أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جلبوط - الفرق بين فن الكتابة وفن الحكي والكلام














المزيد.....

الفرق بين فن الكتابة وفن الحكي والكلام


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هاتفني مؤخرا أحد الأصدقاء القدامى, الذي كانت تربطني به مودة خاصة ومعرفة قديمة, وأخبرني فرحا بأنه يقرأ ما أكتب في زاوية كتابات عن أو في السجن تحت عنوان في موقع الحوار المتمدن الالكتروني, وأنه سعيد بي ولكنه حزين من تلك النبرة الحزينة السائدة فيها, بعد تبادل الحديث العادي
سألني: لماذا لم تبدأ كتابتك العلنية بالمواضيع السياسية , بل بهذا الموضوع المأساوي؟أجبته قائلا:لأن هذا الموضوع يؤرقني منذ تخرجي من السجن وقد قررت أن أخرجه كتابة, ثم إنني أعترف لك في الحقيقة بأنني لا أتقن فن الكتابة في الحقل السياسي. قال ساخراً:كيف وأنا أعرفك حق المعرفة من خلال احتكاكنا السابق أثناء مشاركتك الفعالة في الحراك الإجتماعي والسياسي في الوطن سابقا, قبل وبعد السجن, من خلال عضويتك في الحزب الشيوعي السوري_المكتب السياسي(سابقا),أتذكر سهراتنا, رحلاتنا, إجازاتنا, وعطلنا على شاطيء البحر, والزبداني, في حلب و حمص؟ كنت أغبطك على سليقتك في الكلام, وقدرتك في طرح المواضيع السياسية والإنسياب فيها,مع أنه كانت ولاءاتنا الحزبية متعددة, كنا نختلف ويعلو صوت كل منا على الآخر, لكن كان الحب والتفاهم يحبونا, كنا دائما نحافظ على قواسمنا المشتركة, أحلامنا المشتركة, واحترامنا المتبادل, بالرغم من تنوع أحزابنا, قومياتنا, ديننا, ومناطقنا الجغرافية المختلفة. أجبته:يا صديقي إن للكلام والحوار المباشر فن وآلية تختلف عن فن وآلية الكتابة, ومن يتقن فن الإلقاء والحوار مع الناس مباشرة ليس بالضرورة أن يتقن فن الكتابة, فلكل قانونه... قاطعني صديقي قائلا:ولكني قرأت لك بعض الكتابات في الموضوع الفلسطيني, فهل لأنك من أصول فلسطينية أم لأنه كان لك نشاطا سياسيا مبكرا في العمل الفدائي الفلسطيني, أم أن الهروب إلى الكتابة السياسية في المسألة الفلسطينية أسهل؟أجبته: ربما لكل هذه الأسباب مجتمعة ,أتذكر أن أحد الرفاق في السجن قد انتقدني بأنني أفكر في القضايا السورية فلسطينيا, وأنني ذو نزعة فلسطينية. وتابعت:إن العدو في الساحة الفلسطينية واضح ومعروف, فهو المحتل للأرض, الوافد إلينا من خلف البحار, مهما اختلفنا في أوصافه و تسمياته, فهو ليس منا.. والمقاومة الفلسطينية بكل أطيافها ومهما اختلفنا حول وسائلها أو منابعها الفكرية تبقى مقاومة وهي منا.. الصراع هناك واضح, والتنضد على أساسه واضح. ثم أن الرأي والرأي الآخر في الساحة الفلسطينية تاريخه طويل, فمنذ زمن تعود الفلسطيني على التعددية, وكنا دائما بتنظيماتنا المختلفة ننتقد بعضنا, وبعض الأحيان يجري الحوار بالبندقية ولكن عندما نواجه العدو نواجهه كلنا معا يد واحدة, إرجع إلى إرشيف التاريخ الفلسطيني الحديث واقرأ, كلهم في منظمة التحرير, ولكن الجبهة الشعبية(منظمتي التي ترعرعت في صفوفها) تنتقد بحرية فتح, والقيادة العامة تنتقد فتح , والديموقراطية تنتقد الشعبية والشعبية الديموقراطية وهكذا دواليك...أنظر ماذا كانت النتيجة في الإنتخابات الأخيرة, بالرغم من كل الإختلافات في الرأي, والخلافات حول القضايا الجوهرية والثانونية وبالرغم من الظروف التي عقدت فيها الإنتخابات ماذا كانت النتيجة؟ .
رفض صديقي حجتي وتبريري وعلق:إني أشتم رائحة غمز ولمز في كلامك, وكأنك تتحفظ على بعض الكتابات السياسية لكتبة من سورية. قلت له: لقد أصبت. فأنا وبكل صراحة أخشى إن تناولت موضوعا يخص الساحة السورية ويتناول مسألة سياسية ملحة أو غير ملحة فأفوع عش الدبابير علي وأكون جزئا من التراشق الكلامي السائد بين رفاق الأمس, الذين تقلص حلمهم الأممي في تخليص البشرية من الظلم الإمبريالي, ونشر العدل والمساواة,إلى أحلام صغيرة مبتسرة لا تتعدى حدود القومية, والقطرية, والإثنية واحيانا المذهبية والقبلية, وأخشى إن كتبت الآن سياسيا بلغتي الصنمية ذات المفردات والتعابير المحنطة ك:شيوعية, إمبريالية, صهيونية, مضطهدين, عمال, فلاحين, بورجوازيين, فيضحكون علي, دخيلك, لا ما بدي هالطبخة كلها, فعلي أولا تعلم فن الكتابة السياسية والتعابير الحديثة المناسبة للمرحلة.
فأغلق صديقي الخط غاضبا...



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهداء مذاكرات المعتقل السابق
- توضيح وإقرار إلى أجهزة المخابرات السورية
- العمليات الفدائية الفلسطينية الأخيرة
- من ذاكرة معتقل سابق 8
- ديموقراطية ناقصة ..ولكن
- كفانا تابو
- من ذاكرة معتقل سابق7
- إلى أين الرحيل ؟
- من ذاكرة معتقل سابق 6
- من ذاكرة معتقل سابق 5
- من ذاكرة معتقل سابق 3
- 4من ذاكرة معتقل سابق
- من ذاكرة معتقل سابق 1
- من ذاكرة معتقل سابق 2


المزيد.....




- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جلبوط - الفرق بين فن الكتابة وفن الحكي والكلام