لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 13:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أريد قوله ليس موجهاً ضد حزب الأخوان المسلمين السوري، فما سمعناه عن برنامجهم كان نقلة نوعية تستحق كل احترام وتقدير ، لكن من قبيل التذكير، أن شقيق هذا الحزب بنسخته المصرية، سبق له أن أقدم على كثير من الوعود أهمها عدم نيته بالستئثار بالسلطة، لكنه نكث بأغلب وعوده واليوم ها هو يقوم بالإفادة من الظروف المؤاتية ليثيت أقدامه كحزب مطلق وليغيب شركائه الوطنيين عن جميع قطاعات العمل السياسي المصري، وهذا ما نسمية شهوة السلطة المطلقة، أو ما أطلقت عليه يوماً بالانتهازية الفاضحة .. فهو استبدل ديكتاتورية الحزب الوطني بأخرى للعدالة والتنمية .
قد يقول قائل أن حزب الاخوان السوري مختلف .
الحقيقة أنه مختلف في قضية غاية في الأهمية .. أن الحزب المصري موجود في الحركة السياسية المصرية منذ بداية الخمسينات ومستأثر بأغلب النقابات ويملك رصيداً طيباً في المجتمع المصري ناتج عن فساد وترهل الحركات والأحزاب السياسية المنافسة .
في حين أن السوري لا يملك موطئ قدم منذ أكثر من ثلاثين سنة، ويلاحق المنتمون إليه بعقوبة الاعدام، صحيح أن أغلب نقاباتنا وبعض الوزارات كوزارة التربية يديرها إسلاميون، لكن هؤلاء هم إسلاميو السلطة، هي من أوجدتهم وهي من تديرهم وتمولهم .
وأخشى أن تغيب عن الساحة السياسية السورية الأحزاب والحركات العلمانية التي اشتهرت سوريا تاريخياً بوجودهم وفاعليتهم، وهؤلاء تأذوا من سلطة آل الأسد واخترقوا وكان أخرهم الحزب الاجتماعي السوري .
لنتذكر دوماً أن ثورتنا السورية هي ضد استئثار فريق على آخر فكرياً وأيديولوجياً، لأن الاستئثار يؤدي إلى وجود ديكتاتورية أخرى بمسمى آخر، ونحن دعاة ديمقراطية، فأن يصل الأخوان أو سواهم إلى السلطة فهذا يعني أن يحصلوا وبموجب ممارسة طويلة وقدرة على إقناع الناخب ببرنامجهم وقدرتهم على حل المشاكل المستعصية والكثيرة التي تثخن جسد وطننا المألوم ..
هذه قضية للتذكير في أن لا ننحرف عن ثورتنا وأن نتعلم من إخفاقات الآخرين فلا ننجر وراء عاطفة دينية، و دعم هائل من الخارج ..
فنحن بالنتيجة نغار على ثورتنا لأننا نقدر تماماً التضحيات السخية التي أقدم عليها شعبنا .
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟