شرارة انتفاضة مراكش 84 المجيدة، تعري من جديد حقيقة النظام اللقيط بالمغرب و تكشف عمالة الخونة و المرتدين

الوالي زروال

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

المكان: مراكش
الزمن: زمن " المصالحة" و"طي صفحة الماضي"
الجماهير الطلابية بكلية الحقوق جامعة القاضي عياض، التي شكلت شرارة انتفاضة الشعب المغربي سنة 1984 ترفع اليوم مشعل النضال من اجل تحقيق مطالبها العادلة رافضة بذلك الميثاق الطبقي للتربية والتكوين، الادارة وكعادتها تتعنت في تلبية مطالب الطلاب او حتى في فتح حوار جدي معهم مراهنة تارة على فتور الفعل النضالي او حتى على تدخل القوى الظلامية لتكسير المعركة الجماهير الطلابية تعي المؤامرة فتزداد لحمتها بإطارها أ و ط م وبقيادتها المتجسدة في النهج الديمقراطي القاعدي.
الادارة ترفع التحدي امام الطلاب وتهدد بسنة بيضاء إذا لم يتم اجتياز الامتحانات. الجماهير الطلابية تقبل التحدي وتذهب قدما في مقاطعة الامتحانات حتى تحقيق مطالبها العادلة وانتزاع حقوقها المشروعة.
دولة الجلادين ترسل كلابها لتطويق الكلية بترسانة قمعية تذكرنا بمراكش 1984. الجماهير تصر على المقاطعة، نجاح المقاطعة بنسبة 100% في اليوم الأول. الحدية عشر من صبيحة اليوم الموالي وبعد نجاح المقاطعة هجوم وحشي لقوات القمع على الطلاب ومطاردة المناضلين بالأحياء المجاورة، بداية المواجهات. الجماهير الطلابية تصد الهجوم.
بعد الزوال قوات القمع تحاول تكسير المعركة وتثير جوا من الإرهاب داخل الكلية، المقاطعة دائما ناجحة ، أقل من%10 هم من اجتاز الامتحانات وطبعا تحت التهديد البوليسي.
اليوم الموالي ،عطلة، يستغل كلا الطرفان هذه العطلة في حشد القوى، النظام يتربص بالمناضلين، والمناضلون يعبئون للمعركة. يوم الغد حشود هائلة من قوات القمع بمختلف تلاوينها ( هجانة العنيكري، السيمي، اجهزة المخابراتDST RJ، الأواكس، المخبرين.. الكل مدججين بالعصي والسيوف والكلاب تطوق الكلية، الطلاب يصرون على الذهاب قدما في معركتهم البطولية.
مراكش زوالا ازيد من 300 من قوات القمع تطوق الأحياء المجاورة للكلية، بداية الغارة على حي الداوديات، وتحديدا الوحدة الرابعة، تكسير ابواب المنازل الملاحقات فوق السطوح، يتم التنكيل بالطلبة على طريقة الأفلام الهوليودية أو بشكل اصح على طريقة الاقتحامات الصهيونية لبيوت الفلسطينيين. ينتشر السخط في صفوف الجماهير الشعبية تتساقط شعارات النظام العميل كالوحل امام اعينها، صمود مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي يكسر أكاذيب سماسرة دولة الجلادين ويثبت حقيقة طبيعة النظام القائم ببلادنا. الجماهير الشعبية تسخر من "جلسات الاستماع" الخيانية. كلام أحمد حرزني تعلق عليه الجماهير على انه كلام العاهرات.
المخابرات تحاول تدارك الوضع تثير بين الجماهير الشعبية أنها تطارد " إرهابيين".
يتم اعتقال ازيد 20 مناضلا بعد اقتحام ازيد من اربعة منازل وتدنيس حرمة 10 منازل، جل المعتقلين يتعرضون الى وابل من الضرب، قوات القمع تنهال على المناضلين بالعصي والسلاسل وكأنها تثار لشيء ما المناضلون صامدون يتم اقتيادهم الى مخافر الشرطة، لتبدأ جولة جديدة من التعذيب الممنهج.
يوم غذ وبعد اعتقال جل المناضلين الشرفاء، الجماهير الطلابية تقسم ان لا تخون مناضليها ورفاقها، المقاطعة تصبح ضرورة لكل الطلاب، نجاح المقاطعة بنسبة 100%، ترتفع صيحات الطلاب :
اعتقالات استشهادات تأجج النضـــــــــــالات
اعتقالات استشهادات هذا مضمون الشعارات
القوى الظلامية تحاول الارتزاق على المعركة، الجماهير الطلابية تتصدى لها بكل قوة.
وداخل الأحياء التي شهدت عمليات المطاردة واقتحام المنازل يكثف المناضلون الدعاية في صفوف الجماهير الشعبية حلقات نقاش هنا وهناك يوضح فيها المناضلون خلفية الهجوم وحقيقة دعاية النظام حول مطاردة "إرهابيين".
من الجانب الاخر وبالضبط بجامع الفنا، والسياح يستمتعون بما توفره لهم البرجوازية العميلة من حفلات وطقوس ، الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال ملك إسبانيا حتى يقولون له إننا نطبق ما نأمر به، لكـــــــن وعلى بعد عشرات الأمتار بمخفر الشرطة هناك طقوس من نوع آخر عظام تتكسر من شدة التعذيب وقناعات تترسخ وتتقوى بفضل التعذيب ايضا. قد تبدو هاته الخلاصة متناقضة للوهلة الأولى ولكن إذا ما نظرنا إليها من كل الجوانب فسوف نجد انها الحقيقة، فالبرجوازية بكل آلياتها القمعية وهي تتلذذ في تعذيب المناضلين والطلاب وتحاول تكسير شوكتهم إلا وتزداد قناعاتهم بما هم مؤمنون به إنهم يؤمنون بأن النظام القائم ببلادنا هو نظام الاستبدادي، نظام للحكم المطلق ان الدعاية التي يسوقها من خلال أبواقه " الرسمية" و"غير الرسمية" عبر شعارات " العهد الجديد" و "دولة الحق والقانون"، ومرحلة "طي صفحة الماضي" و "المصالحة" ليست إلا تضليلا للجماهير ومحاولة لدر الرماد في العين على ما يقع الآن من استغلال بشع للجماهير العمالية ومن اضطهاد لكل الشعب المغربي، إن هاته القناعات تترسخ أكثر وتتقوى اكثر في دهاليز مخافر التعذيب، فكلما اشتد التعذيب إلا وتساقطت كل الاقنعة والديماغوجيات وترسخت المواقف والقناعات. فتحية عالية الى المناضلين الشرفاء الذين يعرون الوجه البشع للنظام القائم بدمائهم وحرياتهم.
وبعد جولات التعذيب الممنهج تأتي مرحلة طبخ المحاضر والملفات. لقد تم إرغام بعض المناضلين قبل إطلاق سراحهم على التوقيع على محاضر فارغة. اما الذين احتفظ بهم في حالة اعتقال وبعد استنطاقهم من طرف DST والشرطة القضائية تم وضع العصابات فوق اعينهم وأرغموا على توقيع المحاضر* وهم على ذلك الحال، ليتم تلفيق التهم لهم بمس المقدسات و..... ( للإشارة فقد رفضت النيابة العامة تهمة المس بالمقدسات، وتم تعديل سيناريو المسرحية الحقيرة للنظام).
في اليوم الموالي، يوم المحاكمة، حشود هائلة من الطلاب ومن الجماهير الشعبية تآزر المعتقلين أزيد من 400 يحضرون الى باب المحكمة، قوات القمع تحاول بشتى الوسائل تهديدهم و إخافتهم لينسحبوا من أمام باب المحكمة، الجماهير ترد بحزم و يذب الحماس في صفوفها، تبدأ في ترديد الشعارات الثورية و الأغاني الملتزمة، معرية طبيعة النظام، و تدين المحاكمة. الهلع يسيطر على الجلادين، الارتباك يصبح واضحا في سلوكهم، ينتقلون من لغة التهديد إلى لغة الترغيب. الجماهير تعتصم أمام بناية المحكمة، السابعة مساءا و بعد نهاية الحلقة الثانية ن مهزلة المحاكمة، الجماهير الطلابية و الشعبية تنظم مسيرة حاشدة من أمام المحكمة نحو الحي الجامعي(أزيد من ثلات كليمترات) و يفتح هناك نقاش حول المعركة، يرتفع مطلب إطلاق سرح المعتقلين السياسيين إلى مرتبة المطلب الأول في الملف المطلبي. يتم أيضا خلق العديد من الآليات لدعم المعتقلين و دعم المعركة.
الثانية عشرة ليلا، و بعد نهاية النقاشات تنسحب الجماهير و هي كلها قناعة بمعركتها وبمستقبل وآفاق معركتها.
* * *
ماذا تنبث لنا إذن هذه الأحداث التي يرسمها الشرفاء بدمائهم وبتضحياته في زمن " طي صفحة الماضي" و "المصالحة"؟ ماذا قد يقول سماسرة دولة الجلادين حول هذه الأحداث؟ بما سوف يبرر الواهمون " بالهامش الديمقراطي" هذه الأحداث؟ وكيف يجب ان ينظر ويتعامل الثوار مع هذه المحطة البطولية من تاريخ شعبنا وتاريخ الحركة الطلابية؟
لقد سبق وقلت ان الحاضر وهو يعري الاستغلال البشع والاضطهاد ويكشف حقيقة الأوضاع، يفتح ابواب التاريخ على مصراعيها ليلقي هذا الأخير بالخونة والمرتدين الى مزبلته، وليسموا بالشرفاء الى أمجاده وهم يحظون بشرف المساهمة المباشرة في إحباط مؤامرات النظام وعملائه بحرياتهم وبآلامهم وبنضالاتهم ودمائهم" فلكم المجد أيها المناضلون القابعون وراء قضبان الرجعية لكم المجد وانتم تدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، لكم المجد وأنتم تعرون زيف الشعارات لكم المجد وأنتم تنزعون القناع على المرتدين والخونة لكم المجد وأنتم تظهرون ان الزمن الحالي ومن" " طي صفحة الماضي" و زمن العنيكري، وبنسليمان والهمة زمن قدور اليوسفي ومحمد عرشان، زمن العشعاشي والتمسماني زمن الزرهوني والمسناوي زمن اليوسفي وفدواشي... وغنهم سيبقى زمن هؤلاء زمن القمع والاضطهاد، ما لم يتم دك بنيان هذا النظام اللقيط وبناء الدولة الديمقراطية الشعبية وكونوا على يقين أنكم لستم وحدكم ، فهناك عمال يقاومون الاستغلال ويلقى بهم وراء القضبان عمال لاكليمونتين، وأثناء فترة اعتقالكم هاته حوكم 5عمال من منجم ايمني بعشر سنوات لكل واحد منهم إضافة الى عقوبات سجنية اخرى لرفاقهم.
إنكم مفخرة الشعب المغربي، وشعبنا لن ينسى تضحياتكم ولن يسمح الثوار بأن تذهب تضحياتكم هباءا.
إن مقصلـــة الشــــعــب لن تستــــثنـــي احدا من الجلادين والخونــــة على حد سواء.
إننا مقتنعون على ان الواهمين بترهة "الهامش الديمقراطي" سوف ترتفع صيحاتهم بأن هذه الأحداث تشكل "انتكاسة" الى الوراء وسوف يروجون خطاب التضليل في صفوف الجماهير سوف يضللون الجماهير عبر الترويج لإمكانية عدم تكرار "ما كان في الماضي" سوف يضللون الجماهير ويشوهون وعيها من خلال ما يروجون له من مواقف حول الدولة وطبيعتها الطبقية، سوف يقتصرون في نضالهم على رفع الشكايات والتقارير...
اما الثوار فنعتقد أن تعاملهم مع هذه الأحداث يجب ان يرقى الى مستوى إحباط مؤامرات النظام وعملائه أن لا يقتصر تعاملهم على فضح النظام وتبيان همجيته وزيف شعاراته بل عليهم أيضا ان يفضحوا ديماغوجية المضللين والانتهازيين، و أن يطردوا الثراثرة من صفوفهم و المشوشين، أن يشنوا الحرب على من لا يقبل "خط الجماهير" فكرا و ممارسة و يبينوا انتهازية الداعين إلى الانعزال نحو هامش الحركة الجماهيرية و يرموا الحملم في خانة الفئات الضالة طبقيا، و أن ينشروا بين صفوف الجماهير الوعي بحقيقة الدولة بما هي جهاز يعبر عن استحالة حل التناقضات الطبقية، وان يدافعوا على حق الشعب في تحطيم ذلك الجهاز وأن يبينوا على انه لا مناص من العنف الثوري من اجل اكتساب الحرية السياسية عليهم أن يعملوا على تنظيم البروليتاريا في حزبها الثوري.
إن النظام العميل والى جانبه ثلة من الخونة والمرتدين يحبكون مؤامرة ذات بعدين:
الاول هو النيل من التجربة الثورية لمرحلة السبعينات، النيل من تاريخنا وشهدائنا وتشويه ما دافعوا عنه واستشهدوا من اجله، وهم بذلك يحاولون ان يقول لنا أن لا نمشي على نفس الدرب فهاهو ذا المصير.
أما البعد الثاني فهو خلق الاجواء المناسبة للمزيد من استغلال العمال واضطهاد كل الشعب، وتثبيت الشعارات المزيفة، خصوصا وأن كل الدلائل تؤكد على ان المغرب مقبل على الانفجار فغلاء المعيشة في تزايد مستمر، والقمع تزداد حدته يوما بعد آخر والاضطهاد ينشر في كل مكان إن النظام العميل يعي جيدا هذا الاتجاه ويهيئ له من خلال خلق آليات قمعية جديدة كان ربما آخرها هجانة العنيكري والهمة. فعلــــى الثوار أن يعوا هذا الاتجاه، اتجاه المغرب الى الانفجار وان ليكرروا أخطاء 81 ، 84، 90، 95....
إن إحباط هاته المؤامرات تشكل مدخلا حقيقيا لإعادة الاعتبار للعمل الثوري ببلادنا وإعادة الثقة في قدرة الشعب المغربي وعلى رأسه الطبقة العاملة في النضال، إن كـــــــــل الشروط الموضوعية مهيئة لذلك يبقى شيء واحد هو التغلب على قلة استعدادنا و همتنا وعلــــــــــــــــــــــــى عدم جرأتــــــــنا وأساسا على حرفية عملنا وعفويته.
فلنكن جديــــرين بحمل مشعل الثورة فما هو "مستحيل" يصبح بفضل العمل الواعي وبفضل محاربة النظريات الانتهازية أمرا ضروريا وبالتاي ممكنا.
فمن" لا يقبل " ثورة البروليتاريا إلا "شرط" ان تجري بسهولة وبلا صدمات، و أن يتأمن فورا عمل البرولتاريا المشترك من مختلف البلدان، وان يستبعد سلفا احتمال الهزائم وان تسير الثورة في طريق رحبة، حرة، مستقيمة وان لا تكون ثمة ضرورة، أثناء السير إلى النصر، لبذل اكبر التضحيات أحيانا إلى "القبوع في قلعة محاصرة" أو لشق ممر عبر دروب جبلية ضيقة وعرة، متعرجة، محفوفة بالمخاطر، فهو امرؤ لم يتحرر من حذلقة المثقف البرجوازي، وهذا الإنسان سينزلق دائما ،بالفعل إلى معسكر البرجوازية المعادي للثورة" .
فتحية عالية إلى معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي بكل من موقع وجدة و مراكش.
تحية إلى صمود الجماهير الطلابية بمراكش الحمراء.
تحية إلى الجماهير الشعبية المتضامنة مع الطلاب .
تحية إلى الطبقة العاملة المغربية، تحية إلى عمال منجم إيمني القابعون وراء السجون.

الخزي و العار إلى المرتدين سماسرة دولة الجلادين و راقصات العهد الجديد.
سوف نردد من جديد و دائما:
اعتقل الثــــوار – عاشـت الثـورة
استشهد الثـــوار – عاشـت الثـورة

-------------------------------
* نود هنا أن نشير إلى حادثة لها دلالتها الخاصة، فأحد المعتقلين تعرض لأزيد من خمس جولات إضافية من التعديب. عندما كان يطلب الذهاب إلى المرحاض لا يلبي الجلادون مطلبه حتى ينهالون عليه بالضرب، و إيضا عندما طلب منهم ان يزيلوا الاصفاد من بين يديه ، و حتى عندما كان يريد تناول السجائر كان يتعرض إلى التنكيل و الضرب، إنه بالفعل زمن "طي صفحة الاختراقات الجسيمة لحقوق الانسان" منا تحية لك أيها المناضل على تعرية الوجه البشع للنظام و كشف نفاق الخونة و المرتدين و حتى الواهمين بإمكانية تجاوز زمن الرصاص و التعذيب و هدر كرامة الانسان في ظل البنية الطبقية السائدة.
1 . لينين رسالة إلى العمال الأمريكيين.

#الوالي_زروال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات