أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - اليقظه ليست بالضروره-نهضه-














المزيد.....


اليقظه ليست بالضروره-نهضه-


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 10:15
المحور: المجتمع المدني
    


النهضه اساسا مفهوم غربى قام على ركائز ثلاث اولها:تغير فى البنيه الاجتماعيه وظهور للطبقه الوسطى وثانيها : اصلاح دينى ميز ماللملك وما لله . وثالثهما: تطور مادى فى البناء والتشكيل والرسم وظهور للمدن.. هذه الترويكا الثلاثيه احدثت نوعا من النهضه فى الغرب . تغير فى البنيه وتغير فى التفكير .تبعه تغير فى الانماط السلوكيه. نلاحظ هنا ان مفهوم النهضه لاعلاقة له بالماض. النهضه بمعناها نهوض عن الماضى وليست تجليا له او لاعادته. بمعنى أن مفهوم النهضه ليست له جذور تاريخيه عربيه.النهضه اساسا مفهوم يرتبط باللحظه اذ هو ليس مفهوما يحيل اى الماضى بأى شكل من الاشكال, ثمة مفاهيم أخرى تحمل إعادة الماضى على انه نهضه بينما هو فى الحقيقه إحياء للماضى , ولكن المفهوم الحقيقى والواضح لاعلاقة له بالماضى بل إنه قطع مع الماضى بكل اشكاله. يظهر من تعاملنا كمجتمعات مع ما احدثته الثورات العربيه من تغير وازاله لرؤوس الاستبداد والطغيان أن الذهنيه العربيه لاتزال عاجزه عن ادراك مفهوم النهضه الحقيقى كفعل مستقبلى لايأخذ من الماضى إلا ذكراه وتجربته ولكن لايستورده ولا يستورد شخصياته او يحاول استنساخها, لذلك كان تعاملنا أو تعامل اصحاب اليقظه بالماضى وبرامجهم تعامل شمولى مع الاحداث واستبدال نموذج ساقط بنموذج جاهز ومكتمل ولم يعيروا التغيرات التى جرت على مفهوم السلطه ذاته وعلى كثير من المفاهيم السياسيه الاخرى أى اهتمام فالسلطه لم تعد الملك او الرئيس فقط ليكفى ازالته لتستوى الامور والحزب لم يعد الحزب ذلك الحزب ذو العقيده السياسيه الجامده والمجتمع لم يعد مجتمع الاعلام الرسمى كذلك.كل هذه الأمور تغيرت وأصبحت السلطه مجزأه ومقسمه داخل آليات المجتمع جميعها , والاحزاب لم تعد تحمل ايديولوجيا فقط وانما مصالح والمجتمعات لم تعد موجهه وانما تقود التوجيه . كل هذه الأمور لايمكن التعامل معها بمفهوم اليقظه" على أنه"نهضه" ولكى تتحول اليقظه الى نهضه لابد هنا من القطع مع الماض كروشته وعلاج لمشاكل اليوم, الاسم التاريخى للحزب ليس مشكله المهم أنه يعيش الحاضر ويتبنى الياته وفكر تقدمى للنهوض إذا لم تتحول اليقظه الى نهضه فإنها قد ترتد الى ذاتها وتصبح عقيدة صلبه كايديولوجيات العنصريه والعرقيه وغيرهما بينما الاديان اساسا لم تكن عقائد صلبه ولكن فهم البعض لها حولها الى ذلك. اليقظه اساسا وعى بماض تام يتحول الى نهضه عندما يكون نسقا مفتوحا للتأويل وليس دليلا نصيا أو زيا يعاد لبسه أو تخيله. لذلك مفهوم النهضه ليس مكتملا أو لايكتمل أنه حاله من الصيروره والنسق المفتوح ,تعامل مكونات المجتمع العربى واحزابه التقليديه مع احداث ما بعد ثورات لم يكن كذلك سوى جزئيه فى تونس أما فى مصر وليبيا فإن احزاب اليقظه قد تعيق بل تستولى على النهضه المرتقبه لعدم ادراكها للتغيرات التى حدثت فى العالم حول مفهوم السلطه والحكم . النهضه هو ما أحدثه الشباب من ثورات وتغيرات واسقاط للنظم الديكتاتوريه ولكن احزاب اليقظه هو من استلم الزمام ليوقف عملية تشكل النهضه العربيه القادمه , عندما تحدث فو كوياما عن نهاية التاريخ بسيادة النموذج اللبيرالى الديمقراطى كان يعنى انفتاحه على العصر وعلى التغير بمعنى انه فى عمليه تغير وصيروره تاريخيه دائمه وهنا تكمن قوته وسيادته , بينما مشاريع احزاب اليقظه العربيه الايدلوجيه والدينيه ترفض التحول الى ذلك وان اصبح بعضها مرنا بعض الشى لتقبل مكونات المجتمع ودياناته الا أن ثمة انشقاقات هنا وهناك داخل هذه الاحزاب لاتساعد على الاطمئنان وعدم التراجع لصعوبة التعامل مع الفكر مالم تُحيد الافكار ضمن إطار الدوله المدنيه .على كل حال ,أود الاشارة مرة أخرى أن الاسلام ليس عقيدة صلبه لأنه رساله عالميه للانسانيه جمعاء , ولكن فهمه سياسيا بمنظور السلطه وسعيا لها قد يجعله يحتمل التفريط للوصول الى السلطه ومن ثم الافراط بعد توصله واستيلائه عليها. التجربه العمليه لفصائل الاسلام "السياسى" تنبىء بذلك فى اكثر من مكان فى عالمنا العربى والاسلام. أود الاشارة اخيرا أن بداية النهضه كصيروره قد تمت من خلال الثورات العربيه ولكن لكى تكتمل لابد من استمرارها كتجديد لمفهوم السلطه الحديث الذى يقتسم المجتمع بالعرض والطول وليس كجوهر فردانى يسهل حيازته والانفراد به كما هو حاصل اليوم فى عالمنا العربى المأزوم. النهضه ليس لها برامج مسبقه, هى فعل حالى فى اغلبه مفاجىء . يضع الامه على مستوى الفعل والانطلاق و ما يقوم به ويقدمه الكثير من الاخوه الاجلاء من برامج ودروس هو على مستوى الصحوه او اليقظه وهى صحوه او يقظه بشىء سبق واستقر فى الذهن ولكى يتحول الى نهضه ينبغى ابطال مفعوله الزمنى المادى لكى يتحول الى ذكرى وليس الى ذاكره متقده ومتمركزه حوله دونما انفكاك.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقه الوسطى القطريه
- -لولا بناتكم ماجيناكم-
- إسلامنا الجميل
- العُقده القَطريه
- الدوله المؤقته والربيع العربى
- فائض القسم...ماذا يعنى؟
- شيخ الدين -الفضائى- والكاتبه المبدعه
- كثرة الحديث عن الغائب قد يكرس غيابه الابدى
- ملاحظات على إنتخابات الكويت
- فقر التاريخ العربى
- عقلية الناخب وتحليل المرشح -نبيل الفضل-
- الخلط بين مايُفرز وما يُراكم
- عام المواجهه مع الذات
- مصير قطر بين المحامى وحارس المرمى-القولجى- الكويتى
- التاريخ بين حمله وبين تجاوزه
- مؤتمر للتنوع المذهبى فى الدوحه
- فى الخليج :ليس لدينا طغاه. لدينا نهج مستبد
- غابت الحريه فغاب المثقف
- الفرصه الدينيه والفرصه المدنيه
- إشكالية التخلص من الطاغيه


المزيد.....




- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - اليقظه ليست بالضروره-نهضه-