أبو هريره والجزيرة وجهان لعملة واحدة

حسين الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ان اهم ما يحتاجه الطاغية اي طاغية هو جيش محترف من الاعلاميين ليبث دعاياته وسمومه الى المساكين والطبقات الساذجة من الشعوب المنكوبة به,اولا لينشر فكره الضال والمضلل وثانيا ليلتزم المضطهدون الصمت وكذلك الخنوع لما اتاهم الله على يدي الطاغية والمناداة (نامي جياع الشعب نامي), ان من اهم وظائف هذا السلاح المخيف ( وهو الاعلام) اذا صار بيد المنافقين والمتسلطين هو احقاق الباطل وازهاق الحق تلميع الجريمة واعطائها المظلة الشرعية تشويه الراي الاخر وتهميشه واذا استدعى الامر اغتياله , وما اسهل العثورعلى التبريرات الشرعية والدستورية والفقهية اللازمة لكل ظرف وازمة,هذا الدور الخبيث اضطلع به في زمن معاوية رجل يدعى (ابو هريرة), وهو نفس الدور الذي تلعبه اليوم قناة الجزيرة.
فاما ابو هريرة(نسبة الى هر صغير كان مغرم به)( طبقات ابن سعد) فقد نزح من اليمن الى المدينة بعد فتح خيبر سنة 7 هجري واعلن اسلامه وبهذا فانه قد صاحب الرسول(ص) ثلاث سنين فقط ( البخاري ج 2-ص 182)وخلال هذه الفترة القصيرة نقل عن الرسول(ص) اكثر من ( 5370) حديث وبالمقارنة مع عدد الاحاديث التي نقلت عن طريق ابو بكروعمروعثمان ,وعلي مجتمعين والبالغ عددها حوالي (1411) حديث - وهم الذين صاحبوا الرسول(ص) على مدى 23 عام وهم اقرب المقربين له - يتبين مدى احتراف ابو الهرة هذا للكذب والتزوير والتجاوز على رسول الله(ص) ورغم كل هذا فهو يقول ( حفظت عن رسول الله وعائين فاما احدهما فقد بثثته , واما الاخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم.(البخاري العلم - 114). والمعلوم ان عمر اراد نفيه ان لم يكف عن الحديث عن رسول الله(ص).
في سنة 21 هجري بعثه عمر واليا على البحرين ثم عزله سنة 23 ودعى عمر ابا هريرة قائلا له( علمت اني استعملتك على البحرين وانت بلا نعلين , ثم بلغني انك ابتعت افراسا بالف دينار وستمائة دينار )قال(خيل تناتجت وعطايا تلاحقت وسهام تتابعت) فقام عمر وضربه بالدرة حتى ادماه( ابن ابي الحديد- شرح النهج )(ابن عبد ربه- العقد الفريد)وقد اخرجه ابن سعد في طبقاته ان عمر قال لابي هريرة( يا عدو الله وعدو كتابه سرقت مال الله).
(وبعد تولي عثمان الخلافة اخلص ابو هريرة لال امية فربحت صفقته وراجت سلعته وصار بنو امية لايستمعون الا منه ورووا عنه الكثير من الاحاديث منهاان الرسول (ص) قال ( عثمان حي تستحي منه الملائكة)( ابن كثير البداية والنهاية) وان (ان الله ائتمن على وحيه ثلاثه انا وجبريل ومعاوية)(ابن عساكر)وكان يثبط همم انصار علي قائلا سمعت رسول الله يقول ( ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من المشي...) ( مسند احمد 2-282)وهو مخالفة صريحة للاية( فقاتلوا التي تبغي) حتى شخص الرسول لم يسلم من اذاه حيث قال( عرسنا مع نبي الله فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس..) ( مسلم 1-254) رغم ان الرسول يقول( ليس صلاة اثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء).
والقائمة تطول, قال غوبلز وزير الدعاية النازي( اكذب , اكذب , اكذب حتى تصدق نفسك) فقدكان ابا هريرة -سارق الخيول-سيدا لهذه المقولة ومن ثم تبنت هذا الارث قناة الجزيرة.
واما قناة الجزيرة وماادراك ماالجزيرة فلا تقل خبثا ولؤما عن سلفها الطالح. فالمقابر الجماعية اصبحت في دستورها حق للحاكم في معاقبة المارقين على الدين من الشيعة الذين شقوا عصا الطاعة.
وقتل الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ والمدنيين الامنين هي سنة السلف الصالح الدموي خالد بن الوليد ومسلم بن عقبة وبسر ابن ابي ارطاة والحجاج والحصين بن نميروما اكثر السلف من هذه الشاكلة.
والارهابيون من البعثيين والوهابيين هم رجال المقاومة الذين اصطفاهم الله لتحرير ارض السواد من المحتلين عن طريق قتل ابناءالعراق.
والقتلى المدنيين من اهل العراق هم الى النار وقتلى المدنيين الفلسطينيين هم شهداء واحياء عند ربهم يرزقون.
واختطاف المدنيين هو جزء من المقاومة المشروعة.
وتدمير البنى التحتية للعراق ليس ارهابا بحق الشعب العراقي واهدارا لثروته انما هي طريقة لتضييق الخناق على المحتلين.
وتدمير الكنائس هي سيرا على سنة الرسول(ص)(لايجتمع في جزيرة العرب دينان) فهم يضمون ارض السواد لميراث الجزيرة.
يحكى ان رجلا يدعى اشعب اراد ان يسخر من مجموعة من الصبيان فاخبرهم بوجود عرس وطعام وشراب عند الشارع الاخر فراح الصبية يهرولون نحو المكان وما هى الا لحظات حتى بدا يحدث نفسه ربما العرس كان حقيقة فاطلق رجليه للريح ليتاكد من الخبر... ان الفرق بين اشعب هذا وابو هريرة سارق الخيول انه استهزا بعقول مجموعة من الصبية ولمدة بسيطة من الزمن ولكن ابو هريرة استهزا بعقول امة كاملة ولمدة تتجاوز 1400 عام والجزيرة على خطاه .. فيالسذاجة هذه الامة.

#حسين_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات