عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:31
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
هذه رسالة قصيرة بعثتها الى السيد رياض العصري رداً على مقالته "الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد) 3 " في الحوار المتمدن وددت ان اشارك الاخرين بها ...مع بعض التنقيح والاضافات
برأيي ان مقالتك ترى مفهوما مجتزءاً ومبتوراً وعاطفيًا ومحدودًا للحرية وهي حرية النقد والتعبير في اقصى الحالات ( اي الديمقراطية البرلمانية) ولا تأبه بحياة البشر وحريتهم الحقيقية في الاختيار والتخلص من الظلم اي كان مصدره. كما انها تهمل وبشكل واضح الجرائم المروعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة للجماهير بحجة انها محررة. مئآت الالاف من البشر قتلوا والاف المنازل هدمت والملايين من النساء صرن تحت تأثيرات الرجعية الاسلامية والدينية المتخلفة ووحشية النظام العشائري والالاف من الشباب ضائع في مجتمع لا أمان فيه ولا استقرار وتستشري فيه البطالة وتعمه الفوضى.
كان صدام والبعث يبرر الوحشية بالعروبة ومحاربة اسرائيل واليوم امريكا تبررها بالديمقراطية ومحاربة الارهاب التي كان لها ضلع في امداده بالقوة والدعم.
وفوق كل هذا وذلك ، من يقول ان المجتمع في العراق سينعم بالديمقراطية كما تقول؟ نحن نرى ان المؤشرات تدل على تعاظم التفرقة الدينية والمذهبية ومعاداة العلمانية والتمدن وزيادة الاحقاد القومية وارجاع مكانة وحقوق المرأة الى الوراء ومحاربة العمال والكادحين الخ .ان نظام البعث كان وكأي نظام قومي نظاما مجرما وقد عانى الناس منه ما عانوا ولكن تغيير حياة الناس اذا لم يكن بايديها ووفق ارادتها فان معنى ذلك انها تنتقل من يد مجرم الى يد مجرم(ين) اخرين. كما ان عدم قدرة الناس على تغيير مسارات حياتها في العراق كان سببه اضافة الى الاستبداد السياسي للبعث ( كما تقول) هو الويلات التي لعبت "محررة الشعوب!!" دورا محوريا في تسببها - من تأجيج الحروب الاقليمية وحملات الابادة الجماعية ودعمها للانظمة القائمة بها ومنها نظام صدام نفسه الى تشجيع محاربة قوى اليسار ومساندة المشايخ الرجعية المتوحشة في السعودية والخليج الى تقوية نفوذ الاسلام السياسي الى الحرمان والتجويع من خلال الحصارات وبالتعاون مع نظام صدام نفسه والانظمة المحيطة الخ .
واخيرا لم يجب علينا في القرن 21 ان نُخَيَر بين الحرمان من الحرية وبين الجوع؟ ان الناس أنفسهم ينتجون خيرات المجتمع والرفاه. لمَ عليهم اما ان يجوعوا او ان يقمعوا ؟؟ سؤالي برسم الجواب..
.مع التقدير
#عصام_شكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟