أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الإرهاب الفكري في الفضائيات















المزيد.....

الإرهاب الفكري في الفضائيات


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 249 - 2002 / 9 / 17 - 04:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                   

    مذيع تلفزي قدير في إدارة الحوار هو أحمد منصور  ولكنه لم يكن  موفقا تماما في الحلقة الأخيرة من برنامجه ذي الطابع التاريخي " شاهد على العصر " والتي اختتم بها عدة حلقات  استضاف فيها وزيرا تونسيا  سابقا  للداخلية هو الطاهر بلخوجة . وما نثيره هنا من نقد وتحفظات لا ينبغي تفسيره على أنه  دفاع عن أشخاص ومسؤولين  عرفوا بأدوارهم السياسية والأمنية في بلدانهم بل هو دفاع عن شرف الكلمة  و نهج الحياد والابتعاد عن أساليب القسر والإرهاب الفكري  في العمل الإعلامي . لقد حاول مقدم البرنامج جاهدا، وبعبارات وجمل صريحة للغاية ، تكفير رئيس عربي راحل  هو الحبيب بورقيبة و بحضور من كان يوما وزيره للداخلية  وبذل  المذيع جهودا كبيرة في هذا المسعى لا لشيء إلا لأنه يعتقد بأن العلمانية كفر صريح وهذه مجرد فكرة ساذجة وسطحية لا يؤيدها البحث العلمي والواقع التاريخي لتجارب الشعوب  .

   والحقيقة فإن السيد المذيع  لو أتعب نفسه قليلا وتجرأ على التدقيق في التاريخ السياسي العربي وتمعن في سير بعض الزعماء العرب  غير بعيد عنه ، و الذين سارعوا الى عقد معاهدات السلام وفتح السفارات والقنصليات والمكاتب التجارية مع  الدولة  الصهيونية في بلدانهم لفهم جيدا من هم في حقيقة الأمر "الكفار" ومن هم المؤمنون . لا نزعم أن ذلك الرئيس الراحل  ملاك أبيض الجناحين ولكننا لو قارنّا استبداده وعدد ضحاياه من المعدومين والمقتولين في المظاهرات والسجون باستبداد وأعداد ضحايا غيره من الزعماء العرب ممن ضربوا شعوبهم بمدفعية الميدان والغازات السامة لبدا – بورقيبة - في نظر المقارنين النزيهين  ملاكا ونصف الملاك .

  ومن ناحية أخرى فلم يسلم الضيف "الوزير السابق  للداخلية " من أسلوب الترهيب والتخويف بالخروج على الأمر الرباني الذي لجأ إليه المذيع أحمد منصور   لشديد الأسف . فحين كان الحوار يدور حول موضوعة الحجاب وارتداء الأزياء التي ابتكرتها الحركات والأحزاب الإسلامية المعاصرة قال الضيف ما معناه أن النساء في بلده العربي مخيرات في ارتداء أو عدم ارتداء الحجاب أو الرداء الإسلامي وحاول أن يشرح ذلك فقاطعه المذيع عدة مرات : مرة بتحذيره من إنه يخوض في شأن لا يخصه ويجب تركه للفقهاء ،ومرة بإرهابه بأنه يستفز مشاعر المسلمين بكلامه وثالثة بأنه يتمرد على أمر رباني .والحقيقة فقد كانت هذه الحلقة من ذلك البرنامج  مثالا على تغليب الأدلوجة السلفية المتشددة لمقدم البرنامج على روح الحياد والتفسير الهادئ والمتوازن  للمعطيات فالجميع يعرفون أن السيد المذيع  شخص إسلامي الفكر والانتماء السياسي وهذا من حقه وهو أيضا إعلامي فعال  في تلك القناة ، ولكنه والحق يقال نجح في مناسبات عديدة أخرى  في التقَيّد بالمهارة الفنية  ومواصفات وشروط المهنة الإعلامية ولم يغلب فكره الأدلوجي الخاص على انشغالات الإعلامي وبحثه عن الحقيقة أما في هذه الحلقة فقد كان الأمر مختلفا جدا . وهنا يمكن للمشاهد أن يتساءل : أي نوع من الفقهاء الذين يطالب المذيع بأن نجعلهم مهيمنين  ومشرفين على حياتنا وتصرفاتنا وعقائدنا ،هل هم أولئك المعممون الذين أفتوا بجواز وصوابية  معاهدة " كامب ديفيد " بدليل الآية التي استندوا إليها وهم يعلمون أن لا علاقة لها بواقع الحال و التي تقول ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) ؟ وهل فعلا يعرف السيد المذيع  آية تأمر حرفيا بارتداء الزي الحزبي الإسلامي الحديث ولا يعلم بها الناس أم إنه يشير الى الآية التاسعة والخمسين  من سورة الأحزاب والتي اختلف فيها المفسرون قديما وحديثا والتي يقول حرفها ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) والطلب في نص الآية  واضح ،فلم نقرأ فيه أمرا بارتداء الحجاب حرفيا أو بمواصفاته المعروفة اليوم بل قرأنا أمرا بإنزال الجلباب لكي لا ُتعرف المرأة فيؤذيها بعض الصيع والمنحرفين  في شوارع وأزقة المدينة ! وهَبْ أن السيد المذيع وغيره رأوا فيها ما رأوا وفسروها كما أرادوا ، فلماذا يعتبرون تفسيرهم هو (الرباني والصحيح )وتفسير غيرهم (كفرا واستفزازا لمشاعر المسلمين ) ؟ هل هذه هي الخطوط العريضة التي يبشرنا بها  "المعتدلون" لبناء المجتمعات الجديدة على مقاييس برامجهم السياسية  ؟

كخلاصة يمكن القول أن إرغام النساء على التخلي عن ما بات يعرف بالزي "الإسلامي" كما حدث في تركيا هو الوجه الآخر والمطابق مضمونيا  للسلوك القمعي والاستبدادي الذي يمثله  إرغام النساء على ارتداء هذا الزي في بعض الدول الدينية كإيران و غيرها .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الخمسة وثلاثين مثقفا عراقيا : الصمت على العدوان الأمريك ...
- انتحار مدينة فاضلة !
- جريدة ابن الرئيس والتهجم على الشيعة : تخرصات واستفزازات خط ...
- أبو العلاء الآخر ..وهموم الحاضر .
- التاوي والسحّاب والحرب !
- الظاهرة الطائفية في العراق : التحولات والبدائل . - الجزء ال ...
- أول الغيث " بامرني " : تركيا الأطلسية تريد مياه الرافدين ونف ...
- الظاهرة الطائفية في العراق : تفكيك الخطاب والأدلوجة .- الجزء ...
- الظاهرة الطائفية في العرق:محايثة التاريخ والوقائع -الجزء ال ...
- الظاهرة الطائفية في العراق :التشكل الطائفي والرموز . - الجزء ...
- توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !
- الظاهرة الطائفية في العراق :المقدمات والجذور - الجزء الأول
- الحصاد المر للتجربة الملكية في العراق :
- دفاعا عن عراقية الشيخ الآصفي !
- ردا على داود السحّاب !
- القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك ال ...
- التجربة الإسكندنافية
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !
- الفاسية والفاسيون


المزيد.....




- لماذا يحذر فائزون بنوبل من تولي ترامب رئاسة أمريكا مجددا؟
- إسرائيل تعلن مقتل -عنصر في الجهاد-.. و-أطباء بلا حدود-: كان ...
- بالونات القمامة من كوريا الشمالية تؤخر الرحلات بمطار سيئول
- إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
- نيجيريا تستخدم الذرة المعدلة وراثيا لسد أزمة الغذاء رغم مخاو ...
- تحذيرات دولية من مجاعة بلغت حدا -حرجا- في غزة
- مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جن ...
- لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروس ...
- توقيف 4 أشخاص في بريطانيا لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الوزراء ...
- باتفاق لإطلاق سراحه.. أسانج يقرّ بالذنب أمام محكمة أميركية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الإرهاب الفكري في الفضائيات