عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 17:08
المحور:
الصحافة والاعلام
بمناسبة الكشف عن الدعم المالي الممنوح للصحافة المكتوبة من طرف وزارة الاتصال
والذي يقدر بالملايين من الدراهم ـ وتفاوت حجمها من صحيفة للاخرى ، حسب نفوذ
الناشرين ودرجة قربهم من المالكين الحقيفيين للقرار السياسي والاعلامي وليس الحكومات
نشرت صحيفة ً المساء ً في عددها الصادر ب4 ابريل 2012 وضمن ركنها اليومي ً مع قهوة الصباحً ،تعليقا حول الدعم الممنوح للصحافة المكتوبة ، وضع كاتبه اليد على مكامن الداء ، في كيفية توزيع هذا الدعم ، وتفاوتها من صحيفة للاخرى ، وكيف يصرف هذا الدعم
من طرف الناشرين ، وهل فعلا تستفيد منه الطواقم الصحفية العاملة بهذه الصحف ،كإحترام
الحد الأدنى للاجر ، والاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية ، والتعويضات الممنوحة في حالة الطرد التعسفي من الشغل .?
الجواب بطبيعة الحال ، أن هناك قلة من المؤسسات الصحفية ، التي تحترم هذه الحقوق ن لانه وببساطة ، أن الدعم المالي المخصص للصحف الوطنية ، يتم التحايل عليه من طرف
مؤسيسي وناشري هذه الصحف وتوظيفه في الأغراض الشخصية ، بدلا من تحسين وضعية
العاملين بها !
في المغرب ، يمكن لأي كان إصدار صحيفة يومية أو أسبوعية ، حتى لوكان سمسارا في العقارات أو السيارات وما شابها ، إذ يكفي تأسيس شركة للاصدار والتقدم بطلب الدعم
المالي ، حتى لوكانت اللصحيفة المعنية لايقرأها أحد ، حيث تتوالد أثناء ‘رجاع المرجوعات
لشركات التوزيع !
الدعم المالي المقدم للصحافة المكتوبة ، لايخضع لأية مراقبة من طرف الدولة ، رغم أنه مال
عام يستخلص من جيوب المواطنين ، وهو ما يفسر كيف أن بعض الناشرين ، تحولوا في فترات وجيزة ، إلى أغنياء ، وأصبحوا بنفوذهم المالي والسياسي ، يتباكون على ً المهنية ً
ويقررون من هو الصحفي من عدمه ، ويطالبون بالمزيد من الدعم لصحف لايفرأها أجد!
تحدتنا عن الدعم المالي المقدم من طرف الدولة ولكن ماذا عن الاعلانات المنشورة من طرف المؤسسات والمرافق العمومية وشركات القطاع الخاص ?
كل العاملين بالصحافة المكتوبة ، يعرفون جيدا ، الممارسات والتجوزات ، التي يعرفها
قطاع الاشهار ً العمومي ً ، فالمحسوبية والزبونية والعلاقات الحزبية الضيقة ، ودرجة القرب من السلطات الحاكمة ، هي ً المعايير ً المتبعة في منح ً الاشهار الحكوميً !
وما ينطبق على الصحافة المكتوبة ، ينطبق على الصحافة الالكترونية ، التي تبقى موضوع تجاهل من طرف الجهات الوصية على القطاع ، اللهم إلا من بعض الأستثناءات القليلة، ولحد الآ لم تحظ غالبية الصحف الالكترونية بأي دعم مالي من طرف الدولة !
إذا كانت الحكومة الحالية تسعى لمحاربة إقتصاد الريع ، فماذا عن نظيره بالصحافة المكتوبة
حيث تغيب الشفافية والمحاسبة والمرافبة في كيفية تدبير وصرف الدعم الممنوح للصحافة
المكتوبة ?!
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟