أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسني كباش - الدين و الحياة














المزيد.....

الدين و الحياة


حسني كباش

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 17:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجرم الدين على الأرض الكثير من الأشياء التي يحللها في السماء
ففي الأرض الذنى حرام في السماء لديك 72 حورية في الأرض على المرأة أن تتنقب في السماء نعيش عراة في الأرض الخمر حرام في السماء هناك نهر من الخمر في الأرض عليك التعب طوال حياتك في السماء تملك الراحة المطلقة في الأرض هناك المرض و الأوجاع في السماء لا تعرف الألم في الأرض عليك أن تجاهد في سبيل الله و كأن هذا الإله عاجز عن الدفاع عن نفسه في السماء تعيش السلام المطلق
لماذا يا ترى يعاقب الإنسان كل هذه العقوبات لحظة ولادته هل حقا لأن جده الأول و جدته الأولى آدم و حواء كانوا قد أكلوا التفاحة إذا فإلهكم هذا ليس عادلا لأن العدل يرفض أن يعاقب ابن لجريمة ارتكبها والده كي تعاقب البشرية جمعاء لجريمة ارتكبها جدهم الأول و يا ليتها كانت جريمة ... هه أكلوا تفاحة
الحقيقة أن هذه العقوبة ليست على أكل التفاحة بل هي طريقة لجعل الإنسان راغبا بالوصول للجنة المزعومة لذلك على الحياة على الأرض أن تكون قاسية إلى حد القرف حتى يكرهها الإنسان طالبا الصعود إلى الجنة
هذه العقلية تصنع إنسانا كارها للحياة إنسانا يقمع نفسه و يقمع غيره إنسانا همجيا يريد من حياته أن تكون مقيتة و لا يكتفي بحياته بل يقمع زوجته و أولاده الذين لا يكتفي بهم بل يريد أن يقمع أبناء الجيران
نعم المسلم المتشدد لا يكتفي بقمع عائلته بل يريد قمع أبناء الجيران فهو لا يريد فقط لزوجته بأن تكون منقبة بل يريد تنقيب جميع النساء لا يريد منع الخمر فقط عن عائلته بل يريد منعه عن الجميع و من هنا يأتي مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية كنظام حكم يمنع كل شيء جميل عن متناول يد أي شخص كما في أفغانستان سابقا و إيران و السعودية حاليا فحتى السعودية التي تملأ جيبك بالنقود إن عشت بها فهي بنفس الوقت تحول حياتك إلى جحيم
و لا يكتفي هذا المتشدد ببلاده بل يهاجر إلى الغرب و يضع قنابلا بجسده مفجرا باص نقل عام مانعا حق الحياة عن نفسه و عن غير
و كراهية الحياة بالدين ليست اختصاصا إسلامية بل هي صفة تتحلى بها جميع الأديان فالراهب المسيحي مثلا يمضي حياته بالبكاء على خطاياه ... أي خطايا تلك التي يمكن أن يرتكبها إنسان كالراهب لا يفعل شيئا عاجز بذلك عن ارتكاب أي خطيئة و أي صائبة ... إن البكاء المستمر للراهب ليس حزنا على خطاياه بل هو نتيجة اكتئاب سببه لنفسه منذ اختار أن يكون راهبا مانعا بذلك نفسه عن كل شيء جميل بالحياة
و بعيد عن هذا الراهب العاجز عن قمع أي شخص ففي العصور الوسطى قامت ممالك مسيحية لونت الحياة بكل ألوان القبح و قمع الأوروبي بشتى الوسائل محولة إياه إلى إنسان همجي تخلص من همجيته مع تخلصه من هذه الممالك و ابتعاده عن الدين
هنا يأتي الفرق الحالي بين الأوروبي المتحضر و العربي المتخلف هو أن الأوروبي ابتعد عن الدين ملتجأ إلى حب الحياة و جمالها ... فالبعض يقول الفرق بين الأوروبي و العربي هو بالتجاء الأوروبي إلى العلم أجيبه بأن هذا ليس صحيحا فشتى أنواع الجامعات كما هي موجودة في أوروبا موجودة في البلدان العربية كما أن العلماء الكبار في أوروبا هم أقلية أما عامة الشعب فحتى ثقافتهم العامة محدودة ... طبعا أنا لا أنقص من قيمة العلم و الثقافة إلا أنها ليست نقطة الاختلاف بين العربي و الأوروبي ... فالإنسان الأوروبي البعيد عن الدين يستمتع بحياته يحبها لا يقمع عائلته لا يتدخل بجيرانه لا يريد إنشاء دولة دينية و أهم من كل ذلك لا يقتل
هذا الأوروبي كما سبق و ذكرت كان همجيا يوما ما إلا أنه تجاوز همجيته متجاوزا الدين و هذا تماما ما يحتاجه العربي



#حسني_كباش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحمك الله يا داروين
- ماذا نعي بتسقط الديكاتوريا ؟!
- كوكب عشق
- إلى غزالة
- لعنات
- الله يلعن البصل و التوم
- غايذرونيسي
- يوميات مأساوية
- لوحة عشق
- إلى متمردة
- أنا و كيوبيد و أفروذيتي
- إلى من يتهم المثلية بالشذوذ و اللا أخلاقية
- إلى علياء
- لا أريد إلا
- ثورتنا المباركة عودي إلى مسارك
- اليسار السوري و الثورة
- العنف الطبقي و مهام الأناركيون
- المجتمع الذي يقمع الأنثى يقمع الذكر
- الحرية و العدالة و منع الخمر
- يا ساحرات العرب اتحدوا


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسني كباش - الدين و الحياة