|
الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماوية - الفصل الثاني - تراث الثورة الصينية الثانية ونشوء الماويّة
بيير روسيه
الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:36
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في مراجعتهم للمجرى العام للثورة الصينية، مال العديد من المؤلفين إلى إدراك الأثر الذي تركته هزيمة 1927. ويتمحور تحليلهم حول النقاط التالية: - كان انتصار الثورة البروليتارية تحت قيادة شيوعية أمراً مستحيلاً في الصين في تلك الفترة. ويحتاج المرء إلى الأخذ بعين الاعتبار للعلاقات الطبقية بين القوى، الحجم الهامشي للبروليتاريا، والعلاقات السياسية بين القوى، حداثة الحزب الشيوعي، لفهم ذلك. - بالرغم من السجالات العنيفة بين ترو تسكي وستالين، فقد كانا موافقين على جوهر المسألة: فكلاهما ينظران إلى الصين من منظور مفاهيم غربية و"أرثوذكسية" جداً: ثورة طبقة عمالية، مدينية انتفاضية، مدعومة من الفلاحين والانتفاضات الريفية. - المشروع الماوي كان الوحيد المتطابق مع الواقع الصيني. غير أن هذا المشروع-حرب شعبية طويلة الأمد في الريف- بقي خارج إطار أي من الأطروحات الواردة في الصراعات الداخلية للحزب الشيوعي (البلشفي) في الاتحاد السوفييتي و الكومنتيرن. فقط مع ظهور ماو ولد "الطريق الصيني" وكذلك الماركسية الآسيوية. كتبت هيلين كارير دنكوس وستيوارت شرآم في دراستهما المثيرة حول الماركسية وآسيا: "لقد سبق وذكرنا انتقادات ترو تسكي للتكتيكات التي تبناها المؤتمر السادس التي رآها باباً مفتوحاً أكثر من اللزوم للتعاون مع البورجوازية بالرغم من كل التحفظات التي لف بها المؤلفون قرارهم. في الواقع، على أي حال، حين ينظر المرء إلى هذه الفترة في المنظور التاريخي، فإنه يصدم على الأغلب بالتشابهات بين موقف ترو تسكي وموقف الكومنتيرن، مثلما تأكد مراراً ودون تغيير تقريباً، من 1928-1934. وبالفعل، فإن قراراتها وتوجهاتها حول الثورة الصينية (منشورة باختصار في هذا الكراس) تكشف عن نزعة عقيدية تماماً كتلك التي أبداها ترو تسكي بصدد تطبيق مفاهيم وشعارات صاغها الذهن الأوربي في أوضاع أوربية وفي واقع غريب كلياً: أولية المدينة على الريف، الأهمية الحيوية لإعطاء الهيمنة "للعمال" على الفلاحين، الإيمان في انتفاضة جماهيرية من نموذج الثورة الروسية- كل المقولبات [المقولبات: صورة عقلية يشترك في حملها أفراد جماعة ما وتمثل رأياً مبسطاً إلى حد الإفراط المشوه أو موقفاً عاطفياً.] كانت موجودة. ومع ذلك، فقد كان هذا، في الواقع، كلاماً لا أهمية له بالنسبة إلى الشخص الذي راح يأخذ باضطراد الهيمنة الفعلية لـ ح.ش.ص بين يديه، بالرغم من أنه سوف يأخذ القيادة الفعلية للحزب فقط في 1935، خلال المسيرة الطويلة . كان مصمماً على التصرف بطريقة مختلفة جداً (1). إن الحكم الذي يطلقه كارير دنكوس وستيوارت شرآم يثير مشاكل مهمة وجوهرية. ولا يسع هذا الفصل سوى التعامل مع بعض منها، في حين نرجئ البعض الآخر إلى ما بعد. الحجة مثيرة للاهتمام، إذن، لكن كما هي الحال في النقاشات الاستعادية retrospective [الاستعادية أي التي تتناول أموراً من الماضي] فإن من الصعوبة الغوص فيها. هناك خطران ينبغي تجنبهما: الأول هو نظرة تبريرية للتاريخ المنصرم. (الهزيمة كانت محتمة طالما أنها وقعت بالفعل)، الثاني إعادة كتابة التاريخ بمنطق أيديولوجي بما يخص ما كان يجب أن يحدث (مع خط آخر، أي شيء كان محتملاً). المعالجتان تنتهيان بتعقيم التفكير التاريخي والسياسي. الأولى تقود إلى دراسة "الطريق الماوي" بمعزل عن الميراث الغني لفترة 1925-1927. والثانية هي القرين المعادل للأولى: إنها تجعل من "الطريق الماوي" انحرافاً مؤسفاً طالما أن الثورة البروليتارية "الحقيقية" في سنوات 1920 قد أكدت شمولية "الطريق الروسي" . كلتا النظريتين تبسطان بشكل فج ديالكتيك التاريخ. نظرة مستقبلية على الثورة الصينية الثانية لا أدعي امتلاك معرفة تاريخية ملموسة بشكل علمي بما يكفي لتحديد البدائل الفعلية بما يخص الصين في سنوات 1920. و لكنني أعتقد أن الملامح التالية تستحق الإشارة إليها: يبدو أنه كان من غير الممكن تماماً للحركة الشيوعية أن تستطيع الانتصار في الريف عموماً في 1927. يشير رولاند ليو، من بين الكثيرين غيره، إلى أن هزيمة العمال في 1927، في الوقت الذي تعود فيه بجانب كبير إلى الإستراتيجية التي اتبعها الأشخاص المعنيون، وخاصة أخطاء الحزب الشيوعي الذي كان يوجهه ويقوده دليله ومعلمه السوفييتي تنبع أيضاً من الحدود الأكثر موضوعية للطاقة العمالية (...) من نضج بطيء أكثر من اللازم في مواجهة الأخطار التي كانت تحيق بالصين" (2). فيما كانت تكمن إذاً القوة النسبية للقوى الطبقية في الصين في سنوات 1920؟ "بورجوازية غير آمنة، تابعة بشكل كبير للإمبريالية، بروليتاريا واعدة إلى حد كبير ولكنها لا تزال في صيرورة التكون، طبقة فلاحية مثقلة بالآلام والطاقات ولكنها لا تزال تعود بأنظارها إلى "الأيام الجميلة الماضية." بلد تهدده من الخارج الأطماع الإمبريالية وتنخر فيه من الداخل أهواء "أمراء الحرب" المتنافسين، هذا دون أن نذكر بقايا البيروقراطية القديمة والملاكين العديدين المصممين على أن لا يفلتوا من قبضتهم أدنى جزء من امتيازاتهم، تلك كانت الصورة القاتمة للصين في سنوات 1920. في هذا السياق، من الأسهل فهم الأسباب الموضوعية لهزيمة الثورة الصينية الثانية في 1925-1927. بالرغم من هذا – و رولاند ليو لا ينكر ذلك- فقد وقعت ثورة حقيقية وفعلية في 1925-1927. إن هذا برهان بالواقع، في هذه الحالة، على حقيقة هائلة: كان على الوضع الموضوعي أن يكون ناضجاً على الأقل من أجل ذلك. صحيح أن هذه الثورة كانت لها تقييداتها، ولكنها كانت تمثل مع ذلك لحظة حاسمة في طور الصين المعاصرة. إن حدودها الموضوعية لا تقلل من أهميتها التاريخية. الثورة الصينية الثالثة - التي بدأت في إطار المقاومة المعادية لليابان وانتهت بانتصار 1949- هي حقيقة كبيرة أخرى تبرهن أن الصين كانت حبلى بالثورة في سنوات 1940. النقطة هنا هي أن نقاط القوة والضعف لهذه الثورة الجديدة كانت إلى حد كبير، موروثة من العشرينات. هذه الملاحظات تضع حدين أمام حقل الاحتمالات.كانت هنالك طاقة ثورية طالما كانت هناك ثورة. غير أن هذه الثورة، التي كانت في وقت واحد ذات طبيعة وطنية وزراعية و بروليتارية، لم تستطع بسهولة (أو لم تستطع بعد) أن تولّد سلطة حكومية مستقرة من طبيعة طبقية جديدة. اعتبار أساسي آخر هو أن الهزيمة الساحقة في 1927-1934 لم تكن في أي حال حتمية. لقد كانت نتيجة السياسة العمياء للشيوعيين إزاء الكومينتانغ وتلاحق التوجهات الانتهازية واليسارية المتطرفة. بين انتصار الثورة البروليتارية في سائر الوطن وما حدث في الواقع كان هناك مجال لمخارج جديدة متعددة. إن "العامل الذاتي" ، الخط الذي اتبعته القوى الثورية خلال هذه السنوات العصيبة، لعب دوراً حاسماً على هذا الصعيد. كان خط الحزب قد وضع في موسكو. ومن هنا تأتي الأهمية والاهتمام اللذان استقطبتهما الانتقادات التي وجهتها المعارضة اليسارية للسياسة الستالينية. من الاتحاد السوفييتي، لم تستطع المعارضة أن تضع توجهاً استراتيجياً ملموساً بالنسبة إلى الصين، ولربما كان بعض التروتسكيين قد اعتقد خطأ أن ذلك ممكن. ولكن مهما كانت الفرضية الإستراتيجية في 1926-1927. فقد كان على الحركة الثورية الصينية أن تستعد لمجابهة وشيكة مع قيادة الكومينتانغ. أدركت المعارضة في الاتحاد السوفييتي الأهمية الحيوية لهذه المسألة. إن تحذيراتها ونصائحها قد تكشفت عن كونها توجساً مسبقاً بما كان ينتظر لسوء الحظ الثورة الصينية. خلافاً لذلك، أنكر ستالين وجود الإشارات التي كانت أفصح ما يكون واستمر في سبيله حتى آخر دقيقة. والأسوأ من هذا، أنه كرر الخطيئة الانتهازية مرتين، أولاً مع تشيانغ، ثم مع وانغ). ثم ما لبث أن وثب إلى موقع أقصى اليسار حين كانت الهزيمة قد وقعت. لا يمكن وضع ترو تسكي وستالين على قدم المساواة. ففي إطار السجال الذي كان دائراً في الاتحاد السوفييتي و الكومنتيرن، كانت وجهة النظر السياسية للمعارضة قد أثبتت صحتها بجلاء. والأكثر من ذلك، أن الجناح الستاليني هو الذي كان يقبض على السلطة ويحظى بإصدار الأمر وهو لهذا يتحمل مسؤولية الهزيمة. إذا كان من الصعب أو من المستحيل على الثورة أن تحقق نصراً كاملاً في ذلك الوقت، لم تكن الهزيمة في أي حال أمراً لا يمكن تجنبه، فماذا كان بوسع الثورة الصينية الثانية أن تتمخض عنه إذاً؟ في مناقشاته مع إدغار سنو في 1936-1937، أشار ماو تسي تونغ إلى أنه لم يكن في مقدور سياسة أخرى أن تجعل ممكناً إلحاق الهزيمة بالثورة المضادة ولكن "كان من الممكن للسوفييتات أن تشكل انطلاقة هائلة في الجنوب، وقاعدة من شأنها أن تؤلف فيما بعد حائلاً دون تعرضها إلى السحق" (4) هذا المخرج مهم جداً. في السياق الصيني للزمن، قادت الحرب الأهلية التي شنها تشانغ كاي تشيك في نيسان 1927 بشكل لا يرد إلى مجابهة ثورية طويلة الأمد. في مثل هذه الظروف، كان هناك مجال لإقرار وضع تقوم فيه ازدواجية السلطة الإقليمية territorial. هذه ليست فرضية تأملية بل حقيقة تاريخية بالرغم من مدى الهزيمة وخطأ الخط المتبع، لقد انبثق وضع كهذا. ظهرت "السلطة الحمراء" في مناطق متعددة، ومارست نشاطها لسبع سنوات في جنوب الصين ووسطها، وعاشت أخيراً في يانان في الشمال الغربي. هذا السجال حول "البدائل التاريخية الممكنة"، لا يتعلق بمجرى الثورة الصينية الثانية فقط، إذ أن محصلة النضالات الممتدة من 1925 إلى 1934 قد تركت أثراً عميقاً على الأحداث اللاحقة. يجب ألا يتم التقليل من شأن النتائج التي تركتها هزيمة الحركة الثورية. بعد الضربات الساحقة في 1927 وانسحاب عام 1935، تحولت الحركة الشيوعية إلى مجرد ظل لما كانت عليه في المراكز المدينية والريفية التي نشأت فيها. ومقابل ذلك، فقد كان الكومينتانغ بقيادة تشانغ كاي شيك قادراً على فرض نفسه بوصفه الحكومة الجديدة والوطنية حقاً لعموم الصين لأول مرة، متحولاً في الوقت نفسه إلى خصم لدود للشيوعيين. كان في مقدور الحركة الثورية الصينية، لو أنها تبعت سياسة أخرى في فترة 26-1927. أن تكسب مواقع أرفع بكثير من النواحي الجغرافية والاجتماعية والسياسية والتنظيمية، وذلك في فترة ازدواجية السلطة اللاحقة. ولم يكن في وسع الكومينتانغ أن يفرض نفسه على أساس وطني. وكان في متناول الحزب الشيوعي الصيني عندئذ أن يقيم نفسه على قاعدة ملائمة نوعياً أكثر بكثير عندما بدأ الغزو الياباني واندلعت حرب المقاومة. كان من شأن الاستمرارية بين النضالات الثورية في العشرينات و نضالات الثلاثينات والأربعينات أن تكون مباشرة أكثر بكثير. ودون الغرق في التأملات يمكننا تخيّل الصعوبة التي كانت تعترض سبيل الثورة الصينية الثالثة. وكان من شأن الحرب الريفية أن تظل أحد عناصرها المهيمنة، غير أننا مدفوعون إلى الاعتقاد بأن المتروبولات الكبرى في جنوب الصين ووسطها وشرقها إضافة إلى البروليتاريا المدينية كانت ستلعب دوراً أكبر بكثير مما فعلته. وكان كل هذا سيترك آثاراً طويلة المدى على تطور الحركة الشيوعية الصينية الماويّة وعلى القاعدة المدينية للنظام الجديد بعد الانتصار. كل شيء كان ممكناً في 1927. غير أن التاريخ احتفظ بشيء من الانفتاح. إن نوع الهزيمة التي ذاقتها الحركة العمالية و الفلاحية والشعبية وكذلك الحركة الوطنية والحزب الشيوعي قد أقفل الباب في وجه الكثير من الطرق لتطور النضال الثوري. لقد تبلورت الماويّة في وقت راح فيه نطاق "الاحتمالات" يتقلص بشكل ملحوظ وازداد هذا النطاق ضيقاً مع الغزو الياباني. في مثل هذا الإطار راحت الحرب الشعبية تتلبس ملامح حادة. يجب لذلك أن لا يتم تناول دراسة الثورة الصينية الثانية من وجهة النظر القائلة "كل شيء أو لا شيء". ينبغي إعادة التفكير في المسائل التي طرحتها الثورة وفق منظور زمني أطول. ينبغي أن تكون السياسة الشيوعية مرسومة للمدى الطويل. تلك هي إحدى نقاط القوة وذلك هو أحد الجوانب المثيرة للاهتمام للتوجهات التي وضعها ماو تسي تونغ. وحقاً، فإن إحدى الميزات الرئيسية لـ ماو هي التمعن في المنظور الثوري على طول الطريق. ربما لم يكن ماو يدرك هذا في فترة 26-1927. حين كشف لأول مرة في حياته عن أصالته. وفي الواقع، يبدو أنه كان لا يزال يأمل بانتصار أبكر في 1930 حين شرع في كتابة رسالته المشهورة :"من الشرارة يندلع اللهيب" التي تناول فيها منظور الاستيلاء على جيانغسي، بالرغم من تشكك حزب فاقد المعنويات (5). غير أن العناصر التحليلية التي أظهرها في تلك الفترة ما لبثت أن عادت لتظهر في تناوله اللاحق . و الأكثر من ذلك هو أن تلك كانت بالضبط القضية التي وضع يده عليها حين مضى يدرس شروط بقاء "السلطة الحمراء" في جنوب الصين منذ 1928. نشوء الماويّة عن هذه النقطة نأتي إلى الأصل الحقيقي للماويّة. كما أننا نلمس مباشرة أصل أدوات الثورة الماويّة، مبتدئين بالقواعد الثورية والجيش الأحمر. إن ظهور هذه الأدوات كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بتشكل المشروع الماوي. كان ما تسي تونغ شديد النشاط في صفوف الكومينتانغ ولا يبدو أنه وضع موضع الشك السياسة الدخولية[من الدخول] للـ ح.ش.ص. قبل 1927. بل أنه عمد في مقال كتب عام 1923. إلى كيل المديح لدور البورجوازية التجارية، وحقاً فإنه كان، في الفترة التي كتب قيها مقالته، يرى في التجار القوة القائدة في الثورة (6). وقد اتخذ وانغ مينغ من هذه المقالة فيما بعد سنداً للتشهير بخصمه واعتباره عنصراً يمينياً ومعادياً للبروليتاريا (7). غير أن تحليل هذه الوثيقة ليس أمراً هيناً لأنها تقف على نقيض تام مع ما سبقها وما تلاها (8). للوهلة الأولى، يبدو ماو كأنه يقف بعيداً إلى يمين الـ ح.ش.ص. وذلك لانخراطه العميق في الكومينتانغ. ويبدو أنه كان يعلق آمالاً جدية على مستقبل ذلك الحزب (أي الكومينتانغ.م). ولربما يكون قد تأثر بعمق بمراسلته مع صديق صيني، من مؤسسي الـ ح.ش.ص، كان يقيم في فرنسا، حيث راح يصف له نجاحات الحركة العمالية في تركيا بحماس بالغ. في مقال كتب في أيلول 1922، دعا كاي هسن "أربعمائة مليون من أخواني المضطهدين" إلى إتباع نموذج الشعب التركي: "لننهض بسرعة ونحث حزبنا الثوري (الكومينتانغ) ليقودنا إلى الاتحاد مع روسيا السوفيتية بغية الإطاحة بنير الإمبريالية العالمية في الصين"(9). لا دخان بدون نار، الكتابات الرسمية لـ ماو تلزم الصمت بشكل مريب حول فترة 1926. ومع ذلك، لا بد من تجنب تحليل وحيد الجانب لمنظورات ماو في تلك الفترة. لقد كان شيوعياً من قبل. وكان منهمكاً بجد في تحقيق أقصى توسيع ممكن للحركة الوطنية ، وفيما بعد للحركة الفلاحية. كان يسعى إلى القيام بالمبادرة ، تحت راية الكومينتانغ، و ممارسة العمل الثوري بين قطاع من الجماهير أهمله الحزب. كان في ذهن ماو، في تلك الفترة، وقبل أي شيء آخر، تطوير النضال الجاري في الصين. وهذا ما قاده إلى معارضة اتجاه الكومنتيرن على أرض الواقع منذ تلك المرحلة المبكرة. مثلاً، دعا مع تشانغ كاي شيك إلى الاستعجال بشن حملة الشمال في وقت كانت موسكو قد وضعت عقبات حادة في وجه ذلك لانغماسها في مناورات دبلوماسية في جنوب الصين ووسطها (10). على أي حال، في الفترة التي انفجرت فيها نضالات 1926-1927. فإن أقل ما يمكن أن يقال هو أن لا نشاط ماو ولا توجهه قد أظهرا ما يستحق وصفه يمينيا.ً 1926-1927 "كل السلطة للاتحادات الفلاحية" أو الموقف الثوري. جدد ماو الذي كان من أصل فلاحي ، الاحتكاك مع المشاكل الريفية في 1926 حين أصبح مديراً لمعهد كوادر للحركة الفلاحية أقامه الكومينتانغ في كانتون. في تلك المرحلة، تكفل بمهمة العمل الشيوعي بين الفلاحين الذي بادر إليه بنغ باي، المدير الأول للمعهد. كان بنغ باي قد أقام اتحادات فلاحية في مسقط رأسه هايفنغ (مقاطعة غوان دونغ) باكراً في 1922. من 1924 إلى 1927، كان في البداية قائداً للمقاطعة ومن ثم قائداً وطنياً مختصاً بالمشاكل الريفية في الكومينتانغ والـ ح.ش.ص، وفي أواخر 1927 وأوائل 1928 قاد "سوفييتات هايفنغ" الشهيرة. أعدمه الكومينتانغ في 1929 في شانغهاي (11). "من هم أعداؤنا ومن هم أصدقاؤنا؟" طرح ماو هذا السؤال في 1926 في كراسه "تحليل الطبقات في الصين". وأضاف "من يعجز عن التمييز بين أصدقائه وأعدائه لا يمكن أن يكون ثورياً ، ومع هذا فليس من السهل القيام بذلك". إنه نص مثير للاهتمام يشكّل نقلة. إنه ينضح بالعنفوان الثوري والإخلاص للشيوعية، ومع هذا فهو يخلو من العناصر الشعبوية واليسارية القصوى. إنه يستعرض الطبقات والمراحل الثورية بطريقة شبه متطابقة سواء تحت الإشارة إلى المدينة أو الريف، إلى الصين أو إلى أوربا: "في أي بلد يقع تحت السماء، توجد هناك ثلاثة أصناف من الشعب: الأعلى، الأوسط، الأسفل. وإذا حللنا الأشياء بمزيد من التفصيل، نعثر على خمسة أصناف: البورجوازية الكبيرة، البورجوازية الوسطى، البورجوازية الصغيرة، نصف البروليتاريا و البروليتاريا.. هذه الأصناف الخمسة من الشعب كلها تملك طبيعة طبقية مختلفة وموقعاً اقتصادياً مختلفاً. وبالتالي فهي تتخذ مواقع مختلفة إزاء الثورة، أي: معارضة تامة للثورة، معارضة جزئية، حياد إزاء الثورة، مشاركة في الثورة، القوة الرئيسة في الثورة". "إن موقف الطبقات المختلفة في الصين إزاء الثورة الوطنية متطابق إلى هذا الحد أو ذاك مع موقف الطبقات المختلفة في أوربا الغربية إزاء الثورة الاجتماعية. قد يبدو ذلك غريباً، ولكنه ليس كذلك في الواقع على الإطلاق. لأن الثورة هي اليوم من حيث الأساس واردة في كل مكان، وأهدافها وتقنياتها متشابهة - إطاحة الإمبريالية الرأسمالية وتوحيد الشعوب والطبقات المضطهدة لخوض الحرب. ذلك هو العنصر الأساسي الذي يميز ثورة اليوم عن كل الثورات الأخرى في التاريخ". واستخلص ماو: "من هو عدونا؟ من هو صديقنا؟ بوسعنا الآن الإجابة على هذه الأسئلة، كل أمراء الحرب والبيروقراطيون والكومبرادوريون (12). و ملاكو الأرض الكبار والشريحة الرجعية من الانتلجنسيا، التي تشكل ما سمي بالبورجوازية الصينية الكبيرة والذين هم يتفقون مع الإمبريالية، هؤلاء هم أعداؤنا، أعداؤنا الحقيقيون. أما فيما يخص البورجوازية الوسطى المتذبذبة، فينبغي اعتبار جناحها اليميني عدونا، فحتى لو لم يكن اليوم كذلك، فإنه ماض إلى ذلك سريعاً. ينبغي أن نكسب جناحه اليساري ونجعله صديقنا، غير أنه ليس صديقاً حقيقياً ويجب أن نكون دائماًَ حذرين حياله. يجب أن لا نسمح له بخلق الاضطراب داخل صفوفنا. من هم أصدقاؤنا الحقيقيون؟ هنالك 395 مليوناً منهم. كم يبلغ عدد أعدائنا الحقيقيين؟ يبلغ عددهم مليون شخص. كم يبلغ عدد أولئك الذين يقفون في الوسط، الذين يمكن لهم أن يصبحوا إما أعداء أو أصدقاء؟ يبلغ عددهم أربعة ملايين. ولكن حتى لو اعتبرنا هؤلاء أعداء بالكامل، فإن ذلك يشكل كتلة من خمسة ملايين فقط وإن نفخة من الـ 395 مليون شخص سوف تكون كافية بالتأكيد لبعثرتهم. "أيتها الملايين الـ395 اتحدي!". استعاد ماو الارتباط بالنضال الريفي الجاري في مقاطعته الأصلية. في شباط 1927. كتب تقريره: "تحقيق عن الحركة الفلاحية في هونان" الذي أثار حماس فكتور سرج. لقد حيا الثورة الفلاحية وطرح شعار "كل السلطة للاتحادات الفلاحية"، واصفاً سلطتها المقامة حديثاً في المناطق التي أطيحت فيها سلطة الأغنياء الذين كانوا يقبضون على زمام الأمور: "حتى الأمور التافهة، من مثل النزاعات بين الأزواج، ينبغي لها أن تحل بواسطة الاتحاد الفلاحيّ. لا شيء يمكن البت فيه بغياب ممثلي الاتحاد. مهما كان الحديث الذي يتفوه به الأشخاص المنتمون إلى الاتحاد في اجتماعاتهم تافهاً فلا بد من إبداء الاحترام له واعتباره مبجلاً. الاتحاد يقرر في الواقع كل القضايا في الريف، وبالفعل فإنه "كل ما يقوله يسري مفعوله". ومن ثم خاض ماو جدالاً ضد أولئك - سواء في الكومينتانغ أو في الـ ح.ش.ص. الذين كانوا يشعرون أن الفلاحين يتصرفون بشطط :"ولكن الحقيقة هي ..أن الجماهير الفلاحية الواسعة قد نهضت للقيام بدورها التاريخي، وأن القوى الديمقراطية في المناطق الريفية قد هبت لإطاحة السلطة الإقطاعية الريفية. إن إطاحة هذه السلطة الإقطاعية هي الهدف الفعلي للثورة الوطنية (...) على كل رفيق ثوري أن يدرك بأن الثورة الوطنية تقتضي تغييراً عميقاً في الريف. ثورة 1911 لم تحقق هذا التغيير ولهذا فشلت. التغيير يحصل الآن، وهذا عامل مهم وضروري لإتمام الثورة. على كل رفيق ثوري أن يدعم هذا التغيير، وإلا فإن موقفه سيكون مضاداً للثورة...". "...صحيح، لقد تصرف الفلاحون إلى حد ما بطريقة "غير عقلانية" في الريف (...) ولكن الثورة لا تشبه في شيء دعوة الشعب إلى مائدة العشاء أو كتابة مقال أو رسم لوحة أو قطف زهرة، لا يمكن لها أن تكون هكذا نقية وهادئة وناعمة أو "وديعة، رقيقة، خجولة، متحفظة، مهذبة" (14). فالثورة هي انتفاض، عمل عنيف تطيح بواسطته طبقة بسلطة طبقة أخرى. والثورة الريفية هي التي يطيح بواسطتها الفلاحون سلطة طبقة ملاكي الأرض الإقطاعيين". لقد أظهر ماو راديكالية صارمة: "يتكون الفلاحون من ثلاثة أقسام :الفلاحون الأغنياء، الفلاحون المتوسطون، الفلاحون الفقراء،... والمجموعة الوحيدة في الريف التي أظهرت دوماً قتالية شديدة هي الفلاحون الفقراء". فطوال فترة التنظيم السري وكذلك العلني، فإنهم هم الذين قاتلوا، ونظموا وقاموا بالعمل الثوري. هم فقط الأعداء الألداء للمستبدين المستثمرين ويهاجمون معاقلهم دون أي تردد، هم وحدهم القادرين على تنفيذ أعمال التخريب". ويشير ماو إلى "طبقة الفلاحين الفقراء الحاكمة"(15). وقد تعرض هذا المقطع بأكمله إما إلى الحذف أو إلى التعديل في الكتابات المنشورة في الخمسينات ، فيما بعد طور ماو مجموعة أكثر تعقيداً. وقد تعرض هذا المقطع بأكمله إما إلى الحذف أو إلى التعديل في الكتابات المنشورة في الخمسينات، فيما بعد طور ماو مجموعة أكثر تعقيداً من التحليلات للمهام الفلاحية والثورية. غير أن "التقرير" ينبغي أن يقرأ في خضم السياق. كان ماو يكتب وسط معمعان التحركات الجماهيرية. لقد اصطدم مع كوادر الـ ح.ش.ص. الذين كانوا يعرفون حق المعرفة أن لا شيء أبعث على فزع قيادة الكومينتانغ من هذا الانتفاض الشعبي الذي ينتشر كالنار في الريف ليصل إلى شنغهاي في نهاية الأمر. وهنا أيضاً نلمس حس المبادرة الذي كان يميز ماو. و سوف يصبح فيما بعد أستاذاً في فن المساومة. غير أنه لم يكن يلحق خياراته بتلك التي تطرحها موسكو. لقد أضرم لهيب الثورة الزراعية في وقت كان ستالين يبعث فيه ببرقياته من الاتحاد السوفيتي يحث فيها الشيوعيين الصينيين على تليين الحركات الفلاحية بغية الحفاظ على التحالف مع الكومينتانغ. الخيارات كانت قاطعة: إما إلى جانب ذوي الجاه والسلطة في قيادة الكومينتانغ، أو إلى جانب الانتفاضة الجماهيرية. والتردد كان يعني وضع الحبل حول العنق. كانت راديكالية ماو في تلك السنة الحاسمة ثورية بعمق. لقد أثرت في الواقع على كل شيء. يتضمن "التقرير" فصلاً مخصصاً لوصف "إطاحة السلطة الدينية (سلطة المعبد والكهنة والقدماء)، و السلطة القبلية (سلطة رب العمل المدينيّ والشخصيات المحلية) والسلطة الذكورية (سلطة الزوج). لقد فضح ماو "هذه الأنواع الأربعة من السلطة - السلطة السياسية، السلطة القبلية، السلطة الدينية، السلطة الزوجية- (التي) تمثل أيديولوجية الإقطاع والبطريركية ومؤسستهما. إنها تشكل الحبال الأربعة التي تشد الخناق على الشعب الصيني ولا سيما الفلاحين". سوف يعود ماو فيما بعد، في الوقت الذي يظل متشبثاً فيه بموضوعة إطاحة السلطة العسكرية، ليعيد كتابة مقالاته قبل أن تتم إعادة طبعها، معدلاً العبارات الأصلية التي اعتبرت لاحقاً مفرطة الجسارة: "إنهم يتمتعون أيضاً بقدر مهم من الحرية الجنسية، وسط الفلاحين الفقراء تكاد العلاقات الثلاثية والمتعددة أن تكون أمراً شاملاً. سوف تجعل الثورة بالإمكان إلغاء المفاهيم وحيدة الجانب من العفة" (17) أكثر من ذلك، فإن الموضوعات المعادية للكونفوشيوسية حول مساواة الجنسين والحرية الفردية تتردد غالباً في كتابات "ماو الشاب". بزغ الإلهام الثوري عند ماو ووطد نفسه بقوة في تلك الفترة الحاسمة. لم يكن قط سجين عمله في الدرجات العليا من الكومينتانغ. لقد واجه مباشرة الطاقة الهائلة، طاقة التعبئة الفعلية للشرائح المستغلة. لقد أدخل الوزن الحاسم للفلاحين في الثورة الصينية إلى داخل تفكيره. 1928: "لماذا يمكن للسلطة السياسية الحمراء أن توجد في الصين؟" أو ازدواجية السلطة الإقليمية لقد فتحت المجازر التي حصلت في شانغهاي نيسان 1927 وفي ووهان في حزيران 1927 الباب أمام فترة جديدة. التغير كان مناسبة لكشف سوء فهم مثير للاهتمام بين ماو وقيادة الحزب. فبالاعتماد على المعلومات الخاطئة التي أعطيت له، بعث ماو برسالة إلى اللجنة المركزية في 20 آب 1927 يقول فيها: "لقد جاء رفيق معين إلى ووهان معلناً أن تعليمات جديدة من الأممية قد جاءت تقترح الشروع حالاً في إنشاء سوفييتات العمال والفلاحين والجنود في الصين. وعند سماعي ذلك قفزت من الفرح. موضوعياً، بلغت الصين منذ زمن طويل مرحلة عام 1917، ولكن الجميع كانوا يعتقدون أننا لا نزال في 1905 (ذلك كان خطأ كبيراً للغاية (..). وبمجرد قيامها فإن هذه السلطة السياسية ستحرز النصر بسرعة كبيرة في سائر أرجاء الوطن. فآمل أن توافق اللجنة المركزية على تعميمات الأممية بدون تحفظات وتطبقها في هونان" (19). كان ماو لا يزال يعتقد بانتصار كبير، وفي هذه الرسالة، دعا إلى تبني شعار الإصلاح الزراعي الجذري. ووضع إشارة x أخيرة على الكومينتانغ: "لا نستطيع بالفعل استعمال راية الكومينتانغ. وإن فعلنا، لن نلقى سوى الهزيمة ثانية، سابقاً لم نعمد بشكل فعال إلى الاستيلاء على قيادة الكومينتانغ وتركنا المجال أمام وانغ تشينغ وي و تشانغ كاي تشيك و تانغ شينغ شيه والآخرين كي يقودونا. الآن علينا أن نترك لهم تلك الراية التي لا تعدو أن تكون علماً أسود. و ينبغي علينا أن نرفع في الحال وبقوة الراية الحمراء" (20). أمرت اللجنة المركزية ماو بشكل قاطع بتطبيق الخط الرسمي: "لا سوفييتات، الاستمرار في استعمال راية الكومينتانغ والتمسك بإصلاح زراعي معتدل. في الواقع، كانت الأممية تحضر مسبقاً لانعطافة أقصى اليسار في أواخر 1927. و لكنها كانت تعتقد أنه من السابق لأوانه الإعلان عن ذلك. ولن تعمد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إلى تطبيق هذا الخط الجديد إلا شكلياً في تشرين الثاني، نافخة فيه روحاً مغامرة ستترك وراءها نتائج كارثية (21). فجمع شمل القوى المسلحة للحزب في أطراف المقاطعات شيء، والدعوة إلى الانتفاضة في كانتون شيء آخر. كان ماو يظهر انحناء أمام اليساروية القصوية في تلك الفترة، غير أنه كان قد بدأ بإبداء أقصى الانتباه للمسائل العسكرية والقوى المسلحة: ينبغي الإعداد لأي انتفاضة بشكل جدي. عمدت قيادة الحزب، بتشجيع من الكومنتيرن، إلى المقامرة بعفوية الجماهير وقوة نجاح الانفجارات الجماهيرية. لقد تناولت مسألة الحزب بشكل غير مسؤول كلياً. سجل سحق انتفاضة كانتون نهاية 1927. منذ فشل انتفاضة الخريف، كان ماو قد انسحب إلى جبال جينغ غان شان... وهو لم يكن في الواقع غير قيادي إقليمي. ولكنه كان مسؤولاً عن القوات التي نجت من السحق. في 5 تشرين الأول 1928 تقدم بمشروع قرار إلى مؤتمر الحزب الذي انعقد في المنطقة الحدودية بين هونان و جيانغسي. وقد وصلت إلينا مقتطفات من هذا المشروع تحت عنوان: "لماذا يمكن للسلطة الحمراء السياسية أن توجد؟". يطرح مشروع القرار أول كشف حساب للهزيمة: "إن الصين بحاجة عاجلة إلى ثورة بورجوازية ديمقراطية. ولا يمكن إنجاز هذه الثورة إلا بقيادة البروليتاريا. بسبب أن البروليتاريا لم تكن حازمة في إثبات قيادتها في ثورة 26-1927 التي اندلعت في غوانغ دونغ وانتشرت نحو نهر يانغتسي فإن طبقة الكومبرادور وأصحاب النفوذ المحليين والملاك العقاريين قد استولت على زمامها وغيرت طبيعة الثورة. وهكذا فقد لقيت الثورة الديمقراطية البورجوازية هزيمة ذات مغزى تاريخي. كانت الهزيمة شبيهة بشكل عام بهزيمة الثورة الروسية في 1905 (23). ما هي النتيجة؟ إنها حالة لم يسبق لها مثيل: "إن وجود منطقة أو عدة مناطق صغيرة، داخل بلد ما تحت سيطرة سلطة سياسية حمراء، وسط تطويق سلطة سياسية بيضاء، هو ظاهرة لم تنشأ في أي مكان آخر من العالم". ما أسباب ذلك؟ هنالك أسباب خاصة لهذه الظاهرة غير العادية..أولاً، لا يمكن أن تحدث في أي بلد إمبريالي أو في أي مستعمرة خاضعة للحكم الإمبريالي المباشر، بل فقط في الصين المتخلفة اقتصادياً ، نصف المستعمرة والتي تخضع للحكم الإمبريالي نصف المباشر. ذلك أن هذه الظاهرة غير العادية يمكن أن تحدث فقط بالاقتران مع شرط غير عادي آخر، وهو الحرب داخل النظام الأبيض". أبرز خصائص الصين نصف المستعمرة هو أن الطغم المتحاربة لأمراء الحرب القدماء والجدد، والذين كانت تدعمهم طبقة الكومبرادور والملاكين العقاريين، قد عمدت، منذ السنة الأولى للجمهورية إلى شن حرب ضارية متواصلة..."أما فيما يتعلق بخصوصية الصين فـ:"يمكن الإشارة إلى شيئين لحدوثها، الاقتصاد الزراعي الممركز[localized أو المموضع : أي المرتبط بالمكان أو الموضع القائم فيه. (المعرب)] الخاص بالصين (بدلاً من اقتصاد رأسمالي موحد) والسياسة الإمبريالية القائمة على التقسيم والاستثمار عن طريق تحديد مناطق النفوذ. إن النزاعات الطويلة والحروب داخل النظام الأبيض تخلق الشرط الذي يمكن في ظله أن تنبثق منطقة أو عدة مناطق صغيرة حمراء وسط محيط من السلطة السياسية البيضاء" (24). لقد خضعت أطروحات ماو لعام 1928 إلى المنهجة في السنوات القليلة اللاحقة. شرح بنغ دهاو لـ إدغار سنو في 1936-1937، بأن السبب الرئيسي لحرب الأنصار في الصين يكمن في الإفلاس الاقتصادي ولا سيما في الريف(...) ثم إن حرب الأنصار قد تطورت بسبب من تخلف المنطقة الخلفية. إن انعدام الاتصالات والطرق والسكك الحديدية والجسور يجعل ممكناً للشعب أن يتسلح وينتظم". "ثالثاً، بالرغم من أن جميع المراكز الإستراتيجية خاضعة إلى هذا الحد أو ذاك للإمبرياليين، فإن هذه السيطرة غير متساوية وغير موحدة. فبين مناطق النفوذ الإمبريالية توجد فجوات واسعة ممكن لحرب الأنصار أن تتطور فيها بسرعة كبيرة. "رابعاً، وطدت الثورة الكبرى في 25-1927 الفكر الثوري في أذهان الجماهير، وحتى بعد الثورة المضادة في 1927 والمجازر في المدن، رفض العديد من الثوريين الخضوع وسلكوا طريق المعارضة (...) وهكذا عاد العديد من الثوريين العمال والمثقفين والفلاحين إلى المقاطعات الريفية لقيادة الانتفاضات الفلاحية. إن الشروط الاجتماعية والاقتصادية الصعبة كانت قد خلقت مطلب الثورة: كان من الضروري فقط صياغة قيادة وشكل وأهداف هذه الحركة الجماهيرية الريفية (25). برغم من عدم ملاءمة موازين القوى، كان في المقدور المحافظة على عناصر ازدواجية السلطة ومن ثم تعزيزها. وتلك كانت نقطة البدء في المفهوم الماوي عن الحرب الشعبية طويلة الأمد. تظهر تجربة فيتنام وبلدان أخرى بأن الشروط التي عددها ماو كانت تقييدية جداً، على الأقل حين يتعلق الأمر بالإمكانية العامة لحرب شعبية طويلة الأمد. وكما توضح فيما بعد، فإن بلداً متوسط المساحة، تحكمه بشكل مباشر سلطة استعمارية واحدة، كان قادراً على خوض حرب مقاومة شعبية لم تشهد مثيلها أية بلدان أخرى في الكثير من الأصعدة. على أنه من الصحيح بأن ظاهرة المناطق الحرة لم تبلغ المدى والتطور اللذين بلغتهما في الصين. و ذلك يعد واحداً من الملامح الخاصة التي ميزت فيما بعد الثورة الصينية الثالثة. الجيش الأحمر، وأصل الخط الجماهيري : ميزة خاصة أخرى من ميزات هذه الثورة كانت العلاقة الوثيقة بين الحزب والجيش الثوري. يمكن شرح علاقتهما بالدرجة الأولى بواقع أنهما تشكلا في صلب تاريخ مشترك يبدأ من أواخر1920. لا الحزب الشيوعي ولا الجيش الأحمر تشكلا تدريجياً من خلايا حرب عصابات (غوايريلّا) صغيرة. أصبح الحزب الشيوعي حزباً جماهيرياً قبل خوضه النضال المسلح. كان قد تحول من ذي قبل إلى حزب بروليتاري من حيث بنيته: في 1927 كان 54 % من أعضائه عمالاً. ولكن بعد محاكمات 1927 وحتى فترة 1935 استطاع هذا الحزب أن يستمر في الوجود فقط بفضل قاعدة دعمه الجديدة، الجيش الأحمر. الجيش الأحمر نفسه كان انبثق من خلال الانتفاضات الريفية و المدينية و التمردات العسكرية في27-1928. في1934، أشار ماو إلى أربع خصوصيات للحرب الثورية في الصين من بينها أن الصين قد مرت بثورة كبيرة في 1924-1927. الأمر الذي يفسر كيف أن الحرب الثورية كانت لديها الفرصة كي تنمو وتتطور. وهو يضيف قائلاً: لقد شهدت الصين ثورة كبيرة وضعت لنا بذور الجيش الأحمر، والحزب الشيوعي الصيني الذي يقود الجيش الأحمر، والجماهير التي شاركت بالثورة (26)0 وأنه الجدير بالملاحظة أن قوى الجيش الأحمر لم تتركز لأي فترة طويلة في مناطق الغابات الكثيفة ( الأرض ذات الغابات قليلة في الصين)0 وحدها المناطق الجبلية القاسية استعملت كملاجئ مؤقتة0 لقد وضعت الحركة الشيوعية أسسها دائما في المناطق المأهولة، وذلك هو جذر المفهوم الماوي عن حرب العصابات أو حرب الأنصار بوصفها حرباً شعبية0 وهذا المفهوم يختلف اختلافاً عميقاً عن المفاهيم الأخرى التي طورت صورة عن "جندي الغابة" بوصفه نموذج مقاتل حرب العصابات . تشكلت الماويّة - الجيش والحزب - داخل حركة شيوعية جماهيرية غداة واحدة من أكبر التجارب الثورية0 ومنذ البداية كانت تياراً منظماً ذا نفوذ جماهيري0 لقد تشكلت في آن واحد، على كل المستويات من القمة إلى القاعدة. وكان على الفريق القيادي الجديد أن يجيب عن أسئلة معقدة تتعلق بالتوجه السياسي والتكتيكي والاستراتيجي في مسار العملية نفسها. لقد ورثت الماويّة تاريخاً طويلاً وجذوراً عميقة في واقع بلد يعيش المخاض. ومنذ نشوئها تعرضت الحركة الماويّة إلى التصفية الجسدية عبر سلسلة الهزائم والتراجعات التي أجبرتها على التخلي عن مناطق تواجدها الأصلي حيث يكمن نفوذها الجماهيري. كان الجيش الأحمر مكوناً من ملتجئين. ومنذ البداية أصبح جيشاً متنقلاً يجمع الطبقة العاملة والعناصر الفلاحية والجنود الذين شهدوا تمرّدات 27-1928 (هذه العناصر المكونة الثلاثة تشكل عمودها الفقري السياسي) والسجناء والهاربين من الجيش الأبيض و العصاة والنماذج الرثة التي أعيد لها اعتبارها (27) ، وعناصر منضمة جديدة من المناطق المحلية، وهم عادة فلاحون وأحياناً عمال - والعديد من الأطفال، "الشياطين الصغار" (28). منذ انطلاقته كان الجيش الأحمر جسماً سياسياً وعسكرياً كبيراً ومتحركاً، موجوداً بالتوازي مع الجهاز الحزبي ومنخرطاً في رحيل طويل. هذه الرحلة الشاقة قادت مختلف هيئات الجيش الأحمر عبر الصين، كاشفة عن قدراتهم الهائلة على التكيف. وقد استغل الجهاز المركزي والقوى المسلحة كل وقفة على الطريق لإعادة إنشاء العلاقة مع المحيط الاجتماعي من خلال تنظيمات محلية نشيطة. الحركة الماويّة كانت أيضاً حزباً يملك فروعاً تمتد على طول الوطن وشبكة من وحدات حرب العصابات تركز انطلاقاً من التعبئات المحلية والميليشيات القروية والخلايا الشيوعية، هرماً من اللجان القيادية. في مجرى النضال الثوري ، نجحت القيادة الماويّة في الحفاظ على الوحدة الكاملة بين الجهاز الحزبي المركزي والجيش الأحمر من جهة والوحدات المحلية لحرب العصابات من جهة ثانية، هذا دون الإشارة إلى الإطارات الإقليمية وإدارة المناطق المحررة. كانت المناهج الماويّة في العمل موجهة في جزء كبير نحو بذل أقصى ما يمكن لحل التناقضات الموجودة داخل هذه الوحدة، وذلك عن طريق النضال ضد انحرافات نزعة المركزية القصوى والنزعة المحلية في آن واحد. كان على القيادة الماويّة، منذ البداية أيضاً، أن تجانس بين الصفوف المتنافرة في الجيش الذي ورثته: أشار ماو في 1928 قائلاً بأننا لا نستطيع أن نختار من نجنده ولكن يجب أن نتصرف مع ما هو موجود. "وبالنتيجة ،فإننا ليس فقط لا نستطيع تقليص العناصر الّلاطبقيّة declasses [أي العناصر التي فقدت مواقعها الطبقية، بالفرنسية في النص الأصلي. (المترجم)] التي تعيش الآن في صفوفنا ولكن من الصعب بمكان العثور على المزيد من أجل التعزيزات. (..) التدريب السياسي. لقد أصبح جنود الجيش الأحمر بشكل عام واعين طبقياً واكتسبوا معرفة سياسية بدائية حول توزيع الأرض وإقامة السوفييتات وتسليح العمال والفلاحين الخ.. (29). كانت الحياة شاقة جداً في تلك الأيام البطولية: "من المحتمل أن لا أحد يعاني من بؤس الحياة مثلما يعانيه جنود الجيش الأحمر. نتيجة لنقص الموارد، فإن كل واحد يحصل على خمس سنتات يومياً من أجل الطعام (بالرغم من أن الأرز توفره مصادر محلية)، وغالباً ما يكون من الصعب جداً الحصول على هذا المقدار. إن القول الشائع عند الجنود "أطح الرأسماليين وتغذ باليقطين يومياً يعبر عن مدى بؤسهم.." (30). في مثل هذه الظروف، كانت كل هزيمة تجر خلفها سلسلة من هجران صفوف الجيش. وكان الفلاحون يترددون في الالتحاق بصفوف الجيش بمجرد أن يتم توزيع الأراضي. ولهذا فقد كان على القيادة الماويّة منذ البداية أن تركز اهتمامها على الميكانيزمات[آلية تطور شيء أو تغييره.] السياسية التي من شأنها أن تمنح الاستمرارية لنشاطاتها. وهذه الميكانيزمات كانت تتضمن: التربية السياسية والإيديولوجية (منذ 1929، هاجم ماو وجهة النظر العسكرية البحتة، المساواتية المطلقة، ذهنية الخارجين على القانون..الخ) (31)، ونظاماً من مفوضي الحزب، ودور الخلايا الحزبية، والديمقراطية داخل الجيش: "إن السبب الذي يجعل الجيش الأحمر قادراً على الحفاظ على نفسه دون التعرض للإنهاك، بالرغم من مثل هذه الشروط المادية المزرية ومثل هذه الانخراطات الدائمة، هو صدق ممارسته الديمقراطية. الضباط لا يضربون الجنود، الضباط والجنود يتناولون الطعام نفسه ويرتدون الألبسة نفسها ويتلقون المعاملة نفسها، يتمتع الجنود بالحرية في الاجتماع والكلام ألغيت الشكليات الخانقة والطقوس الاحتفالية، الإدارة المالية مفتوحة بشكل تام لـ(مراقبة) الجميع، ويقوم ممثلو الجنود بمراقبة الحسابات المالية..(..) في الصين ليس فقط جماهير العمال والفلاحين تحتاج إلى الديمقراطية، بل إن الجيش يحتاج إليها أيضاً وبشكل أكثر إلحاحاً (32). كل هذه الطروحات سبقت "الخط الجماهيري" الذي سيصبح أحد الملامح المميزة للماويّة. الدروس الأولى للعمل الفلاحي كان تطور الخط الماوي أيضاً محاولة للرد على القضايا المتعلقة بالنشاط في الريف. لقد شقت الحركة الشيوعية جذوراً وطيدة بين الفلاحين لمرة الأولى. وأدركت القيادة الماويّة شيئاً فشيئاً كامل تعقيد العالم الريفي اجتماعياً وثقافياً. لقد راكمت تجربة جديدة، كانت إصلاحاتها الأولى جذرية للغاية ، بدءاً من 1929، تم إدخال تصليحات متتابعة على السياسة الزراعية خلال عملية طويلة من التشذيب اختلطت فيها دروس التجربة العملية مع نتائج سياسة الـ ح.ش.ص المتغيرة واحتياجات الأوضاع الجديدة. في 1933 نشر ماو بحثاً صغيراً حول تشعب الفلاحين وفيه وضع تصنيفاً منهجياً لملاك الأرض والفلاح الغني والفلاح الفقير والعامل (33). راحت القيادة الماويّة شيئاً فشيئاً تدرك تعقيد المشكلة التي يطرحها الفلاح المتوسط في مناطق عديدة من الصين. إعادة اكتشاف ماو للفلاحين، في 1926، كانت لذلك مجرد البداية في عملية طويلة. كان على الحركة أن تتعلم عن العالم الريفي من الداخل. وفي سجال مع الأحزاب الأمريكية اللاتينية في 1956، اعترف ماو أن ذلك لم يكن سهلاً (34). "لا يعرف المثقفون المدينيون إلا القليل عن الشؤون الريفية ونفسية الفلاح وهم لا يستطيعون قط حل المشاكل الفلاحية بالطريق الصحيح. وحسب ما تعلمنا تجربتنا، فإنه فقط بعد تجربة طويلة من الزمن وبعد أن نكون قد اندمجنا حقاً مع الفلاحين وأقنعناهم بأننا نقاتل في سبيل مصلحتهم نستطيع الظفر بالنصر. لا تتخيلوا أن الفلاحين سوف يثقون بنا في الحال، بمجرد أن منحناهم بعض المساعدة.."(35). كانت مقاربة ماو تحليلاً طبقياً في العمق للعالم الفلاحي وتمايزاته. "في البدء لم يكن حزبنا ناجحاً في عمله بين الفلاحين، لم يكن المثقفون يملكون إلا القليل من الانطباع عنهم، انطباعاً ثقافياً. ولهذا لم يكونوا راغبين في الذهاب إلى الريف إلي كانوا ينظرون إليه باحتقار. الفلاحون من جانبهم ، كانوا مرتابين إزاء المثقفين. و فوق هذا، لم يكن حزبنا قد اكتشف بعد السبيل إلى فهم الريف. فيما بعد ذهبنا إلى هناك ثانية ، ثرنا على السبيل، وحللنا مختلف الطبقات في المناطق الريفية وتوصلنا إلى فهم المطالب الثورية لفلاحين". (...) لم يعرف العديد من رفاقنا كيف ينظرون إلى الريف نظرة طبقية. ولم يحدث أن طبقوا وجهة النظر الطبقية على الريف إلا بعد اطلاعهم على الماركسية. لم يعد الريف مجرد سهل، بل تحول إلى الغني والفقير والمعدم، تحول إلى العمال الزراعيين والفلاحين الفقراء والفلاحين المتوسطين والفلاحين الأغنياء والملاكين العقاريين. خلال هذه الفترة قمت بإعداد دراسة عن الريف وافتتحت معاهد فلاحية استمرت فصولاً عديدة. بالرغم من امتلاكي لبعض المعرفة بالماركسية فإن فهمي للريف لم يكن عميقاً (36). هذا التحليل الطبقي تطلب نشاطاً استقصائياً في هذا المجال، وهذا الأمر كان يشمل قادة الحزب. "إذا أردتم كسب الفلاحين والاعتماد عليهم يجب عليكم أن تقوموا بتحقيقات في المناطق الريفية (...) القادة الرئيسيون، مثل الأمين العام للحزب، يتوجب عليهم هم أنفسهم أن يتولوا هذا العمل وينصرفوا إلى التعرف على قرية أو قريتين، وأن يتمكنوا من إيجاد الوقت لأن ذلك يستحق بذل الجهد. بالرغم من أنه توجد هناك الكثير من طيور السنونو فليس من الضروري القبض عليها كلها، بل يكفي التقاط واحد أو اثنين منها. حين يقوم الأمين العام للحزب بتفحص قرية أو اثنين ويتعرف على مجريات الأمور، فإنه سيتمكن من مساعدة رفاقه على كسب المعركة حول القرى وامتلاك فكرة واضحة عن الشروط الملموسة هناك. يبدو لي أن الأمناء العامين للحزب في العديد من البلدان لا يولون أهمية لالتقاط واحد أو اثنين من طيور السنونو" (37). التحليل الطبقي، التحقيقات الاجتماعية، العمل الميداني من جانب القادة، دراسة الأوضاع الملموسة، كل هذه الأمور تصبح أيضاً عناصر لهذا "الخط الجماهيري". انبثاق المشروع الماوي مع نهاية العشرينات، كان المشروع الماوي قيد التشكل. وكان محتماً عليه أن ينضج أكثر في الفترة اللاحقة. إلا أن الدّين الذي كان عليه دفعه لتجربة الثورة الثانية، تلك الـ1905 الصينية التي وضحت العلاقات الطبقية داخل حركة التحرر كان ممكن الرؤية بصورة جلية. أصل المشروع السياسي الماوي، تكون أدواته التنظيمية، تطور أساليب عمله، كل هذه الأمور لا يمكن فصلها عن الخبرة الثورية الأساسية، وهذه الأخيرة ساعدت ماو على الارتقاء بأفكاره الأولية. الحركة الشيوعية الصينية ككل، هي ثمرة هذه الموجة من التعبئات الجماهيرية والمجابهات الطبقية. الماويّة، كحركة ثورية مسلحة، تشكلت في هذا السياق. لم يكن على الثورة الصينية الثالثة أن تبدأ من الصفر.
هوامش الفصل الثاني 1- هيلين كارير دنكوس و شرآم، مرجع مذكور، ص 8-89. 2-رولاند ليو: "تشكل الشيوعية الصينية وتشكل الماويّة" في : "النشاطات الماركسية ، مجموعة مقالات" جمعها رينيه غاليسو. باريس. سيروس. 1985. ص 225. 3- المصدر السابق ص 227. 4-إدغار سنو: نجمة حمراء فوق الصين. هارموندزورث. بيليكان 1972 ص 191. 5-ماو تسي تونغ "رب شرارة أحرقت سهلاً". 5 كانون الثاني 1930. الأعمال المختارة المجلد الأول. 1975. ص 112-128. 6-ماو تسي تونغ:"انقلاب بكين والتجار" تموز 1923. في شرام، التاريخ السياسي. ص 206-209. 7-انظر كراس وانغ مينغ:لينين اللينينية والثورة الصينية. موسكو منشورات وكالة أنباء نوفوستي. 1970 ص 10. 8-انظر شرآم: "التاريخ السياسي" ص 40-41. 9-كاي هسن: "تهنئة بمناسبة انتصار الحزب الوطني التركي" مقتطفات من مقال منشور في :خيانغ داو، المجلد 1، العدد 3، 27 أيلول 1922. ورد في كارير دنكوس و شرآم. مرجع مذكور. أصبح كاي هسن فيما بعد واحداً من القادة الأساسيين لـ ح.ش.ص. في العشرينات. أعدمه الكومينتانغ سنة 1931. 10-انظر ستيوارت، شرام : ماو تسي تونغ-القادة السياسيون في القرن العشرين. هارموندز ورث. بيليكان/ بنغوين 1967 ص 87-88. 11- حول سيرة حياة بينغ باي، انظر : قاموس ...، الصين .ص 503-511. 12- كلمة Comprador (كومبرادور) مشتقة من البرتغالية وتعني "المشتري". في القرن التاسع عشر ، استعملت لتشير إلى السماسرة التجار الصينيين أو ممثلي الشركات الأجنبية العاملة في الصين. ومنذ ذلك الحين، غالباً ما استعملت بشكل أعم لتشير إلى جميع قطاعات البورجوازية المرتبطة مباشرة بالرأسمال العالمي. 13-ماو تسي تونغ "تحليل جميع طبقات المجتمع الصيني". شباط 1926. أورده شرام: التاريخ السياسي... ص 20-214. هذه المقاطع تعرضت إلى تبديل جوهري في طبعة الأعمال المختارة المنشورة في بكين. في مقال آخر: "تحليل مختلف طبقات الفلاحين الصينيين وموقفهم من الثورة" يعود تاريخه إلى كانون الثاني 1926، حلل ماو ثماني طبقات اجتماعية بدلاً من خمس. انظر شرام، مرجع مذكور، 241-246. 14-هذه إشارة إلى الفضائل التي أشار إليها كونفوشيوس في : المنتخبات. 250-255. 15-ماو تسي تونغ "تقرير حول الحركة الفلاحية في هونان"، شرام. مرجع مذكور. 16-هذه البرقية مؤرخة في أكتوبر 1926. انظر شرام: ماو تسي تونغ : قادة سياسيون من القرن العشرين. ص 96. 17-شرآم. القادة السياسيون..ص 257-259. 18-انظر بشكل خاص سلسلة المقالات التي نشرها ماو في 1919 حول انتحار السيدة شاو: "إذا كانت السيدة شاو قد ماتت اليوم، فهذا لأن شبكة حديدية من ثلاثة أطراف قد أطاحت بها بقوة (المجتمع، عائلتها، وعائلة زوجها المستقبلي) ، لقد بحثت عن الحياة عبثاً وأخيراً رأت الخلاص في الموت...". أنظر: "انتحار السيدة شاو"، مرجع مذكور ص 335. 19-الجزء الأول مأخوذ من شرام : ماو تسي تونغ ص 120-الجزء الثاني من كلود هودلو :المسيرة الطويلة. باريس - جوليار. 1971ص 54. التواريخ 1905 و1917 تشير إلى الثورتين الروسيتين. الأولى انتهت بالهزيمة والثانية بالانتصار . انظر أيضاً مناقشة شرام للرسالة في: "حول طبيعة انحراف ماو تسي تونغ: في 1927". الصين الفصلية، نيسان-حزيران.1964. ص 55-56. 20-وارد في شرآم، ماو تسي تونغ ص 121. 21- المرجع ذاته. 22-"المشاكل والمهام السياسية لمنظمة الحزب في المنطقة الجبلية" قرار إلى المؤتمر الثاني للحزب في المنطقة الحدودية في هونان-جيانغسي. 23-شرآم. القادة السياسيون..ص 214-215. 24-شرآم. المصدر السابق ص 277. 25-بنغ دهاو أورده إدغار سنو في: نجمة حمراء فوق الصين ص 313-314. 26-شرآم. القادة السياسيون...277. 27-تحالف ماو مع قطاع الطرق ورؤساء المجموعات السرية. في التحليل الطبقي للفلاحين الصينيين الذي قام به في 1926، أظهر اهتمامه في العناصر الّلاطبقية كالجنود وقطاعي الطرق واللصوص والعاهرات. انظر شرام. المصدر السابق ص 325. 28-حول هذا الموضوع انظر مذكرات شودي التي أوردها أغنر سميدلي في: الطريق العظيم، حياة وأعمال شودي. نيويورك. لندن. المجلة الشهرية-1972. انظر أيضاً ماو تسي تونغ "الصراع في جبال شينغ كانغ". مقتطفات من التقرير المقدم في تشرين الثاني 25-1938) إلى اللجنة المركزية لـ ح.ش.ص شرام. المصدر السابق 326. مراجعة منقحة لهذا النص في الأعمال المختارة. المجلد 1. 29-شرام، القادة ...ص 69. 30-المصدر السابق ص 27. 31-"حول تصحيح الأفكار الخاطئة في الحزب". شرام، المصدر السابق، ص 272-275. الأعمال المختارة. المجلد 1 ص 105-116. 32-الصراع في جبال شينغ كانغ شرام ص 270-271. 33-ماو تسي تونغ "كيف نميز بين الطبقات في المناطق الريفية" تشرين الأول 1933. الأعمال المختارة المجلد 1 ص 937-140. 34-ماو تسي تونغ "بعض التجارب في تاريخ حزبنا" 25 أيلول -1956. الأعمال المختارة. المجلد 5 ، بكين، دار النشر باللغات الأجنبية. 1977 ص 325-327. 35-المصدر السابق. 36-المصدر السابق. 37-المصدر السابق.
#بيير_روسيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماوية- الجزء الأول - ن
...
-
الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماويّة - الجزء الأول-
...
-
الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماوية
المزيد.....
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|