونزي ميلود الذي ظهر اسمه مستفيدا من الكريمة - القسم4 : المصلحة الإدارية و المالية : تهتم بمشاكل الموظفين وتكوينهم يتقاسمها ثلاثة رؤساء :رشيد سكيرج ، أحمد الدليمي (ضابط سابق بالجيش الفرنسي وعميل ل SDECEما بين 1948-1956 في سنة 1963 سيعين رئيس مساعدا للكاب 1ومديرا عاما للأمن الوطني سنة 1964)، عبد الحق العشعاشي . - المصلحة الأمنية : مراقبة سكنيات الكاب 1 و النقط الثابتة و أمكنة الاعتقال الغير قانونية ترأسها بدر الدين بنونة ( ملحوظة مهمة أن أغلب الأسماء التي سلف ذكرها كانت تبلغ من العمر ما بين 24 إلى 28 سنة ) - مصلحة الشؤون العامة : مكلفة بالاتصالات خارج الكاب 1 مع وزارة الداخلية ومصالح الأمن الإقليمي ومع قسم الاستعلامات العامة في الرباط تقوم بالبحث و التحقيق وترسل تقاريرها إلى مصلحة مكافحة قلب النظام .: يشتغل فيها 10 رجال الأمن يترأسهم الكوميسير محمد بن عبد الله في الثمانينيات سيعين هدا الأخير مدير مساعد في D.S.T. رجال الكاب المكافئة لكل متقن لفنون التعذيب: في سنة 1967 بلغ رجال الكاب 1 أزيد من 900 رجل أمن مكلفون بمهام -*6- ، بالموازاة يستمر الاختطاف و التقتيل و الترهيب ، العائلات تحتج ، يكتفي وكيل الملك بإرسال ورقة صفراء إلى رجال الأمن الدائمي الإنكار بأسرارهم المهنية ، ثم توضع الشكاية في الأرشيف، أما التي يتوصل بها الديوان الملكي فإنها تبعث إلى وزير الداخلية ، في شكل ورقة بيضاء تحمل الرمز الذهبي للقصر ..."في وقت قصير صارت الكاب أحسن مصلحة استخبارات ،فمعظم قيادات الاتحاد المغربي للشغل تعاونت معه" وساعدت كل الفرق الأمنية بكل الوسائل الممكنة الاتحاد العام للشغالين على وضع رجال الكاب في كل موانئ المغرب .وفي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أصبح كل مكتب جهوي للحزب يحتوي على مخبرين أو أكثر ، وضعت أجهزة التنصت الهاتفية في أكثر من مكان ، أما الحزب الشيوعي الممنوع و السري فقد ظل علي يعتة مخبرا لطيفا مقتنعا بأنه يخدم مصلحة الدولة ومصلحة حزبه و الملكية .تحرك الفرق بدون عقاب .ولا تتردد في القيام باختطافات مفاجئة أمام الجميع .المساجين دائما معصوبي العيون ومربوطي الأرجل" كان يجر برجليه قيدا ثقيلا من حديد قديم الصنع يعرقل سيره ، توضع على فمه كمامة مصنوعة من جلد ، وهي تعود إلى السلطان مولاي اسماعيل الذي كان يضعها على فم المشاغبين كالمثقفين و الشعراء و الفلاسفة ..." فإن المرء لا يستطيع استنشاق الهواء لاختلاط روائح البراز و العراق و القيء "-7- يوجد على الدوام بدار المقري ما بين 200الى 300 معتقلا وفي زمن الانقلابات يصل الى 2000 معتقل ..وقد كان يحصل لهؤلاء الجلادين والحراس أن يغتصبوا المعارضين الشباب ..وفي حالة الوفاة توضع الجثث في أكياس سوداء وترمى في حفر جماعية أو فردية وبعضهم في المحيط الأطلسي ." - PF2: نقطة تعذيب جهنمية من اختيار العشعاشي و صاكا و الكرواني ، وضع فيها هيكل حوض كميائي لتذويب الجثث " المهدي بنبركة " - PF1توجد بمقر سكنى واسعة بحي السويسي بالرباط وهي إقامة تعود إلى الفرنسيين تحولت إلى فيلا صورت فيها شخصيات بارزة مع مرافقيهم - PF3: ضيعة فلاحية صغيرة ببو لقنادل تعود للمستعمر الفرنسي - PF4: نقطة مرور للمعتقلين ، يقبعون في قبو قصد التحقق من هوياتهم تتم تحت أنظار جميل الحسين رئيس الفرقة الأمنية بالبيضاء - PF5: ضيعتين بالغرب مساحتها 10 هكتارات والأخرى 8 هك ، اغتال الكاب صاحبها ، خصصت لغوايات اوفقير و للاحتجاز استعملت إلى حدود 1973 عبد الحق صاكا من مواليد القنيطرة سنة 1937 حاصل على شهادة الدروس الابتدائية ، ترأس فرقا أمنية سرية ، أجرى عمليات مست المقاومين وملاحقة " العناصر المخربة " الصندوق الأسود : اشرف عليه احمد الدليمي يتضمن 3صناديق سوداء تحتوي على أموال و ملفات سرية ، يجمع ماله من القوادة و دور الدعارة و مافيا العقارات والابتزاز والسرقة ...الخ وضع لتمول به مختلف العمليات السرية ، كما يتم من خلاله شراء الذمم ، عبر الإغراء : مال ، خمر ، جنس ، المخدرات ...بواسطة احد أخوة البخاري ، سيتم إسقاط المحامي الشهير المعطي بوعبيد " بدأ يصحب زملاؤه مرفقين بفتيات قاصرات ..تمكنا من استعراض المكتب السياسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ...حينما يكون اجتماع حزبي متوقعا يخبر عنه المعطي بوعبيد ويرسل تقريره بكل إخلاص ..بفضل هذه الشخصية سقط في الفخ مجموعة من أصدقائه الثقاة .. اغتيال واختطاف بنبركة : انطلاقا من 27 مارس 1965 قام فريق من 10 أشخاص وبرئاسة الكولونيل محمد العلوي المدغري بوضع أجهزة تصنت هاتفية ، لمتابعة أدق تحركات المهدي بنبركة ، أما الكوميسير ميلود التونزي (المعروف باسم الشتوكي ) توجه إلى سويسرا لمطاردته صحبة 20 رجل امن ..وفي الجزائر وضعت سيناريوهات عديدة للاختطاف و الاغتيال ، لكن انقلاب يونيو في الجزائر قلب المعطيات ، كان التونزي يسافر بجواز مزور يحمل اسم الشتوكي أو اسما آخر ، مهمته ترصد المهدي في الخارج أينما حل ، في حين يتتبع الصاكا و البخاري مستجدات العلميات ..يقال أن المهدي بعد الانقلاب بالجزائر أخد يعاني من ضائقة مالية ، فانجر إلى مصيدة قبول فيلم عن الاستعمار بالمغرب يقدم فيه استشارات بمبالغ مالية مهمة(100.000فرنك) ، وهو سيناريو حبكته الاستخبارات على يد العشعاشس ، يوم 26 أكتوبر سافر كل من العشعاشي و صاكا ومسناوي بجوازات مزورة إلى فرنسا ..تكلف التونزي بتوزيع الأغلفة المالية على فريق العمل السينمائي ، تكلف بتصوير عملية التعذيب من خلال علبة سجائر تتضمن كاميرا خفية ..دخل اوفقير على الخط ، عذب المهدي بنبركة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ...كان منظرا مرعبا ... ***** إنها قصة من قصص تسربت على يد احد جلادي العهد السابق ، تحت إكراه حسابات قد تكون جزء من مؤامرة عامة أو خاصة ، أو تصفية لحساب مع الجهاز الذي يرى البخاري أنه قد قدم له الكثير ولم يقدم له الآخر سوى الذاكرة السوداء ، لكن آيا كانت مسارات التكهنات و الحقيقة الناقصة ، أو المتلاعب بها فوق مياه التاريخ المعاصر للمغرب ، فإن حقيقة ثابتة ، هو أن النظام الحاكم بالمغرب ، عذب أبناء شعبه المخلصين بأسوأ أنواع التعذيب والسادية : محاولة لإتلاف الذاكرة و التنكر لها عبر ملف طي سنوات الرصاص ، و ديمقراطية واجهة لا تعكس حجم التضحيات ، و مكافئة وتستر على القتلة و المجرمين من أدواته ...ليظل النضال من اجل مغرب أخر يكافئ فيه المناضلين و المضحين و الصادقين ويحاكم فيه الجلادين والمتلاعبين بجوع الفقر وثروات شعبه ..قائما ومستمرا ...
الهامش: 1- احمد بخاري : الأجهزة السرية في المغرب الاختطافات و الاغتيالات ، ترجمة : حسن اللحية ، افريقيا الشرق طبعة 2006 2- نفس المصدر ص 11 3- نفس المصدر ص 20 4- - نفس المصدر ص 36 5- نفس المصدر ص67
#ياسير_بلهيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسباب الحقيقية لانسحاب جماعة الشيخ من حركة 20 فبراير
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|