أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - محنة العراق















المزيد.....

محنة العراق


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 15:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تجولت مؤخرا في عدد من المدن العراقية ابتداء من بغداد الى النجف الأشرف جنوبا واربيل في كوردستان شمالا رأيت الأعاجيب وسمعت الأعجب.

بعض ملاحظاتي السلبية:
1. قيادة السيارة في بغداد غم وهم ومضيعة للوقت.
2. أجواء حرب – العسكر في كل مكان.
3. سلع مكدسة أمام المحلات على الأرصفة من مناشئ مختلفة.
4. مواد غذائية معلمة لم يسبق لي أن رأيتها في حياتي وفي عبوات رخيصة ومنتجة خاصة للعراق بجودة اقل من ما هو منتج للأسواق في الدول المصدرة.
5. المحسوبية والطائفية بين فئات الشعب العراقي وداخل التحالفات وحتى داخل الحزب الواحد.
6. ظهور نفوذ عشائري واضح والاتجاه الي شريعة العشائر لحل المعاضل بعد غياب دولة المؤسسات.
7. تمتع المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلس النواب والأحزاب الرئيسية والقيادات العسكرية بامتيازات خيالية كانت بعيدة حتى عن خيال المجانين قبل سقوط صدام حسين.
في إحدى فنادق جنوب بغداد رأيت شخصا أنيقا جدا قي مقتبل العمر يلبس بدلة مدنية أنيقه وكأنه عائد من حفلة عرسه ينزل من عربة مصفحة سوداء ويرافقه سيارة أخرى دفع رباعي وسيارة بيكاب تحمل رشاش ثقيل وعد من المرافقين ببدلات عسكرية يدخل الفندق وهامته كالطاووس يتطلع الى السماء لا يٌحيي أحد متوجها الى جناحه ثم يخرج بنفس طريقة صباحا، سألت أحد العاملين من يكون هذا المغتر اهو عضو في مجلس النواب؟ او عضو في مجلس المحافظة؟ أجابني هذا لواء، لم أدرك ما يقول، ماذا تقصد باللواء، أجاب لواء عسكري جاء ليفتش الوحدات العسكرية في المحافظة. استغربت كيف يفتش لواء عسكري بملابس العرس قواته ولِمَ لم يسكن في المعسكرات ليساير معاناة جنوده، فكان الرد، قبل شهر زارونا عشرين من اللواءات وكل معه خمسة أفراد حماية وبقوا عندنا أسبوعين وكلفت إقامتهم معنا اكثر من 100 مليون دينار عراقي، فاستفسرت من يدفع الفاتورة، كان الرد، المحافظة، عندما استكثرت المبلغ اخبرني آخر فقال ان رئيس الحكومة العراقية السابق كان ينوي زيارة كربلاء المقدسة للزيارة (اي ليس للعمل) وحجزت جميع الغرف في فندقين في المدينة لمدة أسبوعين ولم يحضر رئيس الحكومة وحاشيته الى كربلاء المقدسة، ودفعت الحكومة كلفة حجز الفندق لفترة أسبوعين.
8. عند إحدى التجمعات قال أحد الأشخاص لماذا لا تُحجب الثقة عن الحكومة فأن هذه الحكومة ضعيفة جدا وتسير على عكازات، أجاب الآخر، أن الجميع مستفيدين من هذه الحكومة والكل يسرق دون حساب او محاكمة، فلو جاءت حكومة قوية قد تفقد الأحزاب امتيازاتهم. وقال ثالث، إنكم مخطئون أن الحكومة ليست ضعيفة ولكنها تتظاهر بالضعف وتعمل بالخفاء لإقصاء منافسيها كي تبقى في الحكم للدورة الثالثة وصاح رابع أن المالكي رجل طيب جدا ولكن حاشيته هم الذي يسيرون آمر البلاد والعباد وبعد سقوطه يحملونه كل مصائب الحكومة الحالية.
9. خلال جولتي الطويلة في بغداد ومن بغداد الى النجف لم يسألني اي فرد في نقاط التفتيش عن هويتي او يفتش حقيبتي السوداء الكبيرة الظاهرة للعيان، عندما سألت صاحبي الذي كان يقود السيارة لماذا لا يفتشون السيارات وحتى الشاحنات كانت تمر دون تفتيش، أجاب أن العسكريين هم من أحزاب مختلفة ولا يهمهم سوى استلام الرواتب لا غير. في نقطة واحدة فقط عند مدخل معرض بغداد سألنا العسكري الماسك للعبة التي تشبه ريموت كونترول للألعاب الأطفال هل أسنانكم محشوة او تحملون عطر، فقلنا نعم، فطلب منا أن نترك السارة لفحصها بالجهاز الذي يحمله. لا توجد إحصائية كم حشوة أسنان اكتشفتها هذه الأجهزة وكم حشوة اخترقت النظام الأمني لهذه الأجهزة ولا توجد إحصائية عن اكتشافها لعدد السيارات المفخخة واللاصقات المتفجرة وعدد التي اخترقت النظام الأمني لهذه الأجهزة.
10. الأطواق الأمنية: الطوق الأمني هو قطع الطرق المؤدية الى إدارة ومجلس المحافظة والى شخصيات متنفذة في المحافظة كما هو الحال في المنطقة الخضراء في بغداد. لأنهم فقدوا الوصل مع الشعب العراقي بعد تعينهم في هذه الوظائف الحكومية فلا يحميهم الشعب بل أن الشعب العراقي يغض البصرعن كل عمل إرهابي تستهدفهم نكاية بهم.

الملاحظات الإيجابية:
عند عودتي الى اربيل شعرت بأنني دخلت فضاء آخر خيالي لا نقاط تفتيش ولا اطواق أمنية وكأنك خرجت من سجن او من ساحة معركة الى بر الأمان, واسمع المتحدثين بالعربية وخاصة في المولات (مراكز التسويق) او في شارع الاسكان او في الفنادق اكثر من المتحدثين باللغة الكوردية وكأن كوردستان تحولت الى عربستان.
.
وفي المساء كنت أسير في شارع الأطباء فأشار صاحبي الى شخص في مدخل محل للنظارات الطبية وقال هذا دكتور حسن سورا نائب رئيس برلمان كوردستان فاستغربت فلم ارى اي شخص حوله يحمل السلاح او بدونه فانتظرت الى أن خرج من محل النظارات الطبية وسار لوحده الى أن دخل الى صيدلية مجاورة، فتذكرت اللواء الطاووس في جنوب العراق وتذكرت قول رسول كسرى الى عمر بن الخطاب "عدلت فأمنت فنمت".
وعند عودتي في المساء شاهدت في القنوات الفضائية العراقية زعيق بعض اللذين يدعون أنفسهم بنواب الشعب يتهجمون على رئيس إقليم كوردستان وعلى الشعب الكوردي الذي يستقبل مئات آلاف من أخوتهم العراقيين من خارج الإقليم برحابة الصدر وبروح الأخوة المتساوية اذا لم يفضلوهم على أنفسهم لأن رئيس اقليم كوردستان انتقد توجه سياسة الحكومة المركزية نحو الحكم الشمولي، ليت شعري أن يكون العراق بأمان وازدهار كوردستان لكنا قضينا على الإرهاب المصطنع والإرهاب الحقيقي ولتوفر الماء النقي والكهرباء لكل عراقي. فلم يقتصر انتقاد الحكومة المركزية على رئيس إقليم كوردستان فقط فأن النائب الشاب المستقل من جنوب العراق الشيخ صباح الساعدي صاح كديك الفجر يصحي النيام الى توجهات الحكومة للسيطرة الى البنك المركزي، اني أخشى على الشيخ صباح الساعدي من كاتم للصوت او لاصق مفجر او تهمة بالإرهاب، اخي صباح أدعو الله أن يغطي على عيون أعداءك غشاوة تمنعهم من إيذاءك او كتم صوتك، ولا يخفي مؤتمرات العشائر المدعومة من قبل الحكومة المركزية توجهات الحكومة المركزية الى الحكم الشمولي وآخرها مصالحة شيخ متهم بالإرهاب وتمويله وكان مناصرا للمجرم المقبور القذافي ومن فرسان صدام حسين لاستخدامه في حرب المقبلة التي تستعد لها الحكومة المركزية الحالية ضد إقليم كوردستان.

العراق الى اين:
لنزع فتيل نحو التوجهات والاستعدادات للحرب الأهلية بين أطراف المختلفة وتقسيم العراق الى ولايات قومية وطائفية والتحرر من النفوذ الإيراني والحكم الشمولي ومن سيطرت الأحزاب ومن الأميين ومن ألوية الطواويس مع احترامي الكبير للقوات المسلحة الساهرة بصدق واخلاص للحفاظ على امن وسلامة العراق والشعب العراقي والخروج من عنق زجاجة الخلافات الحزبية اقترح ما يلي:
1. السماح لنواب الشعب بالتصويت الإلكتروني ليتخلصوا من سيطرة الأحزاب والقيادات السياسية.
2. تشكيل حكومة تكنوقراط للتهيئة لانتخاب جديدة نزيهة بالقائمة المفتوحة اي التصويت للشخص وليس للحزب.
3. تنقية القضاء من الموالين للأحزاب وسيادة القانون فوق الجميع.
4. تنقية الوزارات والإدارات من الأميين وأصحاب الشهادات المزورة والشاهرين بولائهم للدول الإقليمية .
5. تهذيب القوات المسلحة وتقليصها وتحويلها الى جيش محترف بعيدا عن المحاصصة القومية والطائفية.
6. محاربة الفساد بتطبيق "من اي لك هذا" على الجميع وخاصة المسؤولين والقربى.
7. محاكمة الوزراء الهاربين غيابيا لإصدار امر إلقاء قبض عليهم من قبل الشرطة الدولية.

كلمة أخيرة: أن الشعب هو الذي يخلق الأصنام ويسقطه، فلا داعي لخلق صنم آخر ثم إسقاطه والثمن إسقاط الصنم الجديد سيكون باهظا جدا اي حرب أهلية وتقسيم العراق بعدد الأحزاب والطوائف والقوميات.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية نظام الأسد
- الثورة السورية والروسي القبيح وسخافة دبلوماسية أمريكا
- بشار الأسد الى اين ؟
- كيف تمنع المجموعة العربية فيتو الروسي والصيني
- أمريكا تستطيع كسب الحروب ولكنها لا تستطيع صنع السلام
- ما هو الحل للعراق
- العراق في خطر
- إيران تنبح ولا تعض
- اعزائي في الحوار المتمدن
- الى القائد الثائر عبدالله اوجلان
- هل كان لباس آدم وحواء في الجنة ريش الطيور
- اقتصاد السوق وسياسة الشعوب
- الجيش السوري الثائر ليس منشقا وإنما بطل الأبطال
- تناقضات السلطان اردوغان وزلزال -محافظة فان-
- هل ستنجح ثورة شباب سوريا
- يا شباب العالم انصروا شباب سوريا
- هل ستتحول الثورة السورية السلمية الى ثورة مسلحة
- من يستطع أن يصف لي النظام السوري الدموي
- كيف نوقف الاعتداءات الإيرانية
- أؤيد رحيل القوات الأمريكية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - محنة العراق