أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد المستاري - هل تنظيم المهرجانات من أهم الأولويات في سياسة الحكومات بالمغرب؟














المزيد.....

هل تنظيم المهرجانات من أهم الأولويات في سياسة الحكومات بالمغرب؟


محمد المستاري

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 20:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



الشعب قال، ويقول: «فلوس الشعب فين مشات، في موازين والحفلات»، والمسؤولون نظموا، ويُعِدُّون أيضا العدة من أجل تنظيم الدورة الحادية عشرة لمهرجان «موازين» لهذا العام 2012؛ فلمن تكون الغلبة؟؟

إن الشعب، في العشرات من المسيرات الاحتجاجية، التي نظمتها حركة العشرين من فبراير، تنسيقيات المدن كافة، طالب بإلغاء مهرجان «موازين»، حيث قال بصوت واحد منددا: «فلوس الشعب فين مشات، في موازين والحفلات»، معربين في ذلك عن استيائهم إذا لم نقل التام من هذا المهرجان.

ومرد ذلك حسب عموم المواطنين، إلى أن من خلال تنظيم ذات المهرجان، يتم تبذير الأموال ونهبها، وهي أموال طائلة وباهظة تعود إلى ميزانية الدولة، بينما هي «تُحرق» في ساعات معدودة... في حين، بإمكان تدبير قيمتها في التخفيض من أسعار المواد الغذائية، أو فاتورات الماء والكهرباء، أو يمكن أن تصرف لمنح الطلبة، أو بها يمكن تشغيل معطلين، أو يمكن بها إفادة فقراء ومساكين ممن يرزحون تحت الضغط والهشاشة، والسكن بدور الصفيح والبراريك، أو يمكن بها مساعدة صغار الفلاحين، أو يمكن توزيعها للمعاقين والمتضررين، أو أو ... وكلها مشاكل يئن ويرزح تحتها المواطنون، فلماذا إذاً « مهرجان موازين»؟ أو إن كان تنظيمه فسادا بما أنه يهدر المال العام، ولا يسمن ولا يغني من جوع؟

فإن كان هناك من المسؤولين، أو من المواطنين المغاربة من يخالف هذا الطرح من أجل تنظيم مهرجان «موازين»، قصد استماعه لأغاني «كبار الفنانين»، فألا يمكنه ذلك بعيدا عن صرف الدولة من حقوق المواطنين، حيث يمكنه شراء قرص الممثل المفضل بالنسبة إليه، بالصوت والصورة، بثلاثة دراهم، ليس إلا؛ وبذلك، سيجتنب اقتراف الجُرم في حق أزيد من ثلثي المواطنين الضائعين؟.

وإضافة إلى الشعب، ربما واضح أنه يقول: «لا نريد مهرجان موازين»، وربما واضح أنه ندد بعدم تنظيمه في سياق شعارات تقول بحق الشعب في تقرير مصيره، وربما واضح أن من خلال تنظيم ذات المهرجان تظهر التناقضات، ولعلها كانت محل قوة لفريق العدالة والتنمية، حينما كان في المعارضة، إذ كان ينتقد ذات المهرجان، فها حزب «العدالة والتنمية»، صاحب طرح «ربط المسؤولية بالمحاسبة» على رأس الحكومة؟؟

أعتقد أن كل من له رجاحة عقل، سيلحظ إجراءات أمنية محكمة وصارمة، وتتمثل في استعمال آلاف رجال الأمن قصد الحماية والسهر على مهرجان يقال له «موازين»، وسيصدق أكثر حسب التقدير، إذا أضيف «تبهديلة العالم»، بدل «إيقاعات العالم»، ما دامت هناك العديد من الأحياء بكبريات المدن تهدد، أو غير آمنة من المافيات وترهيبها. فلماذا إذاً، لا نضيف الأموال التي ستصرف في «موازين» إلى رجال الأمن، ونعدهم بذلك للأمن الحقيقي والحماية، في مقابل الكف عن التعنيف، والركل، والضرب بالهراوات ضد المواطنين؟؟

أقول لماذا الاكتراث الإعلامي والرسمي المبالغ فيه، من أجل تنظيم مهرجان «موازين» إذا لم يكن يُراد به «إلهاء الشعب» وشغلهم قبل أن يشتغلوا بوعيهم؟ لأن ليس هنالك أخبار محايدة، ولا ترفيه بريء! بل كلٌ يحمل في طياته وبين سطوره كثيراً من القيم الخفية التي يُراد ترويجها، وهي: إما علمانية، أو إشعاع المثلية بما أنه يتم استحضار مشاهير مثليين، أو استفزازية بما أن الأغلبية معطلين، وبما أن كلها قيم لا تُقبل في العلن بل تقابل بالرفض، فيُلجأ إلى هذا الأسلوب المغلف، ليظهر أثر هذه القيم على المتلقي عبر المدى البعيد.. وخاصة، أن الشعب تظاهر ضد تنظيم مهرجان «موازين».

فلماذا لن ننسى الماضي، بطي صفحاته، ونقول بأن هناك دستور وتغيير جديد، يضمنان للحكومة هامشا واسعا من السلطة والحرية، ونستوعب أن الأمن الذي سيستعمل شهر ماي/ أيار المقبل، هو تحت رقابة وزارة العدل والحرية، وأن المال هو تحت إشراف وزارة المالية، وأن التعنيف والضرب والشتم ضد الاحتجاج السلمي المطالب بالحق، أو الاحتجاج من أجل تحصينه، هو معنى غياب الكرامة الإنسانية؟؟

واعترافا بالحق والجميل، شكرا لك يا ابن كيران، لأنك قلت: «لا تضعوا الخمر على مائدتي»، لكن، هل ستستجيب في سابقة من نوعها لمطلب الشعب، وتقول: «لا تنظموا مهرجان موازين في حكومتي، لأن المسؤولية مسؤوليتي، وثقة الشعب على عاتقي وتهمني»؟؟



#محمد_المستاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الزمزمي، كيف يمكنني أن ألاقي الملك ليمنحني رخصة نقل كعطا ...
- العدالة والتنمية: -مَا يْخَسَّرْ خَاطَرْ، مَا يَقْضِي حَاجَة ...
- إلى رمة المزاح برنامج جديد: -المدام مسافرة- على القناة الثان ...
- لماذا يجتمعون في -قُبَّةِ- البرلمان؟ / الأسئلة المحرجة.. وال ...
- إشكالات مرتبطة بموضوع ظاهرة الهجرة الخارجية. إشكالية الهوية ...
- واقع الحال في المؤسسات الصحية بالمغرب.
- لا تغيير ولا تنمية حقيقيين حتى توقف الدول الغربية عن التدخل ...
- عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما ط ...
- تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي ا ...
- الإعلام كمؤسسة تنشئوية مدعمة ومنافسة لدور الأسرة في التنشئة ...
- المؤسسات المدعمة والمنافسة لدور الأسرة في التنشئة الإجتماعية
- أي سر وراء أزمة القراءة بالمغرب؟ أزمة في عدم القراءة، أم أزم ...
- التلفاز المغربي، إنتاج للعطب
- حضورية الأنترنيت في المجتمع المغربي، إيجاب أم سلب؟؟
- التراتب الإجتماعي وعلاقته بإشكالية السلطة، والتغير الإجتماعي ...
- علاقة التأثير الإجتماعي بوسائل الإتصال الجماهيري
- عرض حول: عالم الإجتماع الفرنسي ألان تورين Alain Touraine
- المغرب والتنمية، أية علاقة؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد المستاري - هل تنظيم المهرجانات من أهم الأولويات في سياسة الحكومات بالمغرب؟