|
في الذكرى 78 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
حزب اليسار الشيوعي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ياجماهير شعبنا .. ياأيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون .. يا ايها العادلون .. يحتفل الشيوعيون العراقيون بفخر في هذا اليوم الخالد . ويمتد هذا الفخر ليلامس شغاف القلوب ، فهو يوم مجد التضحيات التي سطرها الشيوعيين على طول تاريخ الحزب ، في سبيل حرية وسعادة الشعب . وفي كشف الحساب الذي على الشيوعيين أن يقدموه ازاء الوضع الراهن ، في هذا الوقت الذي يعيش فيه العراقيون محنة حقيقية ، اختلطت فيها الحقائق بالمؤامرات ، وتحوّل العراق إلى غنيمة لاشخاص واحزاب صنعتها المصالح الدولية والاقليمية ، وتعرضت فيه الثروات الوطنية للنهب المنظم ، يتعين على الشيوعيين والوطنيين مراجعة جادة ، تُؤسَس على الكشف عن طبيعة السلطة والنخب الحاكمة المتنفذة وفضح ارتباطاتها وخياناتها للوطن ولفقراء الشعب والكادحين العراقيين ، وهو الأداة الفاعلة والسلاح الذي يجب أن يوضع بين يدي الجماهير . في رؤيتنا الجدلية للاوضاع السياسية والاجتماعية كنا ندرك تردي هذه الاوضاع ، وحين قلنا في بياناتنا السابقة أن الفاشية تنبعث من جديد في العراق ، فقد كنا نرى المستنقع الذي تتردى فيه العملية السياسية سيئة السمعة ، ونرى كيف يستحوذ المتنفذون والنخب الحاكمة على كل شيء ، ويقضون على آمال بسطاء الناس من الكادحين وفقراء الشعب . ويصادرون الحريات وينظمون سلطاتهم الاستبدادية ، فقد امتد استبدادهم ليطال حتى شركائهم في العملية السياسية المشوّهة ، حين أصدرت الحكومة الفاشية أوامرها في تعقّب ومتابعة الشيوعيين واليساريين العراقيين ، واصدرت مؤسساتها الاستخباراتية كتاباً صريحاً بهذا الخصوص ، وحينما انفضحت هذه القضية لم تنكر الحكومة فعلتها هذه ، ولم تعتذر والتزمت الصمت مع أن الاتهامات موجهة إليها . إن العراق يتعرض للنهب والتدمير ، وتتسلط فيه الارادات الفردية وينشا الاستبداد وتنمو الفاشية تحت انظار الجميع، فها نحن نشهد طغاة بغداد الجدد يستبدون ويستأثرون بالسلطة المطلقة ويعطلون بناء الحكومة مهما كان شكلها هزيلاً ومشوهاً . ويصادرون حرية الجماهير في التجمع والتظاهر الذي أقره دستور رسمه لهم المحتلون ومنحوهم فرصة استغلاله لخدمة مصالحهم المشتركة . كما أن سياسة دكتاتور بغداد واضحة تماماً في تكميم الأفواه ، والعمل بسياسة كاتم الصوت ، للفصل في صراعاته السياسية ، فضلاً عن تصفية خصومه ، والاستهتار بأرواح الناس ، بعد أن استولى على قيادة القوى الأمنية والسلطة العسكرية ، معيداً للاذهان صورة الدكتاتور المقبور ، مع عجزه الواضح عن مكافحة الارهاب الذي يحصد ارواح الابرياء من فقراء الشعب ، ثم تطبيقه سياسة تسقيط خصومه الذين لا يبزهم ولا يبزونه في خيانة الجماهير وفي سوء استخدام السلطة والاستبداد بشيء ، ناهيك عن التعامل بفوقية مع ابناء الشعب . نحن الآن لسنا بصدد الكشف عن المباذل والخيانات والتندر على جرائم السلطات . وإنما ندعو ونأمل بالعمل على تشخيص هذه القوى وصراعاتها وطبيعتها وارتباطاتها المشبوهة . وحين نطلق على المتنفذين وصف ( السياسيين التجار) والعملية السياسية (العملية التجارية ) فنحن لانبتعد عن التشخيص . نعم، إن هذا الوصف يليق بالصحافة اليومية ، لكنه لا يفصح عن طبيعة الارتباطات المعقدة للمتنفذين في السلطة وصلتهم بمراكز الاستغلال والنهب الدولية ، والهيمنة الرأسمالية المعولمة بابشع الصور وحشية . تلك الارتباطات التي تفضحها الطبيعة الطبقية الهشة للنخب الحاكمة من الكومبرادور سريع النشأة والغريب ، الشبيه بعصابات السطو المسلح والمافيات ، هذه النخب المرتبطة باقتصاديات العولمة وسياسة النهب الامبريالي الجديدة التي تنظمها الاحتكارات الكبرى . إن اعداء الطبقة العاملة هؤلاء ، مفقري الشعب ومجوعي الجماهير ، ينعمون الآن بخيرات العراق بعد أن تقاسموا السرقة مع الاحتكارات الراسمالية الدولية ، وسيبقون خدماً للامبريالية الجديدة ، ويبقون المتسلطين والقابضين على مصائر ابناء الشعب ، وسيزدادون وحشية يوماً بعد آخر ، ولا سبيل للخلاص من سماسرة القوى الاقليمية والعالمية هؤلاء إلاّ بنهضة الجماهير . فإننا نشهد كل يوم التبجح بالخيانات وكأنها مكاسب وطنية بينما تُغيَّب الارادة الوطنية ، وتُرسم السياسات خارج البلاد وتُصدّر إلى الداخل لتنفيذها من قبل الزمر الحاكمة وفقاً لارتباطاتها المعروفة . ونحن إذ نكرر مرة اخرى ؛ منتهزين هذه الذكرى المجيدة ، ذكرى تاسيس حزبنا في 3 آذار عام 1934 ، فإننا ندعو الشيوعيين العراقيين إلى الكشف عن جرائم وخيانات النخب الحاكمة وفضح دورها في استرخاص الدم العراقي ، وافقار الجماهير ، واستحواذها على الثروة الوطنية وتقاسمها مع القوى المرتبطة بها بصك الخيانة ، واستنهاض الجماهير والسير في مقدمة الصفوف وتحمل مسؤوليتهم التاريخية بجدارة وشجاعة . ولنكن كالذين سبقونا من الشيوعيين في تضحياتهم وشجاعتهم . عاشت الشيوعية .. عاشت الجماهير حرة .. المجد لشهداء الحركة الشيوعية العراقية ..
الحزب الشيوعي العراقي – اليسار 31 آذار 2012
#حزب_اليسار_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الأول من أيار ، عيد أم ماذا ؟
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|