أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - الخطيئة الاستراتيجية الاخوانية














المزيد.....

الخطيئة الاستراتيجية الاخوانية


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 18:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أوقعت جماعة الاخوان المسلمين نفسها في خطيئة استراتيجية كبرى حين قامت بترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية المصرية ، فيما يعد استمرارآ لمسلسل الجماعة في التراجع عن وعودها الوهمية ، فقد كانت البداية مع اعلان الجماعة عن عدم ترشحها على أكثر من ثاثين بالمئة من مقاعد مجلس الشعب ثم قامت برفع النسبة الى أربعين ثم خمسين حتى أصبحت مئة بالمئة ، ثم اتبعت ذلك بتأكيدها جهارآ نهارآ أن الدستور سيتم التعامل معه بمنطق المشاركة لا المغالبة وانها لن تقدم مرشح منها لرئاسة الدولة ، فكان منطق القهر لا المغالبة هو السائد في انتخاب الجمعية التأسيسية للدستور ، ثم تشيحها لخيرت الشاطر على منصب رئيس الجمهورية .

ان استعراض هذا التاريخ القصير للجماعة منذ غزوة الصناديق واستغلالها للعواطف الدينية لدى العامة بالتشارك مع اخوانهم السلفيين وحتى اليوم ، يثبت تمامآ كيف أن تيار الاسلام السياسي انما هو تيار يسعى الى احتكار الدولة والحكم من القاعدة الى القمة ولايؤمن بالمشاركة أو محاولة التفاهم الحقيقي مع التيارات الأخرى خاصة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر ، والتي تستلزم من الجميع التكاتف والتشارك في البناء والا كانت النتيجة النهائية هي احتكار الهدم.

ومن ناحية أخرى فان ترشيح خيرت الشاطر الى جانب أنه يضعف من الصورة العامة لجماعة الاخوان المسلمين من حيث مصداقيتها في الشارع العام وفي الفضاء السياسي ويضعف من حظوظها وتأثيرها في أية انتخابات مقبلة ، الا أنه من زاوية أخرى يصب في مصلحة التيار الليبرالي لأن هذا الترشيح انما يعني تفتيت الكتلة التصويتية للمرشحين الاسلاميين وهم أبو الفتوح وأبواسماعيل والعوا اضافة الى خيرت الشاطر وهو بالطبع ما يصب في مصلحة التيار الليبرالي .

كما أن ذلك سيدفع الكتلة المتأرجحة من المصوتين التي لم تحسم موقفها حتى الآن وهم يمثلون كتلة تصويتية كبيرة الى اختيار التيار الليبرالي خوفآ من تغول تيار الاسلام السياسي واستئثارهم بالحياة السياسية المصرية على نحو يفوق الحزب الوطني المنحل في زمان سطوته وعنفوانه وهو الأمر الذي لطالما كان يحذر منه التيار الليبرالي وكان يقابل بمزيد من التشكيك والتكذيب من قبل تيار الاسلاميين ، ولكن اليوم اتضحت الصورة كاملة وأضحت شكوك ومخاوف وتحذيرات اللليبراليين لها محل من الاعراب والتنفيذ على أرض الواقع .

ومن المتوقع كذلك أن يلجأ أغلب الاسلاميين الى استخدام سلاح الدين والتوهيب التكفيري ضد الليبراليين ومؤيديهم في الانتخابات الرئاسية وغيرها من الانتخابات عبر أتباعهم من من كثير من أئمة المساجد والدعايات والشعارات الاعلانية ، وهذا هو دأب الاسلاميين خاصة مع خواء برامج أغلبهم أو تشابهها حقيقة مع برامج بعض الاسلاميين .

وهذا ما اتضح مع تدني الأداء السياسي والبرامجي لنوابهم تحت قبة البرلمان (وان لم يمكن استثناء نواب التيار الليبرالي من ذلك أيضآ) وانشغالهم بخلق حالة من العداء مع الحكومة والتيارات والقوى السياسية الأخرى بعيدآ عن المحاسبة والموائمة الفعلية والواقعية بعيدآ عن الأهواء والمطامع السياية الراغبة في احكام السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد بشكل احتكاري مهما تغنوا وأشعروا بغير ذلك .

ان مسؤولية التيار الليبرالي الآن أن يركز على اعلام الجماهير العامة بتلك المسائل السابقة وأن يستغل الوسائل الشيطانية التي يستخدمها الاسلاميون في تكفير الآخرين في بيان كيف يستغل الاسلاميون الدين للوصول الى مآربهم ، وأن يؤشر على مدى التعارض بين ما يدعوا اليه الاسلاميون في المؤتمرات ووسائل الاعلام من الدعوة الى المشاركة ورفض منطق التغليب وبين ما يقومون بتحقيقه وتنفيذه على أرض الواقع أمام مرأى ومسمع الناس من سعي الى السيطرة الكاملة ورفض الآخر ، وهو ما سيتوسعون في تطبيقه على الناس والمعارضين عامة بعد صبغه بالصبغة القانونية من خلال سيطرتهم على الحكومة والبرلمان والدستور ، في ميلاد واستحضار جديد لعصر الدولة الدينية من رحم العصور الوسطى .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الربيع العربي وشتائه
- لا للكراهية الدينية
- لماذا أبو الفتوح رئيسآ لمصر ؟!
- الصلاة
- الحج أشهر معلومات
- ماهية الليبرالية والعلمانية
- الى مرحلة انتقالية جديدة في مصر
- الخلوة والتعذير
- من قصص الظلام
- دلالات الفيتو الروسي و الصيني
- مصر ... لعبور المرحلة الانتقالية
- ستة أيام في خلق الأرض
- ما بعد اقتحام السفارة الاسرائيلية
- حكومات فاشلة
- التدخل العسكري في سوريا
- خطر الاسلاميون
- ثورات الحرية العربية وخريطة القوى الكبرى
- في الحجاب
- بين اسلام عصري وماضوي
- خفايا تاريخ السلفيون والاخوان


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - الخطيئة الاستراتيجية الاخوانية