نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 19:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما احتلت القوات البريطانية العراق مروراً بالبصرة عام 1918 , كان الشعب غير راضياً بذلك, فقد تم استبدال السلطة العثمانية بسلطة جديدة معتمدة على مجموعة صغيرة من العسكر الذين درسوا وتدربوا في استنبول والاعتماد على عائلة أشراف الحجاز الذين قدموا مع الملك فيصل الأول , واعتمدت في إدارة الحكم على المحسوبية والمنسوبية بدل إنشاء المؤسسات التي تعتمد الكفاءة والنزاهة , مما أدى هذا الواقع إلى ثورات متتالية , فلا تخمد ثورة أو انتفاضة في جنوب العراق حتى تبدأ واحدة في شماله.
لكن حركة الشباب المثقف العائد من الغرب والمتعطش للتغيير و الذين وجدوا أنفسهم في الطليعة,فقد ألقي على عاتقهم الدور القيادي المهم , فأحدثوا هزة عنيفة في القيم والمفاهيم الراكدة في منتصف العشرينات , هذه الحركة ذو الميول الفكرية التقدمية الداعية إلى نبذ الأفكار الرجعية التقليدية الجامدة بصورة خاصة في العراق والمجتمع العربي بصورة عامة , والذي كان يعاني منها الجيل الجديد في العراق.
فقد ظهرت الأفكار الماركسية في العراق كحركة علمية تناهض التخليد للأفكار القديمة , وكوجود تاريخي عام 1924 على يد الراحل حسين الرحّال , الذي عاد من ألمانيا حيث شهد ثورة 1919 بمشاركة العمال والشباب المثقف, كانت تعرف بحركة (سبارتوكوسيين الثورية ) فقد نصب الثوار المتاريس في الشوارع وطالبوا بحكومة سوفياتية على طراز حكومة لينين في روسيا , كان ذلك قبيل أن يعود إلى موطنه العراق عام 1920.
ولد حسين علي صائب الرحّال عام 1903 في بغداد " لأب عربي من الرحّالية في محافظة الدليم يمتلكون أسطولاً كبيراً من السفن الشراعية يتاجرون بواسطتها عبر أنهار العراق وصولاً إلى الخليج والهند, وأم تركمانية من عائلة النفطجي التي تمتعت باحتكار منابع النفط في كركوك "(1)عمل والد الرحال "ضابط في الجيش العثماني في القيادات العليا , وكان أبوه قد ذهب إلى ألمانيا في بعثة عسكرية وقد أغراه ما شاهدهُ فيها لأن يسعى إلى إرسال ابنهُ حسين في بعثة حكومية للدراسة هناك "(2) , فقد أكمل الرحّال الثانوية في استنبول وكانت أفكاره قريبة من الآراء الإصلاحية القائمة على أساس اقتصادي كان مطلعاً عليها في بغداد , حيث كان الرحّال تلميذاً في المدرسة السلطانية وقد درس على يد الأستاذ الأرمني (آرسين كيدور )" الذي أقام في بغداد وعمل مدرساً في مدارسها والذي كان منتمياً إلى الجناح اليساري لحزب الهنشتاق الأرمني وقد طورد من قبل السلطات التركية بتهمة تدبير عمليات اغتيال سياسية لكبار المسؤولين في الدولة , وقد عمل خلال الحرب العالمية الأولى كمترجم للغة الروسية في صفوف القوات البريطانية في العراق وقد غادر إلى موطنه أرمينيا ثم عاد إلى بغداد عام1920 ليتولى وظيفة القنصل العام لإتحاد السوفياتي المشكل حديثاً في العاصمة العراقية"(3).لكن الكاتب عزيز سباهي في كتابه عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق (ج1ص96) يشك بدور آرسين في نقل الفكر الاشتراكي وتأثيرهُ على حسين الرحّال وهو بعمر الحادية عشر وفي سن صغير.
سافر حسين الرحّال من بغداد " راكباً أول قطار يذهب إلى ألمانيا بعد أن فتح خط برلين – بغداد عام1916 ليدرس الهندسة فيها, ... في المدرسة الهندسية (كيني) في برلين تعرف على الشباب الألمان و اطلعَ على أفكارهم وكان يتابع الصحف التقدمية الألمانية, وكانت ألمانيا تمر بأزمة ثورية وتشيع فيها الأفكار الاشتراكية , وقد تيسر للرحّال أن يستمع لخطب روزا لوكسمبوغ وكارل ليبنخت وغيرهما من القادة , وقد اطلع على كتابات لينين " منها( الاستعمار أعلى مراحل الرأسمالية) و ( الدولة والثورة).(4)
عودة الرحال إلى العراق:
بعد إطلاع الرحال على الأفكار الماركسية عاد إلى العراق حاملاً كراسات عديدة من تأليف لينين , وكان الناس والأصدقاء يسألون عما رأى وسمع وقرأ,فيحدثهم فهو أول عراقي قرأ الآراء الاقتصادية الإصلاحية في أصولها,إذ كان يجيد عدة لغات , يقرأ بها ما يصل إليه من صحف ومجلات وكتب , وكانت زياراته المستمرة لمكتبة مكنزي حيث يتابع جريدتا(اللومانتية و الهومامتو) وكان مكنزي كريماً بهذه الأفكار الجديدة مع الطلبة , فالتف حول الرحال مجموعة من الشباب ,وقد عرّفهُ صهره الشاب محمد سليم فتاح (طالب الطب) على عدد من الزملاء الذين يشاركونه الرأي , ومنهم" عبد الله جدوع(موظف في البريد والبرق) ومحمود أحمد السيد (روائي وكاتب مقالات في الصحف) ومصطفى علي(معلم مدرسة) وفاضل محمد البياتي وعوني بكر صدقي(معلم وصحفي) ويوسف زينل و زكي خيري ورشيد مطلك وغيرهم,يقول الراحل زكي خيري "تعرفت بحسين الرحال عام1928 عن طريق زميلي في المدرسة الثانوية رشيد مطلك وكان يعرفهُ من أيام(قهوة النقيب) في قنبر علي ببغداد , التي كانت بمثابة نادي سياسي قرب جامع قنبر علي في الرصافة , كان الرحّال..لبقاً جوال الفكر .. فقد لازمتهُ كظله لأسمع ما عنده أو ليترجم لنا إرتجالاً ما يقرأ. وكانت أول لقاءاتنا في كازينوا سينما رويال في باب الأغا... كان الرحال شاباً طويل النفس متوقد الذكاء" (5), عند سفر الرحال إلى الهند قد التقى مع صحافي هندي ثوري وقد تبادل الأفكار معهُ وعند عودته أخذ يطالع الصحيفة العمالية( ليبر مونثي ) كان ناشرها (بالم وات) المفكر الهندي المولد عضو الحزب الشيوعي البريطاني وهذه الصحيفة تمكن من متابعتها و اقتنائها من مكتبة مكنزي (المؤسسة البريطانية المشهورة في بغداد) ذلك الوقت, وقد تابع الرحال " صحيفة (اللومانتية) الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي و(كابي هدي بولشفيك) وقرأ شعر ناظم حكمت وروج للفكر الاشترامي من خلال إقناع صاحب مكتبة العصرية(محمود حلمي) باستيراد النشرات الاشتراكية"(6).كما تأثر الرحّال بالشعارات التروتسكية و اطلع على كتاب ميكيافلي (الأمير) وقرأ كتاب( رأس المال )لماركس بواسطة مكتبة مكنزي.
قد اعتادت لقاءات الرحال ومجموعته من الشباب في مقهى النقيب ثم في جامع الحيدر خانه في غرفة والد محمود أحمد السيد وهو إمام الجامع وعم عبد الفتاح إبراهيم مؤسس جماعة (الأهالي) فيما بعد, يعد هؤلاء الشباب الطليعة التقدمية , فكانوا متحمسين لأفكارهم الاشتراكية الجديدة , إضافة إلى قراءاتهم الجادة لما تصدره المكتبات العربية في مصر وغيرها ومما تصلهم الأفكار والآراء الاجتماعية والتحررية , وما تنشره ( المقتطف) لإسماعيل مظهر, وآثار شبلي شميل وسلامة موسى وما كتبهُ نقولا حداد من كتابه( المقدس وسفسطات) إضافة لنظرية دارون ومؤلفات قاسم أمين , وقد ظهرت هذه المعلومات من خلال قصة محمود أحمد السيد(جلال خالد) ص47 , إذ كانت الأفكار والتقاليد القديمة عميقة في المجتمع العراقي والأفكار الاشتراكية وتطلعات الشباب من الآراء الجديدة في نشأته قوي وهزاز , وكان هدف المجموعة الجديدة البحث عن سبل لتحقيق العدالة وإنقاذ المجتمع من مصائبهُ.
صدور الصحيفة:
البعض قد أطلق على نشر المفاهيم الاشتراكية والتقدمية في العراق( بجماعة الصحيفة) وهم الشباب العراقي المتنور الذين كانوا يتمتعون بقدر عال من الوعي لتحديث المجتمع العراقي وفق أسس وطنية تقدمية وهم من المؤمنين بالفكر التقدمي الاشتراكي , وقد ارتأوا إصدار جريدة تنطق بلسانهم أسموها( الصحيفة ) صدر عددها الأول في بغداد يوم 28 كانون الأول 1924 , وكانت صحيفة سياسية نصف شهرية صاحبها ومديرها حسين الرحّال ومحررها مصطفى علي , لكن هذه المجموعة لم يكن لهم مقر ثابت " بل كانوا يتنقلون في أماكن مختلفة , فضلاً عن الغرفة التي كانوا يلتقون فيها في جامع الحيدرخانة , فقد اعتادوا على الجلوس في عدد من مقاهي بغداد وأبرزها مقاهي قنبر علي والباب الشرقي أو مقهى الشرق , وقد تردد على هذه المقاهي شباب آمن معظمهم فيما بعد بالفكر اليساري التقدمي وكان من أبرزهم عبد الفتاح إبراهيم وعبد القادر إسماعيل وعزيز شريف وحسين جميل ومحمد حديد وزكي خيري وجميل توما وعاصم فليح ونوري روفائيل ويوسف إسماعيل ورشيد مطلك وغيرهم"(7).
وقد أكد شاعر العرب الجواهري "إن جماعة الصحيفة كانوا معروفين في بغداد بأنهم حملة الأفكار الاشتراكية , وكانت هذه الجماعة... في نقاش مستمر حول ما يقرأ أعضاؤها .. لقد كانت لهذه الحلقة الأدبية الفكرية اسم قوي في البلد".(8)
كان هدف الصحيفة هو طرح مشكلة التراث والتخلص من التقاليد البالية والتوجه نحو حداثة العصر والمطالبة بإعادة تقييمة مستعينة بالتفسير المادي للتأريخ على ضوء النظرية الماركسية , وقد تبين ذلك من صدور عددها الأول ذات النهج في نشر الفكر الماركسي , لكن أصحاب الفكر الرجعي الجامد قد تصدى لهذه الصحيفة بالتهديد والوعيد ثم تقديم عرائضهم إلى المسؤولين في الدولة لمطالبتهم فيها بغلق هذه الصحيفة ومعاقبة أصحابها , وما كاد العدد الخامس منها يرى النور حتى أُغلقت هذه الصحيفة.
لكن الرحال وجماعتهُ لم تثنى عزيمتهم غلق الصحيفة رغم محاولاتهم في إصدارها , وقد تم لهم ذلك بعددين عام 1927 فأغلقت مرة أخرى,لكن " لم يتوقف حسين الرحال عن ممارسة العمل الصحفي فساهم مع الصحفي ميخائيل تيسي في الكتابة في جريدة (كناس الشوارع) التي صدرت عام1925 , ولكن بسبب الاعتداء الشخصي على ميخائيل تيسي توقفت ثم ساهم الاثنان بإصدار جريدة (سينما الحياة) عام1926 , حتى استقر الأمر بالسيد حسين الرحال لتأسيس (نادي التضامن)(9).أما بقية أعضاء المجموعة لم يتوقفوا عن العمل فكانت مقالات محمود أحمد السيد تصدر في أغلب الصحف اليومية في العراق والتي تطالب بحرية المرأة والمساواة مع الرجل وحرية الفكر والدعوة للتعليم , ثم أصدر محمود أحمد السيد" مجلة شهرية باسم ( الحديث) نهجت النهج نفسهُ الذي انتهجتهُ الصحيفة , من حيث الدعوة إلى التطور والمساواة والعدل وقد أصدر مصطفى علي مجلة ( المعول) عام 1930 حتى إن الشاعر معروف الرصافي رحب بها بعد أن عرف بأنها جعلت المعول شعار لها بقوله:
حال جدار من تقاليدنا.....................دون الذي به تغـــــــــلي
فنحنُ نحتاج إلى هدمهِ.................... والهدم يحتاج إلى معول
لكن هذه الجماعة قد خفتَّ عملها وانحسر بسبب الخلافات الشخصية وتوجه بعضهم إلى الوظيفة, إضافة إلى ظهور جماعة الأهالي مطلع الثلاثينات الذي استقطب الشباب الوطني التقدمي وظهور التنظيم الشيوعي بقيادة فهد الذي استقطب باقي الشباب التقدمي , منطلقين من زاوية فهمهم الجديد للحياة وفق الأسس الفكرية العلمية , لما عرف فيما بعد في العراق بالمدرسة الواقعية في الأدب والفن والفكر الماركسي الاشتراكي , مطالبين بحياة حرة كريمة ومحاربة الاستغلال والاستعمار والدعوة إلى البناء والتقدم والاستقلال.
نادي التضامن:
تأسس نادي التضامن عام 1926 وكان من ضمن المؤسسين لهُ حسين الرحال ويوسف زينل الذي كان يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1922 ثم عاد للعراق,كان زينل ذو اتجاه تحرري يدعوا لتحرر بلده من الاستعمار , فقد عمل في مجال التعليم كمدرس لمادة الكيمياء في الثانوية المركزية وكان مقر النادي مقابل جامع الحيدر خانة , فكان مقراً لتجمع الشباب والتجمعات الشعبية والتظاهرات التي تنطلق منهُ , "فكان هدف النادي لنشر الثقافة والمعرفة بين الشباب العراقي وتشجيع الصناعات الوطنية وبث المبادئ والأفكار التي تهدف إلى تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية,وكان للرحال الدور الرائد في تنظيم هذا النادي وقيادته "(10), فقد شارك ونظم هذا النادي التظاهرات منها الاحتجاج على فصل المدرس السوري أنيس النصولي لكونه أصدر كتاب عن الدولة الأموية في الشام , فقد أثار هذا الكتاب حفيظة رجال الدين , وقد شارك الطلبة في هذه التظاهرات التي طالبت بحرية الفكر وإعادة النصولي إلى وظيفته, ثم التظاهرة الثانية احتجاجاً على زيارة الفريد موند في الثامن من شهر شباط 1928 وكان موند مؤيداً للحركة الصهيونية " فكان حسيين الرحال متصدراً لهذه التظاهرة التي ضمت عشرون ألف شخص , حيث اتجه نحو جسر الخّر لمنع دخول موند إلى بغداد , وكان المتظاهرون ينددون بوعد بلفور وسقوط الصهيونية"(11), مع العلم إن أكثر الكتاب قد أهمل دور نادي التضامن وما قام به أعضاء هذا النادي في الدور البارز الذي لعبهُ في تحشيد التظاهرات ونشر الفكر التقدمي بين الشباب والتعاليم الماركسية وكان من ضمن أعضاء النادي الراحل زكي خيري وعاصم فليح.لكن بعد غلق النادي من قبل السلطات , بدأ أعضاء النادي بتأسيس المجلات الثقافية التي كانت واجهه لنشر أفكارهم في العراق كما يؤكد ذلك الكاتب حنا بطاطو في كتابه الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية ج2 ص52 .
تقييم الباحث الفلسطيني حنا بطاطو "دور وإسهام الرحال في نمو الفكر الشيوعي في العراق حسب الاعتبارات التالية:
1- لم تكن هنالك في العشرينات شيوعية باللغة العربية .. من هنا يمكن تقدير الفرادة في مدى ملائمة الرحال لمساعدة قضية الشيوعية بتمكنهُ المميز من الألمانية والانكليزية والتركية والفارسية إلى جانب العربية.
2- كان الرحال هو من عرّف زكي خيري أحد أبرز شيوعيي العراق في الفكر الشيوعي.
3- كان عاصم فليح أحد مؤسسي الحزب ورئيس تحرير (كفاح الشعب) أول صحيفة ناطقة رسمياً بلسان الحزب والمتدرب في ( الجامعة الشيوعية لكادحي المشرق) وعضو نادي التضامن المتأثر بنفوذ الرحال .
4- حسين جميل الذي كان لهُ دور بارز في تأسيس صحيفة ( الأهالي) الاشتراكية الميول في عام 1932 ثم في تأسيس (الحزب الوطني الديمقراطي) ذي الميول المشابهه في العام1946 كان مرافقاً للرحال في نادي التضامن وفي مظاهرات النصولي وموند.
5- أمينة الرحال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في الفترة(1941-1943) كانت مصادفة أول أمراه عراقية تخلّت عن الحجاب في بغداد وهي أخت حسين الرحال.
6- كان عبد القادر إسماعيل أحد مؤسسي ( الأهالي) وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في الفترة( 1959-1963) ورئيس تحرير (إتحاد الشعب) في الفترة (1959-1960) , بدأ سيرته الثورية في نادي التضامن وأكثر من هذا فإن شقيقه يوسف إسماعيل الذي شغل مراكز عالية في صفوف الشيوعيين , كانا من أبناء عم رفيق الرحال(محمود أحمد السيد) مؤلف رواية جلال خالد.
7- كان عبد الفتاح إبراهيم أحد مؤسسي ( الأهالي) وزعيم (حزب الاتحاد الوطني) الماركسي الاتجاه في الفترة (1946-1947) هو أيضاً بن عم محمود أحمد السيد."(12)
بعد أن نضج الفكر الماركسي في العراق وانتشاره بين الشباب المثقف والوسط الثقافي في المجتمع العراقي , في تلك الفترة أخذ يتألق نجم يوسف سلمان يوسف(فهد) في جنوب العراق الذي اعتنق الفكر الماركسي منذ عام1927 وكان من قادة الحزب الوطني برئاسة جعفر أبو التمن في فرع الناصرية , وأخذ يوسف سلمان يوسف ينظم الخلايا الشيوعية في مدن الجنوب, يؤكد الراحل زكي خيري" كنا نسمع باسمه ونشاطه من بعيد وكأننا في بلد آخر"(13), كانت مزايا فهد الأساسية القدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته, والانضباط البروليتاري إضافة إلى الروح الثورية الجهادي المواظبة , كان فهد يختلط بالجماهير والكادحين مباشرة ويسأل عن أحوالهم ومعاناتهم بدون تكلف , وهذا لم يسلكهُ قبله من المثقفون الماركسيون , ولذلك بقيت الشيوعية بين القوى الكادحة والمثقفين وطلبة الكليات وحديث المقاهي السياسية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حنا بطاطوا الجزء الثاني ص40
(2),(3)عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي – عزيز سباهي ج1 ص102
(4)صلاح الخرسان - صفحات من تأريخ العراق السياسي الحديث- ص16
(5) زكي خيري - صدى السنين –ج1 ص65
(6) د. علي إبراهيم - الرحال الخلفية الفكرية لمحمود أحمد السيد – ملحق المدى عراقيون 16-5-2011
(7)أ.د إبراهيم خليل العلاف - حسين الرحال وجماعة الصحيفة- مقالة في النّت
(8)عبد الحسين شعبان – الجواهري جدل الشعر والحياة
(9),(10)سالم عبيد النعمان - نصف قرن من تأريخ وطن –ص157
(11),(12)حنا بطاطو ج2 ص47 –ص52
(13)زكي خيري - صدى السنين- ج1 ص 65
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)
Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟