تقويم المخرجات التعليمية الجامعية شرط اساسي لضمان الجودة

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 17:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تقويـم المخرجــات التعليميـــة الجامعية شرط اساسي
لضمان الجودة
يتخرج سنويا الآلاف الطلاب من الجامعات العراقية والعربية وينخرط البعض منهم الى سوق العمل او اكمال الدراسات العليا او الحصول على وظيفة حكومية ، وتجد ان معظم المؤسسات غالبا ما يشكون من انخفاض المهارات او المعلومات لدى الخريجين الملتحقين بها . وكما تعلمون ان السبب لايقع على الخريجين فقط وانما على الجامعات والكليات والاقسام العلمية التي تخرجوا منها . اذ ان هذه المؤسسات لا تفكر اطلاقا في إجراء عملية تقويم لمخرجاتها التعليمية من اجل التعرف على جوانب الضعف او النقص او القوة في برامجها التعليمية، او في اساليب التدريس لأعضاء هيئات التدريس فيها وغيرها.
لذا فأن هذه المقالة ستركز على الفوائد المتوخاة من تقويم المخرجات التعليمية بأعتباره شرط اساسي من شروط ضمان الجودة والحصول على الاعتماد الاكاديمي.
ان عملية تقويم المخرجات التعليمية في الأقسام أو البرامج العلمية ليست غاية بحد ذاتها، وإنما هي وسيلة لتحقيق أهداف وفوائد وغايات أخرى، بناءً على ذلك فإن نجاح عملية التقويم يتطلب من الأقسام العلمية إعداد آلية محددة ومناسبة تمكّنها من استعمال نتائج عملية التقويم والاستفادة منها.
وهناك مجموعة من الأمور التي يمكن أخذها بعين الاعتبار عند صياغة نتائج التقويم والبيانات التي تم جمعها في هذه العملية ومنها:
1. اعرض البيانات والنتائج مرتبطة مع أهداف القسم أو البرنامج العلمي ومخرجاته التعليمية.
2. اختر الأسلوب المناسب لتحليل البيانات.
3. اعرض النتائج باستخدام أساليب كمية ونوعية.
4. اعرض بشكل واضح ميزات وإيجابيات البرنامج وكذلك نقاط ضعفه.
5. قدّم توصيات لتحسين أداء البرنامج بناءً على النتائج.
إعـداد تقريــر تقويــم المخرجـات التعليميــة:
عند الانتهاء من تطبيق أدوات التقويم وتحليل نتائجها يتم صياغة التقرير النهائي عن عملية تقويم المخرجات التعليمية على مستوى البرنامج أو القسم العلمي. وبما أن عدة جهات أو أفراد (داخل الجامعة أو خارجها) سوف تطّلع على هذا التقرير، فمن الضروري أن يُكتب بشكل واضح ومبسط وأن يكون شاملاً في معلوماته بلا إسهاب أو اقتضاب مع التركيز على توفيـر المعلومـات الضروريـة:
- ما الذي حققه البرنامج في موضوع تقويم المخرجات التعليمية ؟
- لماذا قام البرنامج بإنجاز ما تم إنجازه؟
- ما هي نتائج عملية التقويم؟
- كيف سيستفيد البرنامج من تلك النتائج؟
- ما هو تقييم خطة تقويم المخرجات التعليمية نفسها؟

وبصفة عامة، لا يوجد شكل محدّد لهذا التقرير بحيث تلتزم به كل البرامج والأقسام العلمية، ولكن يُفضّل أن تعرض البيانات والنتائج بطريقة مختصرة، سهلة ومباشرة، ومقروءة، وواضحة ، ولا حاجة في أن يحتوي التقرير على صفحات عديدة مليئة بالتفاصيل والبيانات، كما يُفضّل إعداد أكثر من تقرير واحد وفقاً للجهة المسؤولة التي سوف تطّلع على التقرير.
مما لا شك فيه أن القسم أو البرنامج العلمي هو المعني والمستفيد الأول من عملية تقويم المخرجات التعليمية التي جرت أو تجري على طلبته وبرامجه وفعالياته. وعادة يتم عرض التقرير ومناقشته بالتفصيل من قبل جميع أعضاء القسم (البرنامج) العلمي. ويُفضّل أن يتم عرض النتائج التي يتضمنها تقرير التقويم باستخدام جداول أو أشكال بيانية تساعد في توضيح النتائج وتسّهل عملية المراجعة والمقارنة والتحليل، بالإضافة إلى أن ذلك يزيد من جاذبية التقرير ومقرؤيته. وعلى القسم العلمي الاحتفاظ بنتائج التقويم لعدة سنوات بعد انتهاء إعداد ومناقشة التقرير وذلك لتوثيق البيانات الصادرة عن البرنامج أو القسم العلمي من جهة، ومن جهة أخرى فإن الاحتفاظ بنتائج وبيانات التقويم لسنوات متتالية يمكّننا من إجراء دراسات مقارنة عبر الزمن ودراسات نوعية وسرعة التغير في أداء البرنامج المعني.
وبعد دراسة التقرير ومناقشة فقراته بالتفصيل، يقوم البرنامج العلمي (أو لجنة ممثّلة عنه) بإعداد آلية محددة للاستفادة من هذه النتائج على أن يتم رفعها إلى مجلس القسم العلمي لاعتمادها. ويتم في تلك الآلية تلافي نقاط الضعف والقصور التي أشار إليها التقرير والتركيز على نقاط القوة لتحسين أداء القسم أو البرنامج العلمي. ونظراً لأن تلك العملية تتم في برامج عديدة على مستوى الجامعة، فإنه من الضروري مشاركة إدارة الجامعة ومؤسساتها الأخرى بنتائج عملية التقويم وبالقرارات والتعديلات وخطط الاستفادة التي تم وضعها لتوظيف نتائج التقويم وتحقيق الفائدة. إن إطلاع مؤسسات وأجهزة الجامعة على توجّهات الأقسام والبرامج العلمية يساعد في تفعّيل دور هذه المؤسسات لمساعدة البرامج في أداء برامجها. كذلك فإن الأقسام العلمية أو البرامج الأخرى يمكن أن تشارك في نتائج التقويم وآلية الاستفادة منها بحيث أن تبادل الخبرات والتجارب يساعد في تحسين الأداء وتقييم الممارسات والنشاطات الإيجابية. ومن الطرق الحديثة التي أصبحت شائعة لتبادل الخبرات في هذا المجال، عرض نتائج التقويم على شبكة المعلومات (الإنترنت)، بالإضافة إلى عرض ملخص للخطوات الإجرائية التي اتخذها القسم في ضوء هذه النتائج.
أهم النتائج المتوخاة من تقويم المخرجات التعليمية:
تستفيد من نتائج عملية تقويم المخرجات التعليمية جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية داخل الجامعة أو المؤسسة التربوية. وتشمل قائمة المستفيدين من تلك العملية الطلبة، أعضاء هيئة التدريس، القسم، الكلية، الجامعة وموضحة بالنقاط التالية:
1- الطالب هو محور العملية التعليمية حسب خطة تقويم المخرجات التعليمية وأن الطالب هو المستفيد الأول من عملية تقويم المخرجات التعليمية.
2- ان تقويم المخرجات التعليمية تسهم في تحسين تعلّم الطالب وذلك بتحسين فعّالية البرنامج العلمي بشكل عام وتحسين أداء جميع العاملين فيه بشكل خاص .
3- تتضمن عملية تقويم المخرجات التعليمية للطالب الكثير من الفعاليات والنشاطات كالامتحانات، والمقابلات، والاستجابة للاستبيانات، وإنجاز المشاريع والابحاث وغيرها. إن هذه المشاركة توفر خبرات تعليمية متميزة للطالب داخل برنامجه وضمن تخصصه ، كما أن التغذية الراجعة التي يحصل عليها الطالب تفيده في تحديد ما يعرفه وما لا يعرفه وما يستطيع القيام به وما لا يستطيع.
4- تُنمّي مشاركة الطالب في عملية تقويم المخرجات التعليمية الكثير من المهارات والاتجاهات الخاصة ومنها القدرة على اتخاذ القرار، والتعامل الإيجابي مع الآخرين، وحسن إدارة الوقت، والمبادرة، والعمل التطوعي، والعمل الجماعي، وتنمية روح الانتماء والمسؤولية، وغيرها.
5- توفّر عملية تقويم المخرجات التعليمية قنوات اتصال عديدة ومفيدة بين الطالب من جهة، وقسمه العلمي وأعضاء هيئة التدريس من جهة أخرى، ويستمر هذا الاتصال حتى بعد تخرج الطالب من خلال متابعته في عمله أو في دراسته العليا عن طريق فعاليات أو أدوات عملية تقويم المخرجات التعليمية ومنها استبانة الخريجين، واستبانة جهات العمل بالإضافة إلى البيانات الوثائقية عن الخريجين وأحوالهم المهنية.
6- زيادة صلة عضو هيئة التدريس ببرنامجه العلمي عن طريق توفير عملية منتظمة للمراجعة والتحليل، تبدأ بتحديد أهداف البرنامج وتنتهي بوضع مقترحات لتحسين وتطوير البرنامج ثم متابعة ذلك.
7- تسمح المشاركة في عملية التقويم لعضو هيئة التدريس بالاتصال بجهات وأفراد خارج القسم العلمي ممن لهم علاقة بما يقدمه القسم العلمي من برامج وما يطرحه من مساقات كالخريجين، وجهات العمل، وجهات الاعتماد الأكاديمي.
8- تُوضح عملية التقويم لعضو هيئة التدريس مدى مساهمة مواده التي يدرسها في تحقيق مخرجات البرنامج العلمي وتحديد أهمية الدور الذي يقوم به في البرنامج.
9- يستفيد عضو هيئة التدريس من التغذية الراجعة لعملية التقويم وخصوصاً نقاط الضعف والقوة عند طلبة القسم مما يساعده في تحديث وتطوير المحتوى العلمي للمواد الدراسية التي يدرّسها أو يشارك في تدريسها بطريقة علمية .
10- يستفيد عضو هيئة التدريس من نتائج عملية التقويم في تعديل وتحسين وتطوير أساليب التدريس، وأساليب التقويم التي يستخدمها بشكل يجعل من تدريسه أكثر فعالية ومن أساليب تقويمه أكثر دقة وموضوعية.
11- تُمكّن عملية تقويم المخرجات التعليمية عضو هيئة التدريس من تحديد الاتجاهات المستقبلية لتطوير عمله مهنياً وخصوصاً في مجالات التدريس، والتقويم وكذلك البحث العلمي، وذلك بالاعتماد على معلومات دقيقة وعلمية من عملية تقويم المخرجات التعليمية.
12-تستطيع عملية تقويم المخرجات التعليمية الناجحة للبرنامج العلمي من كشف وتحديد مواطن الضعف والقوة في ذلك البرنامج، بالإضافة إلى المساعدة في كشف وتحليل الظروف والأسباب التي تؤدي إلى تلك النتائج. ويمكن من خلال عملية التقويم تحليل جوانب القوة والضعف في مجالات كثيرة منها:
أهداف القسم أو البرنامج ومخرجاته، الخطة الدراسية للبرنامج (القسم) العلمي، طرق التدريس وطرق التقويم المستخدمة، التقدم العلمي للطالب، المحتوى العلمي للمواد الدراسية، التدريب العملي، الأنشطة اللاصفية، الاستجابة لسوق العمل، نظام الإرشاد الأكاديمي المستخدم، البيئة الصفية، تكنولوجيا التعليم. وبمعرفة ذلك يمكن للقسم العلمي وضع خطة لعلاج نقاط الضعف أو تلافيها وتعزيز نقاط القوة وزيادة وتأثيرها مما ينعكس إيجاباً على أداء وفعالية البرنامج العلمي.
13- توفّر عملية تقويم المخرجات التعليمية طريقة اتصال منتظمة وعلمية بالعالم الخارجي للجامعة وخاصة سوق العمل من حيث مدى توفر فرص عمل، وقدرة الخريجين على المنافسة في ظل تناقص فرص العمل. وينعكس أثر ذلك على البرنامج العلمي فيُحسّن من خططه ومخرجاته .
14- يتأكد القسم (البرنامج) العلمي من خلال عملية تقويم المخرجات التعليمية من مدى ملائمة برامجه وخططه الدراسية لإعداد الطالب لاستكمال دراساته العليا. ويتم ذلك من خلال متابعة الخريجين الذين التحقوا ببرامج الدراسات العليا ومدى نجاحهم وتقدمهم في ذلك.
15- تعتبر عملية تقويم المخرجات التعليمية مكوناً أساسياً في عملية المراجعة الدورية للبرنامج العلمي (Program Review)، وتشمل هذه المراجعة عادة القيام بمراجعة ذاتية شاملة يجريها القسم أو البرنامج نفسه كل فترة زمنية وبشكل دوري، بحيث يتم جمع معلومات عن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموارد البشرية والمادية والمناهج والخطط وغيرها.
16- توفر عملية تقويم المخرجات التعليمية نظاماً للإشراف والمتابعة على البرامج العلمية وما يحدث فيها من تحديث وتطوير وتغيير في الخطط والبرامج الفرعية والمدخلات الأخرى بشكل ينعكس في النهاية بالأثر الإيجابي على أداء القسم أو البرنامج العلمي.
17- توفر عملية تقويم المخرجات التعليمية قناة اتصال جديدة ودقيقة بين إدارة الجامعة من جهة، وكلياتها والأقسام العلمية فيها من جهة أخرى، حيث تزود الأقسام العلمية عبر كلياتها إدارة الجامعة بمعلومات وبيانات دقيقة عما يتم إنجازه في مجال تقويم المخرجات التعليمية وانعكاس ذلك على أداء البرنامج وإنجازاته.
18- توفّر عملية تقويم المخرجات التعليمية قناة اتصال بين الجامعة وجهات العمل حيث تستطيع الجامعة من خلال هذه العملية تحديد حاجات سوق العمل من مهارات وقدرات والتعرّف على مدى توفر فرص العمل للخريجين في مختلف التخصصات مما يساعد في توفير البيانات السليمة لاتخاذ القرارات التربوية.
19- تستخدم الجامعة نتائج عملية التقويم في التخطيط المستقبلي للسياسة التربوية وخصوصاً فيما يتعلق بالبرامج والأقسام العلمية.
20- توفّر عملية تقويم المخرجات التعليمية للجامعة أساساً جديداً لتوزيع الدعم المالي للبرامج والأقسام العلمية على أساس تنافسي.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات