لماذا خرجت قناة الجزيرة عن طورها

مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في الحلقة الاخيرة التي قدمها فيصل القاسم من برنامج الاتجاه المعاكس ، لاحظ المشاهد خروج ضيفه عن أبسط حدود اللياقة الادبية ، وفسح له فيصل القاسم المجال في السب والشتم والتحريض على القتل والحرق ، وهي جرائم يحاسب عليها القانون والضمير والعدالة في أية بقعة من بقاع العالم.
ولا نعرف ماهو رأي ولاة البلد الذي تعمل قناة الجزيرة على أرضه ، ولكن الظاهر أن لاقانون هناك يحاسب قناة اعلامية فضائية على اساءتها الادب وشتم قادة ورجال دين افاضل في بلد اخر . فلو كان هذا البرنامج قد قام بشتم اي مسؤول في اليمن او في البحرين مثلا لقامت قائمة تلك الدول ولم تقعد ولوجد فيصل القاسم نفسه في قفص الاتهام ليساق الى السجن بتهم القذف والكذب والنصب والاحتيال ....الخ .
ولرب سائل يسأل عن السبب الذي يدعو قناة فضائية واسعة الانتشار للجوء الى هذه الاساليب الرخيصة في السب والشتم !؟ قد تكون الدوافع شخصية في حالة كون المقصود شخص ما ، أما أن يكون المقصود شتم الشعب العراقي وقادته والدعوة الى قتل العراقيين وحرقهم وغير ذلك من طلبات سادية يطلبها معتوه فذلك بحاجة الى وضع قناة الجزيرة موضع المساءلة القانونية ، واحالة مقدم برنامج الاتجاه المعاكس وضيفه الى عيادة طبية نفسية ، لتقرر المكان الذي يجب ان يوضعوا فيه ، وهل هو استوديو تلفزيون فضائي أم مستشفى مجانين ؟
لقد كشفت قناة الجزيرة مرارا عن وجه قبيح تجاه العراق وشعبه ، وتبنت طوال حكم الطاغية صدام طروحات النظام الديكتاتوري رغم كونها تدعي اشاعة الرأي والرأي الاخر ، وكان المجرم طارق عزيز يوزع الشتائم على المعارضين الشرفاء من على شاشتها ، وحرصت على ان يكون عملاء وجلاوزة النظام الصدامي ضيوفها الذين لايعرفون سوى كيل الشتائم للمعارضة العراقية التي تشمل ملايين العراقيين خارج العراق فقط ، عدا الملايين التي كانت تنتفض باستمرار داخل العراق.
ان سقوط قناة فضائية عربية مثل قناة الجزيرة في براثن حفنة سوقية تنشر ثقافة الشتيمة ، والتحريض على القتل بحاجة الى مراجعة شاملة من قبل الوسط الاعلامي العربي اولا والوسط القانوني العربي ثانية، ومادامت قناة الجزيرة مملوكة لرجال حكم في دولة قطر ، فالواجب على الحكومة العراقية الحالية ان تلجأ الى القانون لازالة الاجحاف الذي احاق بالعراقيين الشرفاء من سب وشتم ، وتحريض على القتل ، ونأمل ان تلجأ وزارة العدل العراقية الى الجامعة العربية وهيئة وزراء الاعلام للمطالبة باتخاذ الاجراءات القانونية بحق المسيئين لشعبنا ووطننا .
ان الكشف عن شريط تلفزيوني يدين الرئيس السابق لقناة الجزيرة بعلاقته مع نظام صدام حسين قد يكون اخرجها عن طورها، فلجأت الى هذا الاسلوب الرخيص في التهجم على الشعب العراقي بدلا من الاعتذار عما اقترفت من جريمة تواطؤ مع المجرم عدي صدام الذي افقدها مصداقية الحياد في عالم الاعلام.
ومن الواضح انه منذ اليوم الذي سطرت فيه هذه القناة مأثرتها باستضافة اكثر من معتوه على شاشتها ، والعراقيون ينظرون اليها باستخفاف ويبصقون على تلك الوجوه القميئة التي تطل على هذه الشاشة التي اصابها الجنون والخبل دفاعا عن صدام حسين ونظامه المقبور.

#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات