سعد سامي نادر
الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 16:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدءاً أعتذر من الجميع، فقد مللت قراءة المقالات السياسية، مللت الشرح المباشر والإطالة والحشو، مللت تكرار الأفكار ونسق الأخبار، مللت لا موضوعية النقد.. مللت التعليق على بواطن الناقد. كرهت عمى الطبّالين والمغردين مع السرب السياسي.. كرهت جلف وصلافة المدافعين عن فشل وفساد حكومي يحتاج الى مشرط أمين عادل. مللت التبرير لنفسي وكرهت قراءة حتى ما أكتب .!
أترككم مع"ثقب الباب" (*) مع مقال سياسي يلخص بأسطر، مأزقنا السياسي العراقي ويحيط بكل ما كُتب وما كتبنا وشخصنا.. ومضات تـُلجم المغردين وتضع النقاط على بواطن الأمور، دون تشنج وإغفال حقائق ما يجري.. فمع "ثقب الباب" دون تعليق:
" مسؤوليّات العراق بعد تجربة القمّة العربية "
وهم أن ننتظر انجازات ملموسة من القمة العربية . القمم السابقة كانت مجرد تأكيد على هيمنة نظام عربي تقليدي ، تسجيل حضور ، وتوفير بيان مشترك معني بسياسات عامة . لكن لا السياسات العامة كانت تترجم الى افعال ، ولا يجري مراجعة فعلية لتطبيق مجموعة القرارات التي تتخذها اللجان المتفرعة من القمم.
لكن بالمقارنة مع القمم العربية السابقة فإن قمة بغداد نجحت بإدخال لهجة سياسية جديدة ، فهي اول قمة تذكر فيها القضايا التي طرحها الربيع العربي ، أي الديمقراطية وتداول السلطة سلميا ، وأول قمة تتردد فيها اصداء الشارع العربي . إن جدران العزلة ما بين الانظمة والمواطنين بدأت تتصدع ، وسيحتاج العرب الى مهارة سياسية وتحول في العقلية الحاكمة لكي ترفع تماما ، وتتحول القمم الى مكان تترجم فيه سياسات التحول الديمقراطي.
أزاء ذلك يعدّ خطاب السيد رئيس الوزراء نوري المالكي افضل خطاب سياسي في القمة ، فهو شامل ومتوازن فضلا على اشارته الى المخاطر الفعلية المحدقة بالتجربة السياسية الجديدة من قبل الارهاب ، والقاعدة بوجه خاص . هذا التشخيص وإن جاء انعكاسا للتجربة العراقية الا انه يشخص كذلك حالة عربية تثير القلق.
يُعد نجاح القمة جزءاً من نجاح العراق . وسواء حققت القمة رجوع العراق الى احضان العرب أو رجوع العرب الى احضان العراق ، فإن مسؤولية العراق عن إنجاح ديمقراطيته باتت منذ الآن مهمة عاجلة وجزءا من مسؤولياته العربية كذلك. إن من بدأ الربيع العربي ، أي العراق حسب المالكي ، عليه ان يكون السبّاق دائما في التحول الديمقراطي لبُناه السياسية والادارية والاقتصادية والدستورية . اننا نحذر من البلاغة في السياسة ، وما يخطر في بالنا في هذا الشأن ليس الكلام بل القيام بنقد شجاع للتجربة السياسية العراقية السابقة ، والقيام بإصلاح سياسي يحرر الدولة من أعباء السلطة وهيمنة الاحزاب ، مثلما يعيد بناء الدولة الوطنية على أسس الحداثة والروح المدنية والعدالة والتنمية الشاملة.( انتهة المقال)
حسب رأيي،مقال صغير موجز ووافي وبلا تشنجات سياسية!!
(*) - موقع الناس "ثقب الباب" تاريخ النشر 31-3-2012
#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟