أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد خضير عباس - اخلاق اليهود الحقيقية













المزيد.....

اخلاق اليهود الحقيقية


محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 14:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


درج العرب المسلمين وبعد نزول الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية قبل اكثر من 1400 عام ولحد الان على نعت اليهود بمختلف الصفات الذميمة مثل الكذب ونقض العهود والمواثيق والحسد والفساد وقساوة القلب والحقد والتعامل بالربا وغيرها ووصل الحال بيهم الى حد تجريمهم بوصفهم قتلة الانبياء ومرد ذلك يرجع الى ما ذكر في الايات القرانية العديدة التي تشير الى ذلك والتي نزلت على الرسول محمد ( ص) وبشر بها العرب فبعد ان كانت القبائل اليهودية كقبيلة (بني النضير- بني القينقاع – بنو قريضة ) وغيرها التي كانت تقطن الجزيرة العربية وكانت تمتهن اعمال الصياغة والحدادة وصناعة السيوف والتجارة وتعيش مع قبائل العرب متحابين ومتاخين الى درجة اندماجهم معهم وتصاهروا فيما بينهم واصبح طابعهم عربيا صرف . بدأت الاحوال تتغير بعد هجرة الرسول محمد (ص) من مكة نتيجة محاربته وتعرضه هو واتباعه الى الاذى من قبائل قريش الناقمة عليه الى يثرب والمدينة مكان تواجد القبائل اليهودية ومن هنا بدأت حملة التنكيل والتهجير والقتل ضدهم بحكم ما جاء بالايات القرانية من تحريض ضدهم هذا من جانب وما يتطلبه نشر الرسالة الاسلامية من اخضاع كافة الشعوب والمكونات الاخرى للاسلام الجديد قسرا وبقوة السيف من جانب اخر . لذلك اصبحت هذه الصفات القبيحة ملازمة للحديث عند ذكر اليهود او عندما يتم التعامل معهم في مختلف المجالات . وهذه نظرة فيها الكثير من التجني على اصحاب هذه الديانة بحكم كونهم اصحاب كتاب سماوي منزل من الله هذا من جهة ومن جهة اخرى ان اكثر هذه الصفات الذميمة التي ذكرتها الايات القرانية بحق اليهود وان صحت تعود الى حقبات زمنية قديمة ترجع الى اكثر من 1600 عام وهي الفترة التي تفصلها عن تاريخ نزول القران الكريم من ايام نبينا موسى وداود وسليمان وعيسى . وان المجتمعات البشرية بطبيعتها تتغير عاداتها واخلاقها وصفاتها فتتطور بحكم تقادم الزمن . فمن غير المنطقي ان نستمر باطلاق هذه الصفات على اليهود الى وقتنا الحاضر ومن غير المقبول ايضا على سبيل المثال ان نطلق على العرب في الوقت الحاضر انهم قطاعي طرق وقتلة ويمتهنون التسليب وكانت هذه الصفات هي مهن دارجة يسترزق منها العرب ويمارسونها قبل اكثر من 1400 سنة بالاضافة الى ممارستهم لرعي الحيونات والقليل منهم من الميسورين كانوا يمارسون التجارة لذلك فان التاريخ العربي والاسلامي لم يبرز او يسلط الضوء على صفات واخلاق اليهود الحقيقة في الجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام ولو تمعنا جيدا في بطون كتب التاريخ لوجدنا النقيض من ذلك تماما حول ما ذكر سابقا من صفات لليهود فعلى سبيل المثال تتفق اغلب المصادر العربية حول المأثر التي سطرها شاعر الجاهلية العربي اليهودي( السموأل) بن غريض بن عادياء الازدي والذي لقب بالحكيم لحسن تصرفاته وهو من سكان خيبر وكان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الابلق ويعتقد ان اسم الشاعر جاء من كلمة شموايل العبرية وتعني اسم الله . بموقفه الانساني من زميله شاعر العرب امرؤ القيس صاحب احدى المعلقات السبعة المشهورة عندما قصده بحاجة وكان قد عجز عن الاخذ بثأر ابيه فاراد الذهاب الى قيصر الروم يستنجد به لعله يرسل معه جيشا يساعده على تحقيق مبتغاه . فطلب من السموأل ان يضع عنده امانة عبارة عن ادرعاً ثمينة جدا لا مثيل لها كما ترك عنده اهله وحلاله . وبعد حين طوق حصن السموأل احد ملوك القبائل الذي كان يطلب امرؤ القيس ثأرا وعلم بموضوع الامانة فاراد ان يأخذها عنوة فرفض السموأل اعطائها له مما ادى الى تعرض حصنه لحصار قاسي استمر اكثر من 20 يوما وفي هذه الاثناء عاد ابن السموأل من رحلة صيد كان يقوم بها وكان لا يعلم بكل هذه الاحداث فالقى الملك القبض عليه وساوم السموأل بتسليمه الامانة او دق عنقه فرفض السموأل هذه المساومة مما حدى بالملك الى ذبح ابن السموأل امام حصن ابيه انتقاما منه ثم عاد خائبا الى دياره . لقد ضرب شاعرنا الكبير اروع قصص الوفاء والامانة وصون العهد من خلال هذه الملحمة البطولية وهي دليل على عظمة هذا الرجل اليهودي الذي عانى كثيرا من اجل القيم التي يحملها وعدم نكثه العهد الذي قطعه على نفسه ونحن المسلمين دائما ما نتفاخر بواقعة حاتم الطائي الى درجة بتنا نضرب بها المثل عندما ذبح حصانه كي يقدمه طعاما الى ضيوفه لعدم امتلاكه طعاما غيره في حينها ولكون اخلاق العرب تحتم عليهم اكرام الضيف في حين ان السموأل ونتجية ثباته على عهده ادى الى ذبح ابنه امام ناظريه لكي لا يقال عنه انه نكث العهد او خان الامانة مع الفارق الكبير بين الضحيتين . لقد ذكرت هذه الحادثة من اجل اظهار ما خفي بخصوص اخلاق اليهود الحقيقة واخيرا اختم مقالي بذكر بعض من ابيات قصيدة الشاعر المشهورة المعروفة بـ (اللامية ) وهي من اجود ما قيل في الشعر العربي وقد نظمت بحق اميرة المناذرة عندما استحقرت اعداد قوم السموأل القليلة في مجابهة جيش كسرى ملك الفرس ومطلعها .
اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جـــميـــل
وان هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيل
تعـيرنـــا انا قـليـــل عــديـدنـــــــــا فقلت لها ان الكــرام قلــيل
وما قل من كانت بقــايـاه مثلنـــــا شـباب تسامى للعلى وكهول
ومــا صـرنا انا قليل وجارنــــــا عـزيـز وجارالاكثيرين ذليل



#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصرف الاقتصاد وتعليمات البنك المركزي
- بعد اعفاء المزورين جاء دور المجرمين
- واخيرا ظهرت الحقيقة
- تكفير النصارى واليهود (1)
- المجرم بشار الاسد ونظرية العالم( لومبروزو)
- فسادنا وفسادهم
- استفيقوا ايها العرب
- الدعاية لا تجمل الوجه القبيح للقوات الامريكية
- وطنية الساسة العراقيين ايام زمان
- التكنوقراط هم الحل
- العراق يراهن على حصان خاسر
- واقع التعليم الجامعي الاهلي في العراق
- السرقة في وضح النهار
- المواطن الغالي الثمن
- قناة الشرقية ومواجهة التحديات
- الصحفي العراقي والسلطة الرابعة
- الشيعة اعداء العرب بدل اسرائيل
- مسلسل سقوط الطغاة العرب
- القرضاوي يحمي المسيحيين
- اسلامنا الى اين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد خضير عباس - اخلاق اليهود الحقيقية