أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دانا جلال - الانتخابات العراقية وفسحة الامل بين أطلال جمهورية القمع وخطى جمهورية المنع















المزيد.....

الانتخابات العراقية وفسحة الامل بين أطلال جمهورية القمع وخطى جمهورية المنع


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع اكتشاف قوانين الديالكتيك المادي والتأريخي بدأ المفهوم الانساني للعلاقة بين المتناقضات يتخذ منحنيات مختلفة عن المفاهيم التي كانت سائدة في المجتمعات الانسانية والتي لم تخرج عن اطار مفاهيم الاختلاف القطبي في الاتجاه مع علاقة عكسية تحدد وترسم موازين القوى لطرفي التناقض ( فالخير والنور والحق نقيض للشر والظلام والباطل ) . وكان لمفهوم وحدة وصراع المتناقضات والمسافة الديناميكية بين طرفي التناقض اهم ماتناولتها الفلسفة والسياسة في العصور الحديثة مع اهمال القدرة الحركية لطرفي النقيض ووصفها وتحليلها باعتبارها قوى ثابتة في شكلها وجوهرها ، في خصائصها والياتها .
غير ان حقائق التاريخ الانساني و بالاخص السياسي منها تؤكد ديناميكية طرفي النقيض وقدرتها على الاستفادة من اليات الطرف الاخر في ظروف تأريخية معينة ، فعلى سبيل المثال اتخذ الحزب النازي الالماني بقيادة هتلر الاسلوب الديموقراطي للوصول الى السلطة ومن ثم قمع الديموقراطية داخليا وتصديرها خارجيا وذلك بعد فوز الحزب الاشتراكي النازي في انتخابات عام 1933 .
ويمكن اعتبار التجربة الجزائرية وفوز الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجولة الاولى لانتخابات عام 1991واحتمال استلامها السلطة ( لولا الغاء الجولة الثانية للانتخابات) مثالا قريبا لتحول القطب االمعاكس للدخول في طقوس الديموقراطية بغية فرض مفاهيمها الخاصة حول الديموقراطية والتي تتناقض شكلا وجوهرا عن المفاهيم المعاصرة للديموقراطية السياسية .
ان التجربة الجزائرية وضعت الديموقراطية في مأزق الاختيار، وكل الخيارات كانت قاسية فأما الاستمرار بالمسيرة الديموقراطية وفوز الجبهة الاسلامية للانقاذ واستلام السلطة وهذا الخيار كان يمثل انتصارا للمنهج والفكر الديموقراطي مع هزيمة للتوجهات الديموقراطية المستقبلية . والخيار الثاني والذي فضله النظام من خلال الغاء الجولة الثانية وما ترتب عليها من هالة الشكوك حول شرعية النظام ( من وجهة نظر المعارضة ) مع ديمومة المسيرة الديموقراطية .
اما التجربة العراقية والذي يتميز بتحول كل القوى والاحزاب السياسية العراقية( عدا الاشد رجعية منها) نحو القطب الديموقراطي على الاقل في خطابها السياسي اليومي وهي حالة ايجابية في مجتمع لم يعرف طيلة تاريخه السياسي هامشا ديموقراطيا في لحظات تاريخه الممتد الى مايزيد عن 5 الاف سنة، في مجتمع تنهشه فتاوى الارهاب وبقايا الفاشية وامتداداتها المتخذة عناوين ومسميات جديدة اضافة الى مرجعيات كنا نتوخى منها الابوة كما تدعي وليس الوقوف مع قائمة دون اخرى واعتبار التصويت لها واجبا شرعيا واسلاميا اضافة الى قرارات وقوات دولية مع اجندة اقليمية كل ذلك يقترن بالاتفاق على الاختلاف حول المسائل الملحة كمسألة الديموقراطية والفيدرالية وحقوق المرأة ووضع الطبقات الكادحة ان كل ذلك يجعل من كل الاحتمالات ممكنة وخاصة في ظل عموميات البرامج السياسية للقوائم الانتخابية دون التطرق الى التفاصيل وكيفية تنفيذ تلك البرامج .
ان تغييب الفكر والمعلومة في زمن القمع الفاشي اضافة الى تشويه التاريخ السياسي للاحزاب العراقية العريقة واضعافها من خلال القمع الدموي وغياب الديموقراطية السياسية وعدم افساح الوقت الكافي للاحزاب السياسية لتعرف نفسها وتتعرف عليها الجماهير سيؤثر سلبا في قرار ووجهة التصويت واقل ما يمكن القول عنه هو التأثر بهالة الاسماء والرموز .
التخفي خلف عمومية البرامج
ان اهمية الانتخابات العراقية لاتكمن في كونها الخطوة الاولى وبوصلة اتجاهنا نحو المستقبل بل تتعداها في التأثير على الخارطة الجيو سياسية للمنطقة بأكملها ، فالمنطقة الممتدة من افغانستان ولحدود السودان تعتبر منطقة رخوة سياسيا قد تشهد زلزالا سياسيا في اية لحظة وخاصة في ظل تداخل المصالح وتقاطع الاهداف ويمكننا القول ان الحدود السياسية في المنطقة اصبحت وهمية في ظل مفاهيم تصدير الثورة والنموذج السياسي المفروض باليات العولمة العسكرية والاقتصادية المتخذة شكل وجوهر الامركة ، ومن اشكال التدخل السافر في مستقبل العراق طرح السيد اية الله الحائري من ايران لدستوره المقترح لجمهورية العراق الاسلامية والذي قام من خلاله بأختزال الشعب العراقي وحقه الشرعي في كتابة دستوره .
ان العراقيين كانوا ينتظرون من الاحزاب والقوائم المتنافسة ان تطرح تصوراتها للدستور التي ستكتبه حال فوزها بالانتخابات بدلا من التخفي خلف شعارات حالمة تستمد نبضتها من مطاطيتها وتعدد تفسيراتها والتي تخلط الاوراق السياسية حاليا وتخلقها لاحقا .
فنطازيا وكايكاتيرالانتقال نحو القطب الاخر
ان خطاب الاسلام السياسي يتسم بقدرة حركية كبيرة في الانتقال من والى طرفي القطبين لتصل الى حد المفارقة في الموقف من قضايا الشعوب الاسلامية ، فهي ديموقراطية وتؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها حينما يتعلق الامر بالفرس والافغان والباكستانيين وشعوب الواق واق وان انشاء دول قومية لتك الشعوب لاتتعارض مع الوحدة الاسلامية ولكن نفس تلك القوى والاحزاب تقف موقفا غريبا ان لم نقل شوفينيا تجاه حقوق الكورد ، فالاحزاب الاسلامية وبكافة مذاهبها وعبر كل مؤتمراتها ومنظماتها الاسلامية وقفت بالضد من الحقوق المشروعة للشعب الكوردي . ومن خلال درسة البرامج الانتخابية نلاحظ ان اغلب القوائم الانتخابية وضعت في برامجها حق الكورد بالفيدرالية وهو امر جيد ولكن وضع تفسير غرائبي وفنطازي لموضوعة الفيدرالية من خلال ربطها بموقف الاخرين يعتبر اكتشافا جديدا تضاف لمفاهيم سبقتها باعتبار الكورد ابناء الجن او احد فروع القبائل العربية.
ان الشوفينيين الجدد يربطون حق الشعب الكوردي الذي قدم عشرات الاف من الشهداء من اجل قضيته العادلة بموافقة ابناء العوجة من الفيدرالية.
ان الخطاب السياسي للاحزاب الاسلامية ستنتقل الى القطب الاخر حينما يتعلق الامر بالقضية الشيشانية بالرغم من استخدام بعض اجنحة الحركة القومية والاسلامية الشيشانية لاساليب الارهاب الدموي فنجدها تقف بدون حدود مع حق الشعب الشيشاني بأنشاء دولته القومية وعدم الحاجة بربطها بموافقة ابناء العوجة الروسية في روسيا الاتحادية .
ان الشعار السياسي والبرنامج الانتخابي تملك قدرا كبيرا من المرونة والمطاطية اضافة الى تعدد تفسيراتها بحيث يجعل من اشد القوى شوفينية تمتلك فسحة للمناورة الانتخابية والتي كانت ستفقدها لو تم طرح تلك القوائم لتصوراتها عن الدستور التي ستكتبها حال فوزها ، ورغم ذلك يمكن تجاوز الامر من خلال اقامة مناظرات تلفزيونية لممثلي القوائم الانتخابية لطرح المواقف بكل وضوح ودقة حول اهم المسائل التي تهم ابناء الشعب العراقي .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذارى الشوفينية في شرنقة الفكر- السفيانية والانتخابات العراق ...
- قراءة في اوراق استشهاد الشيوعيين
- لقمر الدراويش وسرها الاجمل الشاعراحمد الياسري
- لنرجم ثقافة الرجم واغتيال الحلم
- زهور المسيحيين وسيوف الارهابيين
- حلم بابلي وشعب برومثيوسي
- تاريخ السم في السياسة والثقافة العربية
- صمتا فقد رحل الدرويش سلمان شمسة
- رسالة الى السلطات السعودية
- بروتوكولات حكماء شوفين
- بيان خانقين
- تحولات النار وصدى الحلاج بانتصار الحق
- مأزق النصرالامريكي _ قراءة في بقايا حجر الجدار البرليني
- الاكفان المهزومة
- البرتقالة وجنجاويد الثقافة العراقية
- جيولوجيو الفكر وشعراء الحجر الكوردستاني
- معزوفة الوتر المنفرد(ردا على مقالة امين عام المنظمة العالمية ...
- نضال الكورد والخروج من مثلث الهامش السياسي والجغرافي
- من اجل السلام والديموقراطية
- المهمل والمنسي في محاكمة صدام


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دانا جلال - الانتخابات العراقية وفسحة الامل بين أطلال جمهورية القمع وخطى جمهورية المنع