أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جوري الخيام - اعلامنا -العرة -















المزيد.....

اعلامنا -العرة -


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 06:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إني أحقد على الاعلام المغربي حقداً غريباً يأخد من روحي شقفة ...ويمتلكني إمتلاكاً كلما ضغطت على الزر الأخضر ...امتعض فأرحل بالأزرار بعيداً عن المغرب .وأكن لأهله كل الإحتقار والضغينة لموت ضميرهم ونفاقهم الجامح .كثرت هوياته حتى فقد الهوية.يخرج وجهاً قبيحاً داكناً من جهزنا المستورد ،يصدر أصواتاً مزيفة مزعجة صغيرة . لم يتعلم شرف المهنة و لم يعد يعرف من أي فم تقال الحقيقة .
إعلام عضلاته الكذب وهدفه توطيد الصلة بين المشاهد و الجهل لا رسالة له .يسلط أقلامه عبيدا لخدمة الأقوى والأقوى يسلط ماله لشراء الإعلام ،رغم أنه رخيص بأصحابه ،رخيص لأنه بارع في سرقة أفكار الأخرين وتطبيقها بحذافيرها و بنشاز لأن عقلية المجتمعات مختلفة . و لأن الإبداع لا يباع و لا يشترى ولايمكن أن يستلف أو يكترى ، ولأن اعلامنا بارد المشاعر لا يعرف الإبداع ففي الأخير تكون النتائج هزيلة،لذلك تجدنا دائماً نبحث عن البديل وتجد الصحون البيضاء تغطي الأسطح تضيف جمالا ورونقا على بهجة المدينة .

أما الأخبار ....و يا ويلي من نشرات الأخبار "المتعددة الجنسية" ولست أدري لم يسمونها كذلك لأنها قد تكون اي شيء إلا نشرة أخبار. عندما كبرت لم أعد أفرق بينها وبين القناة الصغيرة، وقد كان برنامج الأطفال هذا آخر عهدي باحترامي للتلفزة المغربية ،فأنا كالاخرين فقعوا مرارتي بالنشاطات الملكية والتبولات المولوية والدروس الحسنية والكوميديات المحمدية و أروع شئ كان هو التعليقات المصاحبة لهذه "الأخبار" ....صوت هادئ يحدثك عن خطاً مسرعة أخدها الوطن في السنوات الأخيرة نحو التقدم والديمقراطية ...لازلت استغرب لم لم نصل بعد ! جفت أقلامهم وألسنتهم تحسيناً لظروف البلاد ...لكن الإزدهار والديمقراطية في الواقع ما هما إلا سراب وحلم يداعبا خيالنا الرومانسي ....يغرقانا في وحل الرضا ...إعلام كفيف يتأمر مع أولياء الأمور على إغتيال فكر الشعوب ...غيابه أكبر بكثير من حضور ه .

أمس تفرجت على محمد السادس في المدينة القديمة ...وأنتم؟ هل تفرجتم على السجان يتفقد سجونه...عن نفسي أحسست بالذل وكل المهانة عندما رأيت تلك المرأة نملابسها المنزلية ترتمي على يده وهي حافية القدمين وأنا لا أبالغ ، كانت شفاهها تقبل يده بلا وعي وتقول " عفاك ،عفاك،...." هذا يعني "من فضلك " يبدو أن عندها مشكلتها، لم يريد سماعها فهو هناك فقط ليجسد دور ملك الفقراء لا لأن يلعبه ،أحسست بالغثيان عندما خطف يده منها لتمسكها منه إمرأة خرجت من ورائها تأدي واجبها في غرس كرامة المغربي في الأرض وتحت الوحل. بحث عن المرأة ذات البيجاما البيضاء ووجدتها تحت إبط الحارس ذو الجلال والعضلات (أمام كل بيت وضعوا عنصر أمن لمنع الأهالي من الخروج من أبوابهم ناهيك عن رجال الدرك و الحرس الملكي و الشرطة ) ولولا أن المتنافسين على ممارسة واجب التقبيل والعار الملكي خرجوا من نفس البيت ويبدو أنهم جيران أو من نفس العائلة ،لصارت المدام شاوارما تحت أرجلهم ...فحمداً لله على سلامتك يا سيدتي وأرجوك و أرجوكم بإسم دينكم بإسم الكرامة التي تستحقون أن تتوقفوا عن صناعة الذل والخنوع .تلك الأيادي التي ترفسون بعضكم البعض لتقبيلها هي نفسها التي تسرقكم وخيرات بلادكم ،وهي نفسها التي تبيعكم الحليب والماء ولكهرباء بالغلاء و لا تتوقف عن رفع الأثمنة .تلك الأيادي تتقن نهبكم، تنتزع ما هو لكم و ملككم وترككم تتذللٌون لصاحب الدكان من أجل نصف رغيف وبيضة ، وإذا رفض فعائلة بأكملها تحتضن جوعها و تنام. تلك الصور التي تعانقون هي لشخص أنتم لاتعرفونه ولم تروه من قبل سوى من خلال التلفاز . هو شخص عادي مثلنا جميعاً يتوجب عليه الذهاب إلى الحمام وغسل يديه بعد ذلك ، لكنه ولد إبن ملك فلو كان أبن جيرانك لربما كان معلماً أو طبيبا أو إسكافياً.. من يدري ؟ هو إذا شخص عادي إبن ملك قد يقتل أياً منا بلا رحمة فقط لأنه لا يتفق معه. لا يحرك ساكناً لأجلنا واسألوا كل قاصر مغتصبة . كفوا عن تقبيل الأيادي فلو قبلتموها خالدين ما حل ذلك أياً من مشاكلكم ...ولربما تقول لي أن عدم تقبلها يزيد المشاكل وأنا أقول : ربما معك حق ....لست أدري. فيا حيف يا بلدي هذا هو الشيء الوحيد الذي تميزتي فيه عن باقي بلدان العالم ،اه ! عفواً نسيت جريمة التعدي على قدسية الملك . ما أحلى الإجرام ..لقد أدمنته !

إن الإعلام يحاول أن يرسم الملك بريشة تزين الأخلاق والنفس والصورة ،وقد نجحوا إلى حد كبير ، و أنا لا استطيع أنا ألوم من كبر وشب وشاب على إذاعتنا وجرائدنا فهؤلاء مفقودون كأمي وجيلها مثلاً فقد مرضت مرضاً مخيفاً لم ندري ما أصابها أو ما علاجها حينما توفي الحسن الثاني . غريب أمر هؤلاء الناس يعبدون قاتلهم ويهللون لترميم المسجد والزاوية . لا تفرحوا كثيراً فذاك ليس حباً في محمد ولا إيماناً به ولكنه حباً في الجهل وإيماناً بأن أمية الشعب تحفظ العرش من إثم إردة الشعب . فشعب أميٌ لا يعرف حقوقه سهل القمع لا يريد سوى الخبز و يقاوم المرض لا يطلب الدواء إلا إذا كان فعلاً يحتضر . أما شعب مثقف واعي فوف يريد محاسبة الملك وإسقاط نظامه الفاسد .

"يحسن عوانك ابلادي" فإن أبناءك يرتضون الجوع و الذل بديلاً ويؤمنون بعبادة الملك، حتى أني صرت أخجل أن أقول أن الله غير موجود فأنا رأتهم يفرشون له السجاد الأحمر في أماكن لم تصلها شاحنات البلدية منذ انشائها في المدينة العتيقة ،و رأيتهم ينحنون له حتى تلمس جباههم الأرض .و لابد أن تتسائل نفسي المريبة عن كيفية عبادة المغاربة لملكهم ....أقصد لربهم خلف الأبواب المغلقة ؟...فلترحمينا يا حياة من مهرجانات تقبيل الأيادي....و من محمد السادس وباقي اللصوص . و لتعتقي أدمغتنا وأدمغة سلالتنا من هذا الإعلام المنافق العرة .

أما أنبياء القنوات الدينية ،فحدث ولا حرج، يتسلحون بجهلهم و يعتلون المنابر..ينشرون شذوذ فكرهم وسواد قلوبهم ...يبشرون بنيران جهنم صباح مساء ....يقودون أطفالنا و شبابنا إلى العزلة والتطرف و يلقنوننهم العنف والكره والخضوع منذ نعومة الأظافر . ويا ليثهم يتفقون ، فكل يغني لنجواه وناديته وخديجته على أنغام عنيفة جاهلية. فخد عندك ببن السنة والشيعة كره و إحتقار و حرب ،و الإسلام مذاهب و المسلمون درجات وطوائف ...وكل واحد على حق، ولاثباث ذلك يجري الدم إلى الركب . وحين يتحول الدين إلى أقلية وأغلبية يصير الصراع أكثر دموية وأقبح ،و طبعاً يكون الإعلام سلاحاً للأقوى يؤلف ، يصنع الحدث ،يذيع الخبر ويعاقب المذنبين .

فإلى متى سنظل بلا إعلام؟ متى تنظف قنواتنا من الطفيليات مثل تلاميذ مصطفى العلوي و عمرو أديب ( محترف ركوب الموجات و لعق الإمتيازات من مصادر القوة )؟ متى تصير النزاهة و صحة الخبر من مميزات اعلامنا المنحط ومتى تتحرر الكلمة ويصير شرف المهنة شيئاً يحترم؟ متى يا وطني سوف تنصف الإبداع وحرية التعبير ؟ متى يتوقفون عن حشو عقولنا بمهند و عاصي ومرسيدس ؟ جميل أن نتعرف على كل تلك الثقافات التركية والهندية والكورية لكن ليس عن طريق فك العقول بمسلسلات مدبلجة لا هوية لها ولا موضوع تجعل عرب ادول يبدو مفيداً وراقياً .

تحية خاصة جداً جداً إلى رشيد نيني وكل ضحايا إغتصاب حرية التعبير في المغرب وفي الوطن العربي ...



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحة دينية
- الأنثى و سيف الرجولة
- نساء المغرب : إغتصاب و جزر
- تعرية ذاتية... -جهادي -
- أمينة الفيلالي لن تموت.
- في مصانع الرجال ...
- قليل إعدام الأسد
- زنگة زنگة على نغمات مغربية.
- أنوثة محنطة.
- رفقاًً بالحيوان العربي ...
- حضرت الثورة وغاب الله .
- حلال دم الفكر و الحرية
- المرأة تحت ضلال الله
- الشعب يريد -إسقاط النظام-
- لعنة الحقيبة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جوري الخيام - اعلامنا -العرة -