أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - قدس سره الشريف














المزيد.....

قدس سره الشريف


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قدس سرّه الشريف ؟؟
على وجه اليقين لا اعرف اول من اقترن اسمه بعبارة " قدس سرّه " ثم اضيف بعد ذلك لهذه العبارة صفة الشرف فاصبحت " قدس سرّه الشريف " ؟
فمن ناحية المنطق ، لا يمكن ان تطلق على اي سرّ صفة الشرف ، لانه ببساطة سرّ لا غير، فمن ادرانا انه شريف ام كسيف ؟
ومن ناحية اللغة فان الفعل قُدِّسَ المبني للمجهول انما هو يحمل معنى التطهير كما ورد في الاية ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (سورة البقرة:30) نقدس لك أي نتطهر لك ، ويحمل ايضا معنى البركة كما ورد في الاية :﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ (سورة المائدة:21) الأرض المقدسة أي الأرض المباركة .
وبعيدا عن اعتراضات المنطق واللغة فان الصاق هذه العبارة باسماء شخوص احياء كانوا أم امواتا لتؤكد تمييزا عنصريا قبليا مذهبيا ثيوقراطيا لم تسنده وقائع العلم ولا وقائع الحياة ولا نظريات الفلسفة العدوانية التي انبثقت نتيجة قرون من العزلة والنبذ والانطواء على الذات ، فاذا كان اسم شخص ما يلحق بعبارة قدس سره الشريف فاين مكانة اسرار الناس الاخرين ؟ لقد وردت كلمة الانسان 57 مرة في القرآن ولم ترد اية الله صفة لنبي او رسول او قديس او اي شخص اخر فلماذا يلصقها اتباع شخص ما باسمه ؟
منذ اوروك في الالف الثالث قبل الميلاد كان شامانات المعابد يحيطون انفسهم بهالات الملك كي يضفون على ذواتهم الهيبة التي تلزم الفلاحين بدفع نصيب المعبد من الغلال ، كانت غلالهم حبوبا وسمكا وما تجود به الارض تحت سواعدهم التي تشق رحم الارض تحت شمس العراق ، لم تكن هناك ابار نفط ولا اقاليم ولا احزاب ، كل ما كان موجود هو ملك تدين له الجهات كلها بالولاء والعبودية لانه ابن ايل " سمي الله فيما بعد " وبضع كهان يديرون شؤون المعابد التي حفظ الملك هيبته عن ادارتها ، لانه يعلم انما هي وسيلة للخداع وهو الذي اخترعها كي يخيف بها المساكين ويجبرهم على الدفع مخافة ان يغضب الاب الكبير " ايل " عليهم ويغرق مزارعهم بمياه الفرات ، او يمسك الغيم عنها فتجف وتصفر.
وعلى مر الازمان استمر هذا الخوف وما ان تنكشف خدعة من خدع الحاكم تحت تمحيص العقل حتى يخترع اخرى جديدة كي يستمر بحلب قوت الفقراء , اما هو فلم يكن يدفع للمعبد شيئا ، وان دفع فانما يدفع من المال المسروق من افواه عبيده ، والا بربكم الذي تعبدون هل يستطيع احد منكم ان يذكر لنا كم كان يدفع الخميني خمسا ،ومن بعده كم يدفع خامنئي خمسا ، وكم يدفع القرضاوي او العرعور او مفتي السعودية عبد العزيز ال الشيخ او حتى ملكه عبد الله ، او فلنقل كل ملوكنا ورؤسائنا وامرائنا وشيوخ الغاز زكاة لاموالهم التي تجري في جيبوبهم ذهبا وفضة ودولارات واستثمارات بدون عمل وبدون كفاءة سوى ادعائهم الانتساب الى عترة انقرضت قبل 1400 سنة.
قرأت امس ان العجز في ميزانية دولة فلسطين بلغ مليار و600 مليون دولار ، وهذا يعني ان قلب شعب كامل على شفا السكتة ، ولم يمض على عقد قمة العربان اسبوع ملأوه بالجعير والانشاء المدرسي الذي تصدر بياناتهم وتصريحاتهم ، فاذا كان " قدس سره الشريف " مفوض من الله بحفظ الدين فماذا ينتظر لانقاذ اتباع دينه ؟ واذا كان ابن الله ووكيله الارضي معني برعاية خلق الله فماذا ينتظر لرعاية ملايين من البشر يعيشون منذ سنوات بلا ضوء ولا ماء ولا هواء ، المدن تأكلها الصحراء وقدس سره الشريف يطالب السماء بمعجزة لم تأتِ ولن تأتي ما دام هذا الوطن ممتدا بين مالحين ومضاء برؤوس محشوة بقنابل الكره والتعصب والترابح والتنابز الطائفي والعرقي والديني .
تأكدوا ايها السادة ان نسبة بسيطة من مخصصات سفرات اللذة وتبديل الفراش التي يقوم بها امراؤنا وملوكنا ورؤساؤنا كافية لانقاذ حياة الاف الاطفال ، وان نسبة اقل من ورادات الغاز الذي نفخنا فبدونا مثل بالونات مليئة بالخراء كافية لاعمار بيوت دمرها وكلاء الله ، وان ذرة من صحراء القومسيونات السياسية التي يملكها اولي الامر منا كافية لبناء اوطان ولكن " قدس سره الشريف " يابى ان يفك كفه ويكف فكه .




#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفاق الاسلامي
- بابا نوريئيل
- لا تصدقوا اصحاب اللحى
- التحليق تحت سماء واطئة
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4
- إني بريء منك !
- سادة وعبيد
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!
- اليابان ... سلام خذ
- عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
- رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
- افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
- خصيات نووية
- من اجل لطيف الراشد
- وزراء الحسين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - قدس سره الشريف