جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 10:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
شيء ما يعادل النوم في العسل, حلمي بأن أراك ولو لمرةٍ واحدةٍ في الحياة,ولا شيء ألذ من العسل أو من رؤاك,الناس تلوك في فمها قصصك الخرافية كما تلوك أنت أوجاعهم في قلبك,تشعرُ بكل الناس ومع كل المعذبين ولا أحد يشعرُ معك,وحين تبكي تبكي لوحدك يا مسكين وحين تضحك يضحك معك كل الناس ,لا شيء يعادل إحساسك في هذا العالم ,أنت حساسٌ جدا,وليلتك ليس كمثلها ليلة وأنت بكّاء جدا,وأنت مفتوح قلبك ,كانت بحق حياتك تنطوي على كثير من الحزن والتعب والمثابرة والمتابعة,عالمك مثل ليلتك مليئة بالتحديات والأسئلة تتكاثر كما تتكاثر الجراثيم ,غرفة واحدة لك لا يدخلها إلا المغمورون بدخول الأسواق العالمية,فيها كل شيء يباع ويشترى إلا قلبك,وفيها كل شيء قابل للاسترجاع إلا دموعك وابتساماتك اللطيفة,وكلمات يصنعها قلبك يستهلكها شخص واحد ولا يمضغها إلا فمك,ومفردات تضيع وتتوه وتنساها حين تلقى من يستحق أن تقولها له,أنت فعلا رجلٌ خجول تخجل من نفسك ومن ماضيك ولا أحد مثلك يخجلُ من نفسه,.
شياء من الماضي تستذكرها وأنت جالس في مقعدك وتنودُ في جسمك بحركات سريعة والدموع تتساقط من عينيك,دفاتر ومساطر وعلبة سجائر من أرخص الأنواع وقداحة تشتعلُ من دمكَ ومن نارك التي تشتعل في داخلك ودفتر قديم فيه حسابات قديمة ومنصدة واحدة مصنوعة من ضلوعك وضلوعك كأنها أعواد خشبية,اسمك قد أضعته في زحمة الطريق والمشوار طويل والطريق أمامك ضبابية,تجلس في منتصف الطريق من شدة التعب,تجثو على ركبتيك وتنثرُ التراب على رأسك وتمسك بشعر رأسك تريدُ أن تقلعه من مكانه وكأنك تقلع عشبا يابسا وتتكسرُ خصلات شعرك كما تتكسر الجذور اليابسة,الوهم يسيطر عليك,تعيش في دنيا من الأحلام الوردية وتُسعِدُ حياتك بكثرة التأملات ,الثقة مفقودة في هذا العالم ولا تثق إلا بنفسك ,أكاذيب تصدقها أنت وحدك,قصصٌ خرافية وقصص واقعية ولا تُصدق إلا ما كان منها خرافيا, شيء ما يتمدد معك على السرير,إنه حلمك الأبدي الذي لا تكف عن ممارسته في عالم ممنوعٌ فيه أن تحلم, العودة من مغارة الأشباح بعد ليلة كلها رعب تروي كل ما شاهدته وكل ما أخافك للأجيال القادمة,خيال واحد يمشي معك في أنحاء الغرفة وأحيانا يصعد على الجدار,تريد أن تصعد مثله على الحائط فتكتشف بأنك لست خيالا,وموعد أنت وحدك من يهتم به وغيرك لا يهتم إن وفا في وعده أو إن أخلفه معك كل ذلك تشعر به في لحظة واحدة ويداك ممددتان تحت رأسك وليس لك وسادة إلا هما, وريح تمخر في داخلك والإحساس بالجوع الحار يكاد أن يلقيك على الأرض في حالة غيبوبة عن الوعي التام,أنفاسك الأخيرة تلتقطها لوحدك وعيونك شاخصة إلى الأعلى,ويوم واحد قد تبقّى من حياتك وتريد أن تعيشه لوحدك كما تشاء,تأخرت كثيرا ففاتك القيطار,الموعد المحدد لنومك قد نسيته ونسيت أن تشرب الحبوب المنومة معه فكانت ليلتك ليس كمثلها ليلة,وكل السنين من عمرك قد مضت ولم يبقى في حياتك لحظةً واحدة,وأشياء لا تفهمها إلا وحدك وأشياء لا يمكن أن تصدقها عن نفسك,وأنت آخر من يعلم بحقيقتك,كل الناس لديها معلومات عنك أنت لا تعرفها وتحتار من أين قد أتوا بها,تُهم سياسية مزيفة,إنتاجك ينسبونه لغيرك,كلماتك ينسبونها لغيرك ولم يبقى أمامهم إلا أن يقولوا بأن أولادك ليسوا لك,توقعات تافهة وتحليلات حقيرة ,لحن سريع جدا وإيقاعات تجعلك ترقص مع الذئاب أو مع الحشرات الصغيرة,حذاء تمتطيه من صنع جلد الحيوان الأصلي وفي صبيحة اليوم التالي تكتب مقالا عن الرفق بالحيوان,هي أشياء لا تفهمها وهي أشياء قد لا تعيها بنفسك,أخلد للنوم ساعة وانهض لتعرف من أنت ..أنت مولود من جديد وكل الناس يحتفلون بيوم مولدك وبشهادة ميلادك المزورة.
طقس عاصف بالرمال,الأمطار لا تعرف إلى وجهك أي طريق,خدعة بصرية أنت مخدوع بها ورحلة إلى عالم مأفون,أوراق تتساقط على الأرض وكأنها أوراق الخريف المُرْ,أقلامٌ منثورة هنا وهناك,كلمة تعادل ملايين الكلمات,وليلة صاخبة محفوفة بالمخاطر, عودة إلى الماضي السحيق, دهاليز تعبر فيها من هنا إلى هناك,لعبة يلعبها الأطفال ولكن أنت وحدك من يضيع فيها, آبار هنا وهناك وحفرٌ في الشوارع ولا تدري ماذا يمكن أن تجد في نهاية الطريق المُعتم,أسئلة كثيرة وليس لها أجوبة وأنت وحدك من يعيش في حيرة من أمره,تسأل عن كل الناس ولا تجد أحدا يسأل عنك,مستقبل ينتظرك بكثير من المخاطر وبيدك رغيف خبز واحد, ماء بارد,سرير دافئ في عيون من تحب,خيال يشطح بك بعيدا,حلم في ليلة صيف,وجريمة في أعماق البحر, وصحنٌ واحد تأكل منه من تعب يديك ومن تعب لسانك ,سرٌ يكشف عن نفسه بعد عشرين عام على اختفاء روحك الفضائية, ورواية تقرأها لوحدك تعيش كل أحداثها وكل تأملاتها,وأسرارٌ أخرى ما زالت بحاجة لمن يكشف لك عنها,والموت يرفض أن يكشف لك عن سره وسرٌ واحد خبأته في صدر من تحب, العمر ينتهي والقضاء والقدر قد نام في سريرك الدافئ ,نوافذ بيتك مفتوحة,الريح تعبر وتدخل بدون جواز سفر,وجواز سفرك ضائع,وحلمك بالعودة قد يتحقق بعد فوات الأوان,أواني مصنوعة من الألمنيوم وفنجان قهوة في يدك لا تدري كيف تمسك به لأن يده مثل يدك مكسورة ومثل خاطرك المكسور,بيتٌ لك وحدك لا يسكنه إلا أنت,أحاجي التاريخ وأنت إحدى أحاجيه الكبيرة,أمنية وحيدة تتحقق في العمر مرة واحدة,والفرصة تأتي في العمر مرة واحدة وفرصتك الذهبية أضعتها وأنت تركض خلف الأحلام وغطاء فوق جسدك العاري وأنت تتقلب في فراشك بين الغطاء وبين السرير مثل حبات البوشار في المقلاية,أصدقاء كثر يلتفون حولك وليس فيهم إلا صديق واحد,امرأة مخلوقة من ضلع مستقيم وليس بعدها امرأة,رحلة ليس مثلها رحلة والطعام الذي معك قد أفسدته ألسنة الناس,وفمك مليء بالحكايات ولسانك لا يكف عن الحركة ويداك تلوح بهما هنا وهناك والسفينة تغرق وأنت لا تدري من يغرقها.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟