حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كأس بثينة
في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة, تمرّ أمتنا العربية والإسلامية في ظروف حرجة ودقيقة, والبعض من ضعاف النفوس يستغلّونها للشكوى والأنين, ويمررون بخبث أو سذاجة دعايات المغرضين بهذا الوطن الأشمّ, يتناسون فظائع الأمريكان في سجن أبو غريب وهم يكشفون عورات المقاومين العراقيين وإخوانهم العرب والمسلمين على الملأ, ويعيثون بأرض الرافدين, حين كان الجميع ينعم بالسعادة والإبداع ,تتعرض هذه الأمة العظيمة لمختلف التهديدات التي تطال الهوية والخصوصية , وفي مقدمتها الغزو الثقافي والعولمة.
لا يمكن السكوت عن التزوير الفاضح للتاريخ والجغرافيا, والشياطين الخرس.
يا جماهير شعبنا الأبي, يا من تناقلتم المجد من إصبع لآخر: أيها الأبطال :
سأنتقل من البلاغة الجوفاء والكلام العمومي إلى الدقة العلمية, وأبيّن لكم بالملموس(كما يفعل هيكل والتيزيني والغيطاني والأدونيس... وشعبان ) كيف مكر الاستعمار وحقق نجاحا ته. لقد سبق العرب العالم إلى ما بعد الحداثة.
*
الحداثة كما يعلم الجميع قامت عبر عدة محاور, في مقدمها الحريّات الفردية ثم العقلانية مع المعارف العلمية والثقافية المختلفة, وقد سبق العرب الجميع في فهم وتفنيد تلك المزاعم, قبل أن يسطو عليها الفكر الغربي والمعولم, أجل.
كنا الأسبق بفهم بدعة الفردية, وفي بلادنا وثقافتنا حتى اليوم, لا وجود لهذا الترف الفكري والمعرفي, ومن يشذّ أو تشذّ نصلحهم بقطع الرأس.
وأما بدعة العقل, كما وصفها الفصحاء والعلماء في بلادنا, فهي فتنة, ونحن والحمد لله كالبنيان المرصوص, حين يبتدع أحدنا نبتره.
وأما المعرفة والسلطة فقبل فوكو وسلالته يعرف القائد الضرورة أن المعرفة تنبع من حذائه ومسدسه, وجميع الفلاسفة والأدباء العرب يحفظون ذلك.
*
تتعرض هذه الأمة لمؤامرة خطيرة تتهدد وجودها من الجذور.
يريدون القضاء على الفقر والأمية والتسلط, هكذا بكل وقاحة, يريدون تغيير أسس هذه البلاد, من هم؟ إنهم أعداء الأمة.
ما الذي يمّيز العربي عن الإنكليزي أو الفرنسي أو الروسي أو الإسباني!؟
إنهم يريدون القضاء على خصوصية هذه الأمة بدعوى القضاء على الفقر والجهل والتسلط, بماذا سنختلف عن غيرنا بعد ذلك!؟
اللاذقية_ حسين عجيب
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟