أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي جاسم آل خليفة - الإساءة للنبي بين العريفي وكيرت














المزيد.....

الإساءة للنبي بين العريفي وكيرت


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 07:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناقلت وسائل الإعلام ما جاء على لسان المدعو محمد العريفي حول شخصية النبي محمد وكيف كان يتهادى الخمر ويبيعه وهي دعوة خطيرة إن صحت زلزلت يقين كثير من مسلمي العالم وأعطت فرصة لتزعزع الإيمان في قلوبهم إذ كيف يبعث الله رسولا يتهادى الخمر أو يبيعه وما الفرق بينه وبين غيره في هذه الحالة وأي قداسة وطهارة تجتمع مع الخمر وكيف يجتمع الخلق العظيم الذي وصف به الرسول مع الخمر وكيف يأتي الوحي على من كان يتعامل بالخمر وكيف يثق الناس في قول من له علاقة بالخمر من قريب أو بعيد وأسئلة كثيرة أجزم أن كثيرا من المسلمين وغيرهم يتفقون معي عليها .

أنا عن نفسي لو قيل لي إن أحدهم كان يبيع الخمر أو يهديه للآخرين لرفضت حتى الاقتراب منه ولم أقبل حتى شهادته بغض النظر عن كوني مسلما أو غير مسلم فالميزان هنا للأخلاق التي تربيت عليها فكيف برسول للأمة يتعامل مع الخمر حتى لو لم تنزل آية التحريم حينها ولهذا أجد نفسي معنيا بالقول إن تصريحات العريفي لا تختلف عن رسومات الدنماركي كيرت فيسترغارد بل أجدها أكثر ألماً وتأثيراً وأشد وقعاً في النفوس من تلك الرسومات لاسيما وأنها تصدر من شخص مسلم وعلى مرتبة علمية وسط المتدينين في مجتمعه ومثل هذه الأقوال تُحسب عليه كونه من غير عامة الناس أو جهال الأمة وعليه فإن ما يصدر منه ينبغي أن يكون تحت دراسة متأنية وتوثيق علمي مدروس الجوانب ويراعي حال الناس وفكرهم ومدى أثره وتأثيره أما أن يتحدث في برنامج مباشر ويهذي بما يريد دون حساب ولا تعقل خاصة مع نبي الأمة فهو أمر مرفوض وغير مقبول وليس من باب العلم الذي عُرف به العلماء واشتهروا.

أعتقد أن ما قام به الرسام الدنماركي كيرت فيسترغارد لم يكن ليحدث لو أن المسلمين احترموا دينهم وحافظوا على صورته أما أن يصدروا الإرهاب بالقتل تارة والتفجير تارة أخرى ثم يأتوا بأقوال شاذة أو روايات تسئ أكثر مما تنفع فهو يعطي السبيل للآخرين أن يغمزوا ويلمزوا في الدين وما الرسومات الدنماركية إلا من هذا الباب فلكل فعل ردة فعل ومن هذا الجانب على المسلمين أن ينتقدوا نفوسهم قبل نقد الآخرين ويتعاطوا مع تراثهم بكل تجرد وأمانة ويقفوا على ما فيه من سلبيات ويحاولوا الوصول إلى ما يخدم دينهم ويحبب إليهم أتباع الأديان الأخرى فليس بالقتل ولا التفجير نستجدي محبة الآخرين للدين الإسلامي وليس بقصص الخمر وبيعه وتهاديه نحبب الناس للنبي ونبرر ما يقع فيه الناس من أخطاء ونقول لقد فعل نبي الأمة ما أوقعك في الحرج فإذا كانت السنة أن نقتدي بالأقوال والأفعال المروية عن الرسول فلا أظن أن هناك من يتقبل أن يكون نبيه يهدي الخمر ويبيعه لا قبل التحريم ولا بعده فالسيرة الصالحة للأنبياء والرسل هي الأساس القويم الذي من أجله اختيروا لمهمة دعوة الناس وهدايتهم وأي شائبة تعلق في أخلاقهم أو سلوكهم ينافي هذا الاختيار الإلهي وهذا ينطبق على كل الديانات السماوية .

إن التصريحات المسيئة للرسول من قبل العريفي تلزم منا أن نقف موقف المعارضين لهكذا فكر كما يتطلب من العلماء ورجال الدين أن يبينوا حقيقة الأمر للناس فليست المسألة درس فقهي في بيع وشراء وتهادي الخمر إنما هي تعدي خطير على سلوك النبي محمد وبالتالي بقية الأنبياء والرسل ومن هذا المنطلق أجد أن خطورة الأمر لن تقف عند هذا الحد لتصريحات العريفي إذ يُخيل إلي بعد أيام أن نجد رساما يتناول شخص النبي وبجانبه قارورات الخمر يُهدي هذا ويبيع ذاك ثم نأتي ونلوم ونندد ونشجب ونستنكر ونتناسى أننا من بدأنا بالإهانة والإساءة فقانون الأخلاق والسلوك يتوجب منا أن نكون صالحين في أنفسنا قبل أن نصلح الآخرين وأن تكون قدوتنا محل اهتمامنا وعنايتنا حتى نحفظها من سهام النقد والتعريض والتجريح وهذا القانون الأخلاقي يسري على جميع الأديان والطوائف فالمسيحية مطالبة باحترام المسيح تماما كما يحترم المسلمون نبيهم وعلى الجميع الابتعاد عن خدش قداسة الأنبياء والرسل بعلاقة احترام متبادلة من كل الأطراف.

ينبغي لكل حر وشريف أن يضع رسومات كيرت وإساءة العريفي في ميزان واحد فالعدالة للأنبياء والرسل تُقام على المسلمين والمسيحيين فثورة وغضب المسلمين على كيرت يجب ألا تكون لكونه مسيحيا أساء فمصيبتنا في أحد أبناء الإسلام يدمى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان فلا يُساء للمسيحية بحجة كيرت ولا يُحسن الظن بالعريفي لكونه مسلما فالتراشق بالإساءة للأنبياء والتعرض لهم مرفوض من أي شخص ولا يحمي هذا إسلامه ويضر بذاك مسيحيته فالكل تحت طائل القانون الإلهي قبل الوضعي.



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليحفظكم الرب أحبتي
- أي ساتر لسوءة العرب بعد سوريا!
- عيد الانقسامات وإهانة العلم
- يوم القدس العالمي هل من جديد؟!
- أبو محمد السعودي أولى من الصومالي
- سوريا وتداعيات الصراخ والعويل
- عذراً سوريا فداك العين والهدب
- هل رأى الوقت خرافاً مثلنا؟!
- واثق الخطى يمشي المالكي
- إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج
- من يثير الطائفية في الخليج?! ومن المستفيد؟!
- تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان
- نحن خراف العيد
- في السعودية سنطلقها حملة: سنشتري من بندة قرنفلا وقشدة
- الدم العراقي يُعري أصحاب الفتاوي
- القصيبي ... ابن الأحساء ... الإرث الباقي
- السجناء المنسيون أبعاد إنسانية
- دعاة على أبواب جهنم
- العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان
- مونديال 2010تعريف بالأديان أم تظاهرة للحب


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي جاسم آل خليفة - الإساءة للنبي بين العريفي وكيرت